Okaz

إيران وعميدها العميل دهقان في دائرة التشريح

- يوسف حمادي (الرباط) ‪@ okaz_policy‬

يروج في الصالونات السياسية في أوروبا وشمال إفريقيا، أن طـهـران تسابق الــزمــن، بـغـرور ونرجسية واهـمـة بأنها ستنجح فـي تمزيق الخليج العربي وستوفق فـي دفعه نــحــو الــتــفــ­رقــة بــاســم خــرافــة «أنــــا األقـــــو­ى فــي املنطقة»، وأن بـاسـتـطـا­عـتـهـا مـنـافـسـة أمــريــكـ­ـا، والـــغـــ­رب عموما، ومنازعتهم املـصـالـح املشتركة مـع الـبـلـدان الخليجية الحليفة. وتحاول طهران استهداف واستفزاز اململكة بالدرجة األولى، باعتبارها القائد الروحي لكل الباد اإلسامية، ما جعل املراقبني يساورهم شك في حقيقة مــا تـرفـعـه إيــــران بــاســم مــشــروع الـتـغـيـي­ـر فــي بلدان الخليج والــشــرق األوســـط الـكـبـيـر، مناهضة بذلك املـشـروع اإلصـاحـي والـوقـائـ­ي الــذي تـقـوده بلدان التحالف الخليجي ضد الغاة املسيئني لسمعة اإلسام السمح. وأكــــد لـــ«عــكــاظ»، الــدبــلـ­ـومــاســي الــغــربـ­ـي إديزو روزا، أن دور اململكة في الخليج بمثابة النخاع الـشـوكـي فــي الـجـسـم، فـهـي الــتــي تـحـافـظ على الــــتـــ­ـوازن فـــي املــنــطـ­ـقــة، لــكــن مـــا كـــل شــــيء يتم بــالــســ­اســة املـــرتــ­ـجـــات مــــن ذلــــــك، ألن إيـــــران تسعى بكل مـا أوتـيـت مـن قــوة إلــى منافسة السعودية في قيادتها للمنطقة، بل أكثر من ذلــك، تسعى طهران إلـى إيــذاء اململكة بكل الوسائل، وطبعا بإعمال اإلعام «التشهيري» بالدرجة األولى. ومـــن جـهـتـه، قـــال أســتــاذ الـفـكـر الـفـرنـسـ­ي واملــعــل­ــق السياسي املغربي عبد الله املوساوي، ياحظ املتتبعون للشأن السياسي في املنطقة، أن إيــران توظف زبانيتها لإلساءة إلى سمعة اململكة، كما استعملت عميلها، العميد حسني دهقان، مستشار مرشد الثورة اإليرانية لــلــصــن­ــاعــات الــعــســ­كــريــة، الـــــذي لـــم يــجــد غير لــغــة نــشــر الــفــتــ­نــة وتــهــديـ­ـد مـنـطـقـة الخليج، مستهدفا السعودية بالضبط في تصريحاته اإلعــامــ­يــة األخــيــر­ة، نـاسـيـا أن للمملكة جيشا عامليا باملايني فـي كـل العالم، وأن كلمة السر الحركي عنده هي: «ال إله إال الله محمد رسول الله»، امليثاق املذهبي األخضر وخريطة الحرب الشمولية للدفاع عن البقاع املقدسة. أما في ما يخص اعتماد إيران عميدها حسني دهــقــان ملـحـاولـة اسـتـصـغـا­ر املـمـلـكـ­ة وقواتها املسلحة وعتادها، أوضح املوساوي أن ذلك ال يتعدى كونه استفزازا كـ «رقص طائر مذبوح ال مناص من سقوطه صريعا»، فأخاق السعودية عالية في السلم وفي الحرب، وأنها فوق الرد على تفاهات واحــد مـن عساكر املـالـي املتخلص منهم بـإحـراقـه­ـم بــاإلعــا­م أمـــام الـــرأي الــعــام الــدولــي الـــذي يــرى في الجيل الـجـديـد مــن الــقــادة الـشـبـاب الـسـعـودي­ـني، جيا واعيا ومسؤوال، ال يحفل بالتهديدات التي تلوح بها إيران لتوريط اململكة كما ورطت العراق في حرب مدمرة. وأكمل: ليست وحدها اململكة التي مسها جور إيران، بل سبق للمغرب أن أطلق بيانا حول ما وصفته خارجية البلد الشقيق بـ «نشاطات ثابتة لسلطات طهران وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسي­ة اإليرانية بالرباط تستهدف اإلســــــ­ــاءة إلــــى املـــقـــ­ومـــات الــديــنـ­ـيــة الجوهرية للمملكة املـغـربـي­ـة، واملـــس بـالـهـويـ­ة الراسخة لــلــشــع­ــب املـــغـــ­ربـــي ووحــــــد­ة عــقــيــد­تــه ومذهبه السني». وفي ذات السياق، يرى الشيخ العربي مرشيش، عــمــيــد املــســجـ­ـد األعـــظــ­ـم بــمــديــ­نــة ســـانـــت إتيان الــفــرنـ­ـســيــة أن الــســعــ­وديــة لــيــســت وحـــدهـــ­ا التي تعاني مـن طيش إيـــران، مـؤكـدًا أن بـلـده املغرب عانى معها أيضا، لدرجة ظلت معها العاقات الدبلوماسي­ة املغربية - اإليرانية شبه مقطوعة حتى أواخــر عام ،2016 ومع ذلك تبدو عاقة متذبذبة نظرا ملا يعانيه البلد الشقيق اململكة الــعــربـ­ـيــة الــســعــ­وديــة، مـــن تــحــرش وتـــدخـــ­ل في شؤونها وشؤون دول املنطقة. وقــــــال الــشــيــ­خ مـــرشـــي­ـــش، نــحــن فــــي املــــغــ­ــرب نؤمن بتعايش األديان، وكذلك اململكة العربية السعودية، فكل الديانات السماوية جاءت لتخليق املجتمعات، واإلسام جاء لتتميم تلك األخـاق، والشاهد في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت ألتمم مكارم األخاق».

 ??  ?? العربي مرشيش
العربي مرشيش
 ??  ?? عبد اهلل الموساوي
عبد اهلل الموساوي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia