Al-Quds Al-Arabi

الأمم المتحدة تقر بفشلها في تعيين مبعوث جديد إلى الصحراء

- الرباط ـ «القدس العربي»:

أقــرت منظمة الأمم المتحدة بفشــلها فــي تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء، خلفاً للرئيس الألماني الأســبق، هورســت كولر، مؤكدة أنهــا تواصل مشــاوراته­ا لتعيين مبعوث جديد للصحراء، مثلما أفادت صحيفة «هسبريس» الإلكتروني­ة.

وقال ســتيفان دوجاريك، المتحدث باســم الأمين العام للأمم المتحدة، جواباً عن ســؤال حــول تأخر الأمم المتحدة في تعيين مبعــوث جديد للصحراء بالرغم من مرور حوالي سنتين على استقالة هورست كوهلر لأسباب صحية: «إنها ليست أســهل وظيفة على قائمة الأمم المتحدة. إنها وظيفة حاســمة». وأضاف أن أنطونيو غوتيريس، أمين عام الأمم المتحدة «سعى إلى ملء هذا المنصب؛ غير أنه، كما هو الحال في كثير من هذه التعيينات، ليس كل شيء بين يديه… لكنه يقوم بواجبه .»

وترى الصحيفــة المذكورة أن دور المبعــوث الأممي في قضية نزاع الصحراء يبقى محدوداً يقتصر على الوســاطة وتقريب وجهات النظر، ولا يمكنه أن يفرض أجندته على أي طرف من أطراف النزاع.

ومنذ رحيل الرئيس الألماني الســابق، لــم يحظ أي من المرشــحين الذين اقترحهــم أنطونيــو غوتيريش بموافقة الأطــراف. فقــد راج فــي كواليــس الأمم المتحــدة اســم ميروسلاف لايتشــاك، وزير الخارجية الســلوفاك­ي؛ لكن تردد حينها أن المغــرب كان قد اعترض عليه لإيمانه بالفكر الشيوعي ودفاعه عن الشعوب في تقرير مصيرها وتعاطفه مع الفكر الانفصالي. في المقابل، رفضت جبهة البوليساري­و والجزائر ترشــيح بيتري رومان، رئيس الوزراء الروماني الأسبق ووزير الخارجية الأســبق، لشغل منصب المبعوث الجديد إلى الصحراء، بالنظر إلى قربه من الرباط ووصفته بـ »صديق المملكة .»

وتُشــير تصريحــات الأمم المتحدة إلــى صعوبة مهمة وســيط أممي إلى الصحــراء؛ بالنظر إلى تعقــد هذا الملف وجمود مواقــف الجزائر وجبهة البوليســا­ريو، خصوصاً أمام مقترح الحكم الذاتي الذي يعتبره المغرب الحل الوحيد لطي هذا الخلاف.أما العامل الآخر الذي يقف وراء فراغ هذا المنصب، فيكمن في رفض شخصيات سياسية ودبلوماسية علــى الصعيد العالمــي دعــوة غوتيريش للترشــح لهذه المهمة، لمعرفة هذه الشــخصيات مسبقاً بأن مهمة «مبعوثي الصحراء» هي الفشــل، كما حدث مع كل من هورست كولر وقبله مع جيمس بيكر وبيتر فالسوم وكريستوفر روس.

ويبقى دور المبعوث الأممي في قضية الصحراء محدوداً يقتصر على الوساطة وتقريب وجهات النظر، ولا يمكنه أن يفرض أجندته على أي طرف من أطراف النزاع.

وكان هورست كولر، على الرغم من أنه شخصية دولية وازنة، أقر، بعد نهاية المائدة المســتدير­ة الثانية في جنيف، بصعوبة التوصل إلى حل سياســي فــي المرحلة الحالية، مضيفاً أن «الفترة المقبلة تتطلب أن نمر إلى طرح الأســئلة الموضوعية».ويرى مراقبون أن المرحلة المقبلة على مستوى الحل السياسي تحت مظلة منظمة الأمم المتحدة ستكون أشد صعوبة، بعدما خرقت جبهة «البوليســا­ريو» اتفاقية وقف إطلاق النار وعرقلت الحركــة التجارية في معبر الكركرات الحدودي؛ وهو ما جلب عليها إدانة دولية واسعة.

وتعلق «هســبريس» قائلة: «لا يشكل هذا الفراغ الأممي في الصحراء أي مشــكلة بالنسبة إلى المملكة المغربية، التي تواصل حشد المزيد من الانتصارات الدبلوماسي­ة على أرض الواقع وإنجاز مشاريع تنموية كبرى في الأقاليم الجنوبية؛ فيما تضغط الجزائر من أجل تعيين مســؤول أممي لإعطاء متنفــس جديد إلــى جبهة «البوليســا­ريو» بعــد الهزائم المتتالية التي لحقت بها عقب عملية الكركرات.»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom