صيف ساخن ينتظر رئيس النصر
الـخـسـارة الـتـي مني بها فـريـق النصر أمـــام شقيقه االتــحــاد فــي نهائي كــأس ولي العهد، وفقدانه هذا اللقب الذي كان في متناول يديه، ألقت بظالل قاتمة على مجمل األوضاع النصراوية فنيا، وإداريا، وماليا. ومنذ أن أطلق الحكم صافرة النهاية أصبح مستقبل رئيس النادي األمير فيصل بن تركي في صدارة اهتمامات وأحاديث النصراوين.. قيل إنه فتح موضوع استقالته مع بعض أعضاء شرف النادي، وقيل إنه سيستقيل في نهاية املوسم، وقيل أيضا إنه لن يستقيل إال بعد تحقيق الفريق إحدى البطوالت، على طريقة بعض الالعبن الذين يفضلون اختتام مشوارهم الكروي بإنجاز يقترن بالوداع. ويظل كل ما قيل عن مستقبل فيصل بن تركي مع النصر في إطار الشائعات، وال يوجد ما هو مؤكد سوى أن فترته الــرئــاســيــة تـبـقـت عليها ثـــالث ســنــوات، وربــمــا يستطيع إكـمـالـهـا فــي حـــال نـجـح فــي تحقيق بـطـولـة كـــأس امللك، االستحقاق الوحيد الذي تبقى لفريق النصر هذا املوسم، وهذا التحدي دونه «خرط القتاد»، إذ سيالقي جاره القوي الــهــالل فــي الـــدور ربــع الـنـهـائـي، ويـتـوجـب عليه هزيمته حتى يواصل مشواره نحو تحقيق اللقب، وهذه مهمة ليست مستحيلة لكنها بالغة الصعوبة. النصراويون يتساءلون أوال: كيف يفكر رئيس ناديهم؟ ويأخذون عليه ليس فقط كثرة أخطائه، بل إصراره عليها أيضا، وتكرار وقوعه فيها أحيانا، على نحو يضع أكـثـر مــن عـالمـة استفهام حــول قــدرتــه على قــيــادة كـيـان كبير كالنصر، وكثير من النصراوين يعتبر أن هـذه األخـطـاء التي يرتكبها فيصل بن تركي ويصر عليها ويكررها، كانت سببا في فقدان الفريق سبعة ألقاب كان قاب قوسن أو أدنى منها. وإذا كان فيصل بن تركي قد حقق فقط ثالثة ألقاب خالل تسع سنوات ترأس فيها الــنــادي، وهــو بكل املقاييس إنـجـاز مـتـواضـع، فــإن هـنـاك مـن يــرى أنــه كــان بوسعه مضاعفتها على األقل لو تالفى بعض األخطاء الفادحة التي ميزت عمله اإلداري، بالنظر إلى أن الفريق لعب على سبعة نهائيات وفقدها جميعا، وكان آخرها على كـأس ولـي العهد يـوم الجمعة املـاضـي، والسبب كما اتفق كثيرون هـو أن الرئيس وضع التشكيلة وجامل بعض أصدقائه من الالعبن مثل حسن عبدالغني وعبدالله الـعـنـزي، وفـرضـهـمـا عـلـى تشكيلة الـفـريـق عـلـى حـسـاب العبن آخــريــن أكـثـر تـأهـيـال منهما للعب الـنـهـائـي، فــي خـطـوة لم يجد لها بعض النصراوين تفسيرا إال محاولة من فيصل بــن تــركــي تكريمهما وتـقـديـم مصلحتهما عـلـى حساب مصلحة النصر. ويــــتــــفــــق الـــــنـــــصـــــراويـــــون عــــلــــى أن الــــســــبــــب الـــــــــذي حرم الـــــنـــــصـــــر مـــــــن تـــحـــقـــيـــق بـــــعـــــض اإلنــــــــــجــــــــــازات الــــــتــــــي كـــــان بــاإلمــكــان تحقيقها، هــو أن عـمـلـه مــلــيء بـالـثـغـرات واألخطاء التي حالت دون االسـتـفـادة القصوى مـن حالة النهوض التي يعيشها النصر، الـتـي ال أحــد يشكك بــدور فيصل بـن تـركـي نفسه فيها، وإسهامه الكبير في الوصول لها، لكنه وبطريقة تستعصي على الفهم وتحير العقول، ظل دائما يهدم بيده الشمال بعض ما يبنيه بيده اليمن!
قاعد على قلوبكم!
وفي كل مرة تطالب فيها جماهير النادي باستقالة فيصل بن تركي ينبري بعض اإلعـالمـيـن املحسوبن عليه للدفاع عـن بقائه، بذريعة عــدم وجــود الـبـديـل، بـل إن الرئيس نفسه الــذي قـال يوما ردا على مطالبات باستقالته: «قاعد على قلوبكم»! اضطر للتراجع والتنازل أمام ضغط الجمهور وبعض أعضاء الشرف، وصرح بأنه لو وجد من يستلم النادي الستقال فورا، وهو األمر الذي دفع العضو الداعم األمير خالد بن فهد للترتيب من أجل تقديم مرشح بديل إلسقاط هذه الذريعة في البقاء على كرسي النادي، وكلنا نعرف بقية القصة التي كان عنوانها املرشح فهد املطوع ومحورها ديون النادي، وكيف بدأت وكيف انتهت بمسرحية اجتماع املزرعة التي شرعنت عودة فيصل بن تركي عن استقالته! اآلن ومع عودة املطالبة الجماهيرية باستقالة الرئيس، أعيدت أسطوانة: أين البديل؟ ويرد آخرون بأن البديل جاهز عندما يعلن فيصل بن تركي استقالته رسميا، وأن اعتبارات كثيرة تمنع أيا من الرؤساء املحتملن لخالفة فيصل بن تركي من إعالن ترشحهم، فيما األخير لم يعلن استقالته، وهـذا من باب التقدير واالحترام لألمير فيصل بن تركي، وصونا لكرامته، وحرصا على تماسك أعضاء الشرف. ورغم أنه من املبكر الحديث عن خلفاء لفيصل بن تركي، إال أن كثيرا من النصراوين يـرفـضـون الـطـرح اإلعــالمــي مـن املحسوبن على الـرئـيـس بالتشكيك بـقـدرة الكيان النصراوي على تقديم قيادات إدارية قادرة على قيادة النادي، وهم يرون أن النادي غـنـي بـالـكـفـاءات املـمـيـزة املـؤهـلـة الســتــالم دفــة الــقــيــادة، والـسـيـر بـالـنـادي لتحقيق تطلعات جماهيره في البطوالت واإلنجازات محليا وخارجيا. ومن أبرز األسماء التي تطرح همسا في أروقـة القرار النصراوي لخالفة فيصل بن تـركـي، نائبه الـسـابـق «املبتعد» عبدالله الـعـمـرانـي، واملــرشــح الـسـابـق فهد املطوع، ورئــيــس الــنــادي الـسـابـق فيصل بــن عـبـدالـرحـمـن، وثـمـة أسماء أخرى داخل دائرة الترشيح.
تصعيد الرئيس
ومــن املـؤكـد أن فيصل بـن تـركـي يشعر أكـثـر مـن أي وقت مضى بصعوبة موقفه، وهو يدرك أن الضغوط التي يالقيها اآلن من جمهور النادي وإعالمه ومن بعض أعضاء الشرف في تـزايـد مستمر، وستبلغ ذروتــهــا إن أخـفـق فـي تحقيق بطولة كأس امللك، وهو االستحقاق الذي يعد الفرصة األخيرة لكحيالن ليصالح جمهور النادي، ويستعيد بعض أسهمه ومكانته لدى أعضاء شرف النادي. وكـان الفتا أن فيصل بن تركي قابل بعض االنتقادات من الصحفين واإلعالمين الـنـصـراويـن بحملة «تبليك» فـي تويتر، وهــذا مـؤشـر أن الرئيس لـن يــهــادن، ولن ينحني للعاصفة التي تهب عليه من جهات مختلفة.