إﺳﺒﺎﻧﻲ ﻳﺮوي ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﻣﻊ »ﻛﻮﻓﻴﺪ ـ ٩١«: ﻧﻔﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ٠١ أﻳﺎم
ﻣــــﻨــــﺬ أﻛـــــﺜـــــﺮ ﻣـــــــﻦ ﺷـــﻬـــﺮﻳـــﻦ ﻳــﺘــﺴــﺎﻗــﻂ ﺿــﺤــﺎﻳــﺎ »ﻛـــﻮﻓـــﻴـــﺪ – ٩١«، ﺑـــﲔ ﻣـــﺘـــﻮﻓـــﲔ وﻣــﺼــﺎﺑــﲔ وﻣــﺘــﻌــﺎﻓــﲔ، أرﻗـــﺎﻣـــﴼ ﺑــــــﺎردة ﻣﻦ اﻟﺸﺎﺷﺎت وﻋﻠﻰ أوراق اﻟﺼﺤﻒ، ﻻ وﺟـــــﻮه ﻟــﻬــﻢ وﻻ ﺳــﻴــﺮ ذاﺗــﻴــﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺣﻔﻨﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻓـــﻲ داﺋـــــــﺮة اﻟـــﻀـــﻮء ﻗـﺒـﻞ ﻫﺒﻮب اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻠﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ.
اﳌﺘﻌﺎﻓﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺐ ﻟﻬﻢ أن ﻳﻌﻮدوا ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺮﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ »ﻛﻮروﻧﺎ« اﳌﺠﻬﻮل، ﻳﻘﻮﻟﻮن إن اﻟـــﺬي ﻳــﺨــﺮج ﻣــﻦ ﻏــﺮﻓــﺔ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﺑﻌﺪ أﺳﺒﻮﻋﲔ أو ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺮاع ﻳﺸﻌﺮ »وﻛﺄن ﻗﻄﺎرﴽ ﺣــﺪﻳــﺪﻳــﴼ ﻣـــﺮ ﻓـــﻮق ﺟــﺴــﺪه«، وﻻ ﻳﺪرك ﺧﻄﻮرة ﻣﺎ ﻋﺎﺷﻪ إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ أﺳﺮﺗﻪ أو ذوﻳﻪ.
ﺧـﻮﺳـﻴـﻪ أﻧـﻄـﻮﻧـﻴـﻮ ﻟـﻮﺑـﻴـﺰ، ﻣـــــﻮﻇـــــﻒ ﻓـــــﻲ ﺣـــﻜـــﻮﻣـــﺔ ﻣـــﺪرﻳـــﺪ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻋـﺎد ﻣـﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺮﺣﻠﺔ أواﺧــﺮ اﻟﺸﻬﺮ اﳌـﺎﺿـﻲ وﻗـﺒـﻞ أن ﻳﺘﺤﺪث إﻟــﻰ »اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــﻂ« ﻟـــﻠـــﻤـــﺮة اﻷوﻟـــــــــﻰ ﻋـــــﻦ ﺗــﺠــﺮﺑــﺘــﻪ. اﻟــﺘــﻘــﻴــﻨــﺎه ﻓــﻲ ﺑــﻠــﺪة إﺳــﻜــﻮرﻳــﺎل اﻟــﺠــﻤــﻴــﻠــﺔ ﺑــﺎﻟــﻘــﺮب ﻣـــﻦ ﻣــﺪرﻳــﺪ، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻀﻲ ﻓـﺘـﺮة ﻧﻘﺎﻫﺘﻪ ﻣﻊ زوﺟﺘﻪ واﺑﻨﺘﻴﻪ وﺑﲔ أﻗﺮﺑﺎء ﻟﻪ ورﻓﺎق ﻣﻦ زﻣﻦ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ.
ﻳﻘﻮل ﺧﻮﺳﻴﻪ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮ إﻧﻪ ﻻ ﻳـﻌـﺮف أﻳــﻦ وﻣـﺘـﻰ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ أﺻـﻴـﺐ ﺑـﻔـﻴـﺮوس ﻛــﻮروﻧــﺎ، وأن اﻟــﻌــﻮارض اﻷوﻟـــﻰ ﻇـﻬـﺮت ﻋﻠﻴﻪ ﻓـــﻲ ١٢ ﻣـــــﺎرس )آذار( اﳌــﺎﺿــﻲ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺑــﺪأ ﻳﺸﻌﺮ ﺑــﺎرﺗــﻔــﺎع ﻓﻲ اﻟـــﺤـــﺮارة وإﻧــﻬــﺎك ﻋـــﺎم، وﻓــﻘــﺪان
ﺗﺪرﻳﺠﻲ ﻟﺤﺎﺳﺔ اﻟﺸﻢ ﻣﻊ ﺳﻌﺎل ﻣﺘﻘﻄﻊ وﻧﺎﺷﻒ.
ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻮﺟﻪ إﻟﻰ أﺣﺪ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻣﺪرﻳﺪ »ﻣﺘﺮددﴽ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪه ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺎت اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ﻣﻦ اﻛﺘﻈﺎظ واﺣﺘﺸﺎد ﻟﻠﻤﺼﺎﺑﲔ ﻓﻲ اﻷروﻗﺔ وﻗــﺎﻋــﺎت اﻟــﻌــﻼج«، وﺑـﻌـﺪ إﺟــﺮاء اﻟـﻔـﺤـﻮص اﻷوﻟــﻴــﺔ ﻗـــﺮر اﻷﻃـﺒـﺎء ﻋﻮدﺗﻪ إﻟﻰ اﳌﻨﺰل وإﺑﻘﺎءه ﺗﺤﺖ اﳌﺮاﻗﺒﺔ ﻋﺒﺮ اﺗﺼﺎل ﻣﻌﻪ ﻣﺮﺗﲔ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺗﻄﻮر ﺣﺎﻟﺘﻪ.
ﻳـــﻘـــﻮل ﺧــﻮﺳــﻴــﻪ أﻧــﻄــﻮﻧــﻴــﻮ »ﺑـﻌـﺪ أﺳــﺒــﻮع ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﺗـﺠـﺎوزت ﺣﺮارﺗﻲ ٩٣ درﺟﺔ وﺻﺮت أﺷﻌﺮ ﺑــﺈﻧــﻬــﺎك ﺷــﺪﻳــﺪ ﻳــﻌــﻴــﻖ ﺣـﺮﻛـﺘـﻲ ﻣﻊ اﺷﺘﺪاد اﻟﺴﻌﺎل وﻓﻘﺪان ﺗﺎم ﻟــﺤــﺎﺳــﺔ اﻟـــﺸـــﻢ وآﺛـــــﺎر دﻣــــﺎء ﻓﻲ اﻟﺒﻮل، ﻓﻘﺮرت اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ ﻗﺴﻢ اﻟــﻄــﻮارئ ﻓـﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ﻟﻲ اﻷﻃﺒﺎء، ﺑﻌﺪ إﺧﻀﺎﻋﻲ ﻟﻔﺤﻮص ﻋﺪة، إن ﺣﺎﻟﺘﻲ ﺧﻄﺮة وﺳﺄﻧﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ إن ﻟــﻢ ﺗﺘﺤﺴﻦ ﻓــﻲ ﻏـﻀـﻮن ﻳﻮﻣﲔ ﻣـــــﻊ اﻷدوﻳـــــــــــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﺑــــــــﺪأت ﻓــﻲ ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ«. وﻳﻀﻴﻒ »ﻓـﻲ اﻟﻴﻮم اﻟــﺘــﺎﻟــﻲ ﺟــﺎءﻧــﻲ اﻟـﻄـﺒـﻴـﺐ وﻗــﺎل إن اﻹﺻــﺎﺑــﺔ ﻓــﻲ اﻟـﺮﺋـﺘـﲔ ﺗﺘﺴﻊ رﻗﻌﺘﻬﺎ وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ إدﺧﺎﻟﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ«.
ﻋــــﻦ اﻷﻳــــــــﺎم اﻟـــﻌـــﺸـــﺮة اﻟــﺘــﻲ أﻣــــﻀــــﺎﻫــــﺎ ﻓـــــﻲ ﻏــــﺮﻓــــﺔ اﻟــﻌــﻨــﺎﻳــﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ، ﻳﻘﻮل ﺧﻮﺳﻴﻪ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮ »ﺧـﻀـﻌـﺖ ﻟـﻌـﻼﺟـﺎت ﺑـﺄﻛـﺜـﺮ ﻣﻦ دواء، ﻟـﻜـﻦ ﻣــﻦ ﻏـﻴـﺮ ﺗﺤﺴﻦ ﻓﻲ اﻷﻳــــــــﺎم اﻷوﻟــــــــــــﻰ... ﻛـــﻨـــﺖ أﺷــﻌــﺮ ﺑـﺄن ﻃﺎﻗﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ وﺻﻔﻬﺎ اﳌﺼﺮﻳﻮن اﻟﻘﺪاﻣﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺬﻫﺐ ﻋﻨﻲ وأﻧـﻨـﻲ اﻗـﺘـﺮب ﺑـﺒـﻂء ﻧﺤﻮ ﻧـﻘـﻄـﺔ اﻟــﻨــﻬــﺎﻳــﺔ... إﻟـــﻰ أن ﺑــﺪأت أﺷﻌﺮ ﺑﺘﺤﺴﻦ ﻃﻔﻴﻒ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎﺑﻊ وﺻـﺮت أﺳﺘﻌﻴﺪ ﺑﻌﺾ ﻗــﻮاي وارﺗـﻔـﺎﻋـﴼ ﻓـﻲ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺗﻲ اﻟـــﺘـــﻲ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻣـــﻨـــﻬـــﺎرة، ﺧــﺎﺻــﺔ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻛـــﺎن اﳌــﻤــﺮﺿــﻮن ﻳــﺄﺗــﻮن إﻟـــــــــﻲ ﺑـــﺘـــﺴـــﺠـــﻴـــﻞ ﻣـــــﻦ ﻋــﺎﺋــﻠــﺘــﻲ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻲ، ﻳﻬﺪوﻧﻲ اﻟﺘﺼﻔﻴﻖ واﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻄﻠﻘﻪ ﻟﻠﻄﻮاﻗﻢ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻟــﺜــﺎﻣــﻨــﺔ ﻣـــﻦ ﻛـــﻞ ﻣـــﺴـــﺎء... وﻓــﻲ اﻟــﻴــﻮم اﻟــﺤــﺎدي ﻋﺸﺮ ﻧﻘﻠﺖ إﻟﻰ ﻏــﺮﻓــﺔ اﳌــﺘــﺎﺑــﻌــﺔ، ﺣـﻴـﺚ أﻣﻀﻴﺖ
أرﺑــﻌــﺔ أﻳــﺎم ﻗﺒﻞ أن ﻗــﺮر اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﻄﺒﻲ أﻧﻪ ﺻﺎر ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﳌﻨﺰل ﳌﻮاﺻﻠﺔ اﻟﻨﻘﺎﻫﺔ«.
وﻓﻲ ﺧﺘﺎم ﺣﺪﻳﺜﻪ اﻟﻬﺎدئ، ﻗــــﺎل ﺧــﻮﺳــﻴــﻪ أﻧــﻄــﻮﻧــﻴــﻮ »ﻫـــﺬه اﻟــﺘــﺠــﺮﺑــﺔ دﻟـــﺘـــﻨـــﻲ ﻋــﻠــﻰ ﻃــﺮﻳــﻖ اﻟــﺴــﻌــﺎدة اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻧـﻤـﺮ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻛـﻞ ﻳــﻮم وﻻ ﻧــﺪري ﺑﻬﺎ. ﻋﻨﺎق اﻷﺣﺒﺎء، ﺣﺪﻳﺚ اﻷﺻﺪﻗﺎء، اﻟـﺨـﺮوج إﻟـﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ وﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟــــﻨــــﺠــــﻮم وﺗـــﻔـــﺎﺻـــﻴـــﻞ اﻟـــﺤـــﻴـــﺎة اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻧــﺎدرا ﻣﺎ ﻧﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻬﺎ«.