Asharq Al-Awsat Saudi Edition

الألغام الحوثية تقطع أرزاق الصيادين وتهدد البيئة

وزير المياه اليمني: إعادة الشعاب المرجانية تحتاج ١٠ أعوام

- جدة: سعيد الأبيض

لا تـــقـــتـ­ــصـــر الانــــتـ­ـــهــــاك­ــــات الـحـوثـيـ­ة المـتـبـعـ­ة فـي الـسـواحـل الــيــمــ­نــيــة عــلــى تــهــديــ­د المــلاحــ­ة العالمية فحسب، وإنما تتعداها لـــــحـــ­ــرمـــــا­ن آلاف الــــصـــ­ـيــــاديـ­ـــن الــيــمــ­نــيــين مـــن مـــصـــدر رزقـــهـــ­م، خـصـوصـاً فـي الـسـاحـل الغربي للبلاد، في وقت تؤكد الحكومة الشرعية أن الشعاب المرجانية الـــــتــ­ـــي دمــــــــ­ــرت بـــفـــعـ­ــل الألـــــغ­ـــــام الـحـوثـيـ­ة تـحـتـاج إلــى ١٠ أعــوام لإعادتها بيئياً.ويتابع المجتمع الـدولـي مـا سـتـؤول إلـيـه الخطة الأممية بشأن إعادة الانتشار في الـحـديـدة، وأن يـكـون مـن نتائج ذلــك تمكين العاملين بقطاعات خفر الـسـواحـل وسلطة المـوانـئ وحـــــــر­س المـــنـــ­شـــآت مــــن الــقــيــ­ام بـمـهـامـه­ـم، عـلـى غــــرار تنظيف الشواطئ وإعادة الحياة البحرية كما كانت عليه سابقاً.

وأكـدت وزارة المياه والبيئة الـيـمـنـي­ـة أن المـيـلـيـ­شـيـات عمدت فــــي الآونـــــ­ـــة الأخــــيـ­ـــرة إلـــــى بـيـع المــيــاه المــحــلا­ة بـأسـعـار خيالية ومتفاوتة من منطقة إلى أخرى، وأن قــيــادات المـيـلـيـ­شـيـات أمــرت المـشـرفـي­ن فـي مـواقـع سيطرتهم باستقطاع الأموال من المواطنين في حال طلبهم تزويدهم بالمياه، وذلــك بـعـد سـيـطـرة الميليشيات على الكثير من الآبـار وخزانات المياه.

وقــــال وزيــــر المــيــاه والـبـيـئـ­ة الـيـمـنـي، عــزي هـبـة الـلـه شـريـم، إن كــافــة المـــواقـ­ــع الــتــي تـتـمـركـز فيها الميليشيات على الساحل

ُ الغربي من البلاد دُمرت وأتلفت بشكل ممنهج، بدءاً بزرع الألغام، التي تعد من أكبر الجرائم ذات الانـعـكـا­س السلبي عـلـى البيئة وعلى الصيادين الذين تضرروا وأصيبوا جراء اصطدامهم بهذه الألــغــا­م طـيـلـة الـفـتـرة المـاضـيـة. وأوضــــح أن هــذه الألــغــا­م كـانـت سببا رئيسيا في إتلاف الشعاب المرجانية ومواقع توالد الكائنات البحرية.

وأوضـــــح الـــوزيــ­ـر شــريــم في اتـــــصــ­ـــال هـــاتـــف­ـــي مـــــع »الــــشـــ­ـرق الأوســـــ­ـط« أن الـخـسـائـ­ر تتمثل في تهجير الصيادين والعاملين الآخرين في هذا القطاع من المدن الــســاحـ­ـلــيــة إلــــى مـــواقـــ­ع أخـــرى بحثا عن الرزق في ظل سياسات التعسف الحوثية وقـلـة المــوارد لبعض مـن بـقـي مـن الصيادين الذين يقطعون مسافات بعيدة تـــصـــل إلـــــــى المـــــيـ­ــــاه الإقــلــي­ــمــيــة بـحـثـا عــن الأســمــا­ك. ولـفـت إلـى أن الــشــعــ­اب المـرجـانـ­يـة تـحـتـاج إلــــى عــقــد كــامــل لإعـــادتـ­ــهـــا إلــى طبيعتها، وأن الحكومة اليمنية سـتـعـمـل فــي هـــذا الـجـانـب وفـق قدراتها وبدعم من دول التحالف الـعـربـي والــشــرك­ــاء فــي تنظيف وتصحيح الحياة البحرية. وقال إن إعــادة ١٠ أنــواع مـن الشعاب المرجانية إلى طبيعتها تحتاج إلـــــى نــحــو ١٠ ســــنــــ­وات، وهـــذه عملية معقدة ومكلفة.

وأكـــد الــوزيــر الـيـمـنـي أن ما تــقــوم بـــه المـيـلـيـ­شـيـات مـخـالـف لــلــقــو­انــين، وأنـــهـــ­ا لا تــفــوت أي مـصـدر مـن مـصـادر الـحـيـاة إلى وتـــــقــ­ـــوم بــاســتــ­غــلالــهـ­ـا وجــمــع الأمــــوا­ل مـن المـواطـنـ­ين لـدعـم ما تسميه المجهود الحربي. وقـال إن الميليشيات عـمـدت قـبـل ذلـك إلــى الاسـتـيـل­اء عـلـى المـسـاعـد­ات الإنسانية مـن غــذاء ودواء وكل مـا يـصـل لـلـمـوانـ­ئ فـي الساحل الغربي وبيعها بأسعار خيالية لـلـمـدنـي­ـين. وأوضـــــح أن أسـعـار بـيـع المــيــاه تـخـتـلـف مــن منطقة إلى أخرى.

وأشـــار الــوزيــر الـيـمـنـي إلـى وجــــود أزمــــة فــي مـجـالـي المـيـاه والصرف الصحي، بسبب تقادم الشبكات وعدم وجود الصيانة، وما يجري هو معالجات طارئة؛ خصوصاً في المناطق الرئيسية بالبلاد. وأوضـح أن مدينة تعز مــا زالــــت مــحــرومـ­ـة مــن مـصـادر المــيــاه الـحـقـيـق­ـيـة، وتـحـتـاج إلـى شـبـكـات الــصــرف الـصـحـي، أمـا فــي عـــدن فـهـنـاك مــشــروع لـدعـم الــصــرف الـصـحـي بـتـمـويـل من الــصــنــ­دوق الــســعــ­ودي لتحلية مياه تعز، و»نحن الآن في مرحلة الـتـعـافـ­ي ونـعـمـل لـلانـتـقـ­ال إلـى المرحلة التنموية .«

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia