الرقة.. الهدف القادم
بعد طرد «داعش» من املوصل وتلعفر
هزيمة «داعــش» في املوصل وتلعفر وخروجه من امللعب الـعـراقـي، وهـــروب املـئـات مـن عـنـاصـره إلى الرقة السورية ال يعني بحال من األحــوال القضاء على التنظيم اإلرهابي الذي يبقي بكل تأكيد بعض ذيوله وعناصره، أو ما يسمى بـ«الذئاب املنفردة»، لتنفيذ عمليات انتحارية، وهو ما اعترف به جهاز وحـــدة مـكـافـحـة اإلرهـــــاب فــي الـــعـــراق، الـــذي يؤكد الـقـضـاء عـلـى التنظيم فــي األنــبــار، ولـكـن مــا زالت هنالك بعض الجيوب والعناصر االنتحارية. ال شك أن هـذه الهزيمة، أعــادت حصر التنظيم في الرقة السورية، وهو ما يمهد الطريق للقضاء على هـذا التنظيم كما فعل الـعـراق، لكن يبدو أن وضع التنظيم في سورية يختلف تماما عن وضعه في العراق بسبب تواطؤ نظام بشار األسد في تطبيق التجربة العراقية في القضاء عليه، األمر الذي يثير الكثير من عالمات االستفهام، خصوصا أن مراقبني عسكريني يــؤكــدون أن الـقـضـاء عـلـى «داعــــش» في الـرقـة الـسـوريـة أسـهـل بكثير مـن القضاء عليه في املوصل العراقية، أو ما يعرف بسهل نينوى. الــتــحــالــف الـــدولـــي اآلن أمــــام االخــتــبــار الحقيقي فـي الـقـضـاء على «داعـــش» فـي الــرقــة، بعدما دخل الـتـنـظـيـم مــرحــلــة الــتــرنــح واالنـــهـــيـــار.. فــهــل تشهد املـــرحـــلـــة الـــقـــادمـــة انـــقـــضـــاضـــا عـــلـــى آخـــــر معاقل «داعش»، ومن ثم تكون النهاية الطبيعية ملجموعة من اإلرهابيني؟ في املقابل وبعد دحـر داعـش من املوصل وتلعفر، تركت الساحة مفتوحة مليليشيات «الحشد الشعبي»، الذي ارتكب انتهاكات بشعة بحق سكان تلعفر بعد استعادتها كما فعل فــي املــوصــل ومـنـاطـق سنية أخرى. وبكل أسف فإن القوات العراقية لم تمنع هذه امليليشيا مــن تنفيذ هــذه االنـتـهـاكـات، بعد ورود معلومات أن قـوة من ميليشيات «حشد الحسني» التركمانية هي من تقوم بعمليات انتقامية تتمثل في سلب ونهب وتفجير املنازل في تلعفر. األنــظــار تـتـجـه اآلن نـحـو الــرقــة، بـانـتـظـار املعركة املرتقبة ضد «داعـش»، وسط جدل حول احتماالت مـشـاركـة قــوات «الـحـشـد الشعبي» فـي تلك املعركة فــي ظــل وجــــود وحـــــدات حــمــايــة الــشــعــب الكردية، التي قالت إنها جاهزة الستعادة الرقة وتحريرها مــن اإلرهــابــيــني. يـشـار إلــى أن الـنـجـاحـات الكبيرة التي حققها الجيش العراقي في املوصل وتلعفر، وقـــدرتـــه عــلــى اســتــعــادتــهــمــا بــمــســانــدة الواليات املـتـحـدة، جعل األنــظــار تتجه صــوب مدينة الرقة السورية لتطهيرها من هذه الشرذمة.