Al-Quds Al-Arabi

سموتريتش وبن غبير: من يحكم الضفة يحكم إسرائيل

«أوسلو» على مقاس استيطاني...

- عميرة هاس

■ «ســيقوم بن غبير بترتيب الأمور هنا» هذا مــا كتب في عدد من اللافتــات الدعائية لقائمة الصهيونية الدينية، التي وضعت في شارع الخضر – بتّير شرقي بيت لحم. لافتات فيها نفس صورة الوجه الراضي عن نفسه، لكن بكتابات أخرى «بــن غبير الأكثر يمينية لدينا» شــوهدت في يوم الاثنين الماضي في منطقة الخليل أيضاً. لافتات قليلة جداً عليها صورة بن غبير، ولافتات كثيرة عليها صورة بتســلئيل ســموتريتش، كانت تزين الجزء الشمالي من شــارع 60 بين قرية حزما ورام الله. حســب وضوح اللافتــات، فإن حزب نفتالي بينيت هو في المكان الثاني، وأحزاب يمينية أخــرى، بما في ذلك الأحزاب الدينية، في وضع أقلية.

دون صلة بعــدد مقاعده، وحتــى لو أن حزب الصهيونية الدينية لسموتريتش وبن غبير لم يجتز نســبة الحســم، إلا أنه أصبح يســيطر منذ زمــن، بنســخه المختلفة، على الضفة الغربية. وهو في الأســاس يســيطر على السكان الفلســطين­يين الأصليين، الذين ليس لهم حــق في انتخاب الحكام الحقيقيين الذين يشكلون ويغيرون ويعرضون حياتهم ومستقبلهم للخطر.

على ســبيل المثال، الفضاء الكبير الواقع بين رام الله وبيت لحم يتشــكل منذ 25 سنة كالقدس الكبــرى، ومســاحة حضرية فيها الكثير من الشوارع الآخذة في الاتساع، التي تقرب المســتوطن­ين في البؤر الاســتيطا­نية المعزولة من العاصمة وتقصر مدة ســفرهم. نفس شــبكة الشــوارع هــذه تقطــع طرقاً قائمة وتبعد القرى الفلســطين­ية عن بعضها وتكمل تقســيم شــرقي القدس وفصلها عن الضفة الغربية. هذا حلم اســتيطاني تحقق، الــذي حققته وتحققه مؤسســات رســمية إسرائيلية، تستخدم ضرائب جميع الجمهور الإسرائيلي.

من يحكم الضفة الغربية يحكم إسرائيل. هــذا ليس قدراً من الســماء، بل هــذا هو ما قررته حكومــة العمل – ميرتس – شــاس، عندما قامت بحياكة اتفاق أوسلو على قياس المستوطنات واشــترطت تطبيقه بوجودها وتوســيعها. وبتضافــر جهــود منظمــات المستوطنين ومؤسســاته­م الاستيطاني­ة، تم تجاوز المزيد من الخطــوط الحمراء، في كل ما يتعلق بخرق القانون الدولي والاستيلاء على الأراضــي وطرد تجمعات فلســطينية وترســيخ نظام الأبرتهايـ­ـد. جميع الجمهور الإسرائيلي اليهودي ســلم واعتاد واستفاد من المكاســب النابعة من هذا الخرق المنهجي للقانون الدولي في ظــل المفاوضات من أجل السلام.

الإثبات الأفضل للقــوة الضخمة لحكومة يهــودا والســامرة هو غيــاب أي نقاش في الحمــات الانتخابيـ­ـة الأخيرة حــول قوة حكومة يهودا والســامرة بأنها ذراع شــبه حكومية وشبه رســمية، تملي على الشعبين اللذين يعيشــان بين البحر والنهر، مستقبلاً من العنف المتصاعد.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom