Al-Quds Al-Arabi

ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺘﺨﺼﺺ: درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺟﺴﻢ ا ﻧﺴﺎن ﻳﺘﺤﻤﻠﻬﺎ

- ﻟﻨﺪن ـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ«:

ﺗﺸﻬﺪ أوروﺑـــﺎ ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻗﻴﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﺣــﺎﻻت »اﻹﺟﻬﺎد اﳊﺮاري اﻟﺸﺪﻳﺪ« اﳌﻀﺮ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن ﺟﺴﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗﻮﻗﻊ ﺗﻔﺎﻗﻢ واﺳﺘﻤﺮار ارﺗﻔﺎع درﺟﺎت اﳊﺮارة. وأﺻﺪرت ﻫﻴﺌﺔ ﻛﻮﺑﺮﻧﻴﻜﻮس ﻟﺘﻐﻴﺮ «C3S» اﳌﻨﺎخ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔﻟﻼﲢ­ﺎداﻷوروﺑﻲ،واﳌﻨﻈﻤﺔاﻟﻌ­ﺎﳌﻴﺔ «WMO» ﻟﻸرﺻﺎداﳉﻮﻳ­ﺔ ﺗﻘﺮﻳﺮﺣﺎﻟﺔا­ﳌﻨﺎخاﻷوروﺑ­ﻲﻟﻌﺎم 2023 وﺗﻘﻮل ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ إن ﻋﺎم 2023 ﻛﺎن اﻟﻌﺎم اﻷﻛﺜﺮ ﺳﺨﻮﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة، وﻛﺎن ﻣﺘﻮﺳﻂ درﺟﺔ ﺣﺮارة ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻪ، ﻛﻤﺎ أن اﻵﺛﺎر اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻀﺎرة اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻈﻮاﻫﺮ اﳉﻮﻳﺔ واﳌﻨﺎﺧﻴﺔ اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ آﺧـﺬة ﻓﻲ اﻻرﺗﻔﺎع.

وﻧﻘﻠﺖ ﺟﺮﻳﺪة »اﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ« اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻛﺎرﻟﻮ ﺑﻮﻧﺘﻴﻤﻮ، ﻣﺪﻳﺮ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﻮﺑﺮﻧﻴﻜﻮس ﻟﺘﻐﻴﺮ اﳌﻨﺎخ ﻓﻲ اﻻﲢﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻗﻮﻟﻪ إن »ﺑﻌﺾ أﺣﺪاث ﻋﺎم 2023 ﻓﺎﺟﺄت اﻟﺘﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺜﺎﻓﺘﻬﺎ وﺳﺮﻋﺔ ﻇﻬﻮرﻫﺎ وﻣﺪاﻫﺎ وﻣﺪﺗﻬﺎ«.

وﺳﺎﻋﺪت اﳌﻠﻮﺛﺎت اﳊﺎﺑﺴﺔ ﻟﻠﺤﺮارة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺪ اﻟﻐﻼف اﳉﻮي ﻓﻲ رﻓﻊ درﺟﺎت اﳊﺮارة ﻓﻲ أوروﺑﺎ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ أو ﺛﺎﻧﻲ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﰎ ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق، وﻓﻘﺎ ﳋﺪﻣﺔ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻷرض اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻼﲢﺎد اﻷوروﺑــﻲ - ﻛﻮﺑﺮﻧﻴﻜﻮس واﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻸرﺻﺎد اﳉﻮﻳﺔ.

ووﺟﺪ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺣﺎﻟﺔ اﳌﻨﺎخ اﳌﺸﺘﺮك اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﳌﻨﻈﻤﺘﲔ أن ﻣﻌﺪل اﻟﻮﻓﻴﺎت ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻄﻘﺲ اﳊﺎر ارﺗﻔﻊ ﺑﻨﺴﺒﺔ 30 ﻓﻲ اﳌﺌﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﺧﻼل ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ.

ودﻓﻌﺖ ﻣﻮﺟﺔ اﳊﺮ ﻓﻲ ﻳﻮﻟﻴﻮ 2023 ﻧﺤﻮ 41 ﻓﻲ اﳌﺌﺔ ﻣﻦ

ﺟﻨﻮب أوروﺑﺎ إﻟﻰ إﺟﻬﺎد ﺣﺮاري ﻗﻮي أو ﻗﻮي ﺟﺪا أو ﺷﺪﻳﺪ، وﻫﻲ أﻛﺒﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﺗﺘﻌﺮض ﳌﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ﻓﻲ أي ﻳﻮم ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق.

وﺗﺸﻜﻞ اﳊﺮارة اﻟﺸﺪﻳﺪة ﺧﻄﺮًا ﺧﺎﺻًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء اﻟﻄﻠﻖ وﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ وأوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻇﺮوف ﺻﺤﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ، وﻗﺪ ﺳﺠﻠﺖ أﺟﺰاء ﻣﻦ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وﻓﻴﺎت أﻛﺜﺮ ﺑﻨﺴﺒﺔ 7 ﻓﻲ اﳌﺌﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﺘﺎد ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ.

وﻳﻘﻴﺲ اﻹﺟﻬﺎد اﳊﺮاري ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻋﻠﻰ اﳉﺴﻢ ﻹﻧﺸﺎء اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ »ﻛﻴﻒ ﻳﺒﺪو اﻟﺸﻌﻮر« ﻣﻦ ﺧﻼل اﳉﻤﻊ ﺑﲔ ﻋﻮاﻣﻞ، ﻣﺜﻞ درﺟﺔ اﳊﺮارة واﻟﺮﻃﻮﺑﺔ واﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﳉﺴﻢ.

وﺷﻬﺪ ﻋﺎم 2023 ﻋﺪدا ﻗﻴﺎﺳﻴﺎ ﻣﻦ اﻷﻳـﺎم اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪت إﺟﻬﺎدا ﺣﺮارﻳﺎ ﺷﺪﻳﺪا ﻣﻊ اﲡﺎه ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﺪد اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪت إﺟﻬﺎدا ﺣﺮارﻳﺎ ﻗﻮﻳﺎ.

وﻗﺪ زادت اﻟﻮﻓﻴﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﳊﺮارة ﺑﻨﺴﺒﺔ 30 ﻓﻲ اﳌﺌﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ. وﻣﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﻫﺬه اﻻﲡﺎﻫﺎت ﺳﻮف ﺗﺰداد ﺳﻮءا.

وأﺷـﺎر رﻳﺘﺸﺎرد أﻟـﲔ، ﻋﺎﻟﻢ اﳌﻨﺎخ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ رﻳﺪﻳﻨﻎ: »ﻧﺤﻦ ﻧﺘﻮﻗﻊ ﻓﻘﻂ أن ﺗﺰداد ﺷﺪة اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﺳﻮءا. وﻧﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﻘﻠﺒﺎت أﻛﺜﺮ ﺣﺪة ﺑﲔ اﻟﻈﺮوف اﳊﺎرة واﳉﺎﻓﺔ واﻟﺮﻃﺒﺔ«.

ووﺟـﺪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أﻳﻀﺎ أن ﺟﺒﺎل اﻷﻟـﺐ ﺷﻬﺪت ﺧﺴﺎرة »اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ« ﻟﻠﺠﻠﻴﺪ، وﺷﻬﺪت ﻣﻌﻈﻢ أﻧﺤﺎء أوروﺑﺎ أﻳﺎﻣﺎ أﻗﻞ ﻣﻦ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻣﻊ ﺗﺴﺎﻗﻂ اﻟﺜﻠﻮج، وﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ اﺳﺘﺪاﻣﺔ، ﻫﻨﺎك ﻧﺴﺒﺔ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﻟﻴﺪ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺘﺠﺪدة ﺑﻨﺴﺒﺔ 43 ﻓﻲ اﳌﺌﺔ. وﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻫﻄﻮل أﻣﻄﺎر أﻛﺜﺮ ﺑﻨﺴﺒﺔ 7 ﻓﻲ اﳌﺌﺔ ﻣﻦ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ ﻋﺎم 2023 أﻳﻀﺎ.

وﻗـﺎل ﻣــﺎورو ﻓﺎﺗﺸﻴﻨﻲ، رﺋﻴﺲ وﺣـﺪة ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻷرض ﻓﻲ اﳌﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ واﻟﻔﻀﺎء اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ: »إن اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﳌﻨﺎخ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻠﻘﻠﻖ، وﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻳﻌﺪ أﻳﻀﺎ أداة ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻓﻲ أﻫﺪاﻓﻨﺎ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎل ﻧﺤﻮ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ، وﺧﻔﺾ ﺻﺎﻓﻲ اﻧﺒﻌﺎﺛﺎت ﻏــﺎزات اﻟﺪﻓﻴﺌﺔ، وأن ﻧﺼﺒﺢ أول ﻗﺎرة ﻣﺤﺎﻳﺪة ﻣﻨﺎﺧﻴﺎ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم .«2050

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom