ÊUžËoe—√ Áb¹d¹ U «c¼

اإلثارة التي سبقت خطاب الرئيس رجب طيب أردوغان يوم أمس جعلت العالم ينتظره بترقب كبير السيما وقـد أكـد أنـه سيقول «الـحـقـيـقـة املـــجـــردة» كـمـا نـقـلـت عـنـه وســائــل اإلعــــالم بخصوص قـضـيـة مـقـتـل الـصـحـافـي جــمــال خـاشـقـجـي الــتــي تـعـمـدت تركيا تــســريــب أخـــبـــار عــنــهــا بــشــكــل مــتــواصــل لـتـحـويـلـهـا إلــــى قضية سياسية دولية وحشد الرأي العام ليس بحثًا عن الحقيقة وإنما لوضع اململكة في مأزق أمام العالم، توقعنا أن يفاجئنا أردوغان بمعلومات جديدة مهمة تتسق مع اإلثارة السابقة للخطاب لكن ذلك لم يحدث. كل ما قاله أردوغان هو ما سبق للجميع معرفته من أخبار األيام املاضية، بل إن البيان الرسمي السعودي الذي صدر عن النيابة الــعــامــة تـضـمـن تـفـاصـيـل أكــثــر وكــشــف مـعـلـومـات أهـــم مـمـا ذكر أردوغان. لقد أعاد سيناريو األحداث ولكن مع تطعيمها ببعض مـا يختلج فـي داخـلـه مـن نـوايـا لتعقيد القضية وتـأزيـم املوقف والدفع بهذا امللف إلى مسارات ال تخدم القضية الرئيسية وليست في صالح العالقات املشتركة بني البلدين. يعرف أردوغان أن املعلومات األولية توصل إليها الفريق املشترك السعودي التركي الذي أكد أردوغان أن اململكة وافقت على تشكيله بعد اتصاله بامللك سلمان الذي رحب باقتراحه، ويعرف أردوغان أن اململكة كشفت الحقائق الـتـي توصلت إليها فـي التحقيقات األولــيــة، ويــعــرف أن اململكة أكـــدت أنــه لــن يــهــدأ لـهـا بــال إال بعد استكمال كافة التحقيقات ومحاسبة جميع املتورطني وتقديمهم لــلــعــدالــة، وعــنــدمــا يــحــاول اســـتـــدرار الـعـاطـفـة بـوصـفـه مأساوية الحادثة فـإن اململكة أكــدت رسميا أنها جريمة شنيعة ترفضها بكل املعايير، وإذا كان يبدي حرصه على تطبيق العدالة فاململكة أكــــدت ذلـــك بــحــزم شــديــد قــبــل خــطــابــه. إذًا ال جــديــد فـــي خطاب أردوغان لناحية املعلومات، وإنما الجديد هو إفصاحه عن نيته تسييس القضية. في الوقت الذي أكد فيه أردوغـان إيمانه بحسن نية امللك سلمان وتعاونه في القضية التي لم تكتمل تحقيقاتها بعد إال أنه يلمح بخبث عن جانب التخطيط لتنفيذ العملية ونعرف ماذا يقصد ومــن يقصد بذلك رغــم نفي اململكة علم الـقـيـادة بها، ورغــم عدم خــروج نتائج التحقيقات النهائية التي تجريها اململكة إال أنه طالب بإجراء التحقيق من قبل لجنة محايدة، أي تدويل القضية، كــمــا أبــــدى رغــبــتــه فـــي مــحــاكــمــة املــتــهــمــني فـــي إســطــنــبــول. هذان املطلبان هما زبدة خطاب أردوغان، وهما حقيقة ما يهدف إليه، رغــم علمه بأنهما غير صحيحني قانونيا وال تنطبق عليهما حيثيات وظروف القضية. بــاخــتــصــار، خــطــاب أردوغـــــــان كــــان خــطــابــًا حــزبــيــًا أمـــــام كتلته البرملانية تحكمه لعبة الحكم، وأيضًا خطابًا سياسيًا يؤكد بشكل أو بآخر التوجهات والسياسة التركية تجاه املنطقة العربية التي تمثل اململكة ثقلها ومـركـزهـا، وال عالقة لـه بملف قضية جمال خاشقجي.

لﻠﺘواصل أرسل إلﻰ 88548 االتصاالت، 636250 موﺑايﻠي، 738303 زين تبدأ ﺑالرمﺰ 259 مﺴاﻓة ﺛﻢ الرسالة