بني بنت القريات وسفيه لندن

األطفال ال يجاملون وال ينافقون ومشاعرهم ال تكذب، ما الــذي يجعل طفلة لم تتجاوز ثالث سنوات تبكي ألنها لم تقابل امللك سلمان؟ ثم عندما رأته تستجمع كل قواها لتركض نحوه وتحضنه بلهفة؟ ما كانت طفلة لتبكي بحسرة لعدم رؤيتها للملك سلمان أو لتركض نحوه لوال أنها عاشت بـن أفـــراد مجتمع يتحدثون بحبه، وتـربـت بـن أنــاس أحـبـوا سلمان فأحبته، سمعتهم يدعون له في ظهر الغيب ويذكرونه بكل خير فتعلقت به، سمعتهم في املنزل والروضة والسوق وفي زيارات الجيران، فشهدت على حبه. األطفال أصـدق الشهود وأنقاهم، وهـم مـرآة صادقة لكل من حولهم وكـل من يحيط بهم، وحب الشعب السعودي لقادته قديم بقدم التأسيس. حب الشعب السعودي لقادته له طابع خاص متميز ومنبعه وتغذيته تأتى من حب متبادل له ما يبرره ويرسخه وسنأتي على ذكر تلك األسباب، وباملناسبة فإن هذا الحب يحدث في منطقة شرق أوسطية ال تشهد الكثير من الود بن القيادات والشعوب، فلهذا الحب املتميز أسباب مميزة هي األخرى. في السعودية يطبق شرع الله وحكمه العدل على الجميع، ويتفق الجميع على االعتدال والوسطية وعدم املساس بثوابت الدين، ومنها على سبيل املثال أنه (وال تزر وازرة وزر أخرى... اآلية) ففي السعودية ال يؤخذ أحد بجريرة غيره ولو كان أخا أو ابنا أو أبا، فهذا مــن تنكر لوطنه يسب ويشتم مــن لـنـدن لـعـشـرات السنن وأشــقــاؤه يحققون النجاحات ويحصلون على التكريم وأعلى املناصب (هذا مثال من عدة أمثلة)، بينما في دول أخرى كثيرة وعلى رأسها إيـران فإن العائلة كلها تسجن وتعاقب إذا تمرد منها فرد واحـد، بل قد تحرق كل شجرة عائلته وتحاصر قريته ويتم تصنيف قبيلته، وهـذا مثبت بوقائع تصفيات ليست منا ببعيد. في السعودية امللك وولــي عهده دومــا قريبون من املـواطـن في كل مناسبة ومكان ودون حواجز وجدران أمنية فاصلة، ولعل املقاطع الحية التي تجمع امللك باملواطنن وما يدور فيها من حوارات عفوية وتلقائية ومقاطع اجتماع ولي العهد بالصحافين والكتاب ثم مـا تبعه مـن وجــوده بـن الشباب فـي تجمعاتهم البرية والرياضية وفـي مـواقـع عملهم، بينما تفصل أسوار عظيمة بن بعض القادة وشعوبهم باإلضافة لحواجز نفسية تصل أحيانا حد العداء. غني عـن الـقـول إن كـل مـن يـحـارب اململكة مـن مرتزقة قــنــوات، أو هـواتـف عملة، هـم ممن تعرضوا لقمع ومهانة وإذالل في أوطانهم بسبب خيانتهم، وبالتالي فهم لم يعرفوا الحب بن القيادة والشعب، ويحسدوننا ألنهم يرون أننا جميعا ولدنا على حب بمثل حب بنت القريات، أو ربتنا أم هي بنت قريات أخرى.