حديث السياسة والتكنولوجيا والفرص الذهبية
فـيـمـا تـمـر زيــــارة ولـــي الـعـهـد األمــيــر مـحـمـد بن سـلـمـان الـحـالـيـة لــلــواليــات املــتــحــدة األمريكية، الــتــي تـسـتـغـرق نـحـو أســبــوعــن، بـمـحـطـات عدة كـــواشـــنـــطـــن ونـــــيـــــويـــــورك وبــــوســــطــــن وسياتل وسـان فرانسيسكو ولـوس أنجليس وهيوسنت، تــحــمــل الــــزيــــارة فـــي طــيــاتــهــا أبــــعــــادا سياسية واقــتــصــاديــة، ويــبــدو أن الــجــانــب االستثماري والتكنولوجي سيطغى على الجانب األكبر من أيام الزيارة، إذ ستتجه بوصلة اجتماعات ولي العهد صـوب االقتصاد في نيويورك والساحل الــغــربــي، وهـيـوسـنت جـنـوبـًا، وسـتـحـل السياسة في العاصمة األمريكية وفي اجتماعات الضيف الــســعــودي الـكـبـيـر مــع الــرئــيــس تــرمــب وإدارتــــه ووزارة الدفاع وأعضاء بارزين من الكونغرس. ويرجح مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة فــــي مــعــهــد واشـــنـــطـــن لـــســـيـــاســـة الشرق األدنــــى سـايـمـون هــنــدرســون أن مــنــاقــشــة املـــلـــفـــات حول كــيــفــيــة تحقيق االستقرار فـــــي الـشـرق األوســط ستهيمن على اجتماع الضيف الــســعــودي الـكـبـيـر والــرئــيــس األمــريــكــي دونالد تـــرمـــب فـــي الــبــيــت األبـــيــــض، كــمــا ســتــبــرز سبل مواجهة إيران في املحادثات التي سيجريها في واشنطن. ويــلــفــت هـــنـــدرســـون، فـــي مــقــالــة نــشــرهــا معهد واشـــنـــطـــن لــســيــاســة الـــشـــرق األدنــــــى أمـــــس، إلى أن األمـــيـــر مــحــمــد بـــن ســلــمــان يــــرى فـــي النظام املــتــطــرف واملـــذهـــبـــي فـــي طـــهـــران خـــطـــورة على االســتــقــرار فــي املـنـطـقـة، وتـحـديـًا لـــدور الرياض فــي قــيــادة املـمـلـكـة لـلـعـالـم الــعــربــي واإلسالمي، مشددًا على أن رؤية السعودين للنظام اإليراني تتفق معها اإلدارة األمريكية، رغـم التباين في بــعــض الــتــفــاصــيــل. وعــــرج عــلــى زيـــــارة الضيف الـسـعـودي خـــارج العاصمة الـتـي ستتركز على اجـــتـــذاب الـتـكـنـولـوجـيـا واالســـتـــثـــمـــارات لرؤية اململكة ،2030 التي وصفها هندرسون بـ«خطة اإلصالح الجذرية». ووفـقـًا ملراقبن أمريكين، يـبـدو أن ثمة توافقا عاليا فـي الـــرؤى بـن الــريــاض وواشـنـطـن تجاه الــخــطــر اإليـــرانـــي ومـــا يـشـكـلـه الــنــظــام اإليراني مـن ضــرب لالستقرار فـي الـشـرق األوســـط ودعم اإلرهــــــــاب. واســتــهــل األمـــيـــر مــحــمــد بـــن سلمان زيـــارتـــه إلــــى أمــريــكــا بــلــقــاء الــرئــيــس األمريكي دونالد ترمب، ومسؤولن في اإلدارة األمريكية، وتـــرجـــح مـــصـــادر أن يــعــقــد لــــقــــاءات مــهــمــة مع أعــــضــــاء الـــكـــونـــغـــرس. ووفــــقــــًا لــبــيــان السفارة السعودية في واشنطن، فإن السعودية تسعى من خالل زيارة ولي العهد إلى تعزيز العالقات بن البلدين، إضافة إلى تسليط الضوء على فرص االستثمار فـي اململكة. ويتوجه األمـيـر فـي 24 مارس إلى بوسطن (حاضنة أهم الجامعات في العالم)، إذ يعقد اجتماعات مع منظمات تعليمية مهمة. وبعدها بيومن، يعقد األمير محمد بن سـلـمـان اجـتـمـاعـات تحمل الـطـابـع االقتصادي مـــع قـــــادة األعــــمــــال واالقـــتـــصـــاد فـــي نيويورك، إضافة إلى اجتماعه باألمن العام لألمم املتحدة أنــطــونــيــو غـــوتـــيـــريـــس، كــمــا ســيــشــهــد منتدى الرؤساء التنفيذين السعودي األمريكي. وتطير طائرة ولي العهد إلى الساحل الغربي األمريكي فــي 30 مـــارس، حـيـث التكنولوجيا والشركات الــعــاملــيــة الــنــاجــحــة، وســيــعــقــد اجــتــمــاعــات مع منظمات خيرية وشركات تكنولوجية وتكتالت ترفيهية، كما سيجتمع بكبار التنفيذين في «غوغل» و«أبــل» و«لوكهيد مارتن». ومن املقرر أن تتجه بوصلة اجتماعات ولـي العهد جنوبًا حيث «هيوسنت» والشركات النفطية، إذ سيزور مــــركــــز أبــــحــــاث يـــتـــبـــع لـــعـــمـــالق النفط الـسـعـودي (أرامــكــو)، وسيزور مـــرفـــق مــيــنــاء «بــــورت
آرثر».