في غياب القادة.. «قمة الكويت» بال قرارات
وزراء اخلارجية خرجوا من االجتماع التحضيري صامتني
تنعقد القمة الخليجية الــــ83 الــيــوم (الــثــالثــاء) في الكويت، وسط غياب لعدد من قادة الخليج، إذ يرأس وفد اململكة العربية السعودية للقمة وزير الخارجية عـــادل الـجـبـيـر، فـيـمـا يـــرأس وفـــد اإلمـــــارات العربية املتحدة وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، وهـو ما عـزز توقعات املراقبني بـأن القمة لن تخرج بقرارات مؤثرة، خصوصا حيال القضايا وامللفات الساخنة في املنطقة عموما، والخليجية خصوصا. وأنــــهــــى وزراء خـــارجـــيـــة دول مــجــلــس التعاون الــخــلــيــجــي اجــتــمــاعــهــم الــتــحــضــيــري لــلــقــمــة أمس (االثنني)، وغادروا قاعة االجتماع رافضني الحديث عما دار خـاللـه، بينما وعــد وزيــر خارجية الكويت صباح الخالد الصباح بعقد مؤتمر صحفي، دون أن يحدد موعده. وكان اجتماع وزراء الخارجية يهدف إلى التحضير للقمة الخليجية التي مـن املـقـرر أن تستمر يومني، وهـــي األولــــى مـنـذ إعــــالن الــــدول الـخـلـيـجـيـة الثالث (السعودية واإلمــارات والبحرين) إضافة إلى مصر قطع عالقاتها مع قطر، متهمة إياها بدعم اإلرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية. والــتــقــى وزيــــر الــخــارجــيــة الــقــطــري مـحـمـد بــن عبد الــرحــمــن آل ثــانــي، نــظــراءه فــي الــــدول الــثــالث، ألول مرة منذ اندالع األزمة الخليجية القطرية في يونيو املاضي، وظهر الوزير القطري على مائدة اجتماع املجلس الوزاري، بحضور وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والبحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، والعماني يوسف بن علوي، والكويتي الشيخ صــبــاح الــخــالــد، إلـــى جــانــب وزيــــر الـــدولـــة للشؤون الخارجية اإلماراتي أنور قرقاش. وقــــال وزيــــر الــخــارجــيــة الــكــويــتــي فـــي كــلــمــة افتتح بــهــا االجـــتـــمـــاع: «لــســت بــحــاجــة إلــــى الــتــأكــيــد على أهمية هذا اللقاء، الـذي يـدون حجم إرادتنا للعبور إلــى فـصـل نــجــدد فـيـه طــاقــة مجلس الــتــعــاون لدول الخليج العربية، ملواصلة مسيرة العمل بقوة وعزم، مستخلصني أفضل العبر من مجموع التجارب التي عشناها في مسيرة املجلس».
وأضـــــــــاف: «إن مــجــلــس الـــتـــعـــاون لــــــدول الخليج الــعــربــيــة مــشــروع دائــــم تـلـتـقـي فــيــه إرادة األعضاء لبناء مواطنة خليجية واحــدة وقـويـة فـي مبادئها مــحــافــظــة عــلــى اســتــقــاللــهــا مــتــطــورة فـــي تنميتها مـسـتـنـيـرة فــي تــالزمــهــا فــي الـتـغـيـيـر مـنـسـجـمـة مع مسار االعتدال العاملي وسخية في عطائها البشري واإلنــســانــي». وأكـــد أهـمـيـة االجـتـمـاعـات الخليجية ملــواصــلــة مـسـيـرة الــتــعــاون والــعــمــل املــشــتــرك خدمة ملصالح الشعب الخليجي وملواجهة التحديات التي تـهـدد أمــن واســتــقــرار املنطقة، مــشــددًا على ضرورة مسيرة التعاون، بوصفه الذراع الخليجي الجماعي لـلـتـعـامـل مــع قــضــايــا الــغــد، واصــفــا إيــــاه بـ«حضن املستقبل الواعد». من جانبه قال األمني العام ملجلس التعاون الخليجي الــدكــتــور عـبـدالـلـطـيـف الــزيــانــي: «إن املـجـلـس نجح فـي بناء شـراكـات إستراتيجية مـع الــدول الصديقة والـحـلـيـفـة والــتــكــتــالت االقــتــصــاديــة الــدولــيــة، األمر الذي أكسبه موقعًا مهمًا في الساحة الدولية ومكانة رفيعة ينبغي املحافظة عليها». وأوضـح أن الظروف الصعبة التي تعيشها املنطقة والتحديات السياسية واألمنية تفرض على مجلس التعاون تكثيف جـهـوده الخيرة لتعزيز التضامن والتكاتف وتحقيق آمـال وتطلعات مواطنيه الذين طاملا آمـنـوا بــأن هــذه املنظومة هـي الكيان الشامخ املـــجـــســـد لـــلـــروابـــط الــعــمــيــقــة الـــتـــي جــمــعــتــهــم عبر التاريخ.