Okaz

الرقصة القطرية في امللهى اإليراني!

-

مــن الــواضــح أن حفلة التنكر الـقـطـريـ­ة لحقيقة الـتـحـالـ­ف السري مع طهران انتهت تماما وبــدأت فقرة الرقص القطري عالنية في امللهى اإليراني، وهذا أمر صحي وجيد لدول املنطقة ومن حسنات املقاطعة الـتـي ال تحصى، فـعـدو واضــح أفـضـل بمليون مــرة مـن عــدو متربص يتخفى خلف أقنعة وثياب الجيرة والصداقة. إعالن حكومة قطر رسميا عودة سفيرها إلى إيران، ليس سوى تحصيل حاصل، فالنظام اإليراني موجود بقوة في قلب الدوحة ويدير سياسة قطر الخارجية منذ فترة طويلة، بل إن النظام القطري نفسه لم يكن طـوال العقدين املاضيني ســـوى حــصــان طـــــرواد­ة إيــرانــي الخــتــرا­ق مـجـلـس الــتــعــ­اون الـخـلـيـج­ـي، لـكـن ما ال يـدركـه هــذا النظام أن الـزمـن تغير واملـواجـه­ـة مـع طـهـران باتت الخيار األول للقوى الدولية الكبرى بعد انهيار مشروع أوباما، الذي سعى بسذاجة سياسية متناهية للتقارب مع اإليرانيني، مرتكبًا خطأ تاريخيا قررت اإلدارة األمريكية الـيـوم تصحيحه بقيادة الرئيس دونـالـد تـرمـب، معلنة أن إيــران فـي ظـل نظام املاللي هي وبـدون أي مبالغات البقعة األولـى لصناعة وتصدير اإلرهــاب على سطح هذا الكوكب. في مقال لي بعنوان «زمن ظهور حاكم قطر جواد ظريف» نشر في هذه الصحيفة أواخر يونيو املاضي، أشرت إلى أن اإليرانيني يديرون فعليا ملف األزمة القطرية من قلب الـدوحـة، وأن وزيــر الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ليس سوى دمية يحركها وزير خارجية إيران جواد ظريف، وملحت حينها إلى أن نائب ظريف «حسني جابري أنصاري» يقود غرفة العمليات في حكومة قطر بشكل ال يمكن إنكاره أو تغطيته بإعالن أنه في زيارة رسمية عابرة بهدف تجنب غضب الشارع القطري املعادي لكل ما هو إيراني. والحقيقة أن حكومة قطر بقيادة من يوصف باألمير الـوالـد حمد بن خليفة (وهــو الـحـاكـم الفعلي ولـيـس ابـنـه تميم) لـجـأت بهلع غير مسبوق إلــى إيران وسلمتها ملف إدارة األزمــة فـور إعــالن املقاطعة، ألنها تعتقد أن فريق ظريف أعلى كعبا في إدارة ملفات املفاوضات السياسية مع القوى الدولية، مستندة في ذلك على نجاح تجربة املفاوضات الدولية التي تمخضت عن االتفاق النووي مع أنه اتفاق بات حاليا في حكم املتوفى الذي ينتظر الدفن. انطلق بعد ذلك جواد ظريف في جولة مكوكية لدول شمال أفريقيا هدفها شراء األصـــوات لصالح قطر وتحييد مـواقـف تلك الــدول مـن األزمـــة، أمــا الـهـدف غير املعلن فهو إشعار دول العالم بـأن قطر باتت تحت السيادة اإليرانية املطلقة، وعلى جميع القوى الدولية أن تتعامل مع طهران إن أرادت التعامل مع قطر في أي شـأن سياسي، وهــذه مسألة من املضحكات في عالم السياسة، فاإليرانيو­ن بسياستهم الخارجية عاجزون تماما عن إنقاذ بالدهم من العقوبات الدولية، ولـو كـان لـدى الحكومة القطرية عقل أو منطق ألدركــت ذلـك قبل أن ترقص في امللهى اإليراني املشبوه.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia