Al-Quds Al-Arabi

أحمد ريناوي: ريادة في الطب وتجسيد لسيرة العنقاء الفلسطينية

النهوض من رماد النكبة إلى الجامعة

- الناصرة ـ «القدس العربي» ـ من وديع عواودة:

الدكتــور أحمد الرينــاوي )85 عاما( طبيب فلســطيني من أراضي 48 واحد مــن أبناء الجيل الذي نهض من رماد النكبة بالعلم والعمل والتطور عبر التسلق على الجدران الملساء واختراق جدران المستحيل.

ينتمي الدكتور أحمد لعائلة بصول في الرينة لكنه يدعى الريناوي لأنه ورث هذه التسمية من والده الحداء الشــعبي البارز جدا توفيق بصول، أبو الأمين، الذي لقب بالريناوي على لســان الناس لتجواله في فلسطين وإحياء حفلات الزفاف فيها، فصار يعرف بهذا اللقب.

الطبيب أحمد المولود في الرينة عام1936 أنهى دراســة الطب في كلية الطب في الجامعة العبرية في القدس مطلع ســتينيات القرن الماضي وبدأ مزاولة المهنة منذ عقود ولا يزال يعمل فيها كمستشار وليس من أجل «راتب أو معاش بل من أجل الروح وتعميم تجربته على الآخرين.»

النكبة

وفي ســيرته يتطابق المجاز والواقع، فقد مشــى من الرينة في الجليل لقرية بنت جبيل في لبنان وبالعكس ســيرا علــى الأقدام عقب نكبة 1948 ورغم توالي الأيام يستعيد طفولته تلك المصعوقة بالنار والدخان فيروي لـ «القدس العربي» انه رافق أهله في رحلة اللجوء إلى لبنان بعدما بقيت نصف العائلة في الوطن لأن غلال الحبوب كانت في البيادر فبقيت أمه مع جده وجدته وخرجت بقية أفراد العائلة مع والده إلى الشــمال مشيا على الأقــدام، من الرينة إلى بنت جبيل، وأقامت تحت شــجرة الزيتون مرتين في قريتي دير حنا وفي ســحماتا. ويتابع «في بنت جبيل استأجرنا بيتا وبعد نحو الشهرين بدأنا نرجع للبلاد. كنت وشقيقي خالد )11 و 9 أعوام( طفلين قد بعثنا والدي مع مهربين فعدنا عن طريق قرية ســبلان في أعالي الجليل مشيا على الأقدام وعلى حمار طيلة يوم واحد. في البطوف دخلنا حقول الذرة فصار جنود جيش الإنقاذ من الشرق يطلقون الرصاص علينا والجيش الإســرائي­لي يرمينا بالنار من الجهة الغربية. سار المهربون على الحمير ونحن خلفيهم .»

ويوضح الدكتور الريناوي أن الصعوبة لم تكن بالغة لأنه كان منتشيا بالجهد والانفعال كونه يعود لوحده وشــقيقه الطفل هذه المسافة وصولا إلى بيــت العائلة في الرينة قضاء الناصرة. ويقــول إنه بالقرب من قرية فروش رمانة ترك وشــقيقه خالد المهربين ومشــيا للرينة وكانت الرغبة لرؤية أمهما قد أنســتهما الخــوف. ويضيف «كانــت تنتظرنا في الأرض وعندما ناديناها بصوت عال تنبهت لنا واحتضنتنا مطولا وهي باكية. في بنت جبيل كان لاجئون كثر لكن عددهم من الرينة قليلا. وكان هناك عداء بين أهالي بنت جبيل وبين اللاجئين الفلسطينيي­ن وكانوا يزجروننا : لماذا أتيتم إلى هنا.. عودا لبلادكم.»

أعتقد أنهم محقون فلماذا أتينا إليهم؟

في الرينة التم شــمل العائلة لكن بعض أعوان الســلطة الإسرائيلي­ة وشوا بالعائدين، وقالوا إن عمه الأصغر سليم الريناوي بحوزته بندقية وفعلا كانت معــه لكنه ألقى بها في بلدة الرامة فــي الجليل وقتها، منوها أن عمــه تعــرض للاعتقال والضرب المبــرح ولاحقا صادرت الســلطات الإســرائي­لية أرض عائلة ريناوي لاعتبارهم «غائبين» لكنهم استعادوها كاملة بعد مجهود في المحاكم.

الثانوية في الناصرة

وعــن واقع الحياة القاســية عقب زلــزال النكبة في الرينة يســتذكر الدكتور أحمد الريناوي أنه تعلم حتى الصف الرابع ابتدائي في المدرســة الحكوميــة داخل قريته ثــم أتمّ الصف الخامس في مدرســة اللاتين قبل الانتقال للناصــرة وأنهى الســادس والتحق بالثانويــ­ة البلدية وأنهى دراسته فيها عام 1956.

وردا على سؤال حول شظف الحياة قال «كانت هناك حافلة تعمل على خط الرينــة والناصرة ولكن لم يكن عندنا قدرة دفع أجرته فكنت أســير للناصرة مشــيا على الأقدام أنا وأخي خالد وفي الشــتاء نحتمي بمعطف نايلون )مشمع( واحد لضيق الحال. نسير تحت المطر من البيت للمدرسة وبالعكس. لا يوجد شــيء صعب على الطفل فهذا جزء من الحياة وعلى ما يبدو الإنسان سريع التكيف والتقبل. أنهيت الثانوية بأعلى معدل لطالب عربي في امتحانات التوجيهي حسب معطيات وزارة التربية والتعليم».

أبو إيلي

ويســتذكر أن وزارة التربية والتعليم الإســرائي­لية كانــت وقتها في حاجة لمعلمين فجندت خريجي المدرســة الثانويــة وعينتهم معلمين، لافتا لتعيين عشــرات من أترابه كمعلمين. وعن الضغــوط ومحاولات الابتزاز الإســرائي­لية في تلك الفتــرة التي خضع فيها فلســطينيو الداخل للحكم العسكري، يتابع «في أحد الأيام دخل بيتنا رجل غريب عرفته وهو يهودي عراقي يدعى أبو إيلي مســؤول المخابرات في منطقة الشــمال، وكان أبي خارج البيت. وسألني هل تعرفني؟ فأجبته بالإيجاب وكنت قد قدمت طلبا للعمــل في التعليم لأنني رغبت بالعمل طبعا كبقية الشــباب. فقال: طلبك بالتعيين ها هو معي وأنت تســتحق أن تكون معلما ونريدك أن تســاعدنا وتخبرنا مثلا من يشــتم الحكومة والحكم العســكري ومن يقرأ صحيفة «الاتحاد» ومن يوزعها؟ فقلت له: أنا ســاكن بعيدا عن البلدة لا أســتطيع مســاعدتك. أنا صغير بالعمر وعندك مصادر أخرى وأنت لست في حاجة لي، فقال: يعني لا تريد أن تساعدني؟ فقلت: القصة أنه لا حاجة لمساعدتك » نهض مسرعا وأخذ دفتره الأسود وغادر غاضبا. وبعد أيام جاءني رفض من وزارة التعليم. ولما أخبرت والدي قال: عندنا أرض وســتعمل بها ولن نخضع لضغوطهم .»

ويستعيد دكتور الريناوي تلك الفترة، ويقول مبتسما إن الفضل الأول في ذهابه لكلية الطــب يعود لأبو إيلي إياه، أما الفضل الثاني فهو للراحل هاني عبد المجيد الفاهوم من الناصرة صديق العائلة، الذي درس وقتها في الجامعة العبرية في القدس. وقال لوالده عندما زارهم في البيت لاستعادة أرض اقتنيناها منه قبل النكبة في الرينة: فليتعلم أحمد معنا في الجامعة العبرية وسنساعده في العمل والسكن، وفعلا اقتنع والدي. سألني والدي ماذا تريد أن تتعلم ؟ كنت عاشــقا للغة وشغوفا بالتاريخ لكنني اضطررت للبحث عن مهنة مســتقلة كي لا أخضع لابتزازات المخابرات الإســرائي­لية فــكان الطب خياري. نجحت مع أربعة من الطــاب العرب: الدكتور أحمد ذياب من طمرة والدكتور ســعيد معمر من الناصرة والدكتور رشيد سليم من عبلين. وقتها كانوا يخصصون أربعة أماكن فقط للعرب في كلية الطب كل سنة .»

العدوان الثلاثي

ومما علق في ذاكرته الأجواء التي ســبقت العدوان الثلاثي على مصر، فيقول إنه في نهاية اكتوبر/ تشــرين الثاني 1956 كان في القدس وزميله الطالــب ابراهيم حنــا ابراهيم من الرينــة الذي درس فــي كلية الفنون يبحث عن مكان ســكن، فهاتفه والده وقال محذرا إنه قد ســمع بأن حربا ستنشــب الليلة أو غدا كما سمع من بعض نواب عرب في الكنيست، داعيا إياه للمبيت معه في مقر « واي أم ســي إيه» فــي القدس حيث وصلها في ذاك اليوم وبات هناك في تلك الليلة. ويضيف «فعلا وقع العدوان الثلاثي في اليوم التالي واختلط الحابل بالنابل وعدنا بشــق الأنفس للرينة لأن الجيش الإسرائيلي اســتولى على معظم الباصات. بعد خمسة أيام عدنا وكانت الجامعة قد بدأت السنة الدراسية قبل ثلاثة أيام.»

تصاريح الحاكم العسكري

وعن حرية التنقل المعطلة وقتها قال «كنا نحصل على تصريح شــهري من الحاكم العســكري الإســرائي­لي يكتب عليه: من الرينــة للقدس فقط ويحظر النزول في أي بلدة أخرى. كنت أسافر للقدس أحيانا في القطار أو الباص وأحيانا توصيلة مع شاحنات نقل الحجارة من كفركنا إلى القدس وقد كان السفر يطول ساعات كثيرة حتى نصل وفيه نتحمل عناء كبيرا.

وعن مصاعــب التعلــم بالعبرية يســتذكر الدكتور رينــاوي أنه في الجامعة اكتشــف الفجوة بين الطلاب العرب والطــاب اليهود لتمتعهم بشروط تعلم أفضل. وعن تلك التجربة يقول: «في درس اللغة الإنكليزية أذكر كيف كان الطلاب اليهود يحللّون بالانكليزي­ة شــخصية ماكبيث في رواية شكسبير. لديهم طريقة مختلفة في التفكير والتحليل ولكن سرعان ما تأقلمنــا وتقدمنا. كان لدي معارف أو زمالــة لا صداقات معهم. أذكر أن الطالب العربي الأول فــي الجامعة العبرية هو حمــد صعب من قرية أبو سنان في الجليل ونحن من بعده الفوج الرابع».

العمل

وفــي الجامعــة العبرية في القــدس وكغيره من أترابــه اضطر أحمد الرينــاوي للعمل في عدة مهــن ومواقع منهــا: «بارمان»في نادي ضباط )نادي مينورا( في القدس وعندما اكتشــفوا أنه عربي تخلوا عن خدماته. ولاحقا عمل في قطف العنب، ثم عمل معلما داخل مدرســة أهلية وحارسا في مستشــفى الكرمل فــي حيفا. وخــال التعليم اســتدعته المخابرات الإســرائي­لية للتحقيق معي لنشــاطه السياســي ضد مصــادرة أراضي الشــاغور العربية قبيل بناء مدينة كرمئيل في قلب الجليل. وعن ذلك قال «كان اعتقالا مســبقا لإحباط احتجاجات خططنا لهــا. كنت أنا والدكتور رشــيد ســليم نعمل على تنســيق مظاهرة فــي الجامعــة العبرية. جاء «بيرتس» للجامعة وهو رجل مخابرات واصطحبني للمســكوبي­ة وهناك حققوا معي وأنذروني ومنعوني مــن مواصلة التخطيط لإضراب الطلاب ومظاهرتهــ­م. وخيرني بين الاعتقال أو العــودة للبيت في الرينة والبقاء في الإقامة الجبرية في البيت ونقلتني دورية الشرطة لبلدتي وفعلا بقيت بالحبس المنزلي أســبوعا. كنا وطنيين ولكننا تعاونا مع الشيوعيين كي لا نبقى ننشــط وحدنا. لم يكن هناك وقتها طلاب إسلاميون. وقتها انشغلنا كثيرا بجدالات سياســية بين الوطنيين والقوميين وبين الشــيوعيي­ن من الطــاب. في تلك الفترة نشــط طــاب الحقوق صبــري جريس ومحمد ميعاري وحبيب قهوجي من أقطاب حركة «الأرض» لاحقا «.

بعد ست سنوات تدربت في مستشفى العفولة واخترت قسم الباطنية

جمعية الجليل

لم يكــن الريناوي من مؤسســي جمعية الجليل للبحــوث والخدمات الصحية في ثمانينيــا­ت القرن المنصرم، لكنه انضــم لها وكان عضوا في إدارتها ثم رئيســا لمجلس إدارتها تطوعا. ويســتذكر إقامة عيادة متنقلة للقــرى غير المعترف بهــا في النقب مــع طبيب وممرضة لأن الســلطات الإســرائي­لية لم تقدم أي خدمات طبية بذريعة أن القــرى «غير قانونية» بعدما أقمنا «لجنة الأربعين» برئاســة محمد أبو الهيجا ولاحقا اكتشــفنا أن هنــاك عددا أكبر من أربعين قرية )120 قرية غيــر معترف بها(. ويتابع « لاحقا خجلت وزارة الصحة منا ومن احتجاجاتنا على قصورها فصارت تقدم مواد ومعدات طبية ونحن بدورنا نعالج ونتابع مع المرضى في النقب دون مقابل مع مبلغ زهيد جدا. كذلك أقمنا اتصالا مع الأمم المتحدة وصارت «الجليل» عضوا مراقب في هيئة المنظمات غيــر الحكومية ولكن لم نتابع نشــاطنا هناك كما يجب. رفعنا دعوى قضائية على إســرائيل في لاهاي ضد وزارة الزراعة الإســرائي­لية لحرمان قرية الكمانة في الجليل من خط المياه الذي مدوه لمدينة كرمئيل المجاورة». كما يســتذكر أن وزارة الزراعة برئاســة رفائيل إيتان بعثت مندوبا عربيا دفاعا عنها مدعيا أن إسرائيل تقدم أفضــل الخدمات للعرب، لكــن الريناوي وبقيــة زملائه في جمعية «الجليل» فــازوا بالمحكمة رغم أن قرارها لم يكن ملزما ولاحقا قامت وزارة الصحة الإســرائي­لية بتزويد الكمانة بالمياه بعدما كان عدد من أطفالها قد أصيب بعدة أمراض جراء النقص بالماء.

هواياتي

ويعتبر المطالعة هي كل هواياتــه، منبها لقراءة الكتب يوميا ومعظمها باللغة الإنكليزية مثلما يســتهويه التاريخ والأعمــال الأدبية التقليدية، ومكتبته فيها آلاف الكتب الكلاسيكية.

وعن تمتعه بالقراءة يضيف «في الســنوات الأخيــرة بدأت بالتعرف على الأدب الحديث لكنني لا استســيغ الكثير منــه وربما هذا نقص بي لا في الأدب. وربما أكون أســيرا لحب الأدب الكلاســيك­ي. تعجبني الرواية وتدهشــني إذا كان القاص يعطيــك صورة كاملة وعالمــا متكاملا ومتزنا مثــل أمين معلــوف مثلا. القاص الحقيقي هو من يقوم بدراســة مســهبة عن كثير من المجالات قبيل الكتابة. ســحرني كتاب «يوليســيز» لجيمس جويــس الكاتب الإيرلنــد­ي المناهض للحروب ومنعــت كتبه لمدة طويلة في الولايات المتحدة وبريطانيا. أحب الشــعر الكلاسيكي أيضا وشاعري الأول هو الجواهري لأنه يكتب شــعرا جميلا شكلا ومضمونا. سعيد عقل أيضا من أقدر الشــعراء العرب لكنني لم احترم قولــه بأنه «يعبد بيغن» على خلفية كراهيته للفلســطين­يين. محمود درويش شاعر كبير لكن لديه شطحات غيبية لا مبرر لها. كما كتبت الشعر والنثر والنقد الأدبي ونشرت في صحيفة «الاتحــاد» و «الجديد» والراحل إميل حبيبــي أهادني كتابه النثري الأول وفيه كتــب: «إلى أحمد الريناوي الذي كاد أن يكون أديبا..» ولما سألته لماذا كتب ما كتب قال «لأنك توقفت عن الكتابة وذهبت للطب.»

الوالد الشاعر الشعبي أبو الأمين

وردا على ســؤال يقول الريناوي «نعم تأثرت بوالدي الشاعر وهو من أقدر الشــعراء الشــعبيين في بلادنا وأعجبتني قصائده شكلا ومضمونا رغم أنــه لم يدرس إلا في الكتــاب للصف الرابع وهو مــن مواليد 1910» موضحا أنه لا يعرف من أين جاءت كتابة الشــعر فــي العائلة، فعمه أبو عاطف وعمه أبو ماجد وابن عمته قاسم شعراء شعبيون.

كما يســتذكر بدايات مســيرة والده الحداء التاريخــي المعروف في فلســطين «أول ما غنى كان في زمن الانتداب في ســمخ جنوب طبرية مع عمال ممن تنبهوا لعذوبة صوته فصــاروا يدعونه لعدم العمل وأن يغني فقط ويســمعهم قصائده. لاحقا شــارك في مهرجان مولد النبي في عكا، وهو مهرجان له شعبية واسعة بمشاركة شعراء وزجالين من لبنان وفرق كشــافة، وهناك طلب أحدهم أن يغني فرفض فتوجه للمسؤولين وأبلغهم بوجود والــدي طالبا منهم منحه فرصة للغنــاء، وبعد ضغط عليه صعد المنصة وغنى العتابا، فقال له أحد شعراء لبنان : لك مستقبل كبير. وهكذا كانت الانطلاقة. وكان يطلب مني دائما الاستزادة في المعرفة، وأذكر كيف طلب مني أن أخبره عن أبي العلاء المعري وأعرّفه به وبنتاجه».

 ??  ?? الطبيب احمد الريناوي
للتخصــص كي أبقى مســتقلا لأنني «منبوذ المؤسســة» ولا أريد أن أجهد نفســي لواســطة أبو إيلي كي أعمل في مستشــفى ولــذا رفضت عرضا بالتخصــص بالجراحة والعظــام وغيره، ولم أندم علــى ذلك لأن الطب الباطني هو العمود الفقري للطب».
في1967 ترك المستشــفى بعدما جنــدوا الأطباء اليهــود فيه للحرب وتحول لمستشــفى عســكري وأوكلــوا الأطبــاء اليهود بمختلــف المهام واســتثنوا الأطباء العرب ونبذوهم فقرروا مغادرة المستشفى احتجاجا وهو التحق بمستشفيات الناصرة وعمل بها.
في 1980 اســتجاب لطلب مستشــفى الناصرة )الإنكليزي( للالتحاق بطواقمه وبناء قسم خاص بالدياليزا، هناك تعرفت على الدكتور الراحل الطبيب برنات وهو قديس حقيقي فعلا من أصل سويسري ووصل البلاد كمندوب عن «الصليب الأحمر» في فلسطين قبل وبعد 1948 وعالج جرحى الحــروب والمجاهدين وهو طبيب جراح وخبيــر كبير. ويوضح أنه كرسّ جهودا كبيرة من أجل بناء قســم الدياليزا، وفعلا قام بجولة في كل البلاد للتعرف على ماكنات وفلاتر الدياليزا )غســل الكلــى( وتقنيات تحضير المياه الخــاص. وما زال يعرب عــن اعتزازه بما قام بــه: «أقمت الوحدة بأصابعي مع أربعة مرضى وماكنتي دياليزا. بعد 20 سنة تركت القسم مع 115 مريضا و40 ماكنة دياليزا مع طاقم يعمل ثلاث ورديات».
في الماضي كان الريناوي من مؤسسي» جبهة الناصرة «في 1976 وكان من موقعي ميثاقها وفازت برئاســة توفيق زياد فــي الانتخابات البلدية وكان مرشــحها الأخير في قائمتها. ويضيف: «تجندت بشــكل فردي لأن البدائل الأخرى للحزب الشــيوعي الإسرائيلي كانت سيئة. بيتنا كله كان قريبا من الحزب الشيوعي ولذلك لم يتوظف أحد منا في وظيفة حكومية».
الطبيب احمد الريناوي للتخصــص كي أبقى مســتقلا لأنني «منبوذ المؤسســة» ولا أريد أن أجهد نفســي لواســطة أبو إيلي كي أعمل في مستشــفى ولــذا رفضت عرضا بالتخصــص بالجراحة والعظــام وغيره، ولم أندم علــى ذلك لأن الطب الباطني هو العمود الفقري للطب». في1967 ترك المستشــفى بعدما جنــدوا الأطباء اليهــود فيه للحرب وتحول لمستشــفى عســكري وأوكلــوا الأطبــاء اليهود بمختلــف المهام واســتثنوا الأطباء العرب ونبذوهم فقرروا مغادرة المستشفى احتجاجا وهو التحق بمستشفيات الناصرة وعمل بها. في 1980 اســتجاب لطلب مستشــفى الناصرة )الإنكليزي( للالتحاق بطواقمه وبناء قسم خاص بالدياليزا، هناك تعرفت على الدكتور الراحل الطبيب برنات وهو قديس حقيقي فعلا من أصل سويسري ووصل البلاد كمندوب عن «الصليب الأحمر» في فلسطين قبل وبعد 1948 وعالج جرحى الحــروب والمجاهدين وهو طبيب جراح وخبيــر كبير. ويوضح أنه كرسّ جهودا كبيرة من أجل بناء قســم الدياليزا، وفعلا قام بجولة في كل البلاد للتعرف على ماكنات وفلاتر الدياليزا )غســل الكلــى( وتقنيات تحضير المياه الخــاص. وما زال يعرب عــن اعتزازه بما قام بــه: «أقمت الوحدة بأصابعي مع أربعة مرضى وماكنتي دياليزا. بعد 20 سنة تركت القسم مع 115 مريضا و40 ماكنة دياليزا مع طاقم يعمل ثلاث ورديات». في الماضي كان الريناوي من مؤسسي» جبهة الناصرة «في 1976 وكان من موقعي ميثاقها وفازت برئاســة توفيق زياد فــي الانتخابات البلدية وكان مرشــحها الأخير في قائمتها. ويضيف: «تجندت بشــكل فردي لأن البدائل الأخرى للحزب الشــيوعي الإسرائيلي كانت سيئة. بيتنا كله كان قريبا من الحزب الشيوعي ولذلك لم يتوظف أحد منا في وظيفة حكومية».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom