إيران وعميدها العميل دهقان في دائرة التشريح
يروج في الصالونات السياسية في أوروبا وشمال إفريقيا، أن طـهـران تسابق الــزمــن، بـغـرور ونرجسية واهـمـة بأنها ستنجح فـي تمزيق الخليج العربي وستوفق فـي دفعه نــحــو الــتــفــرقــة بــاســم خــرافــة «أنــــا األقـــــوى فــي املنطقة»، وأن بـاسـتـطـاعـتـهـا مـنـافـسـة أمــريــكــا، والـــغـــرب عموما، ومنازعتهم املـصـالـح املشتركة مـع الـبـلـدان الخليجية الحليفة. وتحاول طهران استهداف واستفزاز اململكة بالدرجة األولى، باعتبارها القائد الروحي لكل الباد اإلسامية، ما جعل املراقبني يساورهم شك في حقيقة مــا تـرفـعـه إيــــران بــاســم مــشــروع الـتـغـيـيـر فــي بلدان الخليج والــشــرق األوســـط الـكـبـيـر، مناهضة بذلك املـشـروع اإلصـاحـي والـوقـائـي الــذي تـقـوده بلدان التحالف الخليجي ضد الغاة املسيئني لسمعة اإلسام السمح. وأكــــد لـــ«عــكــاظ»، الــدبــلــومــاســي الــغــربــي إديزو روزا، أن دور اململكة في الخليج بمثابة النخاع الـشـوكـي فــي الـجـسـم، فـهـي الــتــي تـحـافـظ على الــــتــــوازن فـــي املــنــطــقــة، لــكــن مـــا كـــل شــــيء يتم بــالــســاســة املـــرتـــجـــات مــــن ذلــــــك، ألن إيـــــران تسعى بكل مـا أوتـيـت مـن قــوة إلــى منافسة السعودية في قيادتها للمنطقة، بل أكثر من ذلــك، تسعى طهران إلـى إيــذاء اململكة بكل الوسائل، وطبعا بإعمال اإلعام «التشهيري» بالدرجة األولى. ومـــن جـهـتـه، قـــال أســتــاذ الـفـكـر الـفـرنـسـي واملــعــلــق السياسي املغربي عبد الله املوساوي، ياحظ املتتبعون للشأن السياسي في املنطقة، أن إيــران توظف زبانيتها لإلساءة إلى سمعة اململكة، كما استعملت عميلها، العميد حسني دهقان، مستشار مرشد الثورة اإليرانية لــلــصــنــاعــات الــعــســكــريــة، الـــــذي لـــم يــجــد غير لــغــة نــشــر الــفــتــنــة وتــهــديــد مـنـطـقـة الخليج، مستهدفا السعودية بالضبط في تصريحاته اإلعــامــيــة األخــيــرة، نـاسـيـا أن للمملكة جيشا عامليا باملايني فـي كـل العالم، وأن كلمة السر الحركي عنده هي: «ال إله إال الله محمد رسول الله»، امليثاق املذهبي األخضر وخريطة الحرب الشمولية للدفاع عن البقاع املقدسة. أما في ما يخص اعتماد إيران عميدها حسني دهــقــان ملـحـاولـة اسـتـصـغـار املـمـلـكـة وقواتها املسلحة وعتادها، أوضح املوساوي أن ذلك ال يتعدى كونه استفزازا كـ «رقص طائر مذبوح ال مناص من سقوطه صريعا»، فأخاق السعودية عالية في السلم وفي الحرب، وأنها فوق الرد على تفاهات واحــد مـن عساكر املـالـي املتخلص منهم بـإحـراقـهـم بــاإلعــام أمـــام الـــرأي الــعــام الــدولــي الـــذي يــرى في الجيل الـجـديـد مــن الــقــادة الـشـبـاب الـسـعـوديـني، جيا واعيا ومسؤوال، ال يحفل بالتهديدات التي تلوح بها إيران لتوريط اململكة كما ورطت العراق في حرب مدمرة. وأكمل: ليست وحدها اململكة التي مسها جور إيران، بل سبق للمغرب أن أطلق بيانا حول ما وصفته خارجية البلد الشقيق بـ «نشاطات ثابتة لسلطات طهران وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية اإليرانية بالرباط تستهدف اإلســــــــاءة إلــــى املـــقـــومـــات الــديــنــيــة الجوهرية للمملكة املـغـربـيـة، واملـــس بـالـهـويـة الراسخة لــلــشــعــب املـــغـــربـــي ووحــــــدة عــقــيــدتــه ومذهبه السني». وفي ذات السياق، يرى الشيخ العربي مرشيش، عــمــيــد املــســجــد األعـــظـــم بــمــديــنــة ســـانـــت إتيان الــفــرنــســيــة أن الــســعــوديــة لــيــســت وحـــدهـــا التي تعاني مـن طيش إيـــران، مـؤكـدًا أن بـلـده املغرب عانى معها أيضا، لدرجة ظلت معها العاقات الدبلوماسية املغربية - اإليرانية شبه مقطوعة حتى أواخــر عام ،2016 ومع ذلك تبدو عاقة متذبذبة نظرا ملا يعانيه البلد الشقيق اململكة الــعــربــيــة الــســعــوديــة، مـــن تــحــرش وتـــدخـــل في شؤونها وشؤون دول املنطقة. وقــــــال الــشــيــخ مـــرشـــيـــش، نــحــن فــــي املــــغــــرب نؤمن بتعايش األديان، وكذلك اململكة العربية السعودية، فكل الديانات السماوية جاءت لتخليق املجتمعات، واإلسام جاء لتتميم تلك األخـاق، والشاهد في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت ألتمم مكارم األخاق».