آل قطب: الكتابة التاريﺨية سبقت التاريخ االجتماعي في العالمين العربي واإلسالمي !
أكد أستاذ التاريخ الحديث في جامعة امللﻚ خالد الدكتور علي عوض آل قطب، أن التاريخ العربي واإلسالمي لم يكن يعرف شيئًا اسـمـه الـتـاريـخ االجـتـمـاعـي كمفهوم، لـكـن هـنـاك كتابة تاريخية اجتماعية عريضة يمكن العثور عليها في املصادر املبثوﺛة في التراث العربي واإلسالمي. وأضاف في لقاء عن الكتابة االجتماعية في التاريخ العربي واالسالمي في ﺛلوﺛية األديب محمد بن عبدالله الحميد؛ التي أدارها األديب محمد بن عيسى الراقدي، أن الكتابة االجتماعية لم تبرز حتى في التاريخ الغربي أيضًا. وذكــــر آل قــطــب أن الــكــتــابــة فـــي الـــتـــراث الــعــربــي واإلسالمي يمكن أن تـنـدرج ضمن التاريخ االجتماعي، إال أن الكتابات املتخصصة فيه على نحو واع لم تظهر إال مع نهاية القرن التاسع عشر، وقدوم القرن العشرين، حيث بدأت تظهر كتابات متخصصة في التاريخ االجتماعي قام بها عدد من املؤرخني في العراق والشام ومصر، كان من أبرزهم املصري علي مبارك )صــاحــب الـخـطـﻂ التوفيقية، وهــو مــن وفــيــات أواخـــر القرن العشرين(، ومحمد كرد علي )صاحب خطﻂ الشام(، والعراقي أحمد سوسة؛ الذي كانت له بحوث تتعلق باليهود في املشرق
الـعـربـي، وبـطـرق الــري ومــجــاري األنــهــار فـي الــعــراق، وأحمد أمني صاحب الثالﺛية املشهورة فجر اإلسالم، وضحى اإلسالم، وظهر اإلسالم.
شروط الكتابة االجتماعية
آل قطب أشار إلى أن الكتابة في التاريخ االجتماعي تقتضي أن يكون الباحث صاحب نظر في زوايا مختلفة وبصورة غير تقليدية، سواء أكان ذلﻚ على مستوى األشخاص، أو مستوى املكان، أو مستوى الزمان، أو على مستوى املصادر، لخصها فــي مـسـتـوى الـنـظـر إلـــى األشـــخـــاص، إذ يـتـعـني عـلـى املؤرخ االجتماعي ترك النظر إلى السياسيني من األمراء، والسالطني، وامللوك، والـقـادة، إلى النظر في طبقات املجتمع، وشرائحه، وفئاته، مثل: النظر إلـى الفقهاء، أو الشعراء، أو التجار، أو الفالحني، أو املوالي، أو النساء، أو املهمشني بشكل عام. وأكـــــد أن مــســتــوى الــنــظــر إلــــى املــــكــــان، يــتــعــني عــلــى املــــؤرخ االجـتـمـاعـي بـــدال مــن الـنـظـر إلــى قـصـر الــحــاكــم، أو مجالس الـــوالة، أو سـاحـات املــعــارك النظر إلــى املـسـاجـد، أو الحلقات العلمية، أو املــزارع، أو األســواق أو حتى إلى األماكن النائية املعزولة. أمــا الــزمــان فيتعني على املـــؤرخ االجـتـمـاعـي بــدال مـن النظر إلـى الزمن السياسي أو التحقيب سياسيًا النظر إلـى الزمن االجتماعي أو الثقافي، فالنظر إلى الزمن االجتماعي يكون في العادة أطول من الزمن السياسي، باعتبار أن حركته بطيئة، وليست حيوية، مثل: أوضـاع املوالي في قرن من القرون، أو األوبئة واملجاعات، أو وضع املرأة، أو العادات والتقاليد.