اجلنرال ونصر الله وغضب الشارع اللبناني!
تستعد الـقـمـة الـعـربـيـة لـاللـتـئـام خــالل األيـــام القليلة القادمة فـي األردن، والحديث طويل والسجال أطول حــــول مــصــيــر نــظــام األســـــد واملــيــلــيــشــيــات اإلرهابية اإليرانية منها والعربية، ومن بينها رأس الشر «حزب الــلــه». لـذلـك على قــادة الـــدول العربية مواجهة شرور «حـــزب الــلــه» ومالحقته والـتـنـديـد بــه كما «القاعدة» و«داعش» ومن على شاكلتهما ألن ال فارق بينهم في الهدف والعقيدة واأليديولوجيا واملنهجية الفكرية القائمة على القتل واستباحة الدماء باسم الدين. كـان األولــى بالرئيس اللبناني ميشال عـون، بــدال من دعوة مصر أخيرًا إلى مبادرة إلنقاذ العالم العربي من اإلرهاب، أن يدعو في بيروت «حزب الله» عن التوقف عــن اإلرهــــاب وأن يـطـالـبـه بــالــخــروج مــن ســوريــة وأن يتوقف عن إنتاج الخاليا اإلرهابية في دول املنطقة. ملاذا؟ ألن فخامة الرئيس عون يدرك جيدًا أنه يتحالف في لبنان مع العقل املدبر واملنفذ لإلرهاب في بالده والــعــالــم الــعــربــي، وهـــو «حــــزب الــلــه» الـلـبـنـانـي الذي يأتمر بإمرة إيـران، وينفذ سياستها للتدخل بشؤون دول املـنـطـقـة ويــجــنــد اإلرهــابــيــن لـتـنـفـيـذ تفجيرات واغتياالت. العجيب أنـه حينما سئل الجنرال عـون خـالل زيارته مــصــر الــشــهــر املـــاضـــي عـــن حـــل مــشــكــلــة ســــالح حزب حسن نصر الله الذي يختطف إرادة الدولة اللبنانية وقراراتها السيادية، وسياساتها الخارجية، رد بالقول: «هناك ضرورة لوجود هذا السالح ما دام هناك أرض تحتلها إسرائيل، وما دام الجيش اللبناني ال يتمتع بالقوة الكافية ملواجهة إسرائيل». بل زاد أن سالح حزب نصر الله يعتبر «مكمال لعمل الجيش وال يتعارض معه»، وهذا توريط للبنان والجيش طاملا «حزب الله» يقتل أطفال ونساء سورية ويشارك في العراق واليمن، ونعلم جميعًا عدد املذابح واملجازر التي شـارك فيها الــحــزب فــي ســوريــة وغــيــرهــا.. وكـــأن فـخـامـة الرئيس يريد أن ينسينا اجتياح الحزب لبيروت بالسالح عام ،2009 ومحاصرة الوسائل اإلعالمية وقطع الطرقات وتعطيل املطار بالقوة والدخول في مواجهات مسلحة مع أهل بيروت، خصوصًا السنة! وكــــان مــن الـطـبـيـعـي أن تـشـعـل تــصــريــحــات الجنرال سجاال جديدًا داخــل لبنان، خصوصًا أن حـزب نصر الـلـه، والـخـالف القديم/الجديد بشأن سـالحـه، ودوره في الساحة السياسية اللبنانية، ودوره في القتال في صفوف نظام بشار األسد، كان عطل تشكيل الحكومة الـلـبـنـانـيـة شـــهـــورًا، بــل أبــقــى املـقـعـد الــرئــاســي شاغرًا مـدة أطــول. وملـن يستغربون مواقف الجنرال وتبديل مواقفه مثلما يبدل سترته نحيلهم إلى تصريح شهير للجنرال قـالـه قبل أن يتحالف مـع حــزب حسن نصر الله في عـام ،2006 وهـو: «حـزب الله إذا بقي مسلحًا لن يستطيع حماية نفسه، وسيعرض الشعب اللبناني للخطر معه». وها هو في عام 2017 يستمر في تحالفه مع الحزب ليؤكد مجددًا بـ«ضرورة وجود سالح حزب الله ألنــه مكمل لعمل الجيش الــذي ال يتمتع بالقوة الكافية». كـان إدالء عـون بتلك املـواقـف بعد زيـارتـه للسعودية، الــتــي كـــان حـــزب نــصــر الــلــه سـبـبـًا فــي تــوتــر عالقتها الــقــديــمــة مـــع لــبــنــان، مــخــيــبــًا لــــآمــــال، خــصــوصــًا أن الرئاسة تتطلب مواقف براغماتية وسطية، لضرورة عـدم إقـصـاء الـتـيـارات السياسية الناشطة فـي الحياة اللبنانية. وكان مخيبًا لآمال ألن عون بدال من أن يعيد إلى لبنان هويته العربية، وهو واحـد من وعــوده بعد تنصيبه رئيسًا للبالد، تركه في حضن حزب نصر الله. واألنكى أن الرجل، وهو قائد سابق للجيش اللبناني، وصف ذلــك الـجـيـش بـأنـه ال يتمتع بـالـقـوة الـكـافـيـة. ويعني ذلــك ببساطة أن عهد الرئيس عــون لـن يشهد تعزيزًا لقدرات الجيش الوطني، وأن مشكلة سالح حزب حسن نصر الله اإليراني باقية بال حل، وأن اختطاف الحزب اإلرهابي لــإلرادة السياسية للدولة اللبنانية سيبقى خميرة لعكننة الحياة السياسية، واستدامة السجاالت والتوترات والصراعات في املشهد اللبناني. لقد ظل الجنرال يحترف سياسة ترحيل حلول األزمات مـنـذ مـحـاولـتـه فــرض نفسه رئـيـسـًا للحكومة فــي ظل الهيمنة السورية، وهو ما انتهى بسيطرة نظام حافظ األســــد عـلــى لــبــنــان بـــأســـره، وخــــروج عـــون إلـــى منفاه الباريسي. وهو ينسى أن الشعب اللبناني حن تفجر غضبه خــرج بصوت واحــد فـي قلب بـيـروت ولــم يعد إلى بيوته إال بعد إرغام بشار األسد على إجالء قواته وجواسيسه. األكـيـد أنــه حـن يصل الغضب بالشعب الـلـبـنـانـي مــــداه مــن الــدويــلــة اإليــرانــيــة داخــــل الدولة اللبنانية فسيهب مــجــددًا ليكنس ســالح حــزب الله.. ويقتلع شـعـارات نصر الله ومـن يصمت على أفعاله
وإرهابه.