Okaz

والرزق احلالل!

- علي مدهش

الحول وال قوة إال بالله..!!! خــســارة وأي خــســارة هــذه التي شـهـدهـا الــوســط اإلعــالمـ­ـي على مـــــــــ­دى يــــــومـ­ـــــني بــــفــــ­قــــد قامتني إعـــــالم­ـــــيــــ­ـتـــــني فــــــــي الــــصـــ­ـحــــافــ­ــة السعودية؛ باألمس فقدنا فارسا آخــر، كــان قلمه رصـاصـيـا حادا مــثــيــر­ا لــلــجــد­ل، طــوعــه الحبيب الـــــراح­ـــــل ثـــامـــر املـــيـــ­مـــان كقيمة مثالية شامخة لخدمة الوطن، عـــبـــر ســـخـــري­ـــة الذعــــــ­ـــة، أحيانا ســـــــــ­ـوداويــــ­ــــــة، كـــــانــ­ـــت سهامها الهجومية املـوجـهـة فــي زاويته اليومية (رزقــي على الـلـه) عادة ما تصيب هدفها بدقة وشفافية عالية، كلفته في عديد األوقات عقوبة اللجم واإليقاف، والكثير من عناء وتبعات هذا اإليقاف. لم يغب قلمه اإلبداعي النابه بما عرف عن أسلوب تناوله بالسهل املمتنع والعبارات املجنحة، ولم يترجل هذا الفارس عن ممارسة الــكــتــ­ابــة وإبــــداع­ــــاتــــ­ه الشعرية وتجاربه «األوبرتية» إال عندما سقطت حيويته وأضحى فريسة بقبضة مرض القلب، الذي أمسك بــتــالبـ­ـيــبــه حــتــى فـــاضـــت روحه وأسلمت لبارئها. وقـــــبــ­ـــل الـــــتــ­ـــواصــــ­ـل مــــــع حالته املرضية التي أقعدته في منزله، عرفت أبا بدر ـ رحمه الله ـ صادقا صدوقا مع نفسه واألغيار، إنسانا ضحوكا بـــــأحــ­ـــاديــــ­ـثـــــه ونـــــكــ­ـــاتـــــ­ه بنكهة املـــحـــ­ب املـــتـــ­واضـــع لــكــل الناس فــي ملتقيات مختلفة مـنـذ كان مـــوظـــف­ـــا راقــــيــ­ــا فــــي «الخطوط الـسـعـودي­ـة» ثــم مــديــرا للتحرير في صحيفة «املدينة». زامـــــــ­لـــــــت املــــــي­ــــــمـــ­ـــان فـــــــي بعض رحــالتــن­ــا الـصـحـفـي­ـة، فـضـال عن مـنـاسـبـا­ت عــامــة وخــاصــة، وفي «حـــــــــ­ـراج الـــــصــ­ـــواريـــ­ــخ» جنوب جـدة، الـذي ال ينفك عن املداومة فيه لكسب الــرزق الـحـالل، وكان ســعــيــد­ا جــــدا بــهــذا األداء الذي يجيد الـتـعـامـ­ل مــع «خردواته» بـــمـــهـ­ــنـــيـــ­ة احــــتـــ­ـرافــــيـ­ـــة مميزة، وشرف كأي أحد من أبنائه دون مــواربــة أو اكـــتـــر­اث، ال باعتبار أنــه كـنـز أحــالمــه وإنــمــا كإحدى اســـتـــر­احـــاتـــ­ه الــتــعــ­ويــضــيــ­ة عن منغصات الحياة و«عنعناتها». فـــلـــيـ­ــرحـــم الــــلـــ­ـه أبـــــــا بـــــــدر الـــــذي عـلـمـنـا حـقـيـقـة املــعــنـ­ـى األصيل للعصامية، كـمـا تعلمناها من فــقــيــد اإلعــــــ­ــالم اآلخــــــ­ـر الحبيب الراحل محمد الفايدي، وعزاؤنا فيهما كبير، عليهما رحمة الله وغفرانه.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia