Al-Quds Al-Arabi

خبراء أمميون يحذرون من تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية في ظل «الإفلات من العقاب»

أكدوا أن جيش الاحتلال كان حاضراً في كثير من الحالات

- غزة ـ رام الله ـ «القدس العربي»:

أكد خبراء حقوقيون يعملون لدى الأمم المتحدة، أن عنف المســتوطن­ين ضد المدنيين الفلســطين­يين الذين يعيشــون في الضفة الغربية المحتلة، تفاقم في الأشــهر الأخيرة، وســط «جو مــن الإفلات من العقاب .»

جاء ذلك في تقريــر أعده الخبــراء الدوليون، ورصد انتهاكات المســتوطن­ين، وسلط الضوء فيه على أكثر من 210 حوادث هــذا العام، إحداها أدت إلى وفاة فلسطيني.

وحثوا السلطات الإسرائيلي­ة على إجراء تحقيق شامل، مؤكدين أن الجيش الإسرائيلي كان حاضراً «في كثير من الحالات.»

وذكر الخبراء كيف تعرضت عائلة فلسطينية في جنوب الخليل فــي 13 مارس / آذار الماضي، لهجوم من قبل 10 مستوطنين إسرائيليين، بعضهم مسلح.

وأوضح الخبراء، بمن فيهــم مايكل لينك، المقرر الأممي الخــاص المعني بحالة حقوق الإنســان في الأرض الفلســطين­ية المحتلــة منذ عــام 1967، إن الوالدين المصابين عولجا في منشأة طبية، وأصيب أطفالهما الثمانية بصدمات نفسية.

وجاء تحذير الخبراء الدوليين عقب 771 حادثة عنف من قبل المســتوطن­ين تســببت في إصابة 133 فلســطينيا وإلحاق أضرار بـ 9646 شــجرة و 184 مركبة، معظمها في مناطق الخليل والقدس ونابلس ورام الله. وقد وثق هؤلاء بياناتهم من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية )الأوتشا(.

وفــي البيــان المشــترك قــال لينــك «إن عنف المســتوطن­ين كان بدوافع أيديولوجية ومصمما في المقــام الأول للاســتيلا­ء علــى الأرض ولكن أيضا لترويع الفلسطينيي­ن وإرهابهم».

وأوضــح الخبير الحقوقي أن النســاء الحوامل وصغــار الأطفال وكبــار الســن لم يســلموا من الهجمات، لا ســيما في المناطــق الريفية، حيث تم استهداف الماشــية والأراضي الزراعية والأشجار والمنــازل. وأوضــح أنــه إلــى جانــب توســيع المستوطنات، كان الهدف من عنف المستوطنين جعل حياة الفلسطينيي­ن اليومية «غير محتملة».

وأكد الخبــراء فــي تقريرهم أن القلق مســتمر حيال التقارير التي تفيــد بأن أكثر من 70 عائلة في منطقة كرم الجعبوني في الشــيخ جراح في القدس الشــرقية تواجه الإخلاء القســري لإفساح المجال أمام مستوطنات جديدة.

وأوضحوا أن هناك سبع أسر تلقت أوامر إخلاء لمنازلها بحلــول 2 مايو/ ايار المقبــل. وأكد الخبراء أن «عمليات الإخلاء القســري التي تؤدي إلى نقل السكان محظورة تماما بموجب القانون الدولي».

كذلك ســلطوا الضوء على بيانــات من منظمة حقوق إنســان إســرائيلي­ة، ييش دين، تشير إلى أنه بــن عامي 2005 و 2019، تم إغــاق 91 في المئة من التحقيقات في القضايا التي رفعها فلسطينيون بجرائــم ذات دوافــع أيديولوجيـ­ـة دون توجيه اتهامات للجيش الإسرائيلي.

وشدد الخبراء على أن هذا الرقم «سيئ للغاية» إذا ما قــورن بعدد وطبيعة الجرائــم التي يرتكبها المســتوطن­ون الإسرائيلي­ون، ويشــهد أكثر من أي شــيء آخر على الإفلات المؤسســي والمنهجي من العقاب السائد في الأرض الفلسطينية المحتلة.»

وأكدوا أنــه بموجــب القانون الدولــي، يجب على قوى الاحتلال حماية الســكان الواقعين تحت الاحتلال. وجاء في التقرير أن المادة 27 من اتفاقية جنيــف الرابعة تنــص على أن الســكان المحميين «يجــب أن يعاملــوا معاملة إنســانية فــي جميع الأوقات، ويجب حمايتهم بشــكل خاص من جميع أعمال العنف أو التهديد.»

والخبــراء الذين أصــدروا التقرير هــم مايكل لينك، المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنســان فــي الأرض الفلســطين­ية المحتلة منذ عــام 1967، وبالاكريشـ­ـنان راجاجوبال، المقرر الخاص المعني بالســكن اللائــق كعنصر مــن عناصــر الحق في مســتوى معيشــي لائق، والحق بعدم التمييز في هذا السياق؛ وكلوديا مال، الخبيرة المستقلة المعنية بتمتع كبار السن بجميع حقوق الإنسان.

وأيد هذا البيان أيضا: جيلينا آباراك )الرئيســة المقــررة( وليليــان بوبيــا، ورافينــدر­ان دانيال، وكريس كواجا، وسورتشــا ماكليــود من الفريق العامل المعني باستخدام المرتزقة.

يشــار إلــى أن المقرريــن الخاصــن والخبراء المســتقلي­ن، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مســؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم، ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom