مع املطر !
.. اإلثـــنـــن مـــا قــبــل املـــاضـــي رشــــت الـــســـمـــاء جدة رشـة أقـل مـن خفيفة، وهـي مثل مـن يقول لـك هيا اســـتـــعـــدوا لــلــمــزيــد مـــن الــخــيــر ومــــن الــرحــمــة ألن املطر رحـمـة، قــال تعالى: «فانظر إلــى آثــار رحمة الله»، وهو يسقي األرض والنبات وينظف الجو ويلطف املناخ، ويجعل الفرحة ترفرف على قلوب املمطورين، السيما األطفال. لكن كثيرًا مـن البيوت ليس فيها تصريف مياه األمـــطـــار فــتــركــد فــيــهــا وفـــي ســطــوحــهــا وحولها مـمـا يـجـلـب الــبــعــوض، ويــؤثــر عـلـى املــبــانــي. أما الـطـرقـات الـتـي ليس فيها مـجـاري مـيـاه األمطار فحدث وال حـرج، وبعضها مــزودة بهذه املجاري لكنها مسدودة بسبب األتربة أو القمامة أو عدم الصيانة. ولــذلــك فـــإن املــطــر هــو اخــتــبــار لـبـلـديـة أي مدينة يــهــطــل فــيــهــا، فــإمــا رســبــت الــبــلــديــة وإمـــــا فازت، وعند الرسوب تتم املحاسبة للمقاولن، ولرؤساء البلديات الفرعية ولشركات النظافة، فلما هطلت األمطار الخفيفة على جدة في آخر يوم من العام الهجري ـه1439 فإنها نبهتنا، هيا تحركوا قبل أن يحدث لكم مثل ما حدث قبل عشر سنوات في جدة يوم السابع من ذي الحجة .ـه1430 فــفــي ذلـــك الــعــام تــحــول نــفــق الــجــامــعــة إلـــى بركة عـمـيـقـة حــجــزت الــســيــارات بــداخــلــهــا وحواليها، وانجرفت أو تضررت أكثر من ثالثة آالف سيارة. واستمر هطول األمطار لساعات طويلة حتى بلغ مــعــدل كـمـيـة مــيــاه األمــطــار حــوالــى 90 مليمترا. وهو ضعف معدل سقوط األمطار في سنة كاملة واألثقل في السعودية خالل عقد من الزمان. ولـكـن الــدولــة أيـدهـا الـلـه عـوضـت املتضررين في سـيـاراتـهـم وفــي بيوتهم بـمـن فــي ذلــك املقيمون، فجزاها الله خيرًا. السطر األخير: قال عمر الخيام: وكــم تــوالى الليل بعد النهار
وطـــــــــــــــال بـــاألنـــجـــم هـــــذا املـــــدار فـامـش الهوينا إن هــذا الثرى
مــــن أعــــــن ســــاحــــرة األحــــــــورار * كاتب سعودي