حني يكوُن الصمُت عارًا!
فـي هــذه األيـــام هـل يعد صمت بعض مـن اعتدنا منهم الحديث في كل قضايا الوطن أمرًا مبررًا!؟ لربما سيكون هذا األمر مقبوال لو كان من يلتزم الصمت لم يعتد أحد سماع صوته في أي شيء! لـكـن مــن كـــان مــصــدر إزعــــاج وضــوضــاء ومــنــاكــفــات مع الجميع، ومـن أجـل قضايا تعتبر تافهة جـدًا أمــام هذه الحملة الشرسة التي تستهدف الوطن من املرتزقة وأعداء الوطن واملتربصني به، فما هي الصفة التي تناسب هذه الحالة من الصمت؟! حـق الصمت مكفول للصامتني إذا كـان سلوكًا معتادًا، أمـا من اعتدنا منهم حراكًا دائمًا في ساحات التواصل اإلعـالمـي مدافعني عن آرائـهـم، ويــذودون عن قضاياهم بكل شراسة، يخالفون هنا ويوافقون هناك، فكيف لعاقل أن يـــرى صمتهم هـــذا أمـــام أشـــرس حـمـلـة يـتـعـرض لها
ُّ الوطن وهم يتوارون خلف صمت مطبق! إن الــقــصــة لــيــســت اســـتـــعـــداء ضــــد أحــــد بــعــيــنــه، لكنها تساؤالت تحتاج إجابة حقيقية، فالسعوديون في املدن والــقــرى شبابًا وشــابــات، يـواصـلـون الـلـيـل بـالنهار كل من موقعه يطرح فـكـرة، يقدم خبرًا، يكتب مـقـاال، ينشر تـغـريـدة، يترجم كلمة، ويجهز تقريرًا، الـكـل كـانـوا وما زالــوا يصنعون ملحمة جعلت اإلعــالم الغربي يتساءل مندهشًا عن والء هـذا الشعب العظيم ووعيه بمصالح بــــالده الـعـلـيـا وأمــنــهــا الــقــومــي، فــلــم الــغــيــاب والصمت والحياد السلبي في وقت يحتاج اصطفافًا مع الوطن..؟! ما الذي جعلهم يتحولون إلى جدران صماء ال تشعر بما يستهدف الوطن ووجوده؟! هــذه األيــــام أيـــام مـجـد، فيها تتم صناعة تــاريــخ جديد للسعودية والسعوديني، ملاذا ال يشاركون بني جلدتهم هذا الشرف وهذا املجد.. عندما تنكشف الغمة وتنتهي املعركة وينتصر الوطن وأبناؤه املخلصون، حينئذ ستواجهون سؤاال عابرًا أين كنتم؟ أقول لكم: ال نحتاج تبريرًا منكم، ألننا سنكون منشغلني جدًا في بناء سعودية عظمى أكثر قوة وجماال.. إن هذه األزمة الكاشفة جعلتكم في نظر الجميع أناسًا ال تؤمنون سوى بمصالحكم الضيقة وال شأن لكم بالوطن وقضاياه.. وأخيرًا.. ال بديل عن الـوطـن، لذلك ال حياد في قضاياه أنتم فعيشوا في عار صمتكم القبيح.. أبــدًا، أما