شريفة بنت القعقاع بنت آية الله جدي السادس عشر !
@massaaed بـعـد مـضـي مـئـة يــوم عـلـى مـقـاطـعـة قـطـر مــن قـبـل الــــدول األربع املناهضة لإلرهاب، واجهت الدوحة أول اختبار حقيقي للحوار وجها لوجه في اجتماع مجلس الجامعة العربية، كان األول بعد أشهر من القطيعة التامة، والحديث عبر الوسطاء، لكن ما الذي حدث.. كعادة قطر في إضاعة الفرص والهروب لألمام، والتذاكي مع خالف ليس فيه مجال للمراوغة، فالدول األربع تعلم تماما طريقة تفكير الدوحة ومساحات املناورة الضيقة التي أمامها، إنه خصم كشف من 20 عاما. تعاملت الدوحة مع االجتماع بغرورها السياسي الـذي يغرقها أكثر وأكثر في وحل صنعته بنفسها، ولم تعد قادرة على التخلص منه، بل أدت الرسائل التي أطلقها وزيـرهـا املـفـوض للسياسة الخارجية إلـى تأكيد صحة موقف الدول األربع من الدوحة. فهل يعقل أن يقسم وزير دولة للشؤون الخارجية خالل حوار دبلوماسي في مجمع إقليمي، واصفا دولة مختلفا معها بأنها «شريفة»، ما فعله الوزير ال تفعله «سيدات البيوت» في جلسات العصاري. كيف يمكن ألي سياسي «عاقل» أن يفهم كيف ينظر املجتمع الدولي إليران باعتبارها دولــة مـارقـة راعـيـة لــإلرهــاب أن يصفها بـالـدولـة «الـشـريـفـة»، أي سياسة تعلمها هـذا الوزير ومـن راءه في الـدوحـة، وهـل عالقات الــدول تقيم نتيجة حمولتني بصل وطماطم وألبان أرسلتها طهران للدوحة. إيران التي حاولت طوال ثماني سنوات االستيالء على بغداد عاصمة هارون الـرشـيـد وقتلت مليوني عــراقــي، ودمـــرت دمـشـق الـشـهـبـاء، واحـتـلـت بيروت، وعبثت فـي البحرين والـيـمـن والـكـويـت، ودعـمـت اإلرهـابـيـني فـي السعودية ومصر، وتحولت ملالذ آمن للقاعدة وداعش وقادتها وعائالت اإلرهابيني. الــدولــة الـتـي تسخر %90 مــن ميزانيتها لتصدير الــثــورة والـفـكـر الفارسي االســتــعــالئــي لـلـسـيـطـرة عـلـى الــعــرب وأراضيهم ومصيرهم ومستقبلهم، تصفها الدوحة بالدولة الشريفة، يا لرخص العواطف في سوق السياسة القطرية. لــنــتــذكــر فــقــط أن مـــوقـــف الــســـعـــوديـــة مـــن إيــــران يستند على إيقاف املد اإلرهابي لطهران في الخليج والعالم العربي، وتعرية النظام أمام املجتمع الدولي ومحاصرة شره، بينما تقوم الدوحة بتعويمه وإعادة تأهيله، بل وتبني مواقفه الحادة من الرياض.
هـــكـــذا قــبــلــت الــــدوحــــة أن تـــكـــون رأس الــحــربــة في املشروع اإليراني املهدد للسعودية، بدءا من الخيانة العسكرية لـدول التحالف في اليمن، مــرورا بترويج العقيدة «الفارسية» في املنطقة، وتمويل أجنحتها العسكرية والسياسية، من حزب الله وحماس الجهاد والـحـوثـيـني ومـسـلـحـي الـعـوامـيـة وانــتــهــاء بالحشد الشعبي. سـيـاسـيـا أضــحــت الــدوحــة ظـهـيـرا إعــالمــيــا يــــروج ملــواقــف طــهــران ويــدافــع عن أولوياتها، بل وصل األمر إلى حد إعالن الحرب على مشاريع الرياض، وهو ما ظهر جليا في نشر منصات قطر اإلعالمية لرسالة جواد ظريف التي هاجم فيها اململكة عشية القمم الثالث بني الدول العربية واإلسالمية وأمريكا، إضافة لكلمة تميم في محفل عسكري أيد فيها إيران وسمح بجلب عدد كبير من قـوات الحرس الثوري لقطر، والعرض على طهران بناء قاعدة عسكرية في الدوحة. كلمة «شريفة» التي أطلقها الوزير القطري يجب أن تضاف لقاموس طويل من الكذب والتزوير يتميز بـه بيت الحكم فـي الـدوحـة لعل أشهرها االنتساب لـعـائـلـة آل الــشــيــخ بــتــرويــج كــذبــة «جــــدي السادس عشر»، ومحاولة خداع العالم بكلمة «الحصار». هـــو أســـلـــوب اعــتــمــده الـــحـــمـــدان لـتـحـقـيـق مصالح سياسية يـقـدمـون لكل سياسي ومجتمع مــا يحب سماعه ويدغدغ مشاعره، ففي طهران قال حمد بن خليفة إنـه ينتمي ألسـرة ذات أصـول إيرانية، وفي الــجــزيــرة الـعـربـيـة يــدعــي صـلـة قــربــى بالشخصية التاريخية القعقاع، وفي ليبيا يقول للعقيد معمر الــقــذافــي زورا وكــذبــا إنـــه الـحــفـيــد الـــســـادس عشر للشيخ محمد بـن عبد الـوهـاب، مـبـررا طموحه السياسي ومسوغا ألوهامه لالستيالء على الحكم في الجزيرة العربية واململكة.