اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ إﻳﺮان اﻟﺼﺎروﺧﻴﺔ ﺗﺘﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي!
ﻓــــﻲ ﺣــــﲔ ﺗـــﺠـــﺮي ﻣــﻨــﺎﻗــﺸــﺔ وﺿـــﻊ اﻻﺗـــــﻔـــــﺎق اﻟـــــﻨـــــﻮوي، ﻓـــــﺈن إﻳــــــــﺮان ﺗــﺨــﺪع اﻟﻐﺮب وﺗﻌﺰز ﺗﺮﺳﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﺼﺎروﺧﻴﺔ. إن اﳌــﻨــﺎﻗــﺸــﺎت اﳌــﻄــﻮﻟــﺔ ﻣــﺎ ﺑــﲔ أوروﺑــــﺎ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺸﺄن إﻟﻐﺎء أو ﺗﻤﺪﻳﺪ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي، ﻓﻲ وﻗﺖ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﻘﻴﻮد اﳌـﻔـﺮوﺿـﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗـﻔـﺎق ﻗﺎﺋﻤﺔ، أﺟﺒﺮت إﻳـــــﺮان ﻋــﻠــﻰ إﻋـــــﺎدة »اﺧــــﺘــــﺮاع« ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ، ﻟـﺬﻟـﻚ ﺑـــﺪأت ﻣــﺆﺧــﺮﴽ ﺑﺘﺨﺼﻴﺺ ﻣــﻮارد ﻛﺒﻴﺮة ﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺻﻮارﻳﺦ أرض – أرض، اﻟــﺘــﻲ أﺻـﺒـﺤـﺖ ﻻ ﺗـﻘـﻞ ﺧــﻄــﻮرة ﻛﺴﻼح اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻛﺒﻴﺮ، ﻋﻦ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮاﻗﺒﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ، وﻋﻠﻰ اﻷﻗــﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻟﻴﺲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺗﺤﺖ أي اﺗﻔﺎق ﺗﻘﻴﻴﺪ.
وﺑـــﻴـــﻨـــﻤـــﺎ ﺗــــﺮﻛــــﺰ اﻟــــﻘــــﻮى اﻟــﻌــﻈــﻤــﻰ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﻨﻮوﻳﺔ، ﻳﻤﻜﻦ ﻹﻳــﺮان أن ﺗﻮاﺻﻞ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﳌﻨﻄﻘﺔ دون ﻋﻮاﺋﻖ. وﻫﺬا اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻳﺠﺒﺮ ﻃﻬﺮان ﻋﻠﻰ إﻋـﺎدة ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺧﻄﺔ إﻧﺘﺎج ﺻﻮارﻳﺨﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﻮزﻳﻊ، وﻣـﻦ ﺣﻴﺚ ﺳﺎﺣﺎت اﳌـﻌـﺎرك اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺘﻢ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﺧﺎرج إﻳــﺮان. ووﻓﻘﴼ ﳌﻔﻬﻮم أن اﻷﺳﻠﺤﺔ ﺗﻨﻘﻞ إﻟـــــﻰ أﻣــــﺎﻛــــﻦ ﻣــﺨــﺘــﻠــﻔــﺔ ﻟـــﻨـــﺸـــﺎط »ﻓــﻴــﻠــﻖ اﻟـــﻘـــﺪس«، ﻓـﻔـﻲ اﳌـﺴـﺘـﻘـﺒـﻞ ﺳـﻴـﺘـﻢ إﻧـﺘـﺎج ﺑﻌﺾ اﻷﺳﻠﺤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ، وﺗﻌﻤﻞ وزارة اﻟـــــﺪﻓـــــﺎع اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻴــــﺔ و»اﻟــــﺤــــﺮس اﻟـﺜـﻮري« ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺻﻮارﻳﺦ ﺟﺪﻳﺪة وﺗـــﺤـــﺴـــﲔ ﻗــــــــﺪرات إﻃــــﻼﻗــــﻬــــﺎ. وﻳــﺸــﻤــﻞ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺻﻮارﻳﺦ أرض - أرض ﻣﺌﺎت ﻣﻦ ﻗﺎذﻓﺎت وﻣﻌﺪات اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ واﻟﺼﻮارﻳﺦ ﻣــــﻦ ﻧـــﻄـــﺎﻗـــﺎت ﻣــﺨــﺘــﻠــﻔــﺔ ﻟــﻠــﻬــﺠــﻮم ﻋـﻠـﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻷﻫﺪاف ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ودول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟــﻰ أﻫــﺪاف أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓـﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ. ﺗﺮﻳﺪ إﻳﺮان أن ﺗﻮاﺟﻪ ﻋﺒﺮ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ، أو أن ﺗﺸﻦ ﻫــﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟـﻬـﺠـﻤـﺎت، إﻧـﻤـﺎ ﻣــﻦ داﺧــﻞ اﻷراﺿﻲ اﳌﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻌﻬﺎ، وﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض ﺗــﻘــﻮم ﺑـﺘـﺴـﻠـﻴـﺢ »وﻛــﻼﺋــﻬــﺎ« ﺑـﺎﻷﺳـﻠـﺤـﺔ واﳌﻌﺮﻓﺔ، وﻛﻞ ذﻟﻚ ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺘﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺗﺒﻨﻲ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﺔ ﺑﻬﺪف ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗـﻮة اﻋـﺘـﺪاء داﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ.
وﻳﻤﻜﻦ رؤﻳﺔ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن وﺳﻮرﻳﺎ وﻣـــﻊ اﻟــﺤــﻮﺛــﻴــﲔ ﻓـــﻲ اﻟــﻴــﻤــﻦ أﻳـــﻀـــﴼ. ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ( ٧١٠٢، أﻃﻠﻖ اﻟـــﺤـــﻮﺛـــﻴـــﻮن ﺻــــﺎروﺧــــﴼ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺮﻳـــﺎض وﺳــﺎرﻋــﺖ ﻃــﻬــﺮان إﻟـــﻰ إﻧــﻜــﺎر ﺗـﻮرﻃـﻬـﺎ، ﻣﺪﻋﻴﺔ أن ﺻﺎروﺧﴼ ﻳﻤﻨﻴﴼ ﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪم وﻫــﻮ »ﺑـﺮﻛـﺎن - ٢«، ﺑﻴﺪ أن ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻷﻣـﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻛــﺎن ﻗـﺪ ﺗﻮﺻﻞ إﻟــﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄن إﻳﺮان ﻻ ﺗﻠﺘﺰم ﺣﻈﺮ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﳌﻔﺮوض ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻴـﻤـﻦ، ﻛـﻤـﺎ أن اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺣﺴﻤﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻗـﺎﻃـﻊ أن اﻟــﺼــﺎروخ ﻫﻮ »ﻗــﺎﻳــﻢ« اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ، وﻫــﻮ ﻣـﺘـﻮﺳـﻂ اﳌــﺪى ﺗﻨﺘﺠﻪ ﺿﻤﻦ اﻟﺼﻮارﻳﺦ أرض - أرض. وﻗــﺎﻟــﺖ اﻟـﺴـﻔـﻴـﺮة اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻟـــﺪى اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻧﻴﻜﻲ ﻫﻴﻠﻲ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ أﻳــﺎم، ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﻋــــﺮﺿــــﺖ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻷﻣــــﻦ ﺷﻈﺎﻳﺎ ﻣـﻦ اﻟــﺼــﺎروخ اﻟــﺬي أﻃـﻠـﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ: »ﻫﺬا ﺻﻨﻊ إﻳﺮاﻧﻲ، وﻫﻲ ﺻﻮارﻳﺦ أرﺳﻠﺘﻬﺎ إﻳﺮان، ﺻﻮارﻳﺦ أﻋﻄﺘﻬﺎ إﻳﺮان«.
ﺗــﻄــﻤــﺢ إﻳـــــــﺮان إﻟـــــﻰ رﻓـــــﻊ ﻣــﺴــﺘــﻮى ﺻﻮارﻳﺨﻬﺎ واﻟـﺼـﻮارﻳـﺦ اﻟﺘﻲ أﻋﻄﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻓـﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ دﻗـﻴـﻘـﺔ وﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﺗﺼﻞ إﻟــﻰ أﻫـــﺪاف ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــﻂ واﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ، وﻟﻦ ﺗﺘﺮدد ﻓﻲ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ رﻣﻮز أﻧﻈﻤﺔ اﻷﻋﺪاء وﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺳـﺘـﻜـﻮن ﻛـﺎﻓـﻴـﺔ ﻹﺷــﻌــﺎل اﻟــﺤــﺮب اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﺎخ اﻟﺤﺎﻟﻲ. اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻳﺸﺤﻨﻮن ﺻﻮارﻳﺨﻬﻢ اﳌﺤﻤﻮﻟﺔ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺬاﺋﻒ، ﻫﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﻐﻴﻠﻬﺎ ﺑﻘﻮة ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗــﻮات »اﻟـﺤـﺮس اﻟﺜﻮري« اﻹﻳﺮاﻧﻲ، ﻳﻤﻜﻦ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﻗﻮاﻋﺪ داﺧﻞ إﻳـﺮان، وﻓﻲ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان أﺧـﺮى، وﻫﺬا ﻳﻮﻓﺮ ﻹﻳـﺮان اﳌﺮوﻧﺔ اﻟﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺴﻦ أداء اﻟﺼﻮارﻳﺦ. وﺗــﻌــﺘــﻤــﺪ إﻳــــــﺮان ﻋــﻠــﻰ ﻧــﻘــﻞ اﻟــﺼــﻮارﻳــﺦ اﳌﺘﻨﻘﻠﺔ أﺳـﺎﺳـﴼ، ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺣﻨﺎت ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮة ذات ﺳـــﻤـــﺎت ﻋــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ، واﻟــﺘــﻲ ﻳـﻤـﻜـﻨـﻬـﺎ أن ﺗـﻨـﻘـﻞ اﳌـــﻌـــﺪات اﻟﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻋﺒﺮ ﺗﻀﺎرﻳﺲ ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ.
ﺗﻘﻮل ﻣـﺼـﺎدر أوروﺑــﻴــﺔ ﻣﻄﻠﻌﺔ إن ﺻـﻔـﻘـﺔ ﺑﻘﻴﻤﺔ ٢١ ﻣـﻠـﻴـﻮن ﻳـــﻮرو وﻗــﻌــﺖ ﻣــﺆﺧــﺮﴽ ﺑــﲔ ﺷـﺮﻛـﺔ »ﻓـﻮﻟـﻔـﻮ« اﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ وﺷﺮﻛﺔ »ﺳﺎﻳﺒﺎ دﻳــﺰل« ﻣﻤﺜﻠﺔ »ﻓﻮﻟﻔﻮ« ﻓـﻲ إﻳـــﺮان. ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺼﻔﻘﺔ ﺷــﺮاء ٠٠١ ﺷﺎﺣﻨﺔ »ﻓﻮﻟﻔﻮ٦x٦ ٠٤٥«. FMX
ﻫــــﺬا ﻃــﻠــﺐ واﺣـــــﺪ ﻟـــﻌـــﺪد ﻛــﺒــﻴــﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﺣﻨﺎت ﻣﻊ اﳌﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻦ اﳌﺮﻛﺒﺎت ﻣﻦ ﻧﻘﻞ أﺣﻤﺎل ﺛﻘﻴﻠﺔ وﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻇﺮوف اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺼﻌﺒﺔ. ﺗﻘﻮل اﳌﺼﺎدر اﻷوروﺑﻴﺔ: »ﻫﺬا ﻳﺪﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺘﺴﺎؤل: ﻣﻦ ﻳﻘﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ وراء اﻟﺼﻔﻘﺔ؟«.
ﻇﺎﻫﺮﻳﴼ ﻧﺸﻬﺪ ﺷﺮاء ﺻﻔﻘﺔ ﻣﺸﺮوﻋﺔ ﻣـﻦ اﳌـﺮﻛـﺒـﺎت، ﻟﻜﻦ ﻫــﺬه اﻟﺸﺎﺣﻨﺎت ﻫﻲ ﻣﻨﺘﺞ ﻣﺰدوج اﻻﺳﺘﺨﺪام، إذ ﻳﻤﻜﻦ أﻳﻀﴼ أن ﺗــﺴــﺘــﺨــﺪم ﻷﻏــــﺮاض ﻋــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ. وﻣــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗـﺨـﺪع ﻃــﻬــﺮان ﺷﺮﻛﺔ »ﻓﻮﻟﻔﻮ« ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻤﻮﻳﻪ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ اﻟــﻨــﻬــﺎﺋــﻴــﲔ اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﻴــﲔ واﻻﺳـــﺘـــﺨـــﺪام اﻟــﻨــﻬــﺎﺋــﻲ اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮي ﻟــﻠــﺸــﺎﺣــﻨــﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺗــﺸــﺘــﺮﻳــﻬــﺎ، ﻣــــﻦ أﺟـــــﻞ ﺗــــﺠــــﺎوز اﻟــﻘــﻴــﻮد اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ واﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ.
اﳌـﺮﻛـﺒـﺎت اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻓـﻲ اﻟﺼﻔﻘﺔ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ اﻟﻨﻮع اﻟــﺬي ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ وزارة اﻟـــﺪﻓـــﺎع اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ، وﻣـﺸـﻐـﻠـﻮ ﺻــﻮارﻳــﺦ أرض - أرض ﻟﻨﻘﻞ اﻷﺳـﻠـﺤـﺔ واﳌــﻌــﺪات واﻟﺪﻋﻢ اﻟﻠﻮﺟﻴﺴﺘﻲ. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺘﻘﻴﻴﻤﺎت اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻫﻲ أن وزارة اﻟﺪﻓﺎع اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻫــﻲ اﻟﻌﻤﻴﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺼﻔﻘﺔ، وأﻧﻬﺎ ﺗﺨﻄﻂ ﻻﺳـﺘـﺨـﺪام اﻟـﺸـﺎﺣـﻨـﺎت ﻟﻠﺒﺤﺚ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ وﺗﻌﺰﻳﺰ ﻧﻘﻞ ﺻﻮارﻳﺦ أرض - أرض اﳌﻨﻘﻮﻟﺔ. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أﺧﻔﺖ إﻳﺮان ﻫﺬه اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺷﺮﻛﺔ »ﻓﻮﻟﻔﻮ« ﻣﻦ أﺟﻞ إﺗﻤﺎم اﻟﺼﻔﻘﺔ.
ﻫﺬا أﻣﺮ ﻣﺄﻟﻮف ﻓﻲ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﻗﺪ اﺳﺘﻔﺎدت ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﻧﻎ ﻳــﺎﻧــﻎ. واﻷﻣــــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻠـﻢ ﺑﻘﻴﺎم وزارة اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﻟـــﻜـــﻮرﻳـــﺔ اﻟـﺸـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ ﺑﺸﺮاء ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻣﺪﻧﻴﺔ وﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ، وﻗﺮرت اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة أﻧــﻪ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟـــﺪول أن ﺗﺘﺒﻨﻰ وﻋﻴﴼ ﻣـﺘـﺰاﻳـﺪﴽ ﺑﺘﺼﺪﻳﺮ اﻟــﺴــﻴــﺎرات اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــﻤــﻜــﻦ ﺗــﺤــﻮﻳــﻠــﻬــﺎ إﻟـــــﻰ ﻣــﺮﻛــﺒــﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ. ﻟﺬا ﻳﻘﻮم اﳌﺴﺆوﻟﻮن اﳌﺎﻟﻴﻮن ﺑــﺎﻟــﺘــﻘــﻴــﻴــﻢ، ﻓـــــﺈذا ﻟـــﻢ ﻳــﺘــﻢ ﺑــــﺬل اﻟــﻌــﻨــﺎﻳــﺔ واﻟــﺘــﺪﻗــﻴــﻖ، ﻓـــﺈن ﺟـﻤـﻴـﻊ اﳌـﺴـﺎﻫـﻤـﲔ ﻓﻲ ﺷــﺮﻛــﺔ »ﻓــﻮﻟــﻔــﻮ« ﻣــﻌــﺮﺿــﻮن ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑــﺎﻟــﺘــﻮﺿــﻴــﺢ. وﺣـــﺴـــﺐ ﻣـــﻮﻗـــﻊ اﻟــﺸــﺮﻛــﺔ ﻋــﻠــﻰ »اﻹﻧـــﺘـــﺮﻧـــﺖ« ﻓـــﺈن ﺑــﲔ اﳌـﺴـﺎﻫـﻤـﲔ »ﺑــــﻼك روك«، و»ﻓـــﺎﻧـــﻐـــﺎرد«، وﻫــﻤــﺎ ﻣﻦ أﻛﺒﺮ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة.
ﻟﻴﺴﺖ ﻫــﺬه ﻫـﻲ اﳌــﺮة اﻷوﻟـــﻰ اﻟﺘﻲ ﺗـﺴـﺘـﺨـﺪم ﻓـﻴـﻬـﺎ إﻳــــﺮان ﻣـﻨـﺼـﺎت ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻟـــﻸﻏـــﺮاض اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ ﻣــﻦ أﺟـــﻞ ﺗـﻌـﺰﻳـﺰ ﻣﻮﻃﺊ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ.
ﻋﺎم ٥١٠٢، أﺷﺮت ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺼﻔﺤﺔ، إﻟﻰ أن وﺣﺪات ﻣﻦ »ﻓﻴﻠﻖ اﻟﻘﺪس« ﺗﻘﻮم ﺑﺸﺤﻦ اﻷﺳﻠﺤﺔ ﺟﻮﴽ إﻟﻰ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻋــﺒــﺮ رﺣــــﻼت ﺷــﺮﻛــﺎت »ﻣــﺎﻫــﺎن إﻳﺮ« اﳌﺪﻧﻴﺔ، وﻛﺎﻧﺖ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﳌﺘﻄﻮرة ﺟـﺪﴽ ﺗﺨﺒﺄ داﺧـﻞ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ رﺣﻼت ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ. وﻟﻬﺬا ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻻ ﺷﻲء، أدرﺟﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺷﺮﻛﺔ »ﻣــﺎﻫــﺎن إﻳــﺮ« وﺷــﺮﻛــﺎت ﻃـﻴـﺮان إﻳﺮاﻧﻴﺔ أﺧﺮى، ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ.
ﻫـــﺬه ﻟـﻴـﺴـﺖ ﺣــﺎﻟــﺔ اﻓــﺘــﺮاﺿــﻴــﺔ ﺑﻞ واﻗﻊ اﻟﺸﺮﻛﺎت واﻷﻓـﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﻋﺪوا إﻳـــــــﺮان ﻓــــﻲ اﳌــــﺎﺿــــﻲ ﻋــﻠــﻰ ﺑــﺮﻧــﺎﻣــﺠــﻬــﺎ اﻟـــــﻨـــــﻮوي. وﻗـــــﺪ ﺗــــﻢ ﺷــــــﺮاء اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـﻦ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ إﻳــﺮان ﻹﻧﺸﺎء ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج، ﻋـــــﻦ ﻃــــﺮﻳــــﻖ ﺷـــــﺮﻛـــــﺎت ﻣــــﻤــــﻮﻫــــﺔ. ﻫـــﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻣﻊ ﻋﺸﺮات ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻘـﻒ وراءﻫــــﺎ ﻫــﻲ اﻵن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻤﺘﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ واﻷوروﺑـﻴـﺔ وﻳﻤﻨﻊ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ. ﻳﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ، أن اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻷﺟـﻨـﺒـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺳـﺎﻋـﺪت إﻳـــــــﺮان ﻓـــﻲ ﺧـــــﺮق اﻷﺣــــﻜــــﺎم اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ وﺟﺪت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺎت، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻫﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ ﻋــﻼﻗــﺔ ﺑــﺄﻣــﻴــﺮﻛــﺎ. وﻫــــﺬا ﻗـــﺪ ﻳــﺘــﻜــﺮر ﻣﻊ ﺷــﺮﻛــﺎت أوروﺑـــﻴـــﺔ أو أﺟـﻨـﺒـﻴـﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ إﻳﺮان ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﺼﺎروﺧﻲ.
أوروﺑﺎ ﻣﺼﻤﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻻﺗـــﻔـــﺎق اﻟـــﻨـــﻮوي ﻣـــﻊ إﻳـــــــﺮان، ﻟــﻜــﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻓـﺈن اﻟﺼﺒﺮ اﻷوروﺑــﻲ ﺳﻴﻨﻔﺪ ﻓﻲ ﻣــﻮاﺟــﻬــﺔ اﻟــﻨــﺸــﺎط اﻹﻗــﻠــﻴــﻤــﻲ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ وﻧـــﺸـــﺮ ﺻـــﻮارﻳـــﺨـــﻬـــﺎ ﻓـــﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ. ﻣـﻦ اﳌﺆﻛﺪ أن وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺟﺎن إﻳــﻒ ﻟــﻮدرﻳــﺎن ﻟــﻢ ﻳـﺼـﺪق اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺄن اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺼﺎروﺧﻲ ﻫﻮ ﻟﻠﺪﻓﺎع واﻟــﺮدع ﻓﻘﻂ ﻋﻦ إﻳــﺮان. ﺻﺤﻴﺢ أن ﻟـــﻮدرﻳـــﺎن ﻳـﻌـﻤـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﺧــﻄــﲔ؛ اﻷول ﻃــﻤــﺄﻧــﺔ إﻳـــــﺮان ﻋــﻠــﻰ اﻻﻟـــﺘـــﺰام اﻷوروﺑـــــﻲ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي، واﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓﻮاﺋﺪ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ.
اﻟـــﻴـــﻮم ﺗــﺴــﻤــﻊ أﺻــــــﻮات ﻣــﺘــﺰاﻳــﺪة ﻓﻲ أوروﺑــﺎ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﺗﺒﺎع ﻧﻬﺞ أﻛﺜﺮ ﺻـــﺮاﻣـــﺔ ﺗــﺠــﺎه إﻳـــــــﺮان. وﻛـــﺎﻧـــﺖ وزارة اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻗـــﺪ ذﻛــــﺮت ﻗﺒﻞ ﺳﻔﺮ ﻟــﻮدرﻳــﺎن أن ﺑـﺮﻧـﺎﻣـﺞ اﻟـﺼـﻮارﻳـﺦ اﻟـﺒـﺎﻟـﻴـﺴـﺘـﻴـﺔ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ ﻳــﺸــﻜــﻞ ﻣـﺼـﺪر ﻗﻠﻖ ﻟﺒﺎرﻳﺲ وﺷﺮﻛﺎﺋﻬﺎ. وﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻲ إﻳـﻤـﺎﻧـﻮﻳـﻞ ﻣــﺎﻛــﺮون ﻗــﺪ ﻛـﺮر ﻣــﺮارﴽ أن أوروﺑــﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻣﻊ إﻳﺮان ﺣﻮل آﻟﻴﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﺬاﺗﻲ ﻻﺳـــﺘـــﻜـــﻤـــﺎل اﻻﺗــــﻔــــﺎق اﻟـــــﻨـــــﻮوي، ﻟــﺬﻟــﻚ ﺻــﺎرت اﻵن ﻣﺴﺄﻟﺔ وﻗــﺖ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻀﻢ إﻟــﻴــﻪ دول ﻏــﺮﺑــﻴــﺔ إﺿــﺎﻓــﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺗﻘﻴﻴﺪ إﻳـــﺮان، رﻏــﻢ ﻗــﻮل اﻟـﻘـﺎﺋـﺪ اﻟـﻌـﺎم ﻟﻠﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ ﻣـﺴـﻌـﻮد ﺟــﺰاﺋــﺮي: »إن ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻓــﻲ اﺣــﺘــﻮاء ﻗــﻮة اﻟــﺼــﻮارﻳــﺦ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﺔ ﻟﻦ ﺗﺘﺤﻘﻖ، وإن واﺷﻨﻄﻦ ﺳﻮف ﺗﻬﺪأ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗـﻐـﺎدر ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻏــﺮب آﺳـﻴـﺎ! إﻧﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮارﻳﺦ!«.