خطة توطني «التجزئة» تصطدم بـ «الدوام وضعف الرواتب والتأهيل»

رغـــــم األهـــمـــيـــة الـــكـــبـــيـــرة لــخــطــة وزارة الـــعـــمـــل والتنمية االجتماعية لتوطن قـطـاع التجزئة الــذي يضم نحو 1.7 مـلـيـون وظـيـفـة، إال أن متخصصن أكـــدا لـــ«عــكــاظ» وجود ثاثة تحديات قد تعرقل خطة الوزارة، منها ضعف الرواتب والحاجة إلى التدريب والتأهيل والخبرة، فضا على طول ساعات الدوام. وأشـــارا إلــى أنــه رغــم كبر حجم القطاع، فإنه ال يضم سوى 300 ألف سعودي فقط أغلبهم يعملون في وظائف «كاشير ومشرفن». فــي حــن أن الـقـطـاع بحاجة إلــى خــبــرات مهنية للعمل في املخابز، والحلويات، والتسويق واملبيعات. وأوضح عضو جمعية االقتصاد السعودي الدكتور عصام خـلـيـفـة لـــ«عــكــاظ» أن إعــــان الــتــوجــه إلـــى تــوطــن وظائف قــطــاع الـتـجـزئـة تــأخــر كـثـيـرا فــي ظــل وجـــود نـحـو مليوني وافــد يعملون فـي القطاع، وبــن أن السعودين املؤهلن ال يحتاجون سوى إلى خبرات تدريبية بسيطة لانخراط في القطاع الــذي يمكن أن يـوفـر 500 ألــف وظيفة للسعودين خال عامن فقط. ونــــوه إلـــى أهــمــيــة أن يـشـمـل الــتــأهــيــل األعـــمـــال املـهـنـيـة في التسويق واملخابز وغيرهما، وال يقتصر على الكاشير فقط حتى تكون النتائج مثمرة وفعالة. واستعرض خليفة عـددا من التحديات األخـرى في القطاع، منها طــول سـاعـات العمل يوميا وشــح اإلجـــازات، متسائا عــن مصير املــشــاريــع والــطــروحــات الــتــي خــرج بـهـا الحوار املجتمعي من أجل إقرار إجازة اليومن لدعم الراحة النفسية، وتعزيز اإلنتاجية لدى املوظف. ونــوه إلـى أن بعض املـحـات واألســـواق يعمل لديها الوافد 21ساعة يوميا وربما أكثر مقابل ثاثة آالف ريال، متسائا بقوله: «هل يفي ذلك بحاجات املوظف السعودي الذى لديه أسرة ومسؤوليات اجتماعية مختلفة؟». مــن جـهـتـه، طــالــب االقــتــصــادي الــدكــتــور عــبــدالــرزاق املدني بوجود حد أدنى لرواتب السعودين ال يقل عن أربعة آالف ريال ملواكبة متطلبات املعيشة املتزايدة. وقال: «توطن قطاع التجزئة قد يدفع بعض رجال األعمال إلـــى رفـــع األســعــار بــدعــوى أن الــعــامــل الــســعــودي لــن يكون البديل للوافد الذي يتمتع بخبرات كبيرة، كما أن النجاحات التي تحققها املحات التجارية ترجع في جـزء كبير منها إلى الخبرات التي تعمل بها على مدى سنوات طويلة». وأضـــــاف: «أرى ضــــرورة الــبــدء بــبــرامــج تـدريـبـيـة متكاملة للسعودين على مختلف املهن أوال، حتى يتمتعوا بالخبرة املناسبة، والـبـدء تدريجيا في التطبيق حتى ال تحدث أي هزة في القطاع». ودعا إلى ضرورة أن تسرع وزارة العمل من جهودها بالتشاور مع رجال األعمال الذين يتخوفون من أي خطوة قد تؤثر على أرباحهم.

توجيه الكوادر الوطنية المؤهلة في قطاع التجزئة يرفع األداء ويخفض معدل التكلفة.