}ﻓﻜﺘﻮر آﻧﺪ روﻟﻒ{ وﺗﻔﺴﻴﺮ ﺧﺎص ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻟﺴﺮﻳﺎﻟﻲ
أﻗﻤﺸﺔ ﻣﺪورة وأﻧﺎﻗﺔ ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ ﺗﺮﻓﻊ ﺷﻌﺎر اﻟﺘﻨﻮع
ﻋـــــــﺎدة ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﻳــﺨــﺘــﻠــﻂ اﻟــﻔــﻨــﻲ ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺎﻟﻲ ﺗﺨﺘﻔﻲ اﻷﻧــﺎﻗــﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﺗﺤﺖ ﻃﺒﻘﺎت ﻣﻦ اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﳌﺼﻤﻤﲔ ﻓﻜﺘﻮر ﻫﻮرﺳﻴﻨﻎ وروﻟﻒ ﺳﻨﻮرﻳﻦ.
ﻓﻬﺬا اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﻳﻌﺸﻖ اﻟﺸﻄﺤﺎت اﻟﺴﺮﻳﺎﻟﻴﺔ، وﺑﺤﻜﻢ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻪ اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻟﻬﺎ أﺻﺒﺢ ﻳﺘﻘﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺪ أﻧﻬﺎ ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﺑﻠﻐﺔ ﺳﻠﺴﺔ وﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﻟــــﻰ ﺗــﻔــﻜــﻴــﻚ أو ﺗــﻔــﻜــﻴــﺮ ﻃـــﻮﻳـــﻞ. ﻫــﺬه اﳌـﺮة ﻟﺠﺄ إﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻹﻳﺼﺎل رﺳﺎﻟﺘﻬﻤﺎ إﻟــﻰ ﻧـﺴـﺎء اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ. أﺧﻔﻴﺎ وﺟـــــﻮه ﻋــﺎرﺿــﺎﺗــﻬــﻤــﺎ ﺗــﺤــﺖ رؤوس ﻣــﺼــﻨــﻮﻋــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺷــﻜــﻞ دﻣــــﻰ ﺑـﺤـﺠـﻢ ﻛـﺮة اﻟﺴﻠﺔ أو أﻛﺒﺮ، ﺗﻢ رﺳـﻢ ﻋﻴﻮﻧﻬﺎ وﺷــﻔــﺎﻫــﻬــﺎ ﺑــﺄﺣــﺠــﺎم ﺿــﺨــﻤــﺔ. ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺒﺪو ﻛﺎرﻳﻜﺎﺗﻴﺮﻳﺔ وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ.
اﻟـــﺘـــﻔـــﺴـــﻴـــﺮ اﻟــــــــﺬي ﻗــــﺪﻣــــﻪ روﻟـــــﻒ ﺳﻨﻮرﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺪﻣﻰ أﻧـﻪ وﺷـﺮﻛـﻪ ﻓﻜﺘﻮر ﺷﻌﺮا »أن اﻟﻮاﻗﻊ أﺻـــﺒـــﺢ ﻏــﺮﻳــﺒــﺎ ﻓـــﻲ اﻟـــﻮﻗـــﺖ اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ، ﻟﻬﺬا ﺗﺴﺎءﻟﻨﺎ ﻟــﻢ ﻻ ﻧﻌﺮض اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺴﺮﻳﺎﻟﻲ ﻟـﻬـﺬا اﻟــﻮاﻗــﻊ؟«. أﺿــﺎف أن ﻫــــﺬه اﻟـــﺪﻣـــﻰ ﺗـــﺤـــﺎرب ﻣـــﻦ أﺟــــﻞ ﻋـﺎﻟـﻢ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﻨﻴﺔ »اﻟﺒﺎﺗﺸﻮورك« اﻟـــﺘـــﻲ ﻇـــﻬـــﺮت ﻓـــﻲ ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﻘــﻄــﻊ. ﻓـــﻬـــﻲ ﺗــــﺮﻣــــﺰ إﻟــــــﻰ ﻣـــﻔـــﻬـــﻮم اﻟــــﻮﺣــــﺪة، ﺣﺴﺒﻤﺎ أﻛﺪه اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﺑﻘﻮﻟﻬﻤﺎ إﻧﻬﻤﺎ »ﻳﺤﺘﻔﻼن ﺑﻌﺎﻟﻢ ﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع واﻟﺘﻨﻮع وأﻳﻀﺎ ﺑﺎﳌﻮﺿﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ«. ﻫـــﺬا اﻻﺣــﺘــﻔــﺎل ﻋـــﺰزﺗـــﻪ أﻟـــــﻮان اﻟــﺪﻣــﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﺑﺸﺮاﺗﻬﺎ، ﺑﲔ اﻷﺑﻴﺾ واﻷﺻــــﻔــــﺮ واﻷﺳــــــــــﻮد، ﻟــﺘــﻌــﻜــﺲ ﻫـــﺬا اﻟﺘﻨﻮع وﺿﺮورة ﻣﻌﺎﻧﻘﺔ ﻛﻞ اﻷﺟﻨﺎس واﻟﺜﻘﺎﻓﺎت.
أرﺳﻞ اﳌﺼﻤﻤﺎن ﻫﺬه اﻟﻌﺎرﺿﺎت ﺑــــﺮؤوس اﻟــﺪﻣــﻰ ﻓــﻲ ٠٢ إﻃــﻼﻟــﺔ، ﻛـﺎن اﻟﺠﻴﻨﺰ اﳌﻌﺎﻟﺞ واﻟﺠﺎﻛﻴﺘﺎت اﳌﻨﻔﻮﺧﺔ، ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﺪة ﻛﺸﺎﻛﺶ ﻋﻨﺪ اﻷﻛﺘﺎف واﻷﻛﻤﺎم، ﻫﻲ اﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺟﺎء ﻣﺒﻄﻨﺎ ﺑﻠﻮن ﺑﺮاق ﻣﺜﻞ اﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﻲ أو اﻷزرق ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺗــﻤــﺎﻳــﻠــﺖ اﻟــﺘــﻨــﻮرات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻜﺸﺎﻛﺶ، ﻟﺘﺆﻛﺪ أن اﻟﺤﺮﻳﺔ وﺳﻬﻮﻟﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎل اﳌﺼﻤﻤﲔ.
وﻷﻧــﻬــﻤــﺎ ﻧــﺴــﻘــﺎ ﻛـــﻞ إﻃـــﻼﻟـــﺔ ﻣﻊ أﺣـﺬﻳـﺔ »دوك ﻣﺎرﺗﻨﺰ« ﻋـﻮض أﺣﺬﻳﺔ ﺑـﻜـﻌـﻮب ﻋــﺎﻟــﻴــﺔ، ﻓـــﺈن ﺣـﺮﻛـﺘـﻬـﻦ زادت ﺧــﻔــﺔ إﻟـــﻰ ﺣــﺪ أﻧــﻬــﻦ أﻋــﻄــﲔ اﻹﻳــﺤــﺎء ﺑﺄﻧﻬﻦ ﻳﺤﻠﻘﻦ ﻓـﻲ اﻟــﻬــﻮاء. ٠٢ ﻗﻄﻌﺔ أﻟــﻬــﺒــﺖ ﻋــﺎﺷــﻘــﺎت »اﻹﻧـــﺴـــﺘـــﻐـــﺮام« ﳌﺎ ﻣﻨﺤﺘﻪ ﻟﻬﻦ ﻛﻞ إﻃﻼﻟﺔ ﻣﻦ ﺻﻮر راﺋﻌﺔ وﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺟﺪا ﻟﻠﻨﺸﺮ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ اﳌﺼﻤﻤﺎن إﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ. ﻛﺎﻧﺖ اﻷزﻳﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ، وﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ أﻧﻪ ﺗﻢ ﺗﺨﻠﻴﺺ اﻟﻌﺎرﺿﺎت ﻣـــﻦ رؤوس اﻟـــﺪﻣـــﻰ اﻟــﻀــﺨــﻤــﺔ ﺣـﺘـﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﺤﻀﻮر ﻣﻌﺎﻳﻨﺘﻬﺎ ﻣﻦ زاوﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻓﺎﳌﺼﻤﻤﺎن ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻌﺮﻓﺎن أن اﻻﻧــﺘــﺒــﺎه ﻛـﻠـﻪ ﺳﻴﻨﺼﺐ ﻋـﻠـﻰ رؤوس اﻟـﺪﻣـﻰ وﻣــﺎ ﺗﺨﻠﻘﻪ ﻣـﻦ ﺧــﺪع ﺑﺼﺮﻳﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﺸﻴﺔ واﻷزﻳـــﺎء، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء. وﻛﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎدا ﺑﻨﺎ إﻟﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ، أﻋﻄﻴﺎﻧﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎﻷزﻳﺎء ﻣﻦ زاوﻳﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻧــﺘــﺬوق ُﺑﻨﻄﻠﻮﻧﺎت اﻟـﺠـﻴـﻨـﺰ اﳌــﻄــﺮزة أﻛــﺜــﺮ، وﻧــﻘــﺪر أﻧـﺎﻗـﺔ وﻋــــﻤــــﻠــــﻴــــﺔ اﻟــــﺠــــﺎﻛــــﻴــــﺘــــﺎت اﻟـــﻄـــﻮﻳـــﻠـــﺔ واﻷﻗــﻤــﺸــﺔ اﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻋﺎﻟﺠﻬﺎ اﳌﺼﻤﻤﺎن ﺑﺘﻘﻨﻴﺎت ﻳﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻣﺒﺘﻜﺮة. ﻓﻬﻲ أﻗﻤﺸﺔ ﻣﺪورة أﻋﻴﺪت ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻟﺘﺒﺪو ﺣﻴﺎﻛﺘﻬﺎ ﻓـﻲ ﺑﻌﺾ اﻟـﺤـﺎﻻت وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻄﺮﻳﺰ.
ﺗـﺴـﺘـﺨـﻠـﺺ ﻓــﻲ ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ اﻟــﻌــﺮض ﺑـــــﺄن اﻟــﻮﺳــﻴــﻠــﺔ ﻏــﺮﻳــﺒــﺔ وﻃـــﺮﻳـــﻔـــﺔ إﻻ أن اﻟــــﻐــــﺎﻳــــﺔ ﻣـــﻨـــﻬـــﺎ ﻫـــــﻲ وﺻــــــــﻮل ﻛــﻞ ﻗــﻄــﻌــﺔ ﻣــــﻦ ﻫـــــﺬه اﻟـــﻘـــﻄـــﻊ إﻟـــــﻰ ﻧــﺴــﺎء اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻟــﻼﺳــﺘــﻌــﻤــﺎل اﻟـــﻴـــﻮﻣـــﻲ. ﻓﻬﻲ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻞ اﳌﺼﻤﻤﲔ اﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﲔ ﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻮﺳﻢ اﻟـ»ﻫﻮت ﻛﻮﺗﻴﺮ« وﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﺮﻳﺪ وﻣﻤﻴﺰ. وأﻳﺎ ﻛﺎن ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺻﻮرة اﻟﺪﻣﻰ اﳌﺘﺤﺮﻛﺔ، ﻓﺈن اﻹﺣﺴﺎس اﻟﺬي ﺧﻠﻔﺘﻪ ﻛــﺎن داﻓــﺌــﺎ ﻳــﺆﻛــﺪ ﻋـﺒـﻘـﺮﻳـﺔ اﳌﺼﻤﻤﲔ وﻓـﻨـﻴـﺘـﻬـﻤـﺎ، ﻻ ﺳـﻴـﻤـﺎ أن ﺟﻨﻮﺣﻬﻤﺎ ﻟﻠﺴﺮﻳﺎﻟﻲ ﻛـﺎن ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ. ﻛﻤﺎ أن ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ أول ﻣﺮة ﻳﺴﺘﻌﻤﻼن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻹﻛﺴﺴﻮارات، إذ ﺳﺒﻖ واﺳﺘﻌﺎﻧﺎ ﺑﺪﻣﻰ روﺳﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ. اﻟﻔﺮق أﻧﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺒﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺤﺠﻢ.