إرهاب «حزب الله».. النسبية أو الفوضى
بني االستعراض املسلح ملقنعي ميليشيات «حزب الله» في برج البراجنة بالضاحية الــجــنــوبــيــة لـــبـــيـــروت، وتـــصـــريـــح رئيس مجلس الـنـواب نبيه بــري حــول مخاوفه مـــن انـــقـــاب فـــي حــــال عــــدم إقــــــرار قانون لــانــتــخــاب، تــرتــســم الـــصـــورة للمشهدية السياسية اللبنانية التي رسمها «حزب الله» للواقع اللبناني حاليا، وفق معادلة ال لبس فيها وال نقاش وهي «النسبية أو الفوضى»، فإما أن تقبل القوى السياسية باعتماد النسبية باالنتخاب وهـي التي تمكن حزب الله من السيطرة على األكثرية في مجلس النواب، أو أن الفوضى ستعم الشارع، وما حصل في برج البراجنة هو األنموذج لذلك. حـــزب الــلــه يــحــاول اســتــنــســاخ تجربتني؛ األولـــــى الــقــمــصــان الــســود والــتــي عبرها أســقــط حــكــومــة الــرئــيــس ســعــد الحريري الـسـابـقـة، والـثـانـيـة غـــزوة 7 أيـــار (مايو) والتي احتل عبرها بيروت وفرض اتفاق الدوحة وقانونه االنتخابي. اإلرهـــاب السياسي يـمـارسـه «حــزب الله» لــفــرض رؤيــتــه االنـتـخـابـيـة عـلـى الداخل، وبـالـتـالـي يـكـون قــد أدخـــل لـبـنـان مرحلة الـــتـــرويـــض قــبــل الــــوصــــول إلـــــى املرحلة النهائية وهي اإلحكام املطلق عليه وذلك عبر الحصول على األكـثـريـة فـي مجلس الـــنـــواب الـــــذي سـيـنـتـخـب وفــقــا للقانون الـجـديـد وبـالـتـالـي إعــــادة إنــتــاج السلطة عبر مؤتمر تأسيسي لم يعقد ولكن بنوده قد نفذت. رئــيــس الــحــكــومــة ســعــد الــحــريــري يبدو مستعدا لـلـتـنـازل ملصلحة لـبـنـان، وهذه املرة بالقبول بالنسبية الكاملة مع نقاش بشكل الدوائر التي ستعتمد، وبذلك يكون قد استكمل الئحة التنازالت من انتخاب الرئيس عون إلى التخلي عن األكثرية في الحكومة واآلن قــانــون االنـتـخـاب ليبقى أمر واحد وهو املحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ويقول قائل هنا إن القبض على األكثرية الــنــيــابــيــة والـــحـــكـــومـــة الحـــقـــا يــفــقــد كل القضايا األخرى معناها وقوتها. أســـبـــوعـــان كـــحـــد أقـــصـــى تــفــصــل لبنان عـن مواجهة هــذا الـواقـع فحزب الله عبر ميليشياته قالها واضـحـة قـانـون نسبي أو الفوضى!.. هي السلسلة اإلرهابية التي يـعـيـشـهـا لــبــنــان بـفـعـل قـــوة الــســاح غير الشرعي والتي يبدو أنها مستمرة بفعل ضعف القوى السياسية في الداخل التي ال تـمـتـلـك الـــقـــدرة عــلــى املــواجــهــة ويبدو أيضا أنها ال تمتلك الرغبة.