عون يدعو إلى مواجهة التطرف وحماية {الغنى الروحي} في المنطقة
الراعي يطالب بالفصل بين الحل السياسي في سوريا وعودة النازحين
دعا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عـون إلـى مـواجـهـة التطرف، محذراً من محاولات التأسيس لمشرق جديد، في وقت طالب فيه البطريرك المــــارونــــي بـــشـــارة الـــراعـــي المـجـتـمـع الدولي بأن يفصل بين الحل السياسي في سوريا، وعـودة النازحين، كي لا يـكـون مـصـيـرهـم كـمـصـيـر الـلاجـئـين الفلسطينيين.
وجــــاءت مــواقــف عـــون والــراعــي فـي افـتـتـاح مـؤتـمـر المـكـتـب الإقليمي لمؤسسة »كاريتاس« بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشدد عون على أن »مشرقنا هـو مـزيـج ثقافات وحضارات ومهد الديانات السماوية، وهــو نــمــوذج فـريـد لـلـغـنـى الـروحـي والثقافي والمعرفي، وضرب أي مكون من مكوناته هو ضرب له ولفرادته.«
ورأى أن أهـــم أهـــــداف الأحــــداث الــتــي جـــرت فــي الــســنــوات المـاضـيـة، هو »تحويل مجتمعات مشرقنا إلى مجتمعات عنصرية أحادية الطابع، متنافرة ومتقاتلة،« مضيفاً: »النزف البشري الحاصل في المشرق والهجرة القسرية لبعض المكونات، مضافة إلى تهجيرات الحقبة الماضية وتقسيم فلسطين وتشريد أهلها، واستكمال الضغوط لتوطينهم في البلدان التي هُــجّــروا إلـيـهـا، تـؤسـس كلها لمشرق جـديـد، غـريـب عـن هـويـتـه الجامعة، وبـعـيـد كـل الـبـعـد عـمـا يـمـتـاز بـه من تنوّع ديني ومجتمعي وثقافي.«
وشــدد رئـيـس الـجـمـهـوريـة على أن »أرض المـشـرق يجب ألا تُـفـرّغ من أهلها، ومهد المسيح لا يمكن أن يكون مـــن دون مـسـيـحـيـين، كــمــا لا يـمـكـن للقدس وللمسجد الأقصى أن يكونا من دون المسلمين، فلا مياه تنساب إذا جفت ينابيعها«.
بـدوره، تطرق الراعي إلـى قضية اللاجئين بالقول: »لا ننسى التأثير الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي والثقافي والأمني الذي أوجده المليون ونــصــف المــلــيــون نــــازح مــن ســوريــا، بـالإضـافـة إلــى نـصـف مـلـيـون لاجـئ فلسطيني... ما يشكل نصف سكان لبنان، غير المهيأ لاستقبال مثل هذا العدد الباهظ، وهو غير القادر على اسـتـيـعـاب سـكـانـه الأربــعــة مـلايـين،« مشدداً على أن »من الضرورة الملحة أن يـعـود الـنـازحـون الـسـوريـون إلـى وطنهم لكي ينعموا فيه بحقوقهم المـــــدنـــــيـــــة ويــــــواصــــــلــــــوا تـــاريـــخـــهـــم ويحافظوا على ثقافتهم وحضارتهم. ومـن الـواجـب بالتالي حماية لبنان من مخاطر هذا الوجود المرهق فيما ثـلـث سـكـانـه تـحـت مـسـتـوى الـفـقـر، و٤٠ فــي المــائــة مــن أبـنـائـه فــي حـالـة بطالة. ويجب على المجتمع الدولي أن يـفـصـل بــين الــحــل الـسـيـاسـي في سـوريـا وعـــودة الـنـازحـين، وإلا كـان مصيرهم مثل اللاجئين الفلسطينيين الذين ينتظرون الحل السياسي منذ ٧١ سـنـة، والـكـل عـلـى حـسـاب لبنان وشعبه. وهذا لا يمكن قبوله«.