البحرين: املؤبد للمتخابرين مع «احلمدين»
أصدرت محكمة االستئناف العليا في البحرين، أمس (األحـد)، حكمًا بالسجن املؤبد على (عـلـي سلمان) واثـنـن مـن مساعديه فـي قضية «التخابر مـع قـطـر». وأوضحت النيابة البحرينية في بيان صحفي أمس، أن الثالثة أدينوا بالتخابر بهدف ارتكاب أعـمـال عـدائـيـة ضـد مملكة البحرين واإلضــــرار بمصالحها القومية، بـاإلضـافـة إلى التخابر مع مسؤولن قطرين بهدف إسقاط نظامها الدستوري. وينفذ علي سلمان، رجل إيـران في البحرين الـذي حـاول تنفيذ مخططات املاللي في بث الفرقة واالنقسام الطائفي، حكمًا بالسجن ألربعة أعـوام بعد إدانته بالتحريض على الطائفية. وقــضــت املـحـكـمـة بـقـبـول طـعـن الـنـيـابـة الـعـامـة بـاسـتـئـنـاف حـكـم محكمة أول درجة، وبإجماع اآلراء بإلغاء ذلــك الحكم والقضاء مـجـددًا بـإدانـة املتهمن الثالثة فـي تلك القضية، وبمعاقبة كل منهم بالسجن املؤبد عما أسند إليه، وفق ما ذكر بيان للمحامي العام. وتورط الثالثة في التخابر مع مسؤولن في الحكومة القطرية الستمرار االضطرابات الـتـي شهدتها الـبـحـريـن عــام ،2011 وأفــشــى املــتــورطــون الـثـالثـة مـعـلـومـات حساسة للحكومة القطرية تتعلق بأمن البحرين، من شأنها املساس بأمن وسالمة البالد. وكشفت التحقيقات الـتـي أجـرتـهـا السلطات البحرينية واألدلـــة القاطعة مـن بينها اتــصــاالت هـاتـفـيـة تــم رصــدهــا بــن املـتـهـمـن واملــســؤولــن الــقــطــريــن، حـجـم املؤامرة والتخابر بن املعارضة ذات الصبغة الطائفية اإليرانية وبـن النظام القطري، كما ثبت أيضا تقاضي املتهمن «مبالغ مالية من الحكومة القطرية في مقابل ذلك»، وفقا للنيابة العامة البحرينية التي قدمت «تسجيالت ملشاركاتهم اإلعالمية بقناة الجزيرة القطرية تنفيذًا لتفاهمهم واتفاقهم مع دولـة قطر من أجل تصعيد أحداث االضطرابات والفوضى باململكة وصوال من ذلك جميعه إلى إسقاط نظامها الدستوري». واسـتـنـد حـكـم محكمة االسـتـئـنـاف العليا بــإدانــة املتهمن إلــى مــا قدمته النيابة العامة البحرينية من أدلة متنوعة تؤكد ارتكاب املتهمن ما أسند إليهم، وذلك في إطار نهج دولة قطر الــثــابــت تــجــاه مـمـلـكـة الــبــحــريــن وتــدخــلــهــا الــســافــر في شؤونها الداخلية من أجل اإلضرار بمصالحها والنيل مــن نـظـامـهـا، وأنــهــا مــن ثــم اسـتـعـانـت فــي ذلــك بتجنيد املـنـاوئـن للمملكة ونظامها واسـتـخـدامـهـم فــي تحقيق أغراضها، سواء بالقيام مباشرة بأعمال من شأنها إضعاف املـمـلـكـة وســلــطــاتــهــا، أو بـالـتـخـابـر مــن أجـــل جــمــع املعلومات واختالق املواقف بما من شأنه تحقيق أغراضها. ووفــقــًا لــوكــالــة أنــبــاء الـبـحـريـن (بــنــا)، فـــإن املـحـكـمـة ذكـــرت في أسـبـابـهـا أن حـكـومـة دولـــة قـطـر قــد اضـطـلـعـت بنفسها بإدارة عملية التخابر ممثلة في رئيس وزرائها آنـذاك حمد بن جاسم، ومـسـتـشـار أمــيــر قـطـر الــســابــق حـمـد بــن خـلـيـفـة الـعـطـيـة، ورئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الفضائية حمد بن ثامر آل ثاني، فضال عن رئيس تحرير مجلة العالم بلندن سعيد الشهابي، وانتهت املحكمة إلى تورطهم جميعًا في الجرائم موضوع القضية، وبناء على ذلك أحالت إلـى النيابة العامة هـذه الوقائع املنسوبة إلـى األشخاص املذكورين آنفًا للتحقيق والتصرف فيها.