ﻧﺴﺎء ﻏﺰة ﻳﻜﺎﻓﺤﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ ﻟﻌﺎﺋﻼﺗﻬﻦ
ﻳﺸﻬﺪ اﻟﻘﻄﺎع ﺣﺼﺎرﴽ ﺧﺎﻧﻘﴼ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ١١ ﻋﺎﻣﴼ
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﺘﻔﻞ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺑﻴﻮم اﳌﺮأة اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﺎرس )آذار( ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎم، ﺗﻌﻴﺶ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ أﺟﻮاء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻈﺮوف اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ واﳌﻌﻴﺸﻴﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ؛ ﺧـﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ ﻗـﻄـﺎع ﻏﺰة اﻟــﺬي ﻳﺸﻬﺪ ﺣﺼﺎرا ﺧﺎﻧﻘﺎ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ١١ ﻋﺎﻣﺎ.
وﺗـــﺠـــﺒـــﺮ اﻟـــــﻈـــــﺮوف اﻟــﺸــﺎﻗــﺔ ﺳـــﻴـــﺪات ﻏــــﺰة ﻋــﻠــﻰ أن ﻳـﻜـﺎﻓـﺤـﻦ ﺑــﺎﻟــﻌــﻤــﻞ ﻣـــﻦ أﺟــــﻞ ﺗــﻮﻓــﻴــﺮ ﻟـﻘـﻤـﺔ ﻋﻴﺶ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻦ.
وﻳـــﻌـــﻤـــﻞ ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣــــﻦ اﻟــﻨــﺴــﺎء ﻓـﻲ ﻗـﻄـﺎع ﻏــﺰة ﻹﻋـﺎﻟـﺔ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻦ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﻌﺒﺔ؛ ﺣﻴﺚ أﻇﻬﺮت ﻣﺆﺷﺮات اﳌﺮأة ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ أﻧﻬﺎ ﺑﻠﻐﺖ ٥٫٤٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻹﻧﺎث ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻼت اﻟﻌﺎﻃﻼت ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ٩٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻣﻦ ﺑﲔ ٧٠٢ آﻻف ﻋﺎﻃﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ. ووﻓﻘﺎ ﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎت اﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ »اﻟـــــﺸـــــﺮق اﻷوﺳـــــــــﻂ« ﻣــــﻦ ﻣـــﺮاﻛـــﺰ ﺣﻘﻮﻗﻴﺔ، ﻓــﺈن اﻟـﻨـﺴـﺎء اﻟﻌﺎﻣﻼت ﻓــــﻲ اﻟـــﺨـــﺪﻣـــﺎت واﻟـــﺒـــﺎﺋـــﻌـــﺎت ﻓـﻲ اﻷﺳﻮاق ﺑﻠﻎ ﻧﺤﻮ ٢٫٨١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻣﻨﻬﻦ ٥٫٤١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﺘﺰوﺟﺎت.
وﺗﺸﻴﺮ اﻷرﻗــﺎم إﻟﻰ أن ﻣﻌﺪل اﻟــﺒــﻄــﺎﻟــﺔ ﺑــﲔ اﻟـﺠـﻨـﺴـﲔ ﻓــﻲ ﻏــﺰة وﺻﻞ إﻟﻰ ٢٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ؛ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﲔ اﻟﻨﺴﺎء وﺣﺪﻫﻦ ٠٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻓﻴﻤﺎ وﺻﻠﺖ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﻔﻘﺮ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﺧﻄﻴﺮة ﺑﻠﻐﺖ ٥٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺤﻤﻞ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻌﺐء اﻷﻛﺒﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أﻧﻬﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﻔﺌﺎت ﺗـــﻀـــﺮرا، وﻓــﻘــﺎ ﻟــﻠــﺪور اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﺪي اﳌﻨﻮط ﺑﻬﻦ، واﳌـﻬـﺎم اﳌﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺳﺮﻳﺔ.
»أم ﻣــﺤــﻤــﻮد ﺣــــﺠــــﺎزي«، ٣٥ ﻋﺎﻣﺎ، ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٢١ ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺨﻴﺎﻃﺔ، ﻟﺘﻔﺼﻴﻞ اﳌـــﻼﺑـــﺲ اﻟــﻨــﺴــﺎﺋــﻴــﺔ داﺧــــﻞ ﻣـﻨـﺰل ﻋــﺎﺋــﻠــﺘــﻬــﺎ، ﺑــﻬــﺪف إﻋـــﺎﻟـــﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ وأﺑــﻨــﺎﺋــﻬــﺎ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳــﺒــﻠــﻎ ﻋــﺪدﻫــﻢ ﺧــﻤــﺴــﺔ، وﻫـــﻲ اﳌـﻌـﻴـﻠـﺔ اﻟــﻮﺣــﻴــﺪة ﻟـﻬـﻢ، ﺑـﻌـﺪ أن ﻓـﻘـﺪت زوﺟــﻬــﺎ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﲔ.
ﺗــﻘــﻮل أم ﻣــﺤــﻤــﻮد ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــــــــﻂ«، إﻧـــﻬـــﺎ ﺗــــﺰوﺟــــﺖ ﺣـﲔ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺒﻠﻎ ﻣــﻦ اﻟـﻌـﻤـﺮ ٩١ ﻋـﺎﻣـﺎ، وﻋﺎﺷﺖ ﺣﻴﺎة ﺻﻌﺒﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ زوﺟــﻬــﺎ اﻟـــﺬي ﻛــﺎن ﻳـﻌـﺎﻧـﻲ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺼﺤﻲ واﳌــﺎدي، ﻗــﺒــﻞ وﻓـــﺎﺗـــﻪ ﻣــﻨــﺬ ﻧــﺤــﻮ ٤١ ﻋـﺎﻣـﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮض اﻟﺴﺮﻃﺎن اﻟﺬي ﻧﻬﺶ ﺟﺴﺪه، ﻓﺘﺤﻤﻠﺖ ﻣﺒﻜﺮا ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗـﺪﺑـﻴـﺮ ﺣـﻴـﺎﺗـﻬـﺎ وأﺑـﻨـﺎﺋـﻬـﺎ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﻜﺒﺮون ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ.
وﺗﺸﻴﺮ إﻟـﻰ أن اﺑﻨﺘﻬﺎ اﻟﺒﻜﺮ »ﻓـــﺎﺗـــﻦ« اﻣـﺘـﻬـﻨـﺖ ﻋــﻠــﻰ ﻳــﺪﻫــﺎ ﻓﻦ اﻟـﺨـﻴـﺎﻃـﺔ، ﺣـﺘـﻰ أﺻـﺒـﺤـﺖ ﺗﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺎ اﻟﺴﺎﻋﺪ اﻷﻳﻤﻦ ﻟﻬﺎ، ﻟﺘﻜﺎﻓﺢ ﻣﻌﻬﺎ ﺟﻨﺒﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ، ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ، وﺿﻤﺎن ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ دون أن ﻳﻤﺪوا ﻳﺪ اﻟﻌﻮز إﻟﻰ اﻟﻨﺎس.
وﺗــﻀــﻴــﻒ: »ﻛـــﺮﺳـــﺖ ﺣـﻴـﺎﺗـﻲ ﻣـﻦ أﺟــﻞ أﺑﻨﺎﺋﻲ، وأﺻـﺒـﺢ ﻫﺪﻓﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﺗﺄﻣﲔ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ ﻟﻬﻢ واﻟــﺤــﻔــﺎظ ﻋـﻠـﻴـﻬـﻢ واﻟــﻌــﻤــﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ، ﻟﻀﻤﺎن ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ«. ﻣـﺸـﻴـﺮة إﻟــﻰ أﻧـﻬـﺎ ﺗﻀﻄﺮ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻟـــﺴـــﺎﻋـــﺎت ﻃــﻮﻳــﻠــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺎﻛــﻴــﻨــﺔ اﻟﺨﻴﺎﻃﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ، وﺗﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﺑﻨﺘﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻛﺴﺐ ﺑﻌﺾ اﳌﺎل.
وأﺷــــــﺎرت إﻟـــﻰ أن ﻛــﺜــﻴــﺮا ﻣﻦ اﻟـﺴـﻴـﺪات ﻳﻠﺠﺄن إﻟﻴﻬﺎ ﻟﺨﻴﺎﻃﺔ اﻟـــﻌـــﺒـــﺎء ات واﳌـــﻼﺑـــﺲ اﳌـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ، رﻏــــــــﻢ وﺟــــــــــﻮد أﻧـــــــــــﻮاع ﻣــﺨــﺘــﻠــﻔــﺔ ﻣـــﻦ »اﳌـــــﻮﺿـــــﺔ«، وأﻧـــﻬـــﺎ ﺗـﺸـﺘـﺮي اﻷﻗﻤﺸﺔ اﻟـﻼزﻣـﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃــﻠــﺐ ﺻــﺎﺣــﺒــﺔ اﳌـــﻼﺑـــﺲ، وﻟـﻴـﺲ ﻣــﻦ ﺗـﻠـﻘـﺎء ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ، وﺗـﻌـﻤـﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺎﻃﺔ ﻣﻼﺑﺲ ﺗﺤﺎﻛﻲ »اﳌﻮﺿﺔ« ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ؛ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺴﻌﺮ أرﺧـﺺ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻫﺰة ﻓﻲ اﳌﺤﺎل؛ ﻣﺸﻴﺮة إﻟﻰ أن ﻣﺎ ﺗﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻳـــﺼـــﻞ إﻟـــــﻰ ﻣــــﺎ ﺑــــﲔ ٥٢ إﻟـــــﻰ ٠٣ ﺷـﻴـﻘـﻼ ﻓـﻘـﻂ )ﻣـــﺎ ﻳــﻌــﺎدل أﻗـــﻞ ﻣﻦ ٩ دوﻻرات( ﻓـﻲ ﻛـﻞ ﻗﻄﻌﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺎﻃﺘﻬﺎ، وﻫـﻮ أﻗـﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﻟﻠﻤﺤﺎل ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺠﺎﻫﺰة.
وﻓـــــﻲ ﺻــــــﻮرة أﺧــــــﺮى ﻟــﻮاﻗــﻊ اﻟــﺴــﻴــﺪات ﻓــﻲ ﻏــــﺰة، ﻧـﺠـﺤـﺖ »أم أﻧﻮر ﺻﻼح« اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٧٣ ﻋﺎﻣﺎ، ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ ﻋﺪة ﻣﺤﺎل ﺑـﻤـﺪﻳـﻨـﺔ ﻏـــﺰة ﻟـﺘـﻮﻓـﻴـﺮ اﳌﻌﺠﻨﺎت واﻟـــﺨـــﺒـــﺰ اﳌـــﻨـــﺰﻟـــﻲ ﻟـــﻬـــﻢ، ﻟـﺒـﻴـﻌـﻬـﺎ ﻟـﻠـﻤـﻮاﻃـﻨـﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳــﺮﻏــﺒــﻮن ﻓﻲ ﺷــــﺮاﺋــــﻬــــﺎ؛ ﺑــــــﺪﻻ ﻣـــــﻦ اﻟــــﺘــــﻲ ﻳــﺘــﻢ إﻋﺪادﻫﺎ ﻓﻲ اﳌﺨﺎﺑﺰ.
وﻳﺮﻏﺐ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﻮاﻃﻨﲔ، ﺧــﺎﺻــﺔ اﳌــﻮﻇــﻔــﲔ ﻣـﻨـﻬـﻢ أو ﻣﻤﻦ زوﺟـــﺎﺗـــﻬـــﻢ ﻣـــﻮﻇـــﻔـــﺎت، ﻓـــﻲ ﺷـــﺮاء اﳌﻌﺠﻨﺎت واﻟﺨﺒﺰ اﳌﻨﺰﻟﻲ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻫﺰ ﻓﻲ اﳌﺨﺎﺑﺰ. ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻴﺮ »أم أﻧــــﻮر« ﻓــﻲ ﺣــﺪﻳــﺚ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳﻂ«، إﻟﻰ أن ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﺎت ﻋﻠﻴﻪ إﻗﺒﺎل أﻛﺒﺮ، وﺑﻌﺾ اﳌﺤﺎل ﻃﻠﺒﺖ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺗـﻮﺳـﻴـﻊ أﻋـﻤـﺎﻟـﻬـﺎ؛ ﻣﺸﻴﺮة إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﻘﻖ دﺧﻼ ﻣﺎدﻳﺎ ﺟﻴﺪا ﻳـﻤـﻜـﻨـﻬـﺎ ﻣـــﻦ ﺗــﻮﻓــﻴــﺮ اﺣــﺘــﻴــﺎﺟــﺎت ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ.