ﻣﺎﻛﺮون: ﻻ إﻋﺎدة ﻓﺘﺢ ﻟﻠﺴﻔﺎرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ
اﺣﺘﺪام اﳉﺪل ﺑﲔ ﺑﺎرﻳﺲ ودﻣﺸﻖ... واﺳﺘﺒﻌﺎد اﻟﺘﻌﺎون اﻷﻣﲏ ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم
ﺟــــــــــﺰم اﻟــــــﺮﺋــــــﻴــــــﺲ اﻟــــﻔــــﺮﻧــــﺴــــﻲ إﻳــﻤــﺎﻧــﻮﻳــﻞ ﻣـــﺎﻛـــﺮون ﺑــــﺄن ﺑـــــﻼده ﻻ ﺗﻨﻮي إﻋـﺎدة ﻓﺘﺢ ﺳﻔﺎرﺗﻬﺎ اﳌﻐﻠﻘﺔ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ أو اﳌﺒﺎدرة إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺎون اﻷﻣﻨﻲ ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺴﻮرﻳﺔ.
وأﻛـــــــﺪ ﻣـــــﺎﻛـــــﺮون، ﻓــــﻲ ﻣــﺆﺗــﻤــﺮ ﺻـــﺤـــﺎﻓـــﻲ ﻋـــﻘـــﺐ اﺳـــﺘـــﻘـــﺒـــﺎﻟـــﻪ ﻣــﻠــﻚ اﻷردن ﻋﺒﺪ اﻟـﻠـﻪ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻓــﻲ ﻗﺼﺮ اﻹﻟـــﻴـــﺰﻳـــﻪ، أن ﺑـــﺎرﻳـــﺲ »ﻟـــﻦ ﺗﻨﺴﻰ ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺳـﺪ واﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ اﻟﺴﻼح اﻟـــﻜـــﻴـــﻤـــﺎوي« ﺿــــﺪ اﳌـــﺪﻧـــﻴـــﲔ رﻏـــﻢ اﻟـﺘـﻐـﻴـﺮ اﻟــــﺬي ﺣــﺼــﻞ ﻓــﻲ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻨﻪ، ﻷﻧﻪ ﻣﺎ زال ﻣﻮﺟﻮدا وﻣﻤﺴﻜﺎ ﺑـﺎﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ. ووﺻــــﻒ ﻣـــﺎﻛـــﺮون ﻫــﺬا اﳌﻮﻗﻒ ﺑﺄﻧﻪ »واﻗﻌﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ« أو »اﻟـﺒـﺮاﻏـﻤـﺎﺗـﻴـﺔ، وﻟـﻜـﻦ ﻣــﻊ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ«. وﻣﻀﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻗــﺎﺋــﻼ إن ﻫـــﺬه اﳌــﻘــﺎرﺑــﺔ »ﻻ ﺗﻌﻨﻲ أﻧـــﻨـــﺎ ﺳــﻨــﻨــﺴــﻰ ﻛـــﻞ ﻣـــﺎ ﺣــﺼــﻞ ﻓـﻲ اﻟـــﺴـــﻨـــﻮات اﻷﺧــــﻴــــﺮة أو أن ﻧـﻐـﺾ اﻟــﻨــﻈــﺮ ﻋـــﻦ ﻣــﺴــﺆوﻟــﻴــﺎت اﻷﺳـــــﺪ«. ووﻋﺪ ﻣﺎﻛﺮون ﺑﺄن ﻓﺮﻧﺴﺎ »ﻣﺎﺿﻴﺔ ﻓـــــﻲ ﻣــــﺒــــﺎدرﺗــــﻬــــﺎ اﻟـــﺪﺑـــﻠـــﻮﻣـــﺎﺳـــﻴـــﺔ اﻟـﺘـﻲ أﻃﻠﻘﺘﻬﺎ واﻟـﺨـﺎﺻـﺔ ﺑﺘﻔﻌﻴﻞ »ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ اﻻﺗــﺼــﺎل« اﳌـﻜـﻮﻧـﺔ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺨﻤﺲ داﺋﻤﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣـــﻦ. وﻓــﻲ ﻫــﺬا اﻟﺴﻴﺎق، أﺷﺎر إﻟﻰ أن ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺳﺘﻌﻤﺪ إﻟﻰ »ﺗﻨﺸﻴﻂ« اﳌﺒﺎدرات اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ وإﻟـــﻰ »اﻟـﻌـﻤـﻞ ﻣــﻊ اﻷﺳــــﺪ«. وﺷــﺪد اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﻳـﺤـﻔـﻆ ﺳــﻼﻣــﺔ ووﺣـــــﺪة اﻷراﺿــــﻲ اﻟــــﺴــــﻮرﻳــــﺔ واﻟــــﺘــــﻌــــﺪدﻳــــﺔ اﻟــﺪﻳــﻨــﻴــﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ »اﻹﺑــﻘــﺎء ﻋﻠﻰ اﻟـﻮﺿـﻊ اﻟـﻘـﺎﺋـﻢ«، أي ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ.
وﺟــﺎء ﻛــﻼم اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣــﺴــﺎء أﻣـــﺲ، ﻓﻴﻤﺎ اﺷـﺘـﻌـﻞ اﻟـﺠـﺪل ﺑـــﲔ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ ودﻣـــﺸـــﻖ وﺗـــﻢ ﺗــﺒــﺎدل اﻻﺗــــﻬــــﺎﻣــــﺎت ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻏــﻴــﺮ ﻣــﺴــﺒــﻮق رﻏــﻢ ﻣـﺎ ﻛــﺎن ﻗـﺪ ﺻــﺪر ﻋـﻦ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﻣــﻦ ﺗــﻮﺟــﻪ واﻻﺳــﺘــﻌــﺪاد ﻟﻠﺘﺤﺎور ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﺑﺤﻜﻢ »اﻷﻣــــﺮ اﻟـــﻮاﻗـــﻊ«. وﺟــــﺎء ت اﻟــﺸــﺮارة ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون ﺑﺜﺖ ﻟﻴﻞ اﻷﺣﺪ وﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﻋـﻦ »اﻧـﻔـﺘـﺎح« ﺑﺨﺼﻮص اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻮري، ﻟﻜﻨﻪ أﻛﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﻮت ﻋﻴﻨﻪ أن اﻷﺧﻴﺮ »ﻋﺪو ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟـــــﺴـــــﻮري« وﺗـــﺘـــﻌـــﲔ »ﻣــﺤــﺎﺳــﺒــﺘــﻪ ﻋــﻠــﻰ ﺟــﺮاﺋــﻤــﻪ أﻣـــــﺎم ﺷــﻌــﺒــﻪ وأﻣــــﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﻟﺪوﻟﻲ«. وﻗﺒﻞ ذﻟﻚ، ﻛﺎﻧﺖ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻗـــﺪ ﺣﻤﻠﺖ دﻣﺸﻖ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ إﺟﻬﺎض اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻟـﺜـﺎﻣـﻨـﺔ ﻣــﻦ »ﻣــﻔــﺎوﺿــﺎت« ﺟﻨﻴﻒ ﻻﺗﺒﺎﻋﻬﺎ »ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻌﺮﻗﻠﺔ«، وﻫﻮ ﻣـﺎ ﺳﺒﻖ ﻟﻠﻤﺒﻌﻮث اﻟـﺨـﺎص ﻟﻸﻣﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﺳــﺘــﻴــﻔــﺎن دي ﻣــﻴــﺴــﺘــﻮرا أن ﻗـﺎﻟـﻪ ﻋﻠﻨﺎ ﻋﻘﺐ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺠﻮﻟﺔ اﳌﺬﻛﻮرة.
ﻫﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺤﺮب اﻟﺴﻮرﻳﺔ وﻟﺪور اﻷﺳﺪ، ﻟـــﻢ ﺗــــﺮق ﻟــﻠــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟـــﺴـــﻮري اﻟـــﺬي ﺳـــﺎرع ﻓــﻲ اﻟــﻴــﻮم اﻟـﺘـﺎﻟـﻲ إﻟــﻰ اﻟــﺮد وﻛــﻴــﻞ اﻻﺗــﻬــﺎﻣــﺎت ﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﺎ. وﺛـﻤـﺔ اﺗﻬﺎﻣﺎن أﺳﺎﺳﻴﺎن ﺳﺎﻗﻬﻤﺎ اﻷﺳﺪ ﻓـــﻲ ﺣــﺪﻳــﺜــﻪ ﳌــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ ﺻــﺤــﺎﻓــﻴــﺔ أول ﻣــﻦ أﻣــــﺲ: اﻷول، أن ﺑــﺎرﻳــﺲ ﻛـﺎﻧـﺖ »ﻣـﻨـﺬ اﻟــﺒــﺪاﻳــﺔ رأس اﻟﺤﺮﺑﺔ ﻓـــــﻲ دﻋـــــــﻢ اﻹرﻫــــــــــــﺎب ﻓـــــﻲ ﺳــــﻮرﻳــــﺎ وﻏــــﺎرﻗــــﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺪﻣـــﺎء اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﺔ ﻣـﻨـﺬ اﻷﻳـــﺎم اﻷوﻟـــﻰ«. وﺑﺴﺒﺐ ذﻟــﻚ، ﻓﺈن اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳـــﺪﻋـــﻤـــﻮن اﻹرﻫــــــــﺎب »وﻣـــﻦ ﺑـﻴـﻨـﻬـﻢ ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ« »ﻻ ﻳــﺤــﻖ ﻟــﻬــﻢ أن ﻳﺘﺤﺪﺛﻮا ﻋـﻦ اﻟـﺴـﻼم، ﻋــﺪا ﻋـﻦ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﻖ ﻟﻬﻢ أن ﻳﺘﺪﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﺸﺄن اﻟﺴﻮري أﺳﺎﺳﺎ«. واﻻﺗﻬﺎم اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﺟﺎء اﻷﺳﺪ ﻋﻠﻰ ذﻛﺮه ﻳﺘﻨﺎول اﻟﺘﺤﻮﻻت ﻓﻲ اﳌﻮﻗﻒ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻦ اﻟــﻨــﻈــﺎم. وﻗـــﺎل اﻷﺳـــﺪ ﺑــﻬــﺬا اﻟـﺸـﺄن إﻧﻪ »ﻻ ﻳﺮى أﻧﻬﻢ )اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮن( ﻗﺪ ﻏﻴﺮوا ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺬري ﺣﺘﻰ اﻵن« ﻣــﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻧــﻪ ﻳﻄﻠﺐ اﳌــﺰﻳــﺪ. ووﻓـﻖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺪر ﻏﺮﺑﻲ، ﻓﺈن اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﺔ وﺧــﺼــﻮﺻــﺎ أﺟــﻬــﺰﺗــﻬــﺎ اﳌــﺨــﺎﺑــﺮاﺗــﻴــﺔ رﺑــﻄــﺖ أي ﺗــــﻌــــﺎون ﺑــــﲔ دﻣـــﺸـــﻖ واﻟـــﻌـــﻮاﺻـــﻢ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓـﻲ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ، ﺑﺄن ﻳﻜﻮن »ﻋﻠﻨﻴﺎ« ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وأن ﺗﺴﺒﻘﻪ إﻋـــــــﺎدة اﻟـــﻌـــﻼﻗـــﺎت اﻟــﺪﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻴــﺔ وإﻋﺎدة ﻓﺘﺢ اﻟﺴﻔﺎرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ. وﺑﺤﺴﺐ ﻣﺼﺎدر ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﺤﺪﺛﺖ إﻟﻴﻬﺎ »اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــﻂ«، ﻓﺈن ﺑﺎرﻳﺲ »ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻺﻗﺪام ﻋـﻠـﻰ اﻷﻣــﺮﻳــﻦ« وﺑــﺎﻟــﺘــﺎﻟــﻲ، ﻓــﺈن ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ اﻷﺳﺪ ﺿﻤﻨﺎ »ﻟﻦ ﻳﺤﺼﻞ«.
ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﺗﺜﻴﺮ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﻘﺎدات ﺣﻔﻴﻈﺔ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻔﻲ أﻧﻬﺎ ﻗﺪﻣﺖ اﻟﺪﻋﻢ ﻟﻠﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ ﻏـﻴـﺮ اﳌـﺮﺗـﺒـﻄـﺔ ﻣــﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑـﻌـﻴـﺪ ﺑـﺎﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻤـﺎت اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ أو اﻟـﺤـﺮﻛـﺎت اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ. وﺗـــﺮﻓـــﺾ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ »رؤﻳــــــﺔ اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟــﻘــﺎﺋــﻤــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻋـــﺘـــﺒـــﺎر ﻛــــﻞ أﻧـــــﻮاع اﳌــﻌــﺎرﺿــﺎت ﺗﻨﻈﻴﻤﺎت إرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ«. وﺧـــــــﻼل ﺳــــﻨــــﻮات اﻟـــــﺤـــــﺮب، ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮ أن ﻫﻨﺎك »ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺛﺎﻟﺜﺔ« ﺑﲔ ﺑﻘﺎء اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻦ ﺟﻬﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ ﻣــﻦ ﺟــﻬــﺔ أﺧـــــﺮى، وﻫــﻲ ﺗــﺘــﻤــﺜــﻞ ﺑـــﺎﳌـــﻌـــﺎرﺿـــﺔ »اﳌـــﻌـــﺘـــﺪﻟـــﺔ« اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻋﻦ ﻧﻈﺎم ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ. أﻣـــﺎ ﻣــﻜــﻮﻧــﺎﺗــﻪ، ﻓــﺄﺣــﺪﻫــﺎ اﻻﺋــﺘــﻼف اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ اﻟــﺴــﻮري واﻟـﻬـﻴـﺌـﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟــﻠــﻤــﻔــﺎوﺿــﺎت. واﻟــﻄــﺮﻳــﻖ إﻟـــﻰ ذﻟــﻚ ﺗﻤﺮ ﻋﺒﺮ ﺟﻨﻴﻒ واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ وﻻ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﺑــﺎﳌــﺒــﺎدرات اﻟﺮوﺳﻴﺔ وﺷﺮﻳﻜﺘﻴﻬﺎ ﺗﺮﻛﻴﺎ وإﻳـــﺮان. وﺟـﺎء اﻟﺮد اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ أوﻻ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن وزﻳﺮ اﻟـــﺨـــﺎرﺟـــﻴـــﺔ ﺟـــــﺎن إﻳـــــﻒ ﻟـــﻮ درﻳـــــﺎن وﻫــﻮ ﻓــﻲ واﺷـﻨـﻄـﻦ ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﺟﻮﻟﺔ ﻣﺒﺎﺣﺜﺎت ﺗﺘﻨﺎول اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ وﻋـــﻠـــﻰ رأﺳـــﻬـــﺎ اﻟــــﻨــــﻮوي اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ واﻟﺤﺮب ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ. وﻧﻘﻠﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻟﻮ ﻓﻴﻐﺎرو ﻗﻮﻟﻪ: »ﻻ ﻳﺒﺪو أن اﻟﺴﻴﺪ اﻷﺳﺪ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﺗﺨﺎذ ﻣﻮﻗﻒ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺎ دام ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ روﺳﻴﺎ وإﻳــﺮان«. وﺗﻮﺟﻪ ﻟﻮ درﻳﺎن ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ اﻷﺳﺪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﻀﻲ أﻳﺎﻣﻚ ﻓﻲ ذﺑﺢ ﺷﻌﺒﻚ، ﻓﺈﻧﻚ ﺳﺘﻜﻮن أﻛﺜﺮ اﻧﻌﺰاﻻ«.
وﻗـــﺒـــﻴـــﻞ ﻇـــﻬـــﺮ أﻣــــــــﺲ، اﻋــﺘــﺒــﺮ ﻣﺎﻛﺮون ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ أﻣﲔ ﻋﺎم اﻟﺤﻠﻒ اﻷﻃﻠﺴﻲ أن اﺗﻬﺎﻣﺎت اﻷﺳﺪ »ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ«، ﻣـﺸـﺪدا ﻋﻠﻰ أن ﻓﺮﻧﺴﺎ رﻛــﺰت ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ »داﻋـﺶ« وﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ. وﺑﺮأﻧﻪ أن »ﻣــﻦ ﺣــﺎرب اﻹرﻫـــﺎب وﻳﻤﻜﻦ أن ﻳــﺤــﻘــﻖ اﻧـــﺘـــﺼـــﺎرا ﻣـــﻦ اﻵن وﺣــﺘــﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓـﺒـﺮاﻳـﺮ )ﺷــﺒــﺎط( اﻟــﻘــﺎدم ﻫﻮ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺪوﻟﻲ«. وﻣﺮة أﺧﺮى، ﺑﺮر ﻣــﺎﻛــﺮون »اﻻﻧــﻌــﻄــﺎﻓــﺔ« اﻟـﺘـﻲ ﻃــﺮأت ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺨـﻂ اﻟـﺪﺑـﻠـﻮﻣـﺎﺳـﻲ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮل إن ﺑﻨﺎء اﻟﺴﻼم اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﻮد إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻘﺮار »ﻳﻔﺘﺮض أن ﻳﻜﻮن اﻟﺠﻤﻴﻊ )اﻷﻃــﺮاف اﻟﺴﻮرﻳﺔ( ﺣﻮل ﻃﺎوﻟﺔ« اﳌﻔﺎوﺿﺎت. وﺑﻨﻈﺮه أﻧﻪ إذا ﻛﺎن وﺟﻮد اﻷﺳﺪ وﻣﻦ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﺿـــــﺮورﻳـــــﺎ، ﻓـــﺈﻧـــﻪ »ﻣـــــﻦ اﻟــــﻀــــﺮوري أﻳﻀﺎ وﺟـﻮد ﻛﻞ أﻃﻴﺎف اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺣــﺘــﻰ ﻳــﺘــﻮاﻓــﺮ ﻟــﻨــﺎ ﻣــﺴــﺎر ﺳﻴﺎﺳﻲ واﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻔﻬﻢ«.