°WKOK'« …—«“u « UN²¹√ dO)« ÕU³{

كم هو مخجل ومثير لالشمئزاز أن تشاهد عبر فيديو قصير أحـد املعلمني في مــدرســة مــن مـــدارس التعليم الــعــام الـحـكـومـيـة، ممسكا بعصا فــي يــده والطالب الصغار يمرون أمامه صفا منحنني في صورة ذليلة يرتعدون خوفا، فيبادرهم برفع عصاه فوق ظهورهم ليمنح كال منهم نصيبه من الجلد! ما هو املستقبل املتوقع لهؤالء األطفال؟ ال أتكلم عن عدم احتمال إكمالهم الدراسة أو عدم حصولهم على عمل جيد، ولكني أتكلم عن الحالة النفسية التي سيكونون عليها بعد أن يكبروا عبر هذا الذل والتعذيب الذي يتلقونه؟! ما يقوله علماء النفس، أمثال هؤالء األطفال الذين يكبرون على املهانة والتعذيب يصيرون ذليلني، فاقدي االعتزاز بأنفسهم، منخفضي التقدير لذواتهم، يحملون في قلوبهم كثيرا من الكراهية والحقد، فينعكس ذلك على سلوكهم مع اﻵخرين، إما في شكل عدوان ورغبة كامنة في الالوعي بإيذاء غيرهم، كما لو أنهم يقتصون ممن آذاهم في صغرهم، وإما أن يكونوا خانعني مستسلمني شديدي الخوف، سهل إخضاعهم والسيطرة عليهم. وغني عن القول إن الوطن ليس من مصلحته أن ينشأ أبناؤه على االتصاف بأي من هذين السلوكني، فإن كنا يتعذر علينا القضاء على العنف داخل األسرة، رغم ما يبذل من محاوالت جادة لتوفير الحماية للصغار، فإنه ليس من املتعذر إطالقا حماية األطفال في مدارسهم من األذى النفسي والبدني الذي يقع عليهم من بعض املعلمني. لكن الحماية ال يكفي فيها إصدار نظام يمنع الضرب، وال يكفي فيها إصدار نظام بتحويل املعلم املعتدي إلى عمل إداري، نحن في حاجة إلى اتخاذ إجراءات أقوى من هذه كثيرا، إجراءات تبدأ بحسن اختيار املعلم. فمن الضرورات التي يحتمها واقـع تعامل بعض املعلمني مع الطالب، أن يكون ضمن تقييم املعلمني، وضمن اختبارات تعيينهم، قياس درجة امليول العدوانية في سلوكهم، فما يبدو هو أن معظم املعلمني الذين يلجأون إلى تعذيب الطالب عـلـى تـلـك الــصــور املـتـوحـشـة الــتــي نـشـهـدهـا، هــم مــن غـيـر الــســويــني فــي حالتهم الـنـفـسـيـة، وقــد يـكـونـون مــن املعنفني فــي طـفـولـتـهـم. فـاملـعـلـمـون الــذيــن يضربون طالبهم بالسوط أو العصا بقسوة بالغة حتى تظهر الكدمات والجروح الدامية على أجسادهم الصغيرة، أو يستخدمون أساليب أخرى إليذائهم كقطع أجزاء من أجسامهم الغضة كما حدث أخيرا مع الطفل الذي تعرض لقطع أذنه بيد معلم، هم ليسوا سليمني في حالتهم النفسية، وتسليمهم تعليم وتربية األطفال هو نوع من املغامرة الخطرة. إنــي اتهم وزارة التعليم بعدم توخيها حسن اختيار املعلمني، ولـذلـك هـي تعد املسؤولة األولى عن األذى الذي يقع على الطالب من بعض معلميهم، وهي التي يجب أن ترفع القضايا ضدها متى تعرض أحـد الطالب لالعتداء عليه من أحد معلميه. أخيرا، ما الذي يجعل األطفال يتعرضون للضرب والتعذيب بأيدي املعلمني في مدارس التعليم العام الحكومية أكثر من املدارس الخاصة؟ ولم استطاعت املدارس الخاصة ضبط سلوك املعلمني، بينما تعجز وزارة التعليم عن ذلك؟

للتواصل أرسل رسالة ﻧصية sms إلى 88548 االتصاالت أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة