اﻟﺤﺮب اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮاﻓﺔ
ﻓــﻲ ﻳــﻨــﺎﻳــﺮ )ﻛـــﺎﻧـــﻮن اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ(، ﺷـــﺮﻋـــﺖ ﻓـــﻲ ﻛــﺘــﺎﺑــﺔ رواﻳــــــﺔ ﺗـــﺪور أﺣــــﺪاﺛــــﻬــــﺎ ﺣــــــﻮل ﺗـــﻔـــﺠـــﻴـــﺮ ﻗــﻨــﺒــﻠــﺔ ﻧـــﻮوﻳـــﺔ زﻧــــﺔ ٠١ ﻛــﻴــﻠــﻮ ﻃـــﻦ ﺑـﻘـﻠـﺐ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ واﺷــﻨــﻄــﻦ، ﺣــﻴــﺚ أﻋــﻴــﺶ. ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻔﺘﺮض أن ﺗﻜﻮن اﻟﻘﺼﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ. وﻛﻨﺖ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻗﺪ اﻃﻠﻌﺖ ﻋــﻠــﻰ ﺗــﻘــﺮﻳــﺮ ﺻــﺪر ﻋــﺎم ١١٠٢ ﻣﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ اﻟـﻮﻛـﺎﻟـﺔ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ ﻹدارة اﻟــــﻄــــﻮارئ وﺻــــﻒ ﺗـــﺪاﻋـــﻴـــﺎت ﻣـﺜـﻞ ﻫــــﺬا اﻟــﺘــﻔــﺠــﻴــﺮ، واﻧـــﺪﻫـــﺸـــﺖ ﻟــﺪى ﻋــﻠــﻤــﻲ ﺑـــــﺄن ﺷــﻘــﺘــﻲ اﻟـــﻜـــﺎﺋـــﻨـــﺔ ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ آداﻣـــﺰ ﻣــﻮرﻏــﺎن اﻻﺣـﺘـﻤـﺎل اﻷﻛﺒﺮ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻨﺠﻮ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ اﻷوﻟﻲ.
وداﻋﺒﺖ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﺻﻮر ﻟﻲ أﻧﺎ وﺟــﻴــﺮاﻧــﻲ ـ ﻧــﺼــﻔــﻬــﻢ ﺗــﻘــﺮﻳــﺒــﴼ ﻣـﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻷﺛﺮﻳﺎء واﻟﻨﺼﻒ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ أﻓﺮاد أﻛﺒﺮ ﺳﻨﴼ ﺳﻜﻨﻮا اﻟﺤﻲ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺮﺗﻔﻊ أﺳﻌﺎر اﳌﺴﺎﻛﻦ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺻﺎروﺧﻲ ـ ﻧﺠﺮي ﻧﺤﻮ ﻗـﺒـﻮ ﻟـﻼﺣـﺘـﻤـﺎء ﺑــﻪ وﻧــﻘــﺘــﺎد ﺑـﻘـﺎﻳـﺎ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم.
ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ، ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن(، أﻃﻠﻖ زﻋﻴﻢ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻛﻴﻢ ﺟﻮﻧﻎ أون ﻓﻴﺪﻳﻮ دﻋﺎﺋﻴﴼ ﻟﺠﻴﺸﻪ ﻳﻮﺟﻪ ﺿﺮﺑﺔ ﺿﺪ »ﻛﺎﺑﻴﺘﻮل ﻫﻴﻞ«. وﻓـــــﻲ اﻟـــﺼـــﻴـــﻒ، أﺟــــــﺮى اﺧـــﺘـــﺒـــﺎرﴽ ﻟـــــﺼـــــﻮارﻳـــــﺦ ﺑـــﺎﻟـــﻴـــﺴـــﺘـــﻴـــﺔ ﻋــــﺎﺑــــﺮة ﻟﻠﻘﺎرات ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺿﺮب أﻫﺪاف ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺴـﺎﺣـﻞ اﻟـﺸـﺮﻗـﻲ ﻟـﻠـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة. وﻓﻲ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ، وﺻﻒ اﻟﺮﺋﻴﺲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ، ﻛﻴﻢ ﺑﺄﻧﻪ »ﻗـﺼـﻴـﺮ وﺑــﺪﻳــﻦ«، واﻵن أﺻــﺪرت ﻛـﻮرﻳـﺎ اﻟـﺸـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ ﺣﻜﻤﴼ ﺑـﺎﻹﻋـﺪام ﻏﻴﺎﺑﻴﴼ ﺿﺪ ﺗﺮﻣﺐ. وﻓﺠﺄة، ﺑﺪأت أﺣـــﺪاث رواﻳــﺘــﻲ ﺗـﺒـﺪو أﻗــﻞ ﻃـﺮاﻓـﺔ ﻳﻮﻣﴼ ﺑﻌﺪ آﺧﺮ.
ﺑــﺎﻟــﻨــﺴــﺒــﺔ ﻷﻃــﻔــﺎل ﺛـﻤـﺎﻧـﻴـﻨـﺎت اﻟـــــﻘـــــﺮن اﳌــــــﺎﺿــــــﻲ، ﺑـــــــﺪت اﻟــــﺤــــﺮب اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻣﺘﻄﺮﻓﴼ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟــﻰ اﻟـﻜـﻮﻣـﻴـﺪﻳـﺎ اﻟــﺴــﻮداء. وﻧـﻈـﺮﴽ ﻷﻧــﻨــﺎ ﻟــﻢ ﻧـﻌـﺎﻳـﺶ ﺗـﺠـﺮﺑـﺔ اﻟــﻨــﺰول ﻓــﻲ ﻣـﺨـﺎﺑـﺊ داﺧــﻞ اﳌـــﺪارس ﺧـﻼل ﺧــﻤــﺴــﻴــﻨــﺎت اﻟـــــﻘـــــﺮن، وﻻ ﻧــﺘــﺬﻛــﺮ ﺗــــﻨــــﺎﻣــــﻲ ﻣــــﺸــــﺎﻋــــﺮ اﻟــــﻘــــﻠــــﻖ ﻣــﻄــﻠــﻊ اﻟـــﺜـــﻤـــﺎﻧـــﻴـــﻨـــﺎت، ﻓـــﻘـــﺪ ﻧـــﻈـــﺮﻧـــﺎ إﻟـــﻰ اﻟـﺤـﺮب اﻟـﻨـﻮوﻳـﺔ ﺑـﺎﻋـﺘـﺒـﺎرﻫـﺎ أﻣـﺮﴽ ﻣـــﺮوﻋـــﴼ ﻏــﻴــﺮ ﻣــﺤــﺘــﻤــﻞ اﻟـــﺤـــﺪوث، ﺧــﺼــﻮﺻــﴼ ﺑــﺎﳌــﻘــﺎرﻧــﺔ ﺑــﺎﻟــﻘــﻀــﺎﻳــﺎ اﻷﺧـــــــــــــﺮى اﳌــــــــﺮوﻋــــــــﺔ واﳌــــــــﺆﻛــــــــﺪة، اﻟــﺘــﻲ ﻧــﺄﻟــﻔــﻬــﺎ ﺗــﻤــﺎﻣــﴼ: اﻻﺣــﺘــﺒــﺎس اﻟـــﺤـــﺮاري واﻹرﻫــــــﺎب واﳌــﺴــﻠــﺤــﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳـﻌـﻤـﻠـﻮن ﻛــﺬﺋــﺎب ﻣــﻨــﻔــﺮدة. وﺗــﻨــﻔــﺮد أﻣــﻴــﺮﻛــﺎ ﺑــﲔ دول اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ اﻟـﺪوﻟـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﺳــﻘــﻮط ﺿــﺤــﺎﻳــﺎ ﺟـــﺮاء اﺳــﺘــﺨــﺪام أﺳـــﻠـــﺤـــﺔ ﻧــــﻮوﻳــــﺔ، ﻟـــﻜـــﻦ ﻟــــﻢ ﺗـــﻌـــﺎن ﻫــﻲ ﻣــﻦ ﻫــﺬا اﻷﻣــﺮ، وﻣـﻨـﺬ اﻧـﺘـﻬـﺎء اﻟـﺤـﺮب اﻟـﺒـﺎردة، ﺑـﺪا ﻣـﻦ اﳌﺤﺘﻤﻞ ﻧـﺴـﺒـﻴـﴼ أﻧـﻨـﺎ ﻟــﻦ ﻧـﺠـﺪ أﻧـﻔـﺴـﻨـﺎ ﻓﻲ أي ﻣــﻦ ﻃــﺮﻓــﻲ ﻫــﺬه اﳌــﻌــﺎدﻟــﺔ ﻣــﺮة أﺧﺮى.
ﻓـﻲ اﻟــﻮاﻗــﻊ، إﻃــﻼق اﻟـﺪﻋـﺎﺑـﺎت ﻳﺘﻄﻠﺐ وﺟﻮد ﻣﺴﺎﻓﺔ. وﻗﺪ وﺿﻊ ﻋﺎﳌﺎ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﻴﺘﺮ ﻣﻜﻐﺮو وﻛﺎﻟﻴﺐ وارﻳـــــﻦ ﻧــﻈــﺮﻳــﺔ ﺑــﻌــﻨــﻮان »ﻧــﻈــﺮﻳــﺔ اﻻﻧـﺘـﻬـﺎك اﻟـﻠـﻄـﻴـﻒ«، اﻟـﺘـﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟـﻮﺻـﻒ اﻷﺣـــﺪاث اﻟـﻘـﺎﺑـﻠـﺔ ﻹﻃــﻼق ﻧـــﻜـــﺎت ﺣـــﻮﻟـــﻬـــﺎ: إﻧـــﻬـــﺎ ﺗــــــﺪور ﻓــﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺣﻮل اﻧﺘﻬﺎك أو ﺗﻬﺪﻳﺪ، ﻟـﻜـﻦ ﻳـﻨـﻈـﺮ إﻟـﻴـﻪ ﺻـﺎﺣـﺐ اﻟـﺪﻋـﺎﺑـﺔ ﺑـﺎﻋـﺘـﺒـﺎرﻫـﺎ ﺑـﻌـﻴـﺪﴽ ﻋــﻨــﻪ. واﻟــﻴــﻮم، ﻳــــﺒــــﺪو ﻣــــﻦ ﻏـــﻴـــﺮ اﻟـــــﻮاﺿـــــﺢ ﺣــﺠــﻢ اﳌـﺴـﺎﻓـﺔ اﳌـﻄـﻠـﻮﺑـﺔ ﻛــﻲ ﻧـﺘـﻤـﻜـﻦ ﻣﻦ اﻟﻀﺤﻚ ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻜﺎرﺛﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻬﺠﻮم اﻟﻨﻮوي.
ﻣــــﻦ ﺟـــﺎﻧـــﺒـــﻪ، أﻋــــــﺮب ﺳــﺒــﻨــﺴــﺮ وﻳﺮت ﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎده ﺑﺄن اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ اﻟــــــﺴــــــﻮداء ﻓـــــﻲ ﺳـــﺘـــﻴـــﻨـــﺎت اﻟـــﻘـــﺮن اﳌــــﺎﺿــــﻲ اﻧــﻄــﻠــﻘــﺖ ﺣــﻘــﻴــﻘــﺔ اﻷﻣــــﺮ ﺑـــﺴـــﺒـــﺐ اﻟـــــﻘـــــﺮب ـ اﻟـــــﻘـــــﺮب اﳌـــﺜـــﻴـــﺮ ﻟــﻠــﺘــﻮﺗــﺮ، اﻟــــﺬي ﻳــﺠــﺒــﺮ اﳌــــﺮء ﻋـﻠـﻰ إﻃـــﻼق ﺿــﺤــﻜــﺎت ﻳـﺸـﻮﺑـﻬـﺎ اﻟـﻘـﻠـﻖ واﻟﺨﻮف. وﺷﺮح وﻳﺮت أﻧﻪ: »ﻓﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟــﺬي ﻟـﻢ ﻳﻄﻠﻖ أﺣـﺪ ﻧﻜﺎت أﺛﻨﺎء أزﻣـﺔ اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ«، ﺷــــــﺮع اﻟــــﻜــــﺘــــﺎب واﻟــــﻔــــﻨــــﺎﻧــــﻮن ﻓــﻲ إﻃــﻼق اﻟﻌﻨﺎن ﻟﺨﻴﺎﻟﻬﻢ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋــﻦ ذﻋــﺮﻫــﻢ اﻟــﺒــﺎﻟــﻎ ﻓــﻲ إﻃـــﺎر ﻣـﻦ اﻟــﺴــﺨــﺮﻳــﺔ اﻟــﻜــﺌــﻴــﺒــﺔ. وﻗــــﺎل: »ﻟــﻘــﺪ ﺟـــــــﺮى ﻗــــﻤــــﻊ اﻷﻓــــــﻜــــــﺎر اﳌـــﺮﺗـــﺒـــﻄـــﺔ ﺑــﺎﻟــﺤــﺮب اﻟـــﻨـــﻮوﻳـــﺔ، ﻷﻧــﻬــﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻋــﻠــﻰ درﺟـــﺔ ﺑــﺎﻟــﻐــﺔ ﻣــﻦ اﻟـﺒـﺸـﺎﻋـﺔ، وﺧــــــــﺮﺟــــــــﺖ ﻻﺣـــــــﻘــــــﴼ ﻓــــــــﻲ ﺻــــــــﻮرة ﺳﺎﺧﺮة«.
وأوﺿﺢ أﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺤﺮب اﻟـــــﺒـــــﺎردة، ﺗـــﻀـــﺎءﻟـــﺖ اﻟـــﺮﻏـــﺒـــﺔ ﻓــﻲ إﺿﻔﺎء ﻫﺎﻟﺔ ﺳﺎﺧﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮب اﻟـــﻨـــﻮوﻳـــﺔ، ﻣـــﻊ ﺗـــﻀـــﺎؤل اﻟــﺘــﻬــﺪﻳــﺪ اﳌﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ. واﻟـﻼﻓـﺖ أن اﻷﻋﻤﺎل اﻟــﺴــﻴــﻨــﻤــﺎﺋــﻴــﺔ واﻷدﺑــــﻴــــﺔ اﻷﺧـــﻴـــﺮة اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﻨــﺎوﻟــﺖ اﻟـــﺤـــﺮب اﻟــﻨــﻮوﻳــﺔ، اﺗــﺴــﻤــﺖ ﺑــﻄــﺎﺑــﻊ ﺟــــﺎد، وإن ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺒﻘﻰ ﻫـﻨـﺎك اﺳـﺘـﺜـﻨـﺎءات ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟـﺤـﺎل. وﻳﻌﺘﻘﺪ وﻳــﺮت أن اﻟﻐﻴﺎب اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻧﻮوي ﻣﺤﺪد ﻋﻠﻰ اﻣـﺘـﺪاد اﻟﻌﻘﺪ اﳌـﺎﺿـﻲ ﺷﺠﻊ ﻋﻠﻰ اﺗــﺒــﺎع ﻧـﻬـﺞ أﻛــﺜــﺮ ﺟــﺪﻳــﺔ إزاء ﻫـﺬه اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ. وأﺿــــﺎف: »أﻧـــﺖ ﻻ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ رﻋﺐ ﻗﺎﺗﻞ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻚ رد ﻓﻌﻞ اﻟﻀﺤﻚ«.
وﺗــــــــــﺪﻋــــــــــﻢ ﻫـــــــــــــﺬه اﻟـــــﻨـــــﻈـــــﺮﻳـــــﺔ اﻻﺳـﺘـﺠـﺎﺑـﺔ اﻟــﺼــﺎدرة ﻋــﻦ اﻟـﺪوﻟـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻌــﺎﻳــﺶ ﺧــﻮﻓــﴼ ﻣـــﺮوﻋـــﴼ ﻣـﻦ اﻟـــﺨـــﻄـــﺮ اﻟــــــﻨــــــﻮوي أﻛــــﺜــــﺮ ﻋـــــﻦ أي ﺷﺨﺺ داﺧــﻞ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة: ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ. ﺗﺒﻌﴼ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻲ اﻟــﻜــﻮري اﻟـﺠـﻨـﻮﺑـﻲ ﻫـﻴـﺮون ﻛـﺎﻧـﻎ، ﻓـــــــﺈن أﺑـــــﻨـــــﺎء ﻛـــــﻮرﻳـــــﺎ اﻟـــﺠـــﻨـــﻮﺑـــﻴـــﺔ ﻳـــــﻤـــــﻴـــــﻠـــــﻮن إﻟــــــــــﻰ إﺑـــــــــــــــﺪاء اﻟـــــﺴـــــﺄم ﻧـــﻮﻋـــﴼ ﻣـــﺎ إزاء اﻟـــﺘـــﻬـــﺪﻳـــﺪات اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻄـﻠـﻘـﻬـﺎ ﺟــﺎرﺗــﻬــﻢ اﻟـﺸـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ، إﻣـﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺳـﻴـﻄـﺮة ﺣـﺎﻟـﺔ ﻣـﻦ اﻹﻧـﻜـﺎر ﻋﻠﻴﻬﻢ، أو ﺑﺴﺒﺐ اﻋﺘﻴﺎدﻫﻢ ﻫﺬه اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات.
إﻻ أن اﳌــﻼﺣــﻆ ﻛــﺬﻟــﻚ أن ﻟـﺪى أﺑـــﻨـــﺎء ﻛـــﻮرﻳـــﺎ اﻟــﺠــﻨــﻮﺑــﻴــﺔ ﺛــﻘــﺎﻓــﺔ ﻗـــﻮﻳـــﺔ ﺗـــﻘـــﻮم ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺴــﺨــﺮﻳــﺔ ﻣــﻦ ﻫــــﺬه اﻟـــﺘـــﻬـــﺪﻳـــﺪات. وأﻋـــــﺮب ﻛــﺎﻧــﻎ ﻋــﻦ اﻋــﺘــﻘــﺎده ﺑـــﺄن »اﻟــﻀــﺤــﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ أﺣﺪ أﻳﺴﺮ اﻟﺴﺒﻞ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﺼﻴﺒﺔ«.
ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـــﻲ، ﺧــﻠــﻖ اﻟـﺘـﻨـﺎﻣـﻲ اﻟـﺒـﺎﻟـﻎ ﻓـﻲ اﻟـﺘـﻬـﺪﻳـﺪات اﻹرﻫـﺎﺑـﻴـﺔ ﻋــــﻠـــــﻰ اﻣـــــــﺘـــــــﺪاد اﻟــــــﻌــــــﺎم اﳌـــــﺎﺿـــــﻲ ﺑـــﺪاﺧـــﻠـــﻲ ﺑـــــﺎدئ اﻷﻣـــــﺮ رﻏـــﺒـــﺔ ﻓــﻲ اﻟــــﻀــــﺤــــﻚ، ﺛـــــﻢ ﺑـــــــــﺪأت أﺷـــــﻌـــــﺮ أن اﻟــﻀــﺤــﻚ ﻟــﻴــﺲ ﺑـــﺎﻷﻣـــﺮ اﳌــﻨــﺎﺳــﺐ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ رواﻳﺘﻲ ﻋــﻦ اﻟــﻬــﺠــﻮم اﻟـــﻨـــﻮوي، ﺧـﺎﻟـﺠـﻨـﻲ ﺷــﻌــﻮر ﺑـﺄﻧـﻨـﻲ أﺳــﺘــﺨــﺪم اﻟـﻔـﻜـﺎﻫـﺔ ﻟـــــﺘـــــﻬـــــﺪﺋـــــﺔ اﳌـــــــــﺨـــــــــﺎوف اﻟــــﻜــــﺎﻣــــﻨــــﺔ ﺑـــﺪاﺧـــﻠـــﻲ: ﻟــﻘــﺪ ﺑــــﺪا اﻷﻣـــــﺮ وﻛــﺄﻧــﻪ ﻳـﻄـﻬـﺮﻧـﻲ ﻣــﻦ اﻟــﺪاﺧــﻞ. إﻻ أﻧــﻪ ﻣﻊ ﺗﻨﺎﻣﻲ اﺣﺘﻤﺎﻻت أن أﻋﺎﻳﺶ ﻋﻠﻰ أرض اﻟـــﻮاﻗـــﻊ ﻫــــﺬا اﳌـــﻮﻗـــﻒ اﻟـــﺬي أﻛــﺘــﺐ ﻋــﻨــﻪ، ﺧــﻔــﺖ ﺣـــﺲ اﻟــﺪﻋــﺎﺑــﺔ ﺷﻴﺌﴼ ﻓﺸﻴﺌﴼ، واﻧـﺘـﻬـﻰ اﻷﻣــﺮ ﺑﺄن ﺗﺨﻠﻴﺖ ﻋﻦ اﻟﻔﻜﺮة ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ.
وإذا ﻣـــــﺎ وﻗــــﻔــــﻨــــﺎ ﻋــــﻠــــﻰ ﺷــﻔــﺎ ﺣـــﺮب ﻧــﻮوﻳــﺔ، رﺑــﻤــﺎ ﺗــﻌــﺎود روح اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﳌﺸﻬﺪ ﻣــــﻦ ﺟــــﺪﻳــــﺪ. وإذا ﺣـــــﺪث ذﻟــــــﻚ، ﻻ أزال أﺣﺘﻔﻆ ﺑـﺎﻟـﺮواﻳـﺔ، وﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻣــﻌــﺎودة اﻻﻧــﻄــﻼق ﻋـﺒــﺮ أﺣـﺪاﺛـﻬــﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.
* ﺧﺪﻣﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ