سيدات ورجال أعمال الباحة يرسمون مدينتهم أمام خبراء األمم
اختتمت أمانة منطقة الباحة أمس ورشة برنامج األمم املتحدة (موئل) ملستقبل املدن، بمشاركة نخب ثقافية ورجال وسيدات أعمال، وأكد الخبراء أن عدد سكان مدينة الباحة سيزيد على 28 ألـــف نـسـمـة فــي الـــــ01 أعــــوام الــقــادمــة مــا يــلــزم بــاألخــذ في الحسبان تأمني مساحات كافية الستيعابهم، وركز مشاركون فـي مـداخـاتـهـم على ضـــرورة مــراعــاة الـتـضـاريـس والطبيعة الطبوغرافية للمنطقة، خصوصًا عند نـزع امللكيات وتثمني العقارات كون غالب أهالي املنطقة من محدودي الدخل. فيما ناشد عـدد مـن التكنوقراط املشاركني فـي ورشــة العمل وزارة البلديات باعتماد مخططات جبلية ملنطقة الباحة ما يوفر على خزينة الدولة ثاثة أربـاع مشاريع درء مخاطر السيول، الفــتــني إلــــى أن تــســويــة األراضــــــي الــجــبــلــيــة يـسـتـهـلـك مايني الرياالت على املستثمرين وعلى املواطنني قبل البدء في البناء والبروز على وجه األرض بالعمران. ولـــم يـخـف رجـــال أعــمــال قلقهم عـلـى الـبـنـيـة الـتـحـتـيـة ملدينة الباحة، مؤملني أن تمنح املجالس املحلية صاحية التشريع لألمانة والبلديات ما يعزز دور التنمية ويرفع إمكان تحضير واســتــدامــة املـديـنـة، وعـــد مـشـاركـون الطبيعة الــزراعــيــة عائقًا كبيرًا أمـام االستثمار كـون حجج استحكام املواطنني زراعيا وطبيعة املدينة الداخلي سكنيا وتجاريا. وطالب مشاركون بإعادة النظر في التنسيق بني اإلدارات الخدمية واملرونة في تعاطيهم مـع ملف الـخـدمـات، وتطلع املـشـاركـون إلــى اعتماد هيئة عليا لتطوير مـديـنـة الـبـاحـة، وتعميم الـسـيـاحـة طيلة الـــعـــام، وتـحـقـيـق رؤيــــة مــســتــدامــة شــامــلــة بــمــا فـيـهـا االرتقاء بوعي اإلنسان ليواكب تحوالت اململكة عبر رؤيتها اإلنسانية واملعززة دور املواطن. وكـشـف رجـــال أعــمــال حـاجـة مدينة الـبـاحـة للتخطيط ككتلة واحــدة، وحل إشكالية الحيازات الصغيرة، وتحديث اللوائح واألنظمة بما يتناغم مع طبيعة املنطقة، وتحويل املطار إلى مطار إقليمي ليتمكن السائح الخليجي والعربي من القدوم إلـى منطقة الباحة. من جهته، لم يحتمل وكيل أمانة الباحة للتعمير املهندس خالد الصائغ تنظير خبراء األمـم املتحدة إزاء الــواقــع الـــذي يعيشه وزمــــاؤه بـصـفـة يــومــيــة، واملعترك العملي على مـــدار الـسـاعـة مــا دفـعـه ليضمن مداخلته النقد اإليــجــابــي بـلـغـة راقـــيـــة، إذ قـــال «لــديــكــم أفـــكـــار، ونــحــن لدينا قضايا تخطيطية تستدعي املـعـالـجـة»، الفـتـًا إلــى أن الدولة تنفق مليارات الرياالت إليصال الخدمات للمواطنني ما يلزم أمـانـة الـبـاحـة بالعمل الـيـومـي والــــدوري والـسـنـوي على عقد ورش عمل وتفعيل العصف الذهني لتحليل الوضع الراهن للمدينة، واقتراح وتنفيذ حلول آنية ومستقبلية، مشيرًا إلى كلفة إيصال الخدمات في قرى تفصلها عن بعضها تضاريس وعرة. وتناولت سيدة األعمال ندى سعود أبرز اإلشكاليات التي تعترض سيدة األعـمـال، وكذلك ما شهدته منطقة الباحة من نقلة نوعية، وعدت سيدة األعمال فوزية الزهراني تمكني املرأة نقلة نوعية، خصوصًا استثمارها في نشاطات عدة، وتوزيع املـهـرجـانـات السنوية على مــدار الــعــام، وتطلع الـسـيـدات إلى تحول الباحة إلى مدينة صديقة وإنسانية واإلفادة من البيئة في رصف الشوارع وواجهات األبنية، واستحداث تخصصات فـي السياحة لفتيات الـبـاحـة. مـن جانبه أوضــح أمــني منطقة الباحة الدكتور علي السواط أن خبراء األمم املتحدة سيرفعون توصياتهم لوزير البلديات، ليتم إرسال استشاري متخصص ملناقشة إمكان تعديل املخطط الهيكلي ملدينة الباحة، مؤكدًا أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة ليست عائقًا للتنمية في ظل توافر األفكار واملواهب الخاقة من األمانة واملجلس البلدي والقطاع الخاص.