والرزق احلالل!
الحول وال قوة إال بالله..!!! خــســارة وأي خــســارة هــذه التي شـهـدهـا الــوســط اإلعــالمــي على مـــــــــدى يــــــومــــــني بــــفــــقــــد قامتني إعـــــالمـــــيـــــتـــــني فــــــــي الــــصــــحــــافــــة السعودية؛ باألمس فقدنا فارسا آخــر، كــان قلمه رصـاصـيـا حادا مــثــيــرا لــلــجــدل، طــوعــه الحبيب الـــــراحـــــل ثـــامـــر املـــيـــمـــان كقيمة مثالية شامخة لخدمة الوطن، عـــبـــر ســـخـــريـــة الذعـــــــــة، أحيانا ســــــــــوداويــــــــــة، كـــــانـــــت سهامها الهجومية املـوجـهـة فــي زاويته اليومية (رزقــي على الـلـه) عادة ما تصيب هدفها بدقة وشفافية عالية، كلفته في عديد األوقات عقوبة اللجم واإليقاف، والكثير من عناء وتبعات هذا اإليقاف. لم يغب قلمه اإلبداعي النابه بما عرف عن أسلوب تناوله بالسهل املمتنع والعبارات املجنحة، ولم يترجل هذا الفارس عن ممارسة الــكــتــابــة وإبــــداعــــاتــــه الشعرية وتجاربه «األوبرتية» إال عندما سقطت حيويته وأضحى فريسة بقبضة مرض القلب، الذي أمسك بــتــالبــيــبــه حــتــى فـــاضـــت روحه وأسلمت لبارئها. وقـــــبـــــل الـــــتـــــواصـــــل مــــــع حالته املرضية التي أقعدته في منزله، عرفت أبا بدر ـ رحمه الله ـ صادقا صدوقا مع نفسه واألغيار، إنسانا ضحوكا بـــــأحـــــاديـــــثـــــه ونـــــكـــــاتـــــه بنكهة املـــحـــب املـــتـــواضـــع لــكــل الناس فــي ملتقيات مختلفة مـنـذ كان مـــوظـــفـــا راقــــيــــا فــــي «الخطوط الـسـعـوديـة» ثــم مــديــرا للتحرير في صحيفة «املدينة». زامـــــــلـــــــت املــــــيــــــمــــــان فـــــــي بعض رحــالتــنــا الـصـحـفـيـة، فـضـال عن مـنـاسـبـات عــامــة وخــاصــة، وفي «حــــــــــراج الـــــصـــــواريـــــخ» جنوب جـدة، الـذي ال ينفك عن املداومة فيه لكسب الــرزق الـحـالل، وكان ســعــيــدا جــــدا بــهــذا األداء الذي يجيد الـتـعـامـل مــع «خردواته» بـــمـــهـــنـــيـــة احــــتــــرافــــيــــة مميزة، وشرف كأي أحد من أبنائه دون مــواربــة أو اكـــتـــراث، ال باعتبار أنــه كـنـز أحــالمــه وإنــمــا كإحدى اســـتـــراحـــاتـــه الــتــعــويــضــيــة عن منغصات الحياة و«عنعناتها». فـــلـــيـــرحـــم الــــلــــه أبـــــــا بـــــــدر الـــــذي عـلـمـنـا حـقـيـقـة املــعــنــى األصيل للعصامية، كـمـا تعلمناها من فــقــيــد اإلعــــــــالم اآلخـــــــر الحبيب الراحل محمد الفايدي، وعزاؤنا فيهما كبير، عليهما رحمة الله وغفرانه.