ﻟﺒﻨﺎن: ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ »ﺻﺎﻣﺘﺔ« ﺑﲔ »اﳌﺮدة« و»اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮ«
ﻳــــﻤــــﻜــــﻦ اﻟــــــﺤــــــﺪﻳــــــﺚ ﻋـــــــﻦ ﻣـــﻌـــﺮﻛـــﺔ اﻧــــﺘــــﺨــــﺎﺑــــﻴــــﺔ »ﺻـــــﺎﻣـــــﺘـــــﺔ« ﻳـــﺨـــﻮﺿـــﻬـــﺎ »اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮ« وﺗﻴﺎر »اﳌﺮدة« اﳌﺘﺨﺎﺻﻤﺎن ﺑﻘﻮة ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥١٠٢ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﻌﺮﻛﺔ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺑﲔ رﺋـﻴـﺴـﻴـﻬـﻤـﺎ ﺣـﻴـﻨـﻬـﺎ، اﻟــﻌــﻤــﺎد ﻣﻴﺸﺎل ﻋـــــــﻮن واﻟـــــﻨـــــﺎﺋـــــﺐ واﻟـــــــﻮزﻳـــــــﺮ اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻖ ﺳـﻠـﻴـﻤـﺎن ﻓـﺮﻧـﺠـﻴـﺔ. ﻓـﺎﳌـﺼـﺎﻟـﺤـﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺠﺰﻫﺎ »ﺣـﺰب اﻟﻠﻪ« ﺑﲔ ﺣﻠﻴﻔﻴﻪ ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل دﻋﻮة وﺟﻬﻬﺎ ﻟﻬﻤﺎ أﻣـﲔ ﻋـﺎم اﻟﺤﺰب ﺣﺴﻦ ﻧـﺼـﺮ اﻟــﻠــﻪ ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺄدﺑــﺔ إﻓــﻄــﺎر، ﻓﻌﻠﺖ ﻓﻌﻠﻬﺎ اﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﻴـﺎ وﺑـﺎﻟـﺘـﺤـﺪﻳـﺪ ﻟﺠﻬﺔ ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ إﻟﻰ ﺣﺪوده اﻟــﺪﻧــﻴــﺎ، وﺗــﺮﻛــﻴــﺰ ﻛـــﻞ ﻣـﻨـﻬـﻤـﺎ ﺣﻤﻼﺗﻪ اﻻﻧـــﺘـــﺨـــﺎﺑـــﻴـــﺔ ﺑــــﻮﺟــــﻪ ﻓــــﺮﻗــــﺎء آﺧــــﺮﻳــــﻦ، وﺑﺨﺎﺻﺔ »اﻟﻘﻮات اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ«.
وﺗــــﺘــــﺮﻛــــﺰ اﳌــــﻌــــﺮﻛــــﺔ اﻻﻧـــﺘـــﺨـــﺎﺑـــﻴـــﺔ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﲔ »اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮ« و»اﳌﺮدة« ﻓــــﻲ داﺋـــــــﺮة »اﻟـــﺸـــﻤـــﺎل اﻟـــﺜـــﺎﻟـــﺜـــﺔ« اﻟــﺘــﻲ ﺗﻀﻢ أﻗﻀﻴﺔ اﻟﺒﺘﺮون، اﻟﻜﻮرة، زﻏﺮﺗﺎ وﺑـﺸـﺮي، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺨﺬ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻃﺎﺑﻊ ﻣﻮاﺟﻬﺔ »رﺋﺎﺳﻴﺔ« ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺷﺢ رﺋﺎﺳﻲ ﻳﺨﻮض اﳌﻌﺮﻛﺔ ﻫﻨﺎك، وأﺑﺮزﻫﻢ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺑﺎﺳﻴﻞ وﻓﺮﻧﺠﻴﺔ، رﺋﻴﺲ ﺣﺰب »اﻟﻘﻮات« ﺳﻤﻴﺮ ﺟﻌﺠﻊ، وإن ﻛــــــﺎن ﻟـــﻴـــﺲ ﻣـــــﻦ ﺧــــــﻼل ﺗــﺮﺷــﺤــﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ.
وﺷـــــﻦ اﻟـــﻨـــﺎﺋـــﺐ ﻃـــﻮﻧـــﻲ ﻓــﺮﻧــﺠــﻴــﺔ، ﻧﺠﻞ رﺋـﻴـﺲ »اﳌــــﺮدة« ﻣـﺆﺧـﺮا ﻫﺠﻮﻣﺎ ﻋﻨﻴﻔﺎ ﻋﻠﻰ »اﻟﻘﻮات اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« ﻣﺘﻬﻤﺎ ﺟﻌﺠﻊ ﺑـ »رﻛﻮب ﻣﻮﺟﺔ اﻟﻌﻬﺪ وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺜﻮرة« ﺑﻬﺪف ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﺨﺼﻴﺔ وﺣﺰﺑﻴﺔ، ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن اﻟﺤﺰﺑﲔ ﻛـــﺎﻧـــﺎ أﻧـــﺠـــﺰا ﻣــﺼــﺎﻟــﺤــﺔ ﺗــﺎرﻳــﺨــﻴــﺔ ﻓﻲ اﻟــﻌــﺎم ٨١٠٢، وﺑـــﺪا ﻻﻓـﺘـﺎ ﺗــﺮاﺟــﻊ ﺣـﺪة اﻟــﺨــﻄــﺎب اﻟـﺘـﺼـﻌـﻴـﺪي ﺑـــﲔ »اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ اﻟﺤﺮ« و»اﳌﺮدة« وﻫﻮ ﻣﺎ ردﺗﻪ ﻣﺼﺎدر اﻟـــﻄـــﺮﻓـــﲔ إﻟـــــﻰ أﺟـــــــﻮاء اﻟـــﺘـــﻬـــﺪﺋـــﺔ اﻟــﺘــﻲ أرﺳﺘﻬﺎ اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﺘﻲ رﻋﺎﻫﺎ »ﺣﺰب اﻟـﻠـﻪ«. وأﻗــﺮ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻓﺮﻧﺠﻴﺔ ﺑﺮﻏﺒﺘﻬﻢ ﺑﺴﻘﻮط ﺑﺎﺳﻴﻞ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﻘﺒﻠﺔ، وأﺿـــﺎف »ﻟﻜﻨﻨﺎ واﻗﻌﻴﻮن ﻷن اﻷرﻗــﺎم ﺗﻈﻬﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ذﻟﻚ«.
وﺗـــﺸـــﻴـــﺮ ﻣـــــﺼـــــﺎدر ﻣـــﻄـــﻠـــﻌـــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻣﻮﻗﻒ »اﳌﺮدة« إﻟﻰ أن »ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺬي ﺟﻤﻊ ﻓﺮﻧﺠﻴﺔ وﺑﺎﺳﻴﻞ ﻫﻮ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺠﻔﺎء واﻟﺨﺼﻮﻣﺔ إﻟــــــﻰ ﻣـــﺮﺣـــﻠـــﺔ اﳌـــﺼـــﺎﻟـــﺤـــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﺗـﻘـﻒ ﺣــﺪودﻫــﺎ ﺣـﺎﻟـﻴـﺎ ﻋـﻨـﺪ ﻛـﺴـﺮ اﻟﺠﻠﻴﺪ«، ﻣــــﻮﺿــــﺤــــﺔ ﻓــــــﻲ ﺗــــﺼــــﺮﻳــــﺢ ﻟـــــ »اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳــــــــﻂ« أن اﻟـــﺘـــﻨـــﺎﻓـــﺲ اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﻲ ﻣﻮﺟﻮد وﻗﺎﺋﻢ ﻣﻊ »اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮ« ﻛﻤﺎ »اﻟـــﻘـــﻮات« وﻏـﻴـﺮﻫـﻤـﺎ، »وﻧــﺤــﻦ ﻧﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺟﻴﺪة ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﻧـﺤـﺎول اﻟﺘﻘﺪم ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺣﺎﺻﻞ راﺑﻊ
ﻓــﻲ داﺋــــﺮة اﻟـﺸـﻤـﺎل اﻟـﺜـﺎﻟـﺜـﺔ«. وﺗﻌﺘﺒﺮ اﳌﺼﺎدر أن »ﻻ ﺿﺮورة ﻟﻴﻜﻮن اﻟﺨﻄﺎب ﻣﺘﻮﺗﺮا وﺗﻌﺘﻤﺪ اﻟﺤﻤﻼت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﻛــﻲ ﺗـﻨـﺠـﺢ، ﻓﻨﺤﻦ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف ﻣﺘﻤﺴﻜﻮن ﺑﻤﻮﻗﻔﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻻ ﻧﺤﻴﺪ ﻋﻨﻪ«، ﻻﻓﺘﺔ ردا ﻋﻠﻰ ﺳﺆال إﻟﻰ أﻧﻪ »ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻜﻬﻦ ﻣﻦ اﻵن ﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺠﺮي ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت«.
ﻣـــــــﻦ ﺟــــﻬــــﺘــــﻬــــﺎ، ﺗــــــﺒــــــﺪو ﻣـــــﺼـــــﺎدر »اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮ« ﻣﺘﺤﻤﺴﺔ أﻛﺜﺮ ﻹﺣﻴﺎء اﻟـﺘـﻔـﺎﻫـﻢ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ ﻣــﻊ »اﳌـــــﺮدة« ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، ﻣﺆﻛﺪة أن »ﻻ ﺷﻲء ﻳﻤﻨﻊ ذﻟـﻚ ﻋﻠﻰ اﻹﻃـــﻼق ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أﻧﻨﺎ ﻃﺎﳌﺎ ﻛـﻨـﺎ ﻣـﻘـﺮﺑـﲔ ﻓــﻲ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ وﻻ ﻣﺠﺎل ﳌﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﻣﻊ )اﳌـﺮدة( ﺑﻌﻼﻗﺘﻬﻢ ﻣــــﻊ )اﻟـــــــﻘـــــــﻮات(«. وﺗـــﻀـــﻴـــﻒ اﳌـــﺼـــﺎدر ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــــــﻂ«: »ﻣـــﻨـــﺬ اﻟـﻠـﺤـﻈـﺔ اﻷوﻟﻰ ﻛﺎن اﻟﻮزﻳﺮ ﺑﺎﺳﻴﻞ ﺟﺎﻫﺰا ﻟﻠﻘﺎء ﻓﺮﻧﺠﻴﺔ وإﻋـــﺎدة اﳌﻴﺎه إﻟـﻰ ﻣﺠﺎرﻳﻬﺎ، وﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﺷﻬﺮ ﻛﺎن ﻳﻔﺘﺮض أن ﻳﺤﺼﻞ ﺳﺎﺑﻘﺎ وﻧﺤﻦ ﻛﻨﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ أي ﻟﺤﻈﺔ«.
وﻳــــﺒــــﺪو اﻟـــﺒـــﻨـــﺎء ﻋـــﻠـــﻰ اﳌــﺼــﺎﻟــﺤــﺔ ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻋــﻮدة اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺻﻌﺒﺎ أﻗﻠﻪ ﻓــﻲ اﻷﺷــﻬــﺮ اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻣــﻊ اﻗــﺘــﺮاب ﻣﻮﻋﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ وﻋــﺪم ﺣﻤﺎﺳﺔ ﺑﺎﺳﻴﻞ أو ﻓﺮﻧﺠﻴﺔ ﻷن ﻳﻘﻮم أﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎزل ﻟﻶﺧﺮ ﺑﺎﳌﻠﻒ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ.