Al-Quds Al-Arabi

ﻣﻮاﻓﻘﺔ »ﺣﻤﺎس« ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺔ اﻟﺘﻬﺪﺋﺔ وﺗﺒﺎدل اﻷﺳﺮى ﺧﻄﻮة ذﻛﻴﺔ... وأﻟﻘﺖ اﻟﻜﺮة ﻓﻲ اﳌﻠﻌﺐ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ واﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ

ﺗﺰاﻳﺪ اﳌﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﻟﻐﺎء أو ﲡﻤﻴﺪ ﻣﻌﺎﻫﺪة اﻟﺴﻼم ﻣﻊ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ... واﳉﺎﻣﻌﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻛﺸﻔﺖ أﻛﺎذﻳﺐ إﺳﺮاﺋﻴﻞ

- اﻟﻘﺎﻫﺮة ـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ«- ﻣﻦ ﺣﺴﺎم ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺼﻴﺮ:

ﻋﻠﻰ ﻣــﺪار اﻟﺴــﺎﻋﺎت اﳌﺎﺿﻴــﺔ وﻣﻨﺬ اﻗﺘﺤــﺎم ﺟﻴﺶ اﻻﺣﺘﻼل ﳌﻌﺒﺮ رﻓﺢ ﻣﻦ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ورﻓﻊ اﻟﻌﻠﻢ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻲ، ﺗﺰاﻳﺪت اﻟﻀﻐﻮط ﻋﻠــﻰ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ ﺑﺈﻟﻐــﺎء، أو ﲡﻤﻴﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴﺔ "ﻛﺎﻣــﺐ دﻳﻔﻴﺪ"، وﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟــﺔ ﻟﺘﺒﺪﻳﺪ اﻟﻐﻀﺐ اﻟﺬي ﻋﺒــﺮ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﺼﻮم اﻟﺴــﻠﻄﺔ، وﺗﺴــﺮب ﻟﻌﺪد ﻣــﻦ اﳌﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﻬــﺎ، أﻛﺪ ﻣﺼﺪر ﻣﺼﺮي رﻓﻴﻊ اﳌﺴــﺘﻮى، أن ﻣﺼﺮ ﺣــﺬرت ﻣﻦ اﻟﺘﺪاﻋﻴﺎت اﻟﺴــﻠﺒﻴﺔ ﻟﻮﻗﻒ اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ﻟﻘﻄﺎع ﻏﺰة، ﻻﻓﺘﺎ إﻟﻰ اﺳﺘﻤﺮار اﳉﻬﻮد اﳌﺼﺮﻳﺔ اﳌﻜﺜﻔﺔ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻫﺪﻧﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة. وﻣﻦ اﻟﻐﺎﺿﺒﲔ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﻔﻴﺪ ﺷــﻬﺎب أﺳــﺘﺎذ اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻋﻀﻮ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺪﻓــﺎع ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻃﺎﺑﺎ، اﻟﺬي أﻛﺪ، أن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ ﻳﺤﺬر ﻣﻦ اﺳــﺘﺨﺪام أي دوﻟﺔ ﻟﻠﻘﻮة أو اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﺳــﺘﺨﺪاﻣ­ﻬﺎ، ﻣﻀﻴﻔﺎ أن: »ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻴﺲ ﻋﺪواﻧﺎ ﻋﻠﻰ أرض ﻣﺼﺮﻳﺔ؛ ﻟﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﺗﻬﺪﻳــﺪ ﻷﻣﻦ اﳌﻨﻄﻘــﺔ، ﻓﻤﺼﺮ دوﻟﺔ ﺟﺎرة ﻟﻔﻠﺴــﻄﲔ وﻣﺮﺗﺒﻄــﺔ ﺑﻬﺎ، وﲤــﺖ ﻣﺮاﻋﺎة ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺴــﻼم، ﺑﺠﻌــﻞ ﻣﻌﺒﺮ ﻛــﺮم أﺑﻮ ﺳــﺎﻟﻢ ﲢﺖ اﻹدارة اﳌﺒﺎﺷــﺮة ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺼﺮ وإﺳﺮاﺋﻴﻞ؛ ﳌﻨﻊ ﺗﻬﺮﻳﺐ اﻟﺪرات واﻟﺴﻼح«. وأﺿــﺎف ﺧﻼل ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴــ­ﺔ: »ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻋﻠﻰ أرض ﻓﻠﺴــﻄﲔ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﻳﺆﺛــﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ، ﻣﻄﻠﻮب ﻣﻦ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ أﻻ ﺗﻌﺘﺪي ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﶈﺘﻠﺔ؛ ﺑﻞ ﺗﺪﻳﺮﻫﺎ، وﲢﺮص ﻋﻠﻰ اﻟﺴــﻼم ﻣﻊ اﳌﻨﻄﻘﺔ، وﻓﻲ اﳌﻘﺪﻣــﺔ ﻣﻨﻪ ﻣﺼﺮ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺴــﻼم ﺳــﻨﺔ .«1979 وأﻛﺪ أن ﻣﺼﺮ ﻟﻬﺎ اﳊﻖ ﻓﻲ إداﻧﺔ

ﻏﻴﺮوا اﳌﻌﺎدﻟﺔ

أﻋﺎدت اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻃــﻼب ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ أﻫﻤﻴﺔ اﳊﺮب ﻓﻲ ﻓﻠﺴــﻄﲔ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺸــﺘﺖ اﻧﺘﺒﺎه اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺒﺎدل اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻻﺳــﺘﻌﺮاﺿ­ﻴﺔ ﺑﲔ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ وإﻳﺮان. ﻛﻤﺎ أدت اﻟﻘﺮارات اﻟﺴــﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬﺗﻬــﺎ إدارة ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﺿــﺪ اﻟﻄﻼب، إﻟﻰ اﻧﺘﺸــﺎر اﳌﻈﺎﻫﺮات ﻓﻲ اﻟﻌﺸــﺮات ﻣﻦ ﻛﺒﺮﻳﺎت اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﺛــﻢ اﻧﺘﻘﻠﺖ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت، ﺣﺴــﺐ ﻣﻌﺘﻤﺮ أﻣﲔ ﻓﻲ "اﻟﺸــﺮوق"، إﻟﻰ ﺟﺎﻣﻌﺎت أﺧﺮى ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟــﺪول اﻷوروﺑﻴــﺔ، ﻓﻴﻤﺎ أﻃﻠــﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﻌﺾ "ﻃﻮﻓﺎن اﳉﺎﻣﻌﺎت" ﻋﻠﻰ ﻏﺮار "ﻃﻮﻓﺎن اﻷﻗﺼﻰ". وأﺳﻔﺮت ﻫﺬه اﳌﻈﺎﻫــﺮات اﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ﻋﻦ زﻳﺎدة اﻟﻘﻠــﻖ ﻟﺪى اﻹدارة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، واﳊﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻜﺒﺮى دوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺸــﺎط اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻷن ﻃﻮﻓﺎن اﳉﺎﻣﻌﺎت ﻳﻨﺘﻘﺪ اﻟﺮواﻳﺔ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي، ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺸــﻒ ﻋﻦ ﺻﺤﻮة اﻟﻀﻤﻴﺮ اﻟﻄﻼﺑﻲ اﻟﺬي ﳝﺜﻞ ﺻﻮت اﳌﺴــﺘﻘﺒﻞ. ﻧﻼﺣﻆ ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻫــﺮات اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، أﻧﻬﺎ ﺿﺪ ﺳــﻠﻮك دوﻟﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪاء ﻣﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، ﺑﻞ ﻫﻲ أﻗﺮب ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ، ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ دوﻟﺔ أﺧﺮى ﻟﻴﺴــﺖ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣــﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، وإﳕــﺎ ﻻ ﺗﻜﺘﺮث ﺑﻬــﺎ ﻋﻠﻰ أي ﻧﺤــﻮ. وﻣﻦ ﺛﻢ، ﺗﺘﺴــﺒﺐ اﳌﻈﺎﻫــﺮات ﻓﻲ وﺿــﻊ اﻹدارة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓــﻲ ﺣﺮج ﺑﺎﻟﻎ، ﻓﻬﻲ أﻛﺒﺮ ﻣﺼﺪر ﻟﻠﺴــﻼح إﻟﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻨﺎﺻﺮﻫﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﺿﺪ ﻗــﺮارات اﻹداﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ، ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﻟﺘﻨﺸﺮ اﻟﺴــﺮدﻳﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳊﺮب اﻟﺪاﺋﺮة ﻓﻲ ﻓﻠﺴــﻄﲔ، ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻨﺎﻓﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺮدﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ. ﻓﺎﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤــﺪة ﺗﺮﻳﺪ أﻻ ﻳﺼﺪق اﻟﻨﺎس أﻋﻴﻨﻬﻢ وﻳﺼﺪﻗﻮن ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ.

ﺳﺮدﻳﺔ ﻛﺎذﺑﺔ

ﻻ ﺗﻨﻔﺮد اﻹدارة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺴــﻠﻮك، ﺑﻞ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﻛﻞ وﺳــﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻧﺘﻤﺎءاﺗﻬﺎ اﳊﺰﺑﻴﺔ، وﻳﺴــﺮي اﻷﻣــﺮ ﻧﻔﺴــﻪ وﻓﻘﺎ ﳌﻌﺘﻤــﺮ أﻣﲔ ﻋﻠﻰ وﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻــﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﺪ ﻣﺎ ﻳﻨﺸــﺮ ﻟﻔﻀﺢ ﺟﺮاﺋﻢ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، وﺗﺮوج ﻷي رواﻳﺔ إﺳــﺮاﺋﻴﻠﻴ­ﺔ. وﻟﻜﻦ رﻏﻢ ذﻟﻚ ﺟﺎءت ﻣﻈﺎﻫﺮات اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﺘﻘﻮل، أن اﻟﺴﺮدﻳﺔ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻨﻌﺔ، وﺗﻨﺎﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ، وأن ﺳﻴﺎﺳــﺔ واﺷــﻨﻄﻦ ﻣﺰدوﺟﺔ اﳌﻌﺎﻳﻴﺮ، وأن اﻟﻄﻼب ﻳﺮﻳﺪون ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺳﻴﺎﺳــﺎت ﺑﻼدﻫﻢ، ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ إﻧﺼﺎﻓﺎ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳــﺎت ﺿﺪ أﻫﻢ ﺣﻠﻴﻒ ﻟﻠﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق، وﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﺔ. ارﺗﻔﺎع ﺻﻮت اﻻﺣﺘﺠﺎج ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻓﻲ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺑﻌﺪه.. ﻟﻌﻞ ﺻﻤﻮد اﻟﺸــﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻲ ﻓﻲ أرﺿﻪ، وﺗﺼﺪﻳﻪ ﻟﻠﺘﻬﺠﻴﺮ اﻟﻘﺴــﺮي، وإﺻــﺮاره ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ، ﻳﺒﺪد اﻟﺴﺮدﻳﺔ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔ اﻟﻜﺎذﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل، أن اﻟﺸــﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻲ ﺑﺎع أرﺿﻪ، وﻫﺠﺮ دﻳــﺎره، وﺗﺮﻛﻬﺎ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﻟﻠﻴﻬﻮد. واﳊﻘﻴﻘﺔ، أن ﻣــﺎ ﰎ ﺑﻴﻌﻪ أو ﻣﻨﺤﻪ ﻟﻠﻴﻬﻮد ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﲔ ﻣﻨﺬ ﺳــﻴﻄﺮة ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷــﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎم، وﺣﺘــﻰ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﻗﻴــﺎم اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﺎم 1948 ﻟــﻢ ﻳﺘﻌﺪ Ô6 ﻣﻦ ﻣﺴــﺎﺣﺔ ﻓﻠﺴــﻄﲔ. وﻗﺒﻞ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻨﺴــﺒﺔ، إﻟــﻰ ﺣﻀﺮاﺗﻜﻢ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﻧﺼﻒ ﻫﺬه اﻟﻨﺴــﺒﺔ، أي Ô3 ﻣﻦ ﻣﺴــﺎﺣﺔ ﻓﻠﺴــﻄﲔ، ﻛﺎﻧﺖ ﳑﻠﻮﻛﺔ ﻷﺛﺮﻳﺎء ﻣﻦ اﻟﻌﺮب، ﻣﺜﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﺮﺳــﻖ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، وﻗﺎﻣــﻮا ﺑﺒﻴﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﻋﻘﻮد إﻟﻰ وﺳــﻄﺎء ﻋﻦ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳــﺔ، أو إﻟﻰ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻻﺳــﺘﻌﻤﺎر اﻟﻴﻬــﻮدي اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﺔ. أﻣﺎ ﺑﺎﻗــﻲ اﻷرض، ﻓﺘﻢ ﺑﻴﻊ Ô2 ﻣــﻦ أﻣﻼك أﺛﺮﻳﺎء اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﲔ، و1٪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ أراﺿﻲ اﻟﻔﻼﺣــﲔ، اﻟﺬﻳﻦ أﺟﺒﺮ أﻏﻠﺒﻬــﻢ ﻟﻠﺘﻨﺎزل ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑــﻞ ﺣﺬف دﻳﻮﻧﻬﻢ ﻟﺒﻨــﻮك اﻟﺘﺴــﻠﻴﻒ اﻟﺰراﻋﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﺑﻨﻮﻛﺎ ﻳﻬﻮدﻳﺔ ﻓــﻲ ﻓﺘﺮة اﻻﺣﺘﻼل واﻻﻧﺘﺪاب اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧــ­ﻲ ﻋﻠــﻰ ﻓﻠﺴــﻄﲔ .1948-1917 ﺛــﻢ ﻣﻨﺢ ﻗﺮار اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﱈ اﳌﺘﺤﺪة 75٪ ﻣﻦ اﻷرض ﻟﺪوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻧﺴﺒﺔ ﺗﻌﺪاد اﻟﻴﻬﻮد ﻛﺎﻧﺖ 03٪ ﻣﻦ ﺗﻌﺪاد ﻓﻠﺴﻄﲔ ﻋﺸﻴﺔ إﻋﻼن اﻟﻘﺮار. ﺛﻢ اﺳــﺘﻮﻟﺖ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻨﻮة ﻓﻲ ﺣﺮب اﻟﻨﻜﺒــﺔ أو ﺣﺮب »اﻻﺳــﺘﻤﻼك«، ﻋﻠﻰ 06٪ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻠﺠﺎﻧﺐ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻲ ﻓﻲ ﻗﺮار اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ، ﻟﺘﺮﺗﻔﻊ ﻧﺴﺒﺘﻪ إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ 08٪ ﻣﻦ ﻣﺴــﺎﺣﺔ ﻓﻠﺴﻄﲔ. وﺗﻔﻌﻞ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﻟﺘﺰﻳﻴــﻒ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، وﻟﺬﻟﻚ ﻳﺰﻋﺠﻬﺎ اﳊــﺮاك ﻓﻲ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻷﻧﻪ ﻳﺴــﺘﺪﻋﻲ أﺳــﺌﻠﺔ ﻋﻤﺎ ﺣــﺪث، وإﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ﺗﺴﻘﻂ اﻟﺴﺮدﻳﺎت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ واﺣﺪة ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى.

اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ رﻓﺢ

ﻻ ﺗﻨﺘﺎب اﻟﺪﻫﺸﺔ ﺳــﻠﻴﻤﺎن ﺟﻮدة ﻓﻲ "اﳌﺼﺮي اﻟﻴﻮم" ﻣﺒﺮرا ذﻟﻚ: ﻻ أﺳﺘﻐﺮب دﺧﻮل إﺳﺮاﺋﻴﻞ إﻟﻰ رﻓﺢ ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻧﻔﺴــﻬﺎ اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺣﻤﺎس ﻗﺒﻮل اﺗﻔﺎق ﻫﺪﻧﺔ.. ﻟﻮ رﺟﻌﻨﺎ إﻟﻰ أﺣــﺪاث اﻷﻳﺎم اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﺳﻨﻜﺘﺸــﻒ أن ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻗﺎل ﺻﺮاﺣﺔ إﻧﻪ ﺳــﻴﺪﺧﻞ رﻓﺢ ﺑﻬﺪﻧﺔ وﺑﻐﻴﺮ ﻫﺪﻧﺔ.. وﺣﺘﻰ ﻟﻮ اﻋﺘﺒﺮﻧﺎ أن ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﺄن ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺳــﺒﻴﻞ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﻤــﺎس، واﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﺈن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫــﻮ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻷﻳﺎم اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ. ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﻨﻜﺘﺸــﻒ أن إﻳﺘﻤﺎر ﺑﻦ ﻏﻔﻴﺮ وزﻳﺮ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ، وﺑﺘﺴــﻠﺌﻴﻞ ﺳــﻤﻮﺗﺮﻳﺘﺶ وزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴﺔ، ﻫﺪدا ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻦ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﺳﻴﻨﺴــﺤﺒﺎن ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر إذا ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ رﻓﺢ. وﻻ ﻳﻌﻨﻲ اﻧﺴــﺤﺎﺑﻬﻤ­ﺎ إﻻ اﻧﻬﻴﺎر اﳊﻜﻮﻣﺔ، وﻻ ﻳﻌﻨﻲ اﻧﻬﻴﺎرﻫﺎ ﺷﻴﺌﺎ إﻻ أن ﻳﺠﺪ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ أﻧﻪ ﻳﻘﻒ ﻋﺎرﻳﺎ ﺑﻼ

واﺳــﺘﻨﻜﺎر ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ رﻓــﺢ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﺔ، ﻗﺎﺋﻼ: »ﻣﺎ ﻗﺎﻣــﺖ ﺑﻪ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ وإن ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﺒﺤﺘﺔ اﳌﺒﺎﺷــﺮة ﻫﻮ ﻋﺪوان ﻣﺒﺎﺷــﺮ، إﳕﺎ ﻓﻴﻪ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷــﺮ ﺑﺎﺳــﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺣﻘﻨــﺎ أن ﻧﺪﻳﻨﻪ وﻧﻘــﻮل إﻧــﻪ ﻳﺨﺎﻟــﻒ اﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ اﻟﺴــﻼم، وﻣﺎ ﺗﻘــﺮر ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﺘﻨﺴــﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﻌﺒﺮ ﻛﺮم أﺑﻮ ﺳــﺎﻟﻢ«. وواﺻﻞ: »إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻗﺎﻣــﺖ ﺑﺎﺳــﺘﺨﺪام اﻟﻘــﻮة وﻫــﺪدت اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻫــﺪدت ﻣﺼﺮ ﺑﻄﺮﻳــﻖ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷــﺮ، وﺛﺎﻧﻴــﺎ ﺧﺎﻟﻔﺖ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻣﻦ ﺑﻨﻮد ﺗﻌﺎون ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﳌﻌﺒﺮ ﻛﺮم أﺑﻮ ﺳــﺎﻟﻢ ﺑﺎﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻴﻪ وأﻏﻠﻘﺘﻪ ﻫﻮ وﻣﻌﺒﺮ رﻓﺢ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ«.

وأﺷــﺎر إﻟﻰ أن »ﻫــﺬه اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت ﲤﺜــﻞ ﻋﺪواﻧﺎ ﻣﺪاﻧﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ وﻣﻦ ﻣﻴﺜﺎق اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺪة، وﻣﺪاﻧﺎ وﻓﻖ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺴــﻼم اﳌﻮﻗﻌــﺔ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳــﻦ«. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻜﺎﺗــﺐ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺒﻠﺸــﻲ ﻧﻘﻴﺐ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ، أن اﳊــﺮب اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻄــﺎع ﻏﺰة ﲤﺜــﻞ ﺟﺮﳝﺔ ﻫﻲ اﻷﻛﺒﺮ ﻓــﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺤﻖ اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ، ﻣﺆﻛــﺪا أن اﺟﺘﻴﺎح ﻗﻮات اﻻﺣﺘﻼل ﻟﺮﻓﺢ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﺔ، ﻻ ﻳﻬﺪد ﻓﻘﻂ اﳊﺪود اﳌﺼﺮﻳــﺔ اﻟﺸــﻤﺎﻟﻴﺔ؛ ﺑــﻞ ﻳﻬــﺪد 1.5 ﻣﻠﻴــﻮن ﻓﻠﺴــﻄﻴﻨﻲ ﻣﺤﺎﺻﺮﻳﻦ ﻓــﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﲟﺠﺰرة إﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ واﻋﺘﺒﺮ ﺧﻼل ﺗﺼﺮﻳﺤــﺎت ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴــ­ﺔ أن اﺧﺘــﺮاق اﻟﻌــﺪو اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﳌﻌﺎﻫﺪة اﻟﺴــﻼم واﻟﺴــﻴﺮ ﻋﻠــﻰ اﳊــﺪود اﳌﺼﺮﻳﺔ ﳝﺜﻞ »إﻋﻼن ﺣﺮب« ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬــﻢ، ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﻮﻗﻔﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﲡﺎه ﻫــﺬا اﳋﺮق، ﻗﺎﺋــﻼ: »ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﺟــﺮاءات ﻋﺎﺟﻠــﺔ إزاء ﻣﺎ ﺟــﺮى«. وﻃﺎﻟﺐ ﺑﺘﺠﻤﻴــﺪ أو إﻟﻐــﺎء اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺴــﻼم ﻣﻊ

ﻏﻄﺎء ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﺤﺼﻨﻪ ﺿﺪ اﳌﻼﺣﻘﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ، ﻓﻼ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﺳــﺎﻋﺘﻬﺎ إﻻ أن ﻳﻘﻒ أﻣﺎم اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻣﺮﺗــﲔ: ﻣﺮة أﻣﺎم ﳉﻨﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮه ﻟﺘﺤﺎﺳــﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺼﻴﺮه ﻓﻲ ﻫﺠﻮم اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ أﻛﺘﻮﺑﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول، اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻘﺴﺎم ﻋﻠﻰ اﳌﺴــﺘﻮﻃﻨﺎ­ت اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔ اﻟﺎورة ﻟﻘﻄﺎع ﻏﺰة، وﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴــﺔ ﻋﻦ ﺛﻼث ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻓﺴــﺎد ﻣﺘﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ وﻗﻮع اﻟﻬﺠﻮم. وﻻ ﺑﺪ أﻧﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﳉﻨﺔ أﺟﺮاﻧﺎت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸــﻜﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﺣﺮب أﻛﺘﻮﺑﺮ ،1973 واﺳــﺘﺪﻋﺖ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻛﻞ اﻟﻘﺎدة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﲔ ﻟﺘﺤﺎﺳــﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺰﳝﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ أﺻﺎﺑﺖ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ. ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺗﺨﺬ اﻟﺴﺎدات ﻗﺮار اﳊﺮب وﺣﻘﻖ اﻟﻨﺼﺮ.. وﻗﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺸــﺄ اﻟﻠﺠﻨﺔ أن ﺗﺴــﺘﺜﻨﻲ أﺣﺪا، ﻓﺠﺎءت ﺑﺎﻟﺴﺎﺳــﺔ واﻟﻘﺎدة اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﲔ ﺟﻤﻴﻌﺎ أﻣﺎﻣﻬﺎ، ﻣﻦ ﻏﻮﻟﺪا ﻣﺎﺋﻴﺮ رﺋﻴﺴــﺔ اﳊﻜﻮﻣﺔ، إﻟﻰ ﻣﻮﺷﻰ دﻳﺎن وزﻳﺮ اﻟﺪﻓﺎع، إﻟﻰ دﻳﻔﻴﺪ أﻟﻴﻌــﺎزر رﺋﻴﺲ أرﻛﺎن اﳉﻴﺶ، ﺛﻢ إﻳﻠﻰ زﻋﻴــﺮا ﻣﺪﻳﺮ اﻟﺎﺑﺮات اﳊﺮﺑﻴــﺔ، وأداﻧﺘﻬﻢ واﺣﺪا واﺣﺪ. ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴــﺘﻮى اﻹداﻧﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ، ﺛﻢ ﺗﻨﺘﻈــﺮه اﻹداﻧﺔ اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻔﺴــﺎد اﻟﺜﻼث.. وﻷن اﳌﺘﻄﺮف ﺑﻦ ﻏﻔﻴﺮ ﻳﻌﺮف ذﻟــﻚ ﺟﻴﺪا، وﻣﻌﻪ اﳌﺘﻄﺮف ﻣﺜﻠﻪ ﺳﻤﻮﺗﺮﻳﺘﺶ، ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﳝﺴــﻜﺎن ﺑﺮﺋﻴﺲ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻳﺪه اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﻌــﻪ، وﻳﺘﺤﻜﻤﺎن ﻓﻴﻪ وﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ، وﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﻫﻤﺎ اﻟﻠﺬان ﻳﺮأﺳــﺎﻧﻬﺎ ﻻ ﻫﻮ. ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻳﺴــﻌﻰ ﻣﻨﺬ ﻫﺠﻮم اﻟﺴــﺎﺑﻊ ﻣﻦ أﻛﺘﻮﺑﺮ/ ﺗﺸــﺮﻳﻦ اﻷول إﻟﻰ إﻧﻘــﺎذ رﻗﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﺳــﻴﻒ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﻼده، ﻻ إﻟﻰ إﻧﻘﺎذ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ.. ﻫﺬا إذا ﺗﻜﻠﻤﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﺪاﻟﺔ اﻷرض، أﻣﺎ ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﺴــﻤﺎء ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﺷﺄﻧﺎ آﺧﺮ.

اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ واﻟﻌﻘﺒﺎت

اﻻﺗﻔــﺎق ﻋﻠﻰ ﺻﻔﻘــﺔ ﻟﺘﺒﺎدل اﻷﺳــﺮى ﺑــﲔ ﺣﻤﺎس وإﺳــﺮاﺋﻴﻞ، ﻛﺎن ﻗﺎب ﻗﻮﺳــﲔ أو أدﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻘﻖ، ﻟﻮﻻ اﻟﻌﺮاﻗﻴــﻞ واﻟﻌﻘﺒــﺎت اﻟﺘــﻲ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫــﻮ وﻣﺠﻠﺲ اﳊﺮب ﻹﻓﺸــﺎل اﻟﺼﻔﻘﺔ، دأب ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﳊﺮب ﻋﻠﻰ ﻏﺰة ﻓﻲ اﻟﺴــﺎﺑﻊ ﻣﻦ أﻛﺘﻮﺑﺮ/ﺗﺸــﺮﻳﻦ اﻷول اﳌﺎﺿﻲ، ﺣﺴــﺐ ﺟﻴﻬﺎن ﻓﻮزي ﻓﻲ "اﻟﻮﻃﻦ"، ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﻌﺼﺎ ﻓﻲ اﻟﺪواﻟﻴﺐ ﻹﺟﻬﺎض أي اﺣﺘﻤﺎل ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻀﻊ ﺣﺪا ﻟﻠﻤﺠــﺎزر اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺿﺪ ﺳــﻜﺎن ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﻏﻴﺮ آﺑــﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺬﻳﺮات اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، وﻻ اﻟﻨــﺪاءات اﻟﺪوﻟﻴﺔ، وﻻ اﻷﳑﻴــﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎﻟــﺐ ﺑﻮﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨــﺎر، واﻟﺮﻓﺾ اﻟﺘﺎم ﻻﺟﺘﻴﺎح ﻣﺪﻳﻨﺔ رﻓﺢ، اﻟﺬي ﻳﻬﺪد ﺑﻪ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻛﻞ ﻳﻮم. رﻓﺢ ﻫﻲ اﶈﻄﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻷﻛﺜــﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮن وﻧﺼﻒ اﳌﻠﻴﻮن ﻧﺎزح ﻓﻠﺴــﻄﻴﻨﻲ، ﻇﻠﻮا ﻳﺘﻨﻘﻠﻮن ﻣﻦ »ﻣﻨﻄﻘﺔ آﻣﻨﺔ« ﻷﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻘﻄــﺎع، واﻵن ﻳﺴــﺘﻌﺪون ﻟﻨﺰوح ﺟﺪﻳــﺪ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺴــﻜﺮﻳﺔ إﺳــﺮاﺋﻴﻠﻴ­ﺔ وﺷــﻴﻜﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻢ ﺗﻘﺪم إﻟﻰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺧﻄﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻟﻀﻤﺎن ﺳــﻼﻣﺔ اﳌﺪﻧﻴﲔ، وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻌﺎرض إدارة ﺑﺎﻳﺪن ﺷــﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺴــﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻳﻨﺔ دون ﺧﻄﺔ واﺿﺤــﺔ ﻻﺟﻼء اﳌﺪﻧﻴﲔ وﺗﺄﻣﲔ اﳌﺄوى واﳌﺄﻛﻞ واﳌﺸــﺮب واﻷدوﻳﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻬﻢ. ورﻏﻢ أن اﳌﺪﻧﻴﲔ ﳝﺜﻠﻮن أﻛﺒﺮ ﻋﺎﺋﻖ أﻣﺎم إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﺧﻄﻄﻬﺎ ﻻﺟﺘﻴﺎح رﻓﺢ، وﺗﺘﻀﺎءل ﻣﻌﻬــﺎ ﻓﺮﺻﺔ اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻓﻴﻬﺎ، ﲟﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن أي ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺳــﺘﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻣﺠﺰرة ﻣﺆﻛﺪة، إﻻ أن ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺮار ﺣﻜﻮﻣﺔ اﳊﺮب ﺷــﻴﺌﺎ، وﻻ ﺗﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ، ﺑﻞ ﲤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎ ﻓﻲ ﲡﺎه ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻟﻌﺴــﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻃــﺎل اﻧﺘﻈﺎرﻫﺎ وﰎ ﺗﺄﺟﻴﻠﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة.

ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ورط ﺟﻴﺸﻪ

ﻟــﻢ ﺗﻜﻦ رﻓﺢ ﻓــﻲ ﻳﻮم ﻣــﻦ اﻷﻳــﺎم ذات أﻫﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ»ﺣﻤﺎس«، وﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﳌﻌﻘﻮل وﻓﻘﺎ ﳉﻴﻬﺎن ﻓﻮزي أن ﳝﺜﻞ دﺧﻮل رﻓﺢ ﲢﻮﻻ ﻓﻲ ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى ﻳﺴــﺘﺤﻖ ﻣﺎ أﺛﻴﺮ ﺣﻮل ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﺨﺐ ﺳﻴﺎﺳــﻲ وإﻋﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﳌﺴــﺘﻮى اﻟﺪوﻟﻲ. ﻫﻨﺎ ﻳﻄﺮح اﻟﺴﺆال اﳉﻮﻫﺮي: ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪه ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻣﻦ وراء اﻟﺘﻬﺪﻳــﺪ ﺑﺎﻗﺘﺤﺎم رﻓﺢ واﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺮارا ﻋﻠﻰ أن ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻣﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺬا اﻻﺟﺘﻴﺎح، ﺣﺘﻰ أن ﻋﺎرﺿﺘــﻪ اﻹدارة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ؟ اﳉﻮاب ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺎﻟﺘﻜﺘﻴﻚ اﻟﺮﺋﻴﺴــﻲ اﻟــﺬي ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ واﳌﺘﻤﺜﻞ ﺑﺨﻼﺻﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ ﻻ وﻗﻒ ﻟﻠﺤﺮب، دون ﺗﺴــﺠﻴﻞ اﻧﺘﺼﺎر ﻣﺎ ﻳﺪرأ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴــﻪ ﺳــﻴﻞ اﻻﺗﻬﺎﻣــﺎت اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﻠﺤﺮب ﺑﺎﻹﻫﻤﺎل وﺳﻮء اﻹدارة واﻟﺘﻘﺼﻴﺮ، وﲡﺎﻫﻞ ﺣﻴﺎة اﻷﺳــﺮى اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﲔ، ودﻓﻊ اﳉﻴﺶ إﻟﻰ ﻫﺠﻮم ﺑﺮي ﻻ أﻫﺪاف واﺿﺤﺔ ﻟﻪ وﻻ أﻓﻖ ﺳﻴﺎﺳــﻴﺎ ﻳﻌﺠﻞ اﻟﻬﺠﻮم وﻳﺒﺮر ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ. ﻟﻘﺪ ورط ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ وﺟﻴﺸــﻪ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻻدﻋﺎءات اﳌﺸــﻜﻮك ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻬــﺎ، ﻓﻠﻄﺎﳌﺎ أﻋﻠﻦ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻓﻜﻚ ﻗﻮة» ﺣﻤﺎس« ﻓﻲ اﻟﺸــﻤﺎل وﻓﻲ ﻏﺰة اﻟﻮﺳﻄﻰ وﺧﺎن ﻳﻮﻧــﺲ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺴــﺘﻄﻴﻊ اﻵن اﻻﺳــﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﳊﺮب ﻫﻨﺎك، ﻷن ﻫﺬا ﻗﺪ ﻳﻜﺸﻒ زﻳﻒ ادﻋﺎءاﺗﻪ، وﻟﻢ ﻳﺘﺒﻖ أﻣﺎﻣﻪ ﺳــﻮى اﺧﺘﻼق ﻫﺪف ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺒﺮر ﻟﻪ اﻻﺳــﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﳊﺮب ﺷــﻬﺮا أو أﻛﺜﺮ، ﻋﻠﻰ أﻣﻞ أن ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﻗﺼﻒ اﳌﺪﻧﻴﲔ وﻗﺘﻠﻬﻢ وﲡﻮﻳﻌﻬﻢ، ﺳــﻴﺮﻏﻢ »ﺣﻤﺎس« ﻓــﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﻟﺸﺮوط اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻟﻮﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر، وإﻃﻼق اﻷﺳﺮى اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﲔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺄﻗﻞ ﺛﻤﻦ، ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻹﻧﻘﺎذ ﻧﻔﺴــﻪ وﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻘﻮط اﶈﺘﻮم ﻓﻲ ﺣﺎل ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ذﻟﻚ. ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﲔ واﳌﺮاﻗﺒﲔ ﻓﻘﺪ ﲢﻮﻟﺖ اﳊﺮب إﻟــﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺑﺘﺰاز وﺣﺸــﻴﺔ ﻻ ﲢﻘﻖ أي إﳒﺎز ﻋﺴــﻜﺮي ذي وزن، ﺳﻮى وﻗﻮع اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ اﻷﺑﺮﻳﺎء، اﻟﺬﻳﻦ أﺻﺒﺤﻮا ﺟﻮﻫﺮ ﻫﺬا اﻻﺑﺘﺰاز.

إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻣﺆﻛﺪا أن ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻻﺣﺘﻼل ﻫﻲ ﻣﻦ ﺧﺮﻗﺖ ﻫﺬه اﳌﻌﺎﻫﺪة وﻟﻴﺴــﺖ ﻣﺼﺮ، وﺷــﺪد اﻟﺒﻠﺸــﻲ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺼﺮ ﻟﻴﺴــﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻋﻼﻗــﺎت ﻣﻊ دوﻟــﺔ ﻋﺪواﻧﻴﺔ ﺗﻮاﺻﻞ ﻋﺪواﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻟﺸﻘﻴﻖ، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أن إﻟﻐﺎء ﻣﻌﺎﻫﺪة اﻟﺴﻼم وﻗﻄﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺪي ﻋﻠﻰ أﻣﻦ ﻣﺼﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲ واﺟﺐ. وأﻛﺪ أن »ﻫﻨﺎك ﻣﺤﺪدات ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﳊﻔــﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷوﺿﺎع اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ وﺗﻬﺪﻳﺪ ﻗﺮاﺑﺔ 1.5 ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ﲟﺠﺰرة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪودﻧﺎ، ﻫــﺬا أﻳﻀﺎ ﻳﻬــﺪد اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣــﻲ، اﻟﻮﺿﻊ اﻹﻧﺴــﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻬﺠﻴﺮ وإﻧﻬﺎء اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﺔ«. وﻧﻔﻰ اﻟﺪﻛﺘــﻮر ﻣﺤﻤﻮد ﻣﺴــﻠﻢ رﺋﻴــﺲ ﳉﻨﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓــﺔ واﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸــﻴﻮخ، أن ﺗﻜﻮن اﳌﻔﺎوﺿــﺎت ﺑﲔ ﺣﻤﺎس وإﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻋــﺎدت إﻟــﻰ ﻣﺮﺑﻊ اﻟﺒﺪاﻳــﺔ أو اﻟﻨﻘﻄــﺔ ﺻﻔﺮ. وﻗــﺎل أن "اﳌﻔﺎوﺿــﺎت ﺳﺘﺴــﺘﻜﻤﻞ، واﻟﻴــﻮم اﻷول ﻣﻦ اﳌﻔﺎوﺿــﺎت ﻣﺒﺸــﺮ، ﺑﺴــﺒﺐ اﺳــﺘﻤﺮار اﻟﺘﻮاﻓــﻖ وﻟــﻢ ﻳﻨﺴــﺤﺐ أﺣﺪ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﺣﻮل ﻓﺘﺢ ﻣﻌﺒﺮ ﻛﺮم أﺑﻮ ﺳﺎﻟﻢ، وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻌﺒــﺮ رﻓﺢ". وﺗﺎﺑــﻊ ﻗﺎﺋﻼ، أن اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴــﺾ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ إﻧﻬــﺎء اﻻﺗﻔﺎق، وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻷﻣﻮر ﺗﺴــﻴﺮ ﺑــﻼ ﻣﺸــﻜﻼت ﺟﺬرﻳــﺔ وﺑﺸــﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ، وﺳﺘﺴــﺘﻜﻤﻞ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﺗﻔــﺎق اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻷﺧﻴﺮة، ﻻﻓﺘﺎ إﻟــﻰ أن اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻣﺜﻠﺖ ﻧﻮﻋﺎ ﻣــﻦ اﻟﻀﻐــﻂ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻃــﺮاف ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟــﻰ اﺗﻔﺎق ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻬﺪﻧﺔ. ﻟﺬا ﻓﺈن اﻟﻬﺪف اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻫﻮ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﳊﺮب، أﻣﺎ اﻟﻬﺪف اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ ﻓﻬﻮ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﺑﺎﺳــﺘﻤﺮار، ﻓﺘﺎرة ﻳﻜﻮن ﺟﺒﺎﻟﻴﺎ، وﺗﺎرة أﺧﺮى ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﺸــﻔﻰ اﻟﺸﻔﺎء، ﺛﻢ ﻣﺴﺘﺸــﻔﻰ ﻧﺎﺻﺮ، ﺛﻢ ﺣــﻲ اﻷﻣﻞ، وﻫﻜــﺬا ﲤﻀﻲ اﳊﺮب وﺗﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻫــﺪف إﻟﻰ آﺧﺮ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ اﻟﻬﺪف اﻷﺧﻴﺮ وﻫﻮ رﻓﺢ.

ﻣﺎ زال ﻳﺮاوغ

ﻛﺎن ﻧﺘﻨﻴﺎﻫــﻮ ـ ﻛﺎﻟﻌﺎدة ـ ﻳﺘﺄﻫــﺐ ﻟﻠﺘﺼﻌﻴﺪ ﻧﺤﻮ ﻣﺰﻳﺪ ﻣــﻦ اﻟﻘﺘﻞ واﻟﺪﻣــﺎر، ﻣﻦ ﲢﻤﻴﻞ اﻟﻄــﺮف اﻵﺧﺮ »ﺣﻤﺎس« اﳌﺴــﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﺳــﺘﻤﺮار اﳊــﺮب.. ﺣﲔ ﻓﻮﺟــﺊ ﺑﺎﻟﺮد اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ اﻟــﺬي ﻗﺒﻠﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ »ﺣﻤﺎس« اﻻﺗﻔﺎق اﳌﻘﺘﺮح ﻣﻦ ﻣﺼﺮ وﺑﺎﻗﻲ اﻟﻮﺳﻄﺎء دون أي ﺷﺮوط.. ﻟﻴﺠﺪ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻧﻔﺴــﻪ وﻓﻖ ﻣﺎ أوﺿﺢ ﺟﻼل ﻋﺎرف ﻓــﻲ "اﻷﺧﺒﺎر" ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﺎﻟﺮد وﲢﻤﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﺳﺘﻤﺮار ﺣﺮب إﺑﺎدة ﻳﺮﻓﻀﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟــﻢ ﻛﻠــﻪ، وﻻ ﻳﺆﻳﺪﻫــﺎ إﻻ زﻋﻤﺎء ﻋﺼﺎﺑــﺎت اﻹرﻫﺎب اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸــﺎرﻛﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ، ﻳﺠﺪ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻧﻔﺴــﻪ ﻣﻀﻄﺮا ﻹرﺳــﺎل وﻓﺪ اﻟﺘﻔﺎوض ﻟﻠﻘﺎﻫﺮة، ﻣﻊ اﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄن اﻻﺗﻔﺎق ﻻ ﻳﻠﺒﻲ ﻣﻄﺎﻟﺐ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺸــﺮاء اﻟﻮﻗــﺖ.. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﳝﻀﻲ ﻓــﻲ اﻟﺘﺼﻌﻴــﺪ واﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﺟﺘﻴــﺎح رﻓﺢ، وﻫﻮ ﻳﻌــﺮف ﺟﻴﺪا أﻧﻪ ﻳﺴــﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴــﺪود، ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻟﻪ ﻗﺎدة ﺟﻴﺸــﻪ وأﺟﻬﺰة ﻣﺨﺎﺑﺮاﺗﻪ ﻗﺒﻞ أﻳﺎم، وﻫــﻢ ﻳﺆﻛﺪون ﻟﻪ أن اﳊﺮب وﺻﻠــﺖ ﻟﻨﻬﺎﻳﺘﻬﺎ، وأن اﻻﺗﻔــﺎق اﳌﻌﺮوض ﺟﻴــﺪ وﻳﻨﺒﻐﻲ ﻗﺒﻮﻟﻪ، وأن اﺳــﺘﻤﺮار اﳊﺮب ﺳﺘﻜﻮن ﺗﻜﻠﻔﺘﻪ ﻛﺒﻴﺮة، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ اﻓﺘﻘﺎد ﻋﻨﺼﺮﻳﻦ ﻣﻬﻤﲔ ﻫﻤــﺎ: اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ ﻓﻲ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ، واﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻷﻣﺮﻳﻜــﻲ اﻟــﺬي ﻛﺎن ﺑﻼ ﺣــﺪود وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻛﺬﻟــﻚ. ﻳﻌﺮف ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ أن اﻻﺗﻔﺎق اﳌﻌﺮوض ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮه ﻣﺎ ﺳﺒﻖ أن واﻓــﻖ ﻋﻠﻴﻪ، وﻫﻮ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺟﻬﺪ اﻟﻮﺳــﻄﺎء، وﻫﻮ أﻳﻀﺎ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﳊﺘﻤﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﳊﺮب اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ ـ ﺑﺎﻋﺘﺮاف ﻗﻴﺎداﺗﻪ اﻟﻌﺴــﻜﺮﻳﺔ ـ إﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺪود، وﻳﻌﺮف ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ أن اﺟﺘﻴﺎح رﻓﺢ ﻻ ﺗﺴــﺘﻄﻴﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﲢﻤﻞ ﺗﺒﻌﺎﺗﻪ.. ﻟﻜﻨﻪ ـ ﻓــﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال ﻳﺒﺤــﺚ ﻋﻦ ﻟﻘﻄﺔ ﺗﺬﻛﺎرﻳــﺔ ﻳﺤﺎول ﺑﻬﺎ أن ﻳﻘﻮل إﻧــﻪ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺑﺎﻻﺳــﺘﻤﺮا­ر ﻓﻲ اﳊﺮب، وأن اﳊﺮب وﺣﺪﻫﺎ ـ وﻟﻴﺲ اﻟﺘﻔﺎوض ـ ﻫﻮ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﺎﻟﺼﻔﻘﺔ وأﻓــﺮج ﻋﻦ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ، ﻟﻌﻠﻪ ﺑﻬــﺬا اﻟﺘﺰﻳﻴﻒ ﻟﻠﺤﻘﺎﺋﻖ ﻳﻬﺮب ﻣﻦ اﳌﺴــﺆوﻟﻴﺔ وﻳﺮﺿﻲ زﻋﻤﺎء اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻘﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻪ. ﺳﻴﺴﻌﻰ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻛﺎﻟﻌﺎدة ـ ﻟﻠﺘﺴﻮﻳﻒ وﺷﺮاء اﻟﻮﻗﺖ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺧﺎﺳــﺮة، اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ اﳊــﺮب وﻳﺮﻓﺾ اﺟﺘﻴﺎح رﻓﺢ، وﺗﻔﺠﻴــﺮ اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ ﻛﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ، ﻣﺤﺎدﺛﺎت اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺳﺘﻜﻮن ﺣﺎﺳﻤﺔ، ﻋﻠﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ أن ﺗﺴــﺘﻤﻊ ﺟﻴــﺪا ﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﺼــﺮ ﺑﺄن ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠــﻪ ﻓﻲ رﻓﺢ ﻣﺮﻓﻮض وﻣﺪان، وأﻧﻪ ﻻ ﻃﺮﻳــﻖ ﻹﻳﻘﺎف ﻫﺬه اﳊﺮب ﻓﻮرا وﻧﻬﺎﺋﻴﺎ.. وإن ﻛﺮه ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ أو ﻏﻀﺐ ﺑﻦ ﻏﻔﻴﺮ.

ﳒﺤﺖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ

ﳒﺤــﺖ اﳌﻘﺎوﻣــﺔ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﺔ ﻓﻲ »ﺗﻌﺮﻳــﺔ« أﻣﺮﻳﻜﺎ وإﺳﺮاﺋﻴﻞ ﲟﻮاﻓﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﺮح وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر وﺗﺒﺎدل اﻷﺳــﺮى، وﻫﻮ اﳌﻘﺘﺮح اﻟﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺣﺴﺐ ﻋﺒﺪ اﶈﺴﻦ ﺳــﻼﻣﺔ ﻓﻲ "اﻷﻫﺮام" ﺛﻼث ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺸــﻤﻞ، اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻟﺘﺒﺎدل اﻷﺳﺮى واﶈﺘﺠﺰﻳﻦ، وﻫﺪﻧﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ اﻟﻮﻗﻒ اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﻸﻋﻤــﺎل اﻟﻌﺪاﺋﻴﺔ ﺑــﲔ اﳉﺎﻧﺒﲔ، ﻣــﺎ ﻳﻌﻨﻲ وﻗﻔﺎ داﺋﻤﺎ ﻹﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻓــﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. ﻣﺼﺮ ﺑﺬﻟﺖ ﺟﻬﻮدا ﺣﺜﻴﺜﺔ وﻣﻀﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر، ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﺘــﻲ ﺗﻮﻓﺮ اﳊﺪ اﻷدﻧﻰ اﳌﻘﺒــﻮل ﻟﻠﻄﺮﻓﲔ، وﲟﺎ ﻳﺆدي ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﻟــﻰ وﻗﻒ ﺣﻤﺎﻣﺎت اﻟﺪم ﻓﻲ ﻏــﺰة. ﻣﺼﺪر ﻣﺼﺮي رﻓﻴﻊ اﳌﺴــﺘﻮى ﺻﺮح ﻟﻘﻨﺎة »اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻷﺧﺒﺎرﻳﺔ« ﻣﺴــﺎء اﻻﺛﻨﲔ اﳌﺎﺿﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻨﺘﻈﺮ وﺻﻮل وﻓﺪ ﻣﻦ ﺣﻤﺎس إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻫﺮة أول أﻣﺲ اﻟﺜﻼﺛﺎء، ﻛﻤﺎ أﻋﻠﻦ ﻣﻜﺘﺐ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ رﺋﻴﺲ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔ أﻧﻪ ﺳﻴﺘﻢ إرﺳــﺎل وﻓﺪ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻟﻠﻘﺎء اﻟﻮﺳــﻄﺎء ﻟﺒﺤــﺚ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ »ﺻﻔﻘﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ« ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ. ﻟﻸﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ وﺳﻂ ﻫﺬا اﻟﺰﺧﻢ، وﻫﺬا اﻟﺘﻔﺎؤل ﺗﺼﺮ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻋﻠﻰ إﺷــﻌﺎل اﳌﻮﻗﻒ، وﺗﻌﻘﻴﺪه، ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺑﻀﺮب ﻣﻌﺒﺮ رﻓﺢ ﻣﻦ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، وﺷﻨﺖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﻤﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ رﻓﺢ، ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺆﺷﺮ إﻟﻰ إﻣــﻜﺎن ﺑﺪء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻻﺟﺘﻴﺎح رﻓﺢ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﺔ ﻟﻴﻜﻮن ذﻟﻚ ﲟﺜﺎﺑــﺔ ذروة ﺣﺮب اﻹﺑﺎدة اﳌﻨﻈﻤﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺴــﺘﻬﺪف أرواح ﻣﻠﻴﻮن وﻧﺼﻒ اﳌﻠﻴﻮن ﻓﻠﺴــﻄﻴﻨﻲ ﻫﻨﺎك، ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﻳﻠﺠــﺄون إﻟﻴﻪ، أو ﻳﺤﺘﻤﻮن ﻓﻴﻪ. ردود اﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺮﺣﺒﺔ ﲟﻮاﻓﻘﺔ ﺣﻤﺎس ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﺮح اﻟﺘﻬﺪﺋﺔ وﺗﺒﺎدل اﻷﺳــﺮى واﻟﻮﻗﻒ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻹﻃﻼق اﻟﻨــﺎر، وﺛﻤﻨﺖ اﻟــﺪور اﳌﺼﺮي اﻟﻌﻈﻴــﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر، إﻻ أن ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ وﺟﻬﻪ اﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﺮة أﺧﺮى، ﲟﺤﺎوﻻﺗﻪ إﻓﺸــﺎل ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻔﻘﺔ، ﻣﻀﺤﻴﺎ ﺑﺄرواح اﻷﺳﺮى اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﲔ، وﻣﺴــﺘﻬﺪﻓﺎ ﻗﺘﻞ ﻣﻠﻴﻮن وﻧﺼــﻒ اﳌﻠﻴﻮن ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ رﻓﺢ، إذا أﺻﺮت إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﺟﺘﻴﺎﺣﻬﺎ. ﻣﺼﺮ رﻓﻀﺖ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻲ واﻟﻬﺠﻤﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻔﺬ رﻓﺢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺷﺮﻳﺎن اﳊﻴﺎة اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻘﻄﺎع ﻏﺰة، واﳌﻨﻔﺬ اﻵﻣﻦ ﳋﺮوج اﳉﺮﺣــﻰ واﳌﺮﺿﻰ ﻟﺘﻠﻘﻰ اﻟﻌﻼج، وﻟﺪﺧﻮل اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻹﻏﺎﺛﻴﺔ إﻟﻰ اﻷﺷﻘﺎء اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ ﻓﻲ ﻏﺰة. ﻓــﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال ﻓﺈن ﻣﻮاﻓﻘــﺔ ﺣﻤﺎس ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺔ اﻟﺘﻬﺪﺋﺔ وﺗﺒﺎدل اﻷﺳــﺮى ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺧﻄﻮة »ذﻛﻴﺔ« و»ﻣﻮﻓﻘﺔ« وأﻟﻘــﺖ اﻟﻜﺮة ﻓﻲ اﳌﻠﻌــﺐ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ واﻹﺳــﺮاﺋﻴ­ﻠﻲ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﻄﺎﻟﺐ» ﺣﻤﺎس« ﺑﺎﳌﻮاﻓﻘﺔ، وﻛﺎﻧﺖ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻠﻮم ﻋﻠﻰ »ﺣﻤﺎس« ﻓﻲ ﻋــﺪم اﻟﻘﺒﻮل، وﻫﺎ ﻫﻲ اﻵن اﻟﻜﺮة ﻓﻲ اﳌﻠﻌﺐ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ واﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﻤﺎذا ﻫﻢ ﻓﺎﻋﻠﻮن؟

ﻟﻢ ﻧﻜﺘﺮث ﺑﻪ

ﻟــﻢ ﻳﻬﺘﻢ أﺣﺪ ﻓــﻲ ﻣﺼﺮ ﺑﺎﺳــﺘﺜﻨﺎء ﺳــﻴﺪ ﻣﺤﻤﻮد ﻓﻲ "اﻟﺸﺮوق" ﺑﻮﻓﺎة اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺮﻧﺎر ﺑﻴﻔﻮ، اﻟﺬي ﻣﺎت ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﲔ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻧﺎﻫﺰ 89 ﻋﺎﻣﺎ، وﻋﺎش ﻋﻤﺮه ﺳــﻔﻴﺮا ﻟﻠﻘﺮاءة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻣﺎت ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﳒﻮﻣﻴﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺷــﻬﺮ ﻛﺘﺎب اﻟﻌﺎﻟﻢ، واﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻘﺮاءة ﺳﻠﻌﺔ ﲡﻠــﺐ اﳌﺎل وﺗﺼﻨــﻊ اﻟﻨﺠﻮﻣﻴﺔ، واﻛﺘﺴــﺐ ﻣﻜﺎﻧﺔ رﻣﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺻﻨﻊ اﻟﺮﻣﻮز واﺑﺘﻼﻋﻬﺎ ﺑﺴــﺮﻋﺔ اﻟﺼــﺎروخ. ﻓﻔﻲ ﺑﻠــﺪ ﻣﺜﻞ ﻓﺮﻧﺴــﺎ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﻠــﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﳌﻮﺿﺔ، ﻟﻴــﺲ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﲢﻮل اﻟﻜﺘﺎب إﻟﻰ ﺳــﻠﻌﺔ، أو ﲢــﻮل اﳌﺆﻟﻔﲔ إﻟﻰ ﳒﻮم، ﻟﻜﻦ اﻟﺼﻌــﺐ أن ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ دون أن ﺗﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺷﺮط اﻟﻘﻴﻤﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺒﺪو ﺑﻴﻔﻮ ﻣﻐﺎﻣﺮا ﺣﻘﻴﻘﻴــﺎ، ﻓﻘﺪ واﻇﺐ ﻋﻠﻰ اﺳــﺘﻀﺎﻓﺔ ﻣﻔﻜﺮﻳﻦ وﻓﻼﺳــﻔﺔ ورواﺋﻴــﲔ ﻣﺘﺠﻬﻤﲔ، ﻣﺜﻞ ﻟﻮﻛﻠﻴﺰﻳــﻮ، ﻣﻮدﻳﺎﻧﻮ ﻣﺎرﻏﺮﻳﺖ دوراس، أﻟﺒﺮﺗــﻮ ﻣﻮراﻓﻴــﺎ وﻏﻮﻧﺘــﺮ ﻏﺮاس وﺗﺸــﺎرﻟﺰ ﺑﻮﻛﻮﻓﺴﻜﻲ وﻣﺤﻤﺪ ﺷــﻜﺮي وﻛﻮﻧﺪﻳﺮا واﻟﺮواﺋﻲ اﻟﺮوﺳﻲ ﺳﻮﳉﻨﺘﺴﲔ واﻟﻔﻴﻠﺴــﻮ­ف ﺟﺎك درﻳﺪا وﻏﻴﺮﻫﻢ. وﺑﻔﻀﻞ أﺳﺌﻠﺘﻪ اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ، واﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ ﻃﺎﺑﻌﻪ اﳌﺮح ﻏﻴﺮ اﳌﺘﺤﺬﻟﻖ ﻗﺮب ﻫﺆﻻء ﻣﻦ اﻟﺸــﺒﺎب وﺣﻮل اﻟﻘﺮاءة إﻟﻰ ﻣﻮﺿﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻘﻰ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﻦ اﳌﻌﻨﻰ، وأﺿﺎف ﻟﻠﻔﺮاﻧﻜﻔﻮﻧ­ﻴﺔ ﺳــﻔﺮاء ﺟﺪد ﻣﻦ اﻷدﺑﺎء واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ واﻟﻔﻼﺳﻔﺔ. وﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ أﺑــﺪا أن ﻳﻨﻀﻢ إﻟﻰ أﻛﺎدﳝﻴﺔ ﻏﻮﻧﻜﻮر ﻋﺎم ،2004 وﻳﺼﺒﺢ رﺋﻴﺴــﺎ ﻟﻬﺎ ﻋﺎم 2014 ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺴﺤﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ .2019 وﻋﻠــﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﻮس ﺻﻨﺎع اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻨﺴﺦ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ، إﻻ أن أﺣﺪا ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ ﻃﻮال 35 ﻋﺎﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻤــﺮ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﳝﺎﺛﻞ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺑﻴﻔﻮ، ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ وﻫﻮ، أن اﻟﺴــﻴﺎق ﻓﻲ ﺑﻠﺪاﻧﻨﺎ ﻻ ﳝﺎﺛﻞ اﻟﺴﻴﺎق اﻷوروﺑﻲ، اﻟﺬي أﻓﺮز ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺑﻴﻔﻮ وﺣﻘﻖ ﻟﻪ ﻫﺬه اﳌﻜﺎﻧﺔ، ﻛﻤﺎ أن ﻓﺮﻧﺴــﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻐﻴﺮﻫــﺎ ﻣﻦ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﻟــﻢ، ﻓﺎﻟﻘﺮاءة ﻫﻨــﺎك ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، وﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺸﻬﺎ، وﻫﻜﺬا ﳝﻜﻦ أن ﻧﻔﻬﻢ ﺣﺰن ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻔﻮ وﻧﺘﺄﻣﻠﻪ أﻳﻀﺎ.

ﻟﻢ ﻳﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﻓﺸﻠﻪ

ﺟﻌــﻞ اﻟﺮﺟﻞ اﻟــﺬي اﻫﺘــﻢ ﺑﺮﺣﻴﻠﻪ ﺳــﻴﺪ ﻣﺤﻤﻮد ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءة اﻻﺣﺘﺮاﻓﻴﺔ ﻣﻬﻨــﺔ، وﻛﺎن اﻟﻈﻬﻮر ﻣﻌﻪ ﺣﻠﻤﺎ ﻳﺮاود ﻣﺸــﺎﻫﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻷﻧﻬﻢ أرادوا ﻣﻌﻪ اﳊﺼــﻮل ﻋﻠﻰ ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻋﺘــﺮاف ﺗﺪﺧﻞ ﺑﻬﻢ إﻟﻰ ﻓﺎﺗﺮﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻟــﻢ. ﻟﻘﺐ ﺑﺮﻧﺎر ﻛﻠﻮد ﺑﻴﻔﻮ، ﺑـ»ﺳــﻔﻴﺮ اﻟﻘﺮاءة« ﻷن ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ ﻋﺎش ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻨﺎة اﻟﻔﺮﻧﺴــﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ 15 ﻋﺎﻣﺎ وُﺑّﺜﺖ ﻣﻨــﻪ 724 ﺣﻠﻘﺔ وﺧﻠﻖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴــﺪ اﻟﺘﻲ ﺿﻤﻨــﺖ ﻟﻪ ﻣﺘﺎﺑﻌــﲔ ﲡﺎوز ﺣﺎﺟﺰ اﻟـ2 ﻣﻠﻴﻮن ﻣﺸــﺎﻫﺪ. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﺻﻨﻊ ﺑﻌﺪ )أﺑﻮﺳﺘﺮوف( ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ ﺑﺪﻳﻼ ﻫﻮ »ﺑﻴﻮن دو ﻛﻴﻠﺘﻮر« إﻻ أن ﺗﺄﺛﻴــﺮه ﻛﺎن أﻗﻞ، ووﻗﻒ ﺑﺜﻪ ﺳــﻨﺔ 2001 ﻳﻘﻮل اﻟﺒﻌﺾ أن ﻏﻴﺎب ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ )ﻓﻮاﺻﻞ( أو )أﺑﻮﺳــﺘﺮوف( ﻛﺎن ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﺑﻌــﺪ ﻣﻴﻼد ﺷــﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ، ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﻓﻲ اﺳــﺘﻄﺎﻋﺔ ﻛﻞ ﻗــﺎرئ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳــﺪ، إﻻ أن اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﻘﻮل أﻳﻀﺎ أن ﺑﻴﻔﻮ اﺣﺘﻔﻆ ﺑﺠﻤﻬــﻮره وﻟﻢ ﻳﻔﻘﺪه أﺑــﺪا، ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﻘﺪ ﻫﻮ اﻟﺸــﻐﻒ ﺑﺎﳌﻬﻨﺔ واﺷــﺘﺒﻚ ﻣﺒﻜﺮا ﻣــﻊ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، وأﻃﻠﻖ ﻋﻨﺪ دﺧﻮل ﺗﻮﻳﺘﺮ ﺻﻴﺤﺘﻪ اﻟﺸــﻬﻴﺮة »ﻣﻦ اﻵن ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ أﻻ ﻳﺘﻮﻗﻔﻮا ﻋﻦ اﻟﺘﻐﺮﻳﺪ«. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﲢﻮل رﻏﻢ ﺗﻮﻗﻔﻪ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ إﻟﻰ ﻣﺆﻟﻒ ﻟﻌﺪد ﻣــﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ وأﺑﺮزﻫﺎ "ﻛﺘــﺎب ﺣﻴﺎﺗﻲ" ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺬي ﺗﺮﺟﻢ إﻟﻰ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﻨــﻮان "ﻣﻬﻨﺔ اﻟﻘﺮاءة" وﺻﺪر ﻋﻦ »ﻣﻨﺸﻮرات ﺗﻜﻮﻳﻦ« وﺿﻢ ﻣﺮاﺳﻼﺗﻪ وﺣﻮاراﺗﻪ ﻣﻊ اﳌــﺆرخ ﺑﻴﻴﺮ ﻧــﻮرا، اﻟﺘــﻲ دارت ﺣــﻮل ﲡﺮﺑﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴ­ﺔ ﺑﺸــﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ. وﺗﻘﺪم اﳊﻮارات اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﻬــﺎ اﻟﻜﺘﺎب دﻟﻴﻼ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺴﺘﺮﺷــﺪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﺣﺘﺮاف اﻟﺼﺤﺎﻓــﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻓﻬﻮ أﻗﺮب إﻟﻰ ﺑﻴﺎن ﻋﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠــﻢ، ﻓﻘﺪ دﻣﺞ اﻟﺮﺟﻞ ﺳــﻴﺮﺗﻪ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻬﻨﺘﻪ، وروى دون ﺣﺮج اﻟﻜﺜﻴــﺮ ﻣﻦ اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﻄﺮﻳﻔﺔ وﺟﻤﻊ اﳋﻴﺒﺎت ﻣﻊ اﻟﻨﺠﺎﺣــﺎت واﻟﻜﻮارث ﻣﻦ دون ﺧﺠﻞ أو ﻣﺒﺎﻟﻐــﺔ، ﻷن ﻛﻞ ﺷــﻲء ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮاء ﻣﺒﺎﺷــﺮة. ﻟﻢ ﻳﺨﺠﻞ ﺑﻴﻔﻮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗــﻪ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﻨﻘﺺ ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻷدﺑﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ أﺑﺪا ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻓﺸﻞ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ.

ﻛﻠﺐ أﺳﻮد

ﻣﻨﺬ ﺳﻨﲔ ﻃﻮﻳﻠﺔ واﻟﻜﻼم ﻟﺮﻓﻌﺖ رﺷﺎد ﻓﻲ "اﻟﻮﻃﻦ" ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ اﳊﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﺳﻮﻫﺎج، ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻛﻠﺐ أﺳﻮد ﺿﺨﻢ ﻟﻜﻨﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺆٍذ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ ﺧﺮج ﻣﺮة ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﺘﻠﻘﻔﺘﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸــﺒﺎب وﻛﺄﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧــﻮا ﻳﻨﺘﻈﺮوﻧﻪ، ودون ﺳﺒﺐ أو ﻣﺒﺮر أﺷــﺒﻌﻮه ﺿﺮﺑﺎ ﺑﺎﻟﻌﺼﻲ اﻟﻐﻠﻴﻈﺔ ﻗﺎﺻﺪﻳﻦ ﻗﺘﻠﻪ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻤﺮي ﻳﺴﻤﺢ ﲟﻘﺎوﻣﺘﻬﻢ، وﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﳊﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺸــﻮة اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﺼﺎﻳﺤﻮن ﺑﺼﻴﺤﺎت ﺗﻌﺒﺮ ﻋــﻦ ﺗﻠﺬذﻫﻢ ﲟﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮن، وﻟﻢ أﻛــﻦ أﻣﻠﻚ إﻻ أن أﺑﻜﻲ اﻟﻜﻠﺐ اﻟﺒﺮيء اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﳌﺎذا ﻳﻀﺮﺑﻮﻧﻪ وﳌﺎذا ﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻪ وﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺷــﻴﺌﺎ وﻟﻢ ﻳﻌﺾ أﺣــﺪا، وﺣﺘﻰ اﻵن ﻟﻢ أﻓﻬﻢ ﳌﺎذا ﻓﻌﻠﻮا ذﻟﻚ؟ وﳌﺎذا ﻛﺎﻧــﻮا ﻣﺒﺘﻬﺠﲔ ﺑﻘﺘﻞ ﻛﻠﺐ ﺣﻴﻮان ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻟﻬﻢ ﺷــﻴﺌﺎ.. ﺣﺘﻰ اﻵن ﻟﻢ أﻓﻬﻢ. اﳌﻐﻨﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴــﻲ ﻓﺮﻧﺴــﻴﺲ ﻛﺎﺑﺮﻳﻞ أو ﻏﺎﺑﺮﻳﻴﻞ ﻏﻨﻰ ﻣﺘﺒﻨﻴﺎ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺛﻮر ﻣﻦ اﻟﺜﻴﺮان اﻟﺘﻲ ﻳﺼﺎرﻋﻬﺎ اﻹﺳــﺒﺎن، اﻟﺬي ﲢﺪث ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻗﺎﺋﻼ: »ﻟﻢ أر ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ أﺷــﺨﺎﺻﺎ ﻓﺮﺣﲔ ﻟﻬﺬا اﳊﺪ ﺑﺠﺜﺔ وﻳﺮﻗﺼﻮن ﺣﻮﻟﻬﺎ«. ﻛﻤﺎ ﺗﺴــﺎءل ﻛﻠﺐ اﻟﺼﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺳــﺒﺐ

ﻗﺘﻠﻪ ﺑﺒﺸﺎﻋﺔ، ﺗﺴــﺎءل ﺛﻮر إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ أﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻓﺮﺣﺔ ﻗﺎﺗﻠﻴﻪ ﺑﺠﺜﺘﻪ ورﻗﺼﻬﻢ ﺣﻮﻟﻬﺎ. ﻋﺮﻓﺖ إﺳــﺒﺎﻧﻴﺎ ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان ﻓﻲ زﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺪد وﻻ ﻳﻌﺮﻓــﻪ أﺣﺪ ﺑﺪﻗﺔ. ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﳌﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺪاﻣﻴﺔ زاد اﻧﺘﺸــﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸــﺮ، وﺣــﺮص اﳌﺼﺎرﻋﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ آﻻﺗﻬــﻢ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ وﻗﻮاﻋﺪ اﳌﺼﺎرﻋﺔ. وﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮون ﻗﺘﻞ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﺜﻴﺮان ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺬﻳﺒﻬﺎ دون ﻣﺒﺮر إﻻ ﺷــﻐﻒ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﺘﻌﺬﻳﺐ ﺣﻴﻮان ﺑــﺮيء واﻟﺘﻠﺬذ ﺑﺮؤﻳﺔ اﻟﺪﻣﺎء. وﻗﺪ ﺻــﺎرت ﺗﻠﻚ اﳌﺼﺎرﻋﺔ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﺎﻫﺎ اﻟﺪوﻟﺔ وﺗﺨﺼﺺ اﳉﻮاﺋﺰ اﳌﺎﻟﻴــﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎرﻋﲔ اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﻓــﻲ اﳌﺼﺎرﻋﺔ، ﺑﻞ اﻋﺘﺒﺮﻫﺎ اﻻﲢﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻛﺬﻟﻚ.

ﺛﻮر اﺳﺒﺎﻧﻲ

ﺣﻔﻞ اﻷدب اﻹﺳــﺒﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﲢﻮﻟﺖ إﻟﻰ أﻓﻼم ﻋــﻦ ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴــﺮان وﺑﻄﻮﻟﺔ »اﳌﺎﺗــﺎدور« أو اﳌﺼﺎرع اﻟﺬي ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻘﺒﻪ »اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻘﺎﺗﻞ«، وﺻﺎر اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻫــﺬا، ﻛﻤﺎ أﺧﺒﺮﻧﺎ رﻓﻌﺖ رﺷــﺎد، ﳕﻮذﺟــﺎ ﻟﻠﺒﻄﻞ اﻟﺬي ﺗﻬﻮاه اﻟﻔﺘﻴﺎت واﻟﻨﺴــﺎء وﺗﻜﻮن ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧــﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﳑﻴــﺰة. ﺣﺘﻰ ﻓــﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻛــﺮة اﻟﻘﺪم ﺻــﺎر إﻃﻼق ﻟﻘﺐ ﻣﺎﺗــﺎدور ﻋﻠﻰ ﻻﻋــﺐ، ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺮاﻋﺘﻪ وﻗﺪرﺗــﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﺧﺼﻤﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﻌﺐ، وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﺸــﺎﻫﻴﺮ اﻟﻼﻋﺒﲔ ﻓﻲ اﳌﻼﻋﺐ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ، ﻳﻠﻮﺣــﻮن ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻗﻤــﺎش أرﺟﻮاﻧﻴــﺔ ﻟﻼﺣﺘﻔــﺎل ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘــﺔ ﻣﺼﺎرﻋﻲ اﻟﺜﻴﺮان. ﺻــﺎرت ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﻤﺜﻘﻔﲔ واﻟﻔﻨﺎﻧﲔ واﻟﺸــﻌﺮاء واﻷدﺑﺎء ﲟﺜﺎﺑــﺔ ﻧﺎﻓﺬة إﻟﻰ روح إﺳــﺒﺎﻧﻴﺎ وﺷــﻌﺒﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺴــﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﻋﻠﺖ أﺻﻮات ﺟﻤﻌﻴــﺎت اﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎﳊﻴﻮان ﻣﺜﻴﺮة ﺟﺪﻻ أﺧﻼﻗﻴﺎ ﺑﺸﺄن ﻓﻜﺮة ﻗﺘﻞ وﺳﻔﻚ دﻣﺎء ﺣﻴﻮان ﺑﻬﺪف اﻟﺘﺴﻠﻴﺔ، أو ﺑﺎﺳــﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻦ. ﻧﺒﺬ اﳊﻘﻮﻗﻴﻮن ﺗﻮﺟﻬﺎت اﻟﻨﺨﺒﺔ أو اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻐﻨﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺠﻌﻮن ﻗﺘﻞ اﻟﺜﻴﺮان، وﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴــ­ﺎ ﻗﺪ أﻟﻐﺖ ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان ﻋﻠﻰ أراﺿﻴﻬﺎ، وﻫﻲ ﺛﺎﻧﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ إﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﲢﻈﺮ ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان ﺑﻌﺪ ﺟﺰر اﻟﻜﻨــﺎري اﻟﺘﻲ ﺣﻈﺮﺗﻬﺎ ﻋﺎم ،1991 ﻟﻜﻦ اﳊﻜﻮﻣﺔ رأت أﻧﻬﺎ ﺟــﺰء ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﺒﻼد وﻣﻦ واﺟﺐ اﻟﺪوﻟﺔ اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ وأﻳﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﶈﻜﻤﺔ اﻟﺪﺳــﺘﻮرﻳ­ﺔ. ﻓﻲ اﻟﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﺆﻳﺪ اﻟﻴﻤﲔ ﺑﻘﻮة ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻴﺴﺎر ﻳﻌﺎرض اﳌﺼﺎرﻋﺔ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ وﻳــﺮى أﻧﻬﺎ وﺣﺸــﻴﺔ ﻻ ﻣﻜﺎن ﻟﻬﺎ ﻓﻲ إﺳــﺒﺎﻧﻴﺎ اﳊﺪﻳﺜــﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺣﻘﻮق اﳊﻴــﻮان. اﳋﺒﺮ اﳉﻴﺪ واﳌﻔﺮح ﻟــﻲ أن وزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ أﻟﻐﺖ ﺧﻼل اﻷﻳﺎم اﳌﺎﺿﻴﺔ اﳌﺴــﺎﺑﻘﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﳌﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان، اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎم ﺳﻨﻮﻳﺎ وﻳﺤﺼــﻞ اﻟﻔﺎﺋﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻣﺎﻟﻴــﺔ 30 أﻟﻒ ﻳﻮرو. اﺳــﺘﻨﺪت اﻟﻮزارة ﻓﻲ ﻗﺮارﻫﺎ إﻟــﻰ »اﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﳉﺪﻳﺪ وﺗﺰاﻳﺪ اﳌﺸﺎﻋﺮ ﲡﺎه ﺣﻘﻮق اﳊﻴﻮان واﻧﺨﻔﺎض ﻧﺴــﺒﺔ اﳉﻤﻬﻮر ﻓﻲ ﺣﻠﺒﺎت اﳌﺼﺎرﻋﺔ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻬﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﳉﺪﻳﺪة«.

رب ﺿﺎرة ﻧﺎﻓﻌﺔ

ﺳــﺒﺤﺎن اﻟﻠﻪ »رب ﺿــﺎرة ﻧﺎﻓﻌﺔ« ﻛﻤــﺎ ﻳﺮى ﻣﺨﺘﺎر ﻣﺤﺮوس ﻓﻲ "اﻟﻮﻓــﺪ"، »ﻣﻴﻨﻮش« ﺗﺪﻋــﻲ أﻧﻬﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ أرض اﻟﻜﻨﺎﻧﺔ ﻣﻄﺮودة ﻣﺬﻋﻮرة ﻓﻲ ﺳــﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿــﻲ، وﻫﻲ ﺑﻨﺖ اﻷرﺑﻊ ﺳــﻨﻮات، ﺑﻌــﺪ أن ﰎ ﺗﺄﻣﻴﻢ ﳑﺘﻠﻜﺎت أﺑﻴﻬﺎ اﻹﻗﻄﺎﻋﻲ، ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺘــﺢ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻐﻠﻖ ﻣﻦ أﺑﻮاب.. أرادت »ﻣﻴﻨﻮش« أن ﺗﻘﺪم ﻓﺮوض اﻟﻮﻻء واﻟﻄﺎﻋﺔ، وأن ﺗﻜﻮن ﻣﻠﻜﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﳌﻠﻚ، وﺗﻈﻬﺮ ﻣﺎ ﺗﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻋﺪاء وﺑﻐﺾ ﻟﻠﻌﺮب واﳌﺴــﻠﻤﲔ واﳌﻈﻠﻮﻣﲔ واﳌﺴــﺘﻀﻌﻔ­ﲔ ﻓﻲ اﻷرض، وﻟﻜﻦ ﻳﺸﺎء اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻘﺪﻳﺮ أن ﻳﻘﻠﺐ اﻟﺴﺤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴــﺎﺣﺮ وأن ﺗﻘﺪم »ﻣﻴﻨﻮش« ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﺴــﺘﻀﻌﻔ­ﲔ ﻓﻲ اﻷرض، ﻣﺎ ﻋﺠﺰت ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﺻﻴﺤﺎت وﺻﺮﺧﺎت ﺷــﻌﺐ ﻓﻠﺴــﻄﲔ ووﺳــﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﳌﺮﺋﻴﺔ واﳌﺴــﻤﻮﻋﺔ واﳌﻘﺮوءة ﻋﺮﺑﻴﺔ وإﺳــﻼﻣﻴﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻘﻮد ﻣــﻦ اﻟﺰﻣﺎن.. ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ »ﻣﻴﻨﻮش« ﻛﺎن اﻟﺸــﺮارة اﻷوﻟﻰ واﻟﻄﻠﻘــﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺎﺑﺖ ﺑﺎﳋﻄﺄ ﻛﺒــﺪ اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﻏﺎﺋﺒــﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳــﺒﻌﺔ ﻋﻘﻮد ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ﻋﻦ ﺷــﻌﻮب، ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺴــﻤﻊ إﻻ أﺻﻮات إﻋﻼﻣﻬﺎ وآﻟﺔ اﻟﻜﺬب اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ دوﻟــﺔ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ وﻣﻈﻠﻮﻣﻴﺘﻬﺎ، وأﻧﻬــﺎ اﳌﻼذ اﻵﻣﻦ ﻟﻠﻴﻬﻮد.. ﻏﻴﺮت ﻓﻌﻠﺔ »ﻣﻴﻨﻮش« ﺑﺎﺳــﺘﺪﻋﺎء اﻟﺸــﺮﻃﺔ ﻟﺪﺧﻮل ﺣﺮم اﳉﺎﻣﻌﺔ، ﻟﻔﺾ اﳌﻈﺎﻫﺮات اﻟﺴــﻠﻤﻴﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ، وﺑــﺪأ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ، ﺧﺎﺻــﺔ أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺮاﻋﻲ اﻟﺮﺳــﻤﻲ ﻟﻠﻜﻴﺎن اﶈﺘﻞ، ﻟﻴــﺪرك أن ﻫﻨﺎك ﺷــﻌﺒﺎ ﺗﺘﻢ إﺑﺎدﺗــﻪ وﺗﻬﺠﻴﺮه ﻣﻦ أرﺿﻪ، وﲡﻮﻳﻌﻪ وﺗﺸــﺮﻳﺪه ﻣﻦ أﺟﻞ إﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ اﺣﺘﻼل ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ أرض وﺟﺜﺚ ﺷــﻌﺐ ُﻗّﺘﻞ أﻃﻔﺎﻟﻪ وﻧﺴــﺎؤه وُﺟﻮع وُﺷــﺮد ﺑﺎﻳﺪي ﻣﻐﺘﺼﺒﲔ ﻣﺠﺮﻣﲔ، ﺗﺴــﺎﻧﺪﻫﻢ وﲢﺘﻀﻦ ﺟﺮاﺋﻤﻬﻢ دوﻟﺘﺎن ﺗﺘﻤﺘﻊ »ﻣﻴﻨــﻮش« أو ﻧﻌﻤــﺖ ﺷــﻔﻴﻖ ﻣﺼﺮﻳﺔ اﻷﺻــﻞ ﻋﺮﺑﻴﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ ﺑﺠﻨﺴــﻴﺎﺗﻬ­ﻤﺎ.. ﻧﻌﻤﺖ ﺷــﻔﻴﻖ أو »ﻣﻴﻨﻮش« ﻛﻤﺎ ﻳﻄﻠﻘﻮن ﻋﻠﻴﻬــﺎ، اﻟﺘﻲ ﺗﺮأﺳــﺖ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﻘــﺮب ﻣﻦ ﻋﺎم ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ، وﻫﻲ أول اﻣﺮأة ﺗﺘﺮأس ﻫﺬه اﳉﻤﺎﻋﺔ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ.. أرادت ﻧﻌﻤﺖ ﺷﻔﻴﻖ أن ﺗﻮﺋﺪ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﻄﻼﺑﻴﺔ اﳌﺆﻳﺪة ﻟﻔﻠﺴﻄﲔ واﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻮﻗﻒ اﻹﺑﺎدة اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﲔ، وﻗﻄﻊ ﻋﻼﻗﺎت اﳉﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﻰ ﺗﺪﻋﻢ إﺳﺮاﺋﻴﻞ.. ﻧﻌﻤﺖ ﺷﻔﻴﻖ أو »ﻣﻴﻨﻮش« اﺳــﺘﺪﻋﺖ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻟﺪﺧﻮل اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻟﻔﺾ ﻫﺬه اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻟﺴــﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﺪث ﻣﻨﺬ ﺣﺮب ﻓﻴﺘﻨﺎم ﻋﺎم .1955

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom