اﻟﻜﺤﻮل ﻳﺤﺼﺪ ﻋﺸﺮات اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ
اﻟﻨﻈﺎم ﻳﺮﻓﺾ إﻋﻼن ﻋﺪد ﻣﺪﻣﻨﻴﻪ
ﻟﻘﻲ ٢٤ ﺷﺨﺼﴼ ﻣﺼﺮﻋﻬﻢ ﻓﻲ ٥ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت إﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺴﻤﻢ ﺑﺎﻟﻜﺤﻮل، ٤ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺸﻬﺪ، وﻫﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺸﺪدﴽ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.
وﻳــﺼــﻞ اﻟــﻜــﺤــﻮل إﻟــــﻰ إﻳــــــﺮان، ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ، وﻣــﻦ ﻣـﺼـﺎدر ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ إﻟــﻰ أﻳـﺪي اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ. وﻣـﻨـﺬ ٥٢ ﻳـﻮﻣـﴼ ﺣﺘﻰ أﻣــﺲ، أﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﺗﺴﻤﻢ ٠٦٤ ﺷﺨﺼﴼ ﻋﻠﻰ أﺛﺮ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﺤﻮل، ﻣﺎ أدى إﻟﻰ وﻓﺎة ٢٤ ﺷﺨﺼﴼ ﻣﻨﻬﻢ، وإﺻﺎﺑﺔ ٧١ آﺧــﺮﻳــﻦ ﺑـﺎﻟـﻌـﻤـﻰ. وﺳـﺠـﻠـﺖ ٧١ ﺣـﺎﻟـﺔ وﻓـــﺎة ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻫﺮﻣﺰﻏﺎن، و٤ ﻓﻲ ﺧﺮاﺳﺎن اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، و٥ ﻓﻲ اﻟﺒﺮز، وواﺣﺪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺎت أﺧﺮى، وﻓﻲ ﻛﻬﻐﻴﻠﻮﻳﻪ وﺑﻮﻳﺮ أﺣﻤﺪ ﺳﺠﻠﺖ ٣ ﺣﺎﻻت ﻣﻮت ﺳــﺮﻳــﺮﻳــﺔ، وذﻟــــﻚ ﻓــﻲ أﻛــﺒــﺮ ﻣــﻮﺟــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﻮﻓــﻴــﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻜﺤﻮل ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة.
وﻗــــــــﺎل اﳌــــﺘــــﺤــــﺪث ﺑــــﺎﺳــــﻢ وزارة اﻟــﺼــﺤــﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، إﻳﺮج ﺣﺮﻳﺮﺗﺸﻲ، ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻗﺒﻞ أﻳﺎم، إن ١٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﳌﺼﺎﺑﲔ ﺑﺎﻟﺘﺴﻤﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﺤﻮل، ﺗـﺘـﺮاوح أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﺑﲔ ٦٢ و٥٣ ﻋﺎﻣﴼ.
٣٤٣ وﻓﺎة ﺧﻼل ﻋﺎﻣﲔ وﻧﺼﻒ اﻟﻌﺎم
ﻏﻴﺮ أن اﻟﻮﻓﻴﺎت ﻋﻠﻰ أﺛﺮ ﺗﺴﻤﻢ اﻟﻜﺤﻮﻟﻴﺎت ﻓﻲ إﻳﺮان ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻳﺎم اﳌﺎﺿﻴﺔ. ﺑﺤﺴﺐ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻨﻬﺎ وﻛﺎﻟﺔ »إﻳﺴﻨﺎ« اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، ﻓﺈن ٣٤٣ إﻳﺮاﻧﻴﴼ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ٨٠٣ رﺟـــﺎل و٥٣ اﻣــــﺮأة، ﺗــﻮﻓــﻮا ﻋـﻠـﻰ أﺛـﺮ اﻟﺘﺴﻤﻢ ﺑﺎﻟﻜﺤﻮل ﻣﻨﺬ ﻣﺎرس )آذار( ٦١٠٢ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ أﻏﺴﻄﺲ )آب( ٨١٠٢.
وﺗــﻈــﻬــﺮ اﻹﺣـــﺼـــﺎءات أن ٣١١ ﺣــﺎﻟــﺔ وﻓــﺎة ﺳﺠﻠﺖ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان ﺧﻼل اﻟﺴﻨﺘﲔ وﻧﺼﻒ اﻟﺴﻨﺔ اﻷﺧـــﻴـــﺮة، وﻫـــﻲ ﺗـﺴـﺘـﺤـﻮذ ﻋــﻠــﻰ أﻛــﺒــﺮ ﻋـــﺪد ﻣﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﺤﻮل ﻓﻲ اﻟﺒﻼد، إذ ﺳﺠﻠﺖ ٣٧ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٦١٠٢، و٠٢ ﻓﻲ ٧١٠٢، و٠٢ ﺧﻼل اﻟﺸﻬﻮر اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ٨١٠٢.
وﺑﻌﺪ ﻃﻬﺮان، ﻣﻨﺬ ﻣﺎرس ٦١٠٢ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ أﻏﺴﻄﺲ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم، ﺳﺠﻠﺖ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻛﺮﻣﺎن ٨٢ ﺣﺎﻟﺔ )ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺎﻟﺘﺎن ﻓﻲ ٦١٠٢، وواﺣــﺪة ﻓﻲ ٧١٠٢، و٨١ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻨﺬ ﻣــﺎرس ﺣﺘﻰ أﻏﺴﻄﺲ(. وﺗـﺄﺗـﻲ ﻓـﻲ اﳌـﺮﻛـﺰ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﺤﺎﻓﻈﺘﺎ أذرﺑﻴﺠﺎن اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ وﻓـﺎرس، إذ ﺑﻠﻐﺖ ﺣﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة ﺟﺮاء اﻟﺘﺴﻤﻢ ﺑﺎﻟﻜﺤﻮل ﻓـﻲ ﻛـﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ٧٢ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ﻋﺎﻣﲔ وﺧﻤﺴﺔ أﺷﻬﺮ.
ﻫﺬه اﻹﺣﺼﺎء ات ﻻ ﺗﺸﻤﻞ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺗــﻮﻓــﻮا ﺟـــﺮاء ﺣــــﻮادث اﻟـﺴـﻴـﺮ ﻓــﻲ ﺣــﺎﻟــﺔ اﻟﺴﻜﺮ. وﻻ ﺗﻮﺟﺪ إﺣـﺼـﺎءات ﻋﻦ ﻋـﺪد اﳌﺘﻮﻓﲔ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﻮادث اﻟﺴﻴﺮ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺨﻤﻮر. ﻟﻜﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﻜﺤﻮل ﻓﻲ ﺗﺰاﻳﺪ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة.
اﳋﻤﻮر ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﺑﺰﺑﺎﺋﻦ ﻛﺜﲑة
ووﻓﻘﴼ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻳﺤﻈﺮ اﺳﺘﻬﻼك وﺑﻴﻊ اﳌﺸﺮوﺑﺎت اﻟﻜﺤﻮﻟﻴﺔ ﻓﻲ إﻳـﺮان. وﺗﻨﺺ اﳌـــــــﺎدة ٥٦٢ ﻣــــﻦ ﻗــــﺎﻧــــﻮن اﻟـــﻌـــﻘـــﻮﺑـــﺎت )اﻟــــﺠــــﺰاء اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ(، ﻋﻠﻰ أن ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﳌﺸﺮوﺑﺎت اﻟﻜﺤﻮﻟﻴﺔ، أو اﻟـﺘـﻲ ﺗﺴﺒﺐ اﻟﺴﻜﺮ ﻟـﻠـﺬﻛـﻮر أو اﻹﻧﺎث، ﺗﺒﻠﻎ ٠٨ ﺟﻠﺪة. وﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﺗﻄﺒﻖ اﻟــﻌــﻘــﻮﺑــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻏــﻴــﺮ اﳌـﺴـﻠـﻤـﲔ ﻓــﻘــﻂ إذا ﻛــﺎﻧــﻮا ﻳــﺘــﻈــﺎﻫــﺮون ﺑـــﺎﻟـــﺸـــﺮب. وﻓــــﻲ ﺣــــﺎل أﻗــــﺮ ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺘﻌﺎﻃﻲ اﻟـﺨـﻤـﻮر ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟـﻌـﻘـﻮﺑـﺔ وﻓﻘﴼ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن.
وﻣــــﻊ ذﻟـــــﻚ، ﻓـــﺈﻧـــﻪ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺮﻏـــﻢ ﻣـــﻦ وﺟـــﻮد ﺣـــﻜـــﻮﻣـــﺔ ﺗــﺘــﺒــﻨــﻰ آﻳـــﺪﻳـــﻮﻟـــﻮﺟـــﻴـــﺎ دﻳـــﻨـــﻴـــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺪى أرﺑـﻌـﺔ ﻋـﻘـﻮد، وﺗـﺰﻋـﻢ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺪم ﻧﻤﻮذﺟﴼ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ، ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟــﺪﻳــﻨــﻴــﺔ، وﻻ ﻣــﺤــﻈــﻮرات اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ، ﻣــﻦ ﻣﻨﻊ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﺨﻤﻮر، إﻟـﻰ ﺣﺪ ﺗﻘﻮل وزارة اﻟﺼﺤﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ إن ٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺑﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺮاوح أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﺑﲔ ٥١ و٤٦ ﻋﺎﻣﺎ، اﺳﺘﻬﻠﻜﻮا اﻟﺨﻤﻮر ﻋﻠﻰ اﻷﻗـﻞ ﻣـﺮة، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺪﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺤﻮل ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ٠٠٢ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد. وإذا أﺧﺬﻧﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر أن اﻹﺣﺼﺎء ات اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻜﻮن أﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ، ﻓﺈن ﻋﺪد ﻣﺪﻣﻨﻲ اﻟﻜﺤﻮل ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ. اﻵن، أﺻﺒﺤﺖ ﻗﻀﻴﺔ اﳌﺸﺮوﺑﺎت اﻟﻜﺤﻮﻟﻴﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان ﻣﺸﻜﻠﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺗﺤﺪﻳﴼ ﻟـﻠـﻤـﺴـﺆوﻟـﲔ، وﻳــﻘــﻮل اﻟـﻨـﺎﺷـﻄـﻮن اﳌــﺪﻧــﻴــﻮن إن اﻟﺤﻈﺮ اﳌﻔﺮوض ﻋﻠﻰ اﳌﺸﺮوﺑﺎت اﻟﻜﺤﻮﻟﻴﺔ أﻟﺤﻖ أﺿﺮارﴽ ﺑﺎﳌﺎل واﻷرواح، وﻳﻄﺎﻟﺒﻮن ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻹﺻﺎﺑﺎت اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟـﻜــﺤـﻮل ﻓــﻲ إﻳــــﺮان. وﻳـﺠـﻤـﻊ اﳌـﺨـﺘـﺼـﻮن ﻋﻠﻰ أن اﻓــﺘــﻘــﺎر اﻟــﺒــﻼد ﻟـﺒـﺮﻧـﺎﻣـﺞ ﻻﺣــﺘــﻮاء اﳌﺸﻜﻠﺔ، واﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻧﺘﺸﺎر ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺮﺷﻮة ﻓﻲ إﻳﺮان، أدى إﻟﻰ وﺟﻮد ﺳﻮق ﺳﻮداء ﳌﺸﺮوﺑﺎت ﻛﺤﻮﻟﻴﺔ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﺎﳌﻨﺎزل، ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺧﻄﺮ اﻟﻮﻓﻴﺎت، وﺗﻌﺮض اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻟﻠﺨﻄﺮ.
وﺳﻘﻂ اﻷﺳـﺒـﻮع اﳌﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻫﺠﻮم ﻋﻠﻰ ﻋـﺮض ﻋﺴﻜﺮي ﺑﺠﻨﻮب اﻟـﺒـﻼد، ﺗﺒﻨﺎه ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ، أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٤٢ إﻳﺮاﻧﻴﴼ، وﻫﻮ اﻟﺤﺎدث اﻟﺬي وﺻﻔﺘﻪ ﻃﻬﺮان ﺑـ»اﻹرﻫﺎﺑﻲ«، ﻫﺬا ﻓﻲ ﺣﲔ أن ﻛﺎرﺛﺔ اﻟﻜﺤﻮل ﻏﻴﺮ اﻟﺼﺤﻲ ﻗﺘﻠﺖ ٢٤ إﻳﺮاﻧﻴﴼ ﺧﻼل اﻷﻳﺎم اﳌﺎﺿﻴﺔ.