Al-Quds Al-Arabi

إصابة ترامب بـ«كورونا» تُشعل شبكات التواصل في العالم العربي: تعليق وتعاطف وشماتة

- لندن ـ «القدس العربي»:

اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي بالتعليقات المختلفة فــور إعــان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إصابته وزوجته بفيروس «كورونا» المستجد. وهيمن ترامب على اهتمامات المغردين والمدونين العرب الذين تسابقوا للتعليق على الحـدث، بينما جنح بعضهم نحو الشماتة بإصابة الرئيس الذي لا يتمتع بأي شعبية في الشارع العربي.

وأعلن ترامب صباح الجمعة الماضية إصابته وزوجته بفيروس كورونا المستجد، وكتب في تغريدة على «تويتر» بأن «التحاليل أثبتت إصابته هو والسيدة الأولـى ميلانيا ترامب بفيروس كورونا المستجد». وأضاف: «سنبدأ عملية الحجر الصحي والتعافي على الفور وتخطي ذلك معا».

وتأتي إصابة ترامب بكورونا قبيل الانتخابات الأمريكية التي يسعى فيها إلى ولاية ثانية، فيما يتوقع أن يتولى نائبه مايك بنس مهامه في حال تدهور وضعه الصحي.

وتدفقت التغريدات المتباينة على «تويتر» والتي عبر بعضها عن التعاطف مع ترامب وزوجته، بينما سخرت تغريدات أخرى من تقليله سابقا من شأن الفيروس ورفضه ارتداء الكمامة الطبية، فيما شمت بعض معارضيه بإصابته بالفيروس الذي لطالما كان يسميه «الفيروس الصيني».

وذكر مغردون أن الرئيس كان يسخر من خصمه جو بايدن إزاء ارتـدائـه الكمامة، وقـال آخــرون إن تـرامـب، الــذي سيحظى برعاية صحية واهتمام، فضلا عن استمراره في منصبه، لم يهتم بمئات آلاف الأمريكيين الذين فقدوا أرواحهم أو خسروا وظائفهم.

لكن مـنـاصـري تــرامــب أعــربــوا عــن استيائهم لـ«شماتة» معارضيه به، مؤكدين أنهم يرجون له الشفاء العاجل وأنهم لم يكونوا ليسخروا من بايدن في حال كان هو من وقع ضحية للفيروس.

وغرد الكاتب الأمريكي كورت إيتشين وولد: «أنا آسف، لكنَّ أسوأ شيء يمكن أن يحدث الآن هو إذا كان ترامب بـدون أعــراض. سوف يتباهى كيف أن الخاسرين فقط هم من يمرضون حقاً ويدفعون الملايين ليكونوا أكثر تهوراً. لا أتمنى له الموت، ولكن مئات الآلاف من الأشخاص قد ينجون من الموت إذا كان مرضه قد جعله ومؤيدوه يرون حقيقة الأمر حقاً».

أما الصحافي الأمريكي كورت بارديلا فغرد يقول: «ترامب والجمهوريو­ن على وشك التحول إلى لأفكار والصلوات. مرة أخرى يثبتون أنهم لا يكترثون بحوالي 200 ألف أمريكي، بل يهمهم أنفسهم فقط».

أما المؤلف والكاتب دان برايس فغرد معلقاً: «يمكن للرئيس ترامب والسيدة الأولى الحصول على الرعاية الطبية. إنهم لا يخشون المشكلة المالية. ما زالـوا يكسبون المال بينما لديهم الوقت للتعافي. ألا يجب على الجميع امتلاك هذه الأشياء الآن؟».

وغرد الصحافي مايكل تريسي: «أتساءل عما إذا كان مؤيدو ترامب سيسخرون مني لارتدائي كمامة

في الأماكن العامة - وهو تعديل بسيط للغاية من أجل الصحة العامة تم تبنيه في جميع أنحاء العالم.»

في المقابل علق منتج الأفـام كيلب هول غاضباً: «لدي 61 صورة تتضمن تعليقات لأشخاص بارزين يتمنون وفــاة تـرامـب. الاحتفال بإصابة شخص بالكورونا أمر مقرف للبشر.» وكتب المخرج والمنتج التلفزيوني روبـي ستاربك: «ثبتت إصابة الرئيس ترامب وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا، ورد فعل الكثير من الديمقراطي­ين هو إنه حصل على ما يستحقه ويأملون له أن يمـوت. للعلم فقط: إذا كانت نتيجة اختبار جو بايدن إيجابية، هل تعرف ماذا سيقول ناخبو ترامب؟ الدعاء له.»

وسرعان ما انعكس خبر إصابة ترامب بالفيروس على اهتمامات المغردين والمدونين في العالم العربي والذين جنح أغلبهم نحو الشماتة بترامب أو عمد بعضهم إلى التذكير بانكاره الفيروس والتقليل من شأنه وخطورته.

وكتب الصحافي محمد أمين مغرداً على «تويتر»: «بعد انكاره وتهاونه بالفيروس، كورونا في البيت الأبـيـض، هكذا هم الشعبويون يــودون بأنفسهم وبلادهم إلى التهلكة». وغرد الكاتب ياسر الزعاترة: «خبر العالم الأول هو إصابة ترامب وزوجته بكورونا. كورونا المؤامرة بحسب اليمينيين من أتباعه. حدث ذلـك مع ترامب بريطانيا، قبله )جونسون(. ليس العلاج هو ما يشغله الآن، بل كيفية استغلال القصة انتخابيا. منذ شهرين، وحتى الانتخابات، ينام ترامب ويصحو وكابوس الخسارة يلاحقه».

وأضاف الزعاترة ساخراً في تغريدة ثانية: «أهم وصفتين لعلاج كورونا أطلقهما ترامب هما: عقار هيدروكسي كلوروكوين وشــرب مــواد التنظيف الكيميائية. لا بد أن يثبت صحة ذلك الآن عبر تعاطيهما معا. هناك نظرية أخــرى أطلقها، وخلاصتها أن الفيروس تقتله الحرارة. فليكن عزله مع جهاز تدفئة بحرارة عالية!!».

وكتبت الإعلامية علا الفارس: «نفى وجود المرض. رفض ارتداء الكمامة ولم ينصح بها. ادعى أن وباء كورونا مؤامرة. ما تأثير إصابة ترامب على مصداقيته أمــام مـؤيـديـه؟ ومــا تـداعـيـات حجر الرئيس على الانتخابات الأمريكية المقبلة؟».

وغرد أحد النشطاء قائلاً: «رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الذي حرض أنصاره على كسر الحجر العام واستخف بخطورة وباء كورونا يعلن أن نتائج تحاليله وزوجته ميلانيا إيجابية».

وتساءلت إيمان عياد: «بعد إصابته وزوجته هل نشهد تأثير الدومينو الآن بين أعضاء إدارته ويعصف كـورونـا بالبيت الأبــيــض؟» فيما علقت الإعلامية والمخرجة التلفزيوني­ة آلاء حمدان بالقول: «احتمال كبير تكون إصابة ترامب بالكورونا تمثيلية خبيثة، وخاصة أن تعامله مع المرض في أمريكا كان مستهترا، وممكن يؤثر على نتائج الانتخابات. كسب التعاطف والتضامن أمر هام وسلاح لدى السياسيين».

وكتب الحقوقي محمود رأفت تحليلاً يقول فيه إن «إعلان ترامب عن إصابته بفيروس كورونا سيؤثر سلباً على الاقتصاد الأمريكي ما سيُسقط من يده الكرت الانتخابي الوحيد، وبعبارة أخرى فلو نجى ترامب من الفيروس سيسقط بحفرة الانتخابات أمام بايدن. يبدو أن القدر يرتب شيئاً في وقت حرج، فسقوط ترامب أو وفاته سيكون بركاناً سيبتلع بعض الأنظمة العربية».

وغرد الباحث أنيس النقاش: «بن سلمان، صاحبك ترامب أصيب بالكورونا، هل ستتهم إيــران بنشر الوباء في أمريكا؟ معلوماتي انك ترتعش خوفا منذ سماعك الخبر».

وشكك العسكري الأردنـي اللواء المتقاعد مروان العمد بحقيقة إصابة ترامب وزوجته بفيروس كورونا المستجد، وقال: «أرى أن الإصابة غير حقيقية، ولكن ترامب ادعى ذلك ليثبت أن الفيروس غير خطير وأنه اصيب به وهو بهذا العمر ولم يتأثر».

وأضـاف: «سيبقى ترامب يمارس مهام عمله من مكتبه بضعة أيام، ثم يخرج بعدها ليعلن شفائه التام من الفيروس وأنه أجرى فحصاً جديداً يثبت خلوه من الفيروس وذلك لغايات انتخابية وللتقليل من مخاطر الفيروس وأن الإصابات به إما غير حقيقية أو غير خطيرة».

ورجح العمد في تصريحات نقلتها مواقع إخبارية محلية في الأردن أن يكون ترامب اختلق إصابته هذه ليواجه بها الاتهامات الموجهة له حول تقصيره في مواجهة الوباء ومسؤوليته عن إصابة ووفاة الكثير من الأمريكيين.

ورآى أن ترامب يستخدم ذلك كحجة للتهرب من مناظراته المقبلة مع منافسه على الرئاسة جو بايدن بعد ان تحدث عن عدم ضرورة إجراء المناظرات.

وفي السياق ذاته، غرد الناشط عبد الرزاق الشايجي على «تويتر» يقول إن «المغرد الأمريكي جون كامو تنبأ قبل أسبوعين بإعلان ترامب إصابته بفيروس كورونا المزيفة في تشرين الأول/أكتوبر لإبعاد بايدن عن الشاشات وإشغال الرأي العام بحالته لمدة 14 يوماً، بعدها سيظهر ترامب وقد تم علاجه بنسبة 100 في المئة بواسطة هيدروكسي كلوروكين. تحليل منطقي خاصة وأن استطلاعات الرأي تؤكد خسارته».

وعلق أحدهم ساخراً: «ترامب بين خيارين أحلاهما مـر: المـوت بالفيروس الصيني، أو العلاج باللقاح الروسي» فيما كتب سالم العمري: «مشكلة مرض ترامب أثرت على الاقتصاد وتسببت في انخفاض النفط. ابو ايفانكا مؤثر في صحتة ومرضه وبعد موته». بينما غـرد المهندس أحمد بسخرية يقول: «نطالب بحقن الرئيس الأمريكي وزوجته بالمنظفات المنزليه لعلاجه من كورونا».

يشار إلى أن شبكة « » الإخبارية قالت إن الرئيس الــ45 للولايات المتحدة في مجموعة عالية الخطورة بسبب عمره الذي يبلغ 74 عاما، بالإضافة إلى إصابته بالسمنة، وهو عامل خطر آخر لشكل أكثر خطورة من المرض.

وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن الأشخاص في الفئة العمرية 65-74 هم أكثر عرضة لخطر دخول المستشفى بخمسة أضعاف، و90 مرة أكثر عرضة لخطر الوفاة بسبب «كوفيد-19» مقارنة بالشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom