«فيلق القدس».. جعجعة بال طحن
ولي عهد أبوظبي: االجراءات األمريكية طوق جناة للجماعات اإلرهابية االحتجاج يتصاعد.. وماكرون يدعو الى مبادرات شجاعة قمة مصرية فلسطينية أردنية للرد على ترمب برملاني عربي طارئ.. اليوم
وضـعـت اململكة مواقفها الـداعـمـة لقضية القدس بشكل واضح وصريح على طاولة الـوزراء العربي الطارئ. وهـــذا أمـــر لـيـس بـمـسـتـغـرب، إذ إن قـضـيـة القدس مـن ثـوابـت السياسة الخارجية السعودية كونها جـــوهـــر الــــصــــراع الـــعـــربـــي اإلســـرائـــيـــلـــي، وقضية املسلمني األولــى، وجـددت الرياض مطالبة اإلدارة األمـريـكـيـة بـالـتـراجـع عــن قـــرار االعــتــراف بالقدس عاصمة إلسرائيل، لتجنب العواقب الوخيمة لهذه الــخــطــوة لـيـس فـقـط عـلـى املـنـطـقـة، بــل عـلـى األمن والـسـلـم الـعـاملـيـني، مــع احـتـمـاالت أن يـــؤدي القرار إلذكـاء التطرف واإلرهــاب ضد املصالح األمريكية والغربية. وزير الخارجية عادل الجبير، أرسل رسالة مباشرة لـــإدارة األمريكية هـي الـرابـعـة منذ إعــان قرارها بـــضـــرورة الــتــراجــع واالنــحــيــاز لـلـجـهـود الدولية الــرامــيــة، لتمكني الـشـعـب الفلسطيني مــن حقوقه املشروعة وإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، خصوصا أن املبادرة العربية التي تقدمت بها الـسـعـوديـة، وأقـرتـهـا قمة بـيـروت ،2002 تعد خـريـطـة طــريــق للحل مـدعـومـة بــقــرارات الشرعية الدولية.
الــســعــوديــة وفـــي الـلـحـظـة األولـــــى لــظــهــور القرار األمريكي لم تتردد على اإلطاق في إعان موقفها تنعقد اليوم (اإلثنني) قمة ثاثية بني الرئيس املصري عبدالفتاح السيسي والعاهل األردنــي عبدالله الثاني، فيما توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس (األحـــد) إلـى القاهرة للمشاركة في هـذه القمة وفـق ما أعلن مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية. وقال واصل أبو يوسف لوكالة فرانس برس إن «توجه الرئيس إلى القاهرة لعقد لقاء ثاثي مع امللك عبدالله الثاني والرئيس عبدالفتاح السيسي في أمــور تتعلق بالقدس». فيما أكدت مصادر في الرئاسة الفلسطينية أن عباس غادر رام الله في طريقه إلى القاهرة بناء على دعوة من السيسي. وأجـرى عباس اتصاال هاتفيا بالسيسي أمس، بحسب ما أوردت وكالة وفا الفلسطينية الرسمية لأنباء. وقــالــت الــوكــالــة إنـــه «جــــرى خـــال االتـــصـــال استكمال املــــشـــاورات حـــول آخـــر املــســتــجــدات، عــقــب قــــرار اإلدارة األمريكية االعتراف بالقدس عاصمة إلسرائيل». وأشارت إلى أن الرئيسني اتفقا «على استمرار التشاور لتنسيق املواقف املشتركة». وكــان وزراء الخارجية الـعـرب دعــوا فـي ختام اجتماع طــارئ في القاهرة فجر (األحـــد) الـواليـات املتحدة إلى إلغاء قـرارهـا محذرين إياها من أنها «عزلت نفسها كـراع ووسيط في عملية السام» ودعـوا دول العالم أجـمـع لـاعـتـراف بـالـدولـة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية املحتلة. في املقابل، تواصلت املظاهرات في األراضي الفلسطينية ودول أخرى أمس، تنديدا بالقرار األمريكي إعان القدس عاصمة إلسرائيل، ودعا البابا فرنسيس في بيان أمـس، الجميع إلى الحكمة والتروي لتجنب دوامة جديدة من العنف. وفـــي بــاريــس دعـــا الــرئــيــس الـفـرنـسـي ايــمــانــويــل ماكرون أمــس، رئيس الـــوزراء اإلسرائيلي بنيامني نتانياهو، إلى القيام بـمـبـادرات شجاعة تجاه الفلسطينيني للخروج من املأزق الحالي. وقال خال مؤتمر صحفي مشترك، إن تجميد االستيطان سيكون بــادرة مهمة للسام من جانب إسرائيل. ولفت ماكرون إلى أن هناك رغبة في وساطة أمريكية وعلينا انتظار ما هو مقترح واألمر يرجع للجانبني لقبول ذلك. من جهته، قال نتنياهو إنه «يعرض على الرئيس الفلسطيني عباس الجلوس والـتـفـاوض على الــســام»، زاعـمـا أنــه عندما يستوعب الفلسطينيون حقيقة أن القدس عاصمة إسرائيل سـيـتـحـقـق الـــســـام. وعــلــى وقــــع االحــتــجــاجــات واملواجهات املتصاعدة فـي األراضـــي املحتلة، كــان نتانياهو وصــل إلى فـرنـسـا أمــــس، لتستقبله احــتــجــاجــات مــن بــاريــس إلـــى ليل وصوال إلى ليون، رافضة ومنددة بقرار ترمب ومحتجة على زيارته، التي تجىء في وقت يعيش فيه العالم العربي غليانا كبيرا، فيما تشهد فرنسا ودول أوروبا استنكارا لقرار ترمب.. وقبل مغادرته باتجاه القارة األوروبية، تحدث نتنياهو عن نفاق معني من أوروبـا إزاء الوضع في القدس، فبالنسبة له فإن رد فعل أوروبـا وموقفها إزاء خطوة ترمب هو «نفاق ومعيار مزدوج» بحسب زعمه. من جهتها، أكدت أوليفيا زيمور من جمعية «يـورو فلسطني»، أن القدس عاصمة فلسطني، وردد معها املتظاهرون نفس الشعار، منددين باجتماع ماكرون مع نتنياهو ووصفوه بأنه «عار» على دولة تطالب باحترام القانون الدولي. وردا على هذه الزيارة، تقوم العديد من الجمعيات البلجيكية املدافعة عن حقوق الفلسطينيني بالتظاهر ضد زيـارة نتنياهو الذي وصفته الجمعيات واإلعـام بأنه «مجرم حـرب». وتظاهر اآلالف أمس في كل من بيروت والقاهرة وجاكرتا وعدد من الواليات األمريكية، تعبيرا عن غضبهم حيال القرار األمريكي. وتأكيد املؤكد حيال قضية القدس وأن وضعها غير قابل للتغير، واليمكن أن يكون هناك سـام عادل وشامل إال بإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها الــقــدس ودعـــم حــقــوق الـشـعـب الفلسطيني ووفق قرارات الشرعية الدولية. ويجب أن نشير هنا إلى أن نقل السفارة األمريكية للقدس، يعد خروجا كاما عن املسؤولية القانونية والـسـيـاسـيـة واألخــاقــيــة الـتـي يـجـب أن تتحملها الواليات املتحدة باعتبارها راعيا لعملية السام، وكــان مـن املـفـتـرض على اإلدارة األمريكية تنفيذ رؤية حل الدولتني وفقا للقانون الدولي. إن ما شهدته الدول العربية واإلسامية من موجات استنكار عارمة، يعكس الغضب العام تجاه القرار األمـــريـــكـــي، الـــــذي أشـــعـــل انــتــقــاضــة فـــي األراضـــــي املــحــتــلــة ومـــواجـــهـــات دامـــيـــة بـــني الفلسطينيني واإلسـرائـيـلـيــني، بـاعـتـبـار أن قضية الــقــدس تمثل أهمية قصوى ملشاعر الشعوب العربية واإلسامية الحتضانها املسجد األقصى. إن موقف اململكة تجاه قضية الـقـدس ثابت ولم يتغير، واململكة كانت وال تزال تؤكد على ضرورة إنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، بعيدا عـــن املــتــاجــريــن واملــســوقــني لــهــذه الــقــضــيــة الذين يـسـتـخـدمـونـهـا لـتـحـقـيـق أهـــــداف شـخـصـيـة، ومن يـظـن أن اململكة سـتـتـعـاون مــع إســرائــيــل بينما ال تـــزال تحتل أراضـــي فلسطينية، والــقــدس لــم تعد للفلسطينيني كعاصمة لدولتهم فهو واهم، فهذا لن يتم ألن السعودية دولة مسؤولة وتحترم القرارات واإلجــمــاع العربي واإلســامــي، ولــم تتنب يوما ما عــلــى اإلطــــاق مــواقــف مـــواربـــة عــلــى غــــرار النظام اإليـــرانـــي وحــلــفــائــه الــطــائــفــيــني الـــذيـــن يتشدقون بالعبارات الرنانة والشعارات الزائفة.. ويـتـسـاءل مـراقـبـون ردا عـلـى التنطع واملزايدات اإليرانية: أين «فيلق القدس» مما يجري، أم أنه كما يقولون «بطل علي وفي الحروب نعامة»؟.. نــقــول لــإســرائــيــلــيــني إن فـلـسـطــني قــضــيــة العرب األولى، وستظل، ونقول لإدارة األمريكية.. هو خير لسام الشجعان.. ونقول للمزايدات.. كفى متاجرة بقضية القدس.. العالم العربي واإلسامي كشفكم وفضح أمركم. حذر ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مـن أن قــرار الرئيس األمـريـكـي دونــالــد تـرمـب االعتراف بالقدس عاصمة إلسرائيل يمكن أن يكون طــوق نجاة للجماعات اإلرهابية بعد االنتكاسة التي عانوا منها هذا العام. وقال في تصريحات خال استقباله وفدا من معهد واشنطن لسياسة الشرق األدنى أمس (األحد)، إن اإلمارات تأمل أن تعيد واشنطن النظر في قرارها. وأضــــاف ولـــي عــهــد أبــوظــبــي، إن قــــرار تــرمــب األحــــادي ينتهك قــــرارات األمـــم املــتــحــدة، وحــث واشـنـطـن عـلـى أن تـــراجـــع هــــذه الــخــطــوة وتــعــمــل بــشــكــل أســـاســـي ومؤثر ومحايد في صياغة مبادئ سام حقيقي يخدم الجميع ويحقق التنمية واالستقرار في املنطقة. وفـــي مــا يتعلق بــالــوضــع فــي الــيــمــن، أكـــد أن التحالف يعقد الـبـرملـان الـعـربـي اجتماعًا طـارئـًا اليوم (اإلثنني) برئاسة مشعل السلمي بمقر الجامعة العربية، ملناقشة تداعيات االعتراف األمريكي بالقدس عاصمة إلسرائيل. ويأتى االجتماع ضمن حراك عربى وإسامي الذي تقوده السعودية ظل ملتزما بحل سياسي إلنهاء الحرب التي بدأت في عام 2015 عندما تقدم الحوثيون املدعومون من إيران إلى عدن. وشدد على أن أي حل في اليمن لن يكون على حساب أمن واستقرار املنطقة، ولن يكون على حساب تمكني ميليشيا عسكرية تعمل خارج نطاق الـدولـة وتمثل تهديدا مباشرا على أمـن وسامة الــســعــوديــة واملــنــطــقــة. وأشـــــار إلـــى أن الــصــواريــخ التي أطلقت على مدن سعودية بدعم واضح من قوى إقليمية تـريـد نـشـر الـفـوضـى والــخــراب فــي املـنـطـقـة، كـمـا تحقق لها لـأسـف فـي مــدن عربية أخـــرى. وقــال إن السعودية واإلمــارات تعمان على تخفيف معاناة الشعب اليمني من خال تقديم املساعدات اإلنسانية والتنموية للمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة املعترف بها دوليا وفتحتا طرقا برية وجوية وبحرية إليصال املساعدات اإلنسانية إلى املدن التي ال تزال تحت سيطرة الحوثيني. للتصدي لـلـقـرار األمــريــكــي، وأكـــد السلمي أن الـقـرار يهدد األمــن والسلم الدوليني، ويستفز مــشــاعــر الـــعـــرب واملــســلــمــني، ويـــؤســـس إلرادة مــنــفــردة لـتـغـيـيـر الـــوضـــع الــقــانــونــي الحالي للقدس املحتلة. وحــذر رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب املصري اللواء سعد الـجـمـال، مــن أن خـطـوة تـرمـب ضـربـة لعملية الـــســـام وإجــــهــــاض لــجــهــود التسوية، مـضـيـفـًا لـــ«عــكــاظ» أن هـــذا القرار يـــتـــنـــافـــى مــــــع كـــــافـــــة قــــــــــرارات املجتمع الــدولــي والقرارات الــتــي أقــــرت بــحــق الشعب الــفــلــســطــيــنــي فــــي قيام دولــــــتــــــه وعاصمتها القدس.