Okaz

ال استثناء لألطباء ولو «جعجعوا»

- بصوت القلم

نعيش الــيــوم ونـعـايـش إيـجـابـيـ­ات الــحــزم واملـحـاسـ­بـة التي استمدت قوتها من محاسبة كائن من كان، ومن عاش وعايش ظـروفـا كـانـت فيها املحاسبة أقــل منها الـيـوم بكثير يلمس الــفــارق الـكـبـيـر ويـشـعـر بنعمة الــحــزم واملـحـاسـ­بـة واملراقبة واملعاقبة التي ال تقبل توسطا وال استثناء، ومما زادها قوة وهيبة واحتراما وقبوال أنها محاسبة للجميع (كائن من كان) وبعد تقص وتحقيق دقيق وتشهير بعد محاكمة عادلة. عايشنا مـواقـف إهـمـال واستهتار ومخالفات صريحة بدم بـارد تصل حد املجاهرة، وسمعنا عبارة «رح اشتك» و«رح اشــتــر» وعــبــارة «أعــلــى مــا فــي خيلك اركــبــه»، وهـــذا اإلهمال واالســتــ­هــتــار لـــه نــتــائــ­جــه الــوخــيـ­ـمــة فـــي شــكــل غـــن وإحباط للمخلص ناهيك عن عدم إنجاز ملشاريع وإنجاز أخرى بفشل وعيوب واضحة. الــيــوم الــكــل يــخــاف املـحـاسـب­ـة بــل ويـحـتـرمـ­هـا ألنــهــا شاملة، والجميع يخشى تقصير الجهة التي يرأسها والجميع ينشد رضــا املـواطـن ويتجاوب سريعا مـع أي نقد صحافي مبني على توثيق، أو حتى انتقاد (تويتري) موثق، وانعكس ذلك على ارتفاع واضح في أداء األجهزة الحكومية وسرعة إنجاز املشاريع ووفر واضح في تكلفتها ودقة في التنفيذ وجودة عالية في املنتج. االنضباط في الدوائر الحكومية حضورا وإنتاجية واحتراما للمراجع وصل حدا مرضيا وهو في تصاعد مستمر، ويكاد أن يكون عدم التزام بعض األطباء الحكوميني بالوجود في مواقع عملهم في املستشفى الحكومي وخروجهم أثناء وقت الدوام الحكومي للعمل في مستشفى أهلي أو خاص وإهمال مرضى املستشفى الحكومي الصورة الوحيدة التي عايشتها ولم تتغير، ذلك أن الطبيب (وهو موظف حكومي مثل غيره) أوجدت له إدارة األطباء سابقا (توزير الطبيب) مبررات واهية لعدم املحاسبة، وأوجد املخالفون ألنفسهم أعذارا غريبة، مثل درسنا لعدة سنوات!، ومن ابتعثهم وصرف على تعليمهم هو الوطن، ومثل نعمل لساعات طويلة!، وهم كغيرهم يعوضون عن املناوبات وخارج الدوام، ونجري عمليات جراحية طويلة ومرهقة!، وهم يخرجون ملزيد من اإلرهاق في مستشفى خاص على حـسـاب دوامــهــم الحكومي، وكــأن املهندس والعسكري واملحامي واملحاسب ال يرهق في عمله. تشكر صحيفة «عكاظ» السباقة دوما أن تناولت قضية خطاب األطــبــا­ء الــرافــض­ــني لـنـظـام البصمة والــذيــن كــان اعتراضهم بطريقة غريبة وغير مهنية وال مهذبة وتبتز وزارة الصحة بـعـبـارات تـمـرد ال تليق واعــتــرا­ض غير مقنع بدليل أنــه من مجهولني أسمتهم الوزارة (مجعجعني). ما يحدث منهم هو نتاج تساهل سابق حذرت منه على مدى 30 سنة كان خاللها األطباء يديرون الـوزارة بعني مكسورة، وعليهم أن يعرفوا أن عهد الحزم يرفض االستثناء لكائن من كان.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia