ﺗﻮﻓﻴﺮ ٢٢ أﻟﻒ ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﺧﻼل ٦ أﺷﻬﺮ
ﻛــﺸــﻔــﺖ وزارة اﻟــﺘــﻜــﻮﻳــﻦ اﳌــﻬــﻨــﻲ واﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ، ﻋﻦ ﻋﺪد ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟـﺘـﺸـﻐـﻴـﻞ اﳌــﺤــﻘــﻘــﺔ ﻣـــﻦ ﻗــﺒــﻞ اﻟـﻬـﻴـﺎﻛـﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻌﺎﻃﻠﲔ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻓـﻲ ﺗـﻮﻧـﺲ، ﻣﻨﺬ ﺑـﺪاﻳـﺔ اﻟـﻌـﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ، اﻟـﺬي ﺑﻠﻎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٦٥٩١٢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﻮم ٢١ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﻟﺤﺎﻟﻲ. وﻗﺎﻟﺖ إن ﻧﺴﺒﺔ ﻗﺎرﺑﺖ ٤٫٦٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻧﺤﻮ ﺗﺸﻐﻴﻞ اﻟــــــﻜــــــﻮادر ﻣـــــﻦ ﺧـــﺮﻳـــﺠـــﻲ اﻟـــﺠـــﺎﻣـــﻌـــﺎت اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ .
وﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﺮﻏـــﻢ ﻣـــﻦ إﻳــﺠــﺎﺑــﻴــﺔ ﻫــﺬه اﻟـــﻨـــﺘـــﺎﺋـــﺞ، ﻓــــــﺈن اﻟــــﻔــــﺮق ﺑــــﲔ اﻟـــﻌـــﺮض واﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ، وﻣﻼءﻣﺔ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻣﻊ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻣﺎ زال ﺷــﺎﺳــﻌــﺎ، إذ إن ﻋـــﺪد ﻋــــﺮوض اﻟﺸﻐﻞ اﳌﺴﺠﻠﺔ ﺑﻤﻜﺎﺗﺐ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﺑﻠﻎ ٤٥٥٩٣ ﻋـــﺮﺿـــﺎ، أي أن ﻧــﺤــﻮ ٨١ أﻟــــﻒ ﻋــﺮض ﺷـﻐـﻞ ﻟــﻢ ﺗـﺘـﻢ ﺗﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﻟــﻌــﺪة أﺳــﺒــﺎب، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻏﻴﺎب اﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﺑﲔ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ واﻟﺘﺸﻐﻴﻞ .
وﻳﺘﺨﺮج ﻣـﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟــﺠــﺎﻣــﻌــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻧــﺤــﻮ ٠٧ أﻟــﻒ ﺣـــﺎﺻـــﻞ ﻋـــﻠـــﻰ ﺷـــــﻬـــــﺎدة، إﻻ أن ﻃــﺎﻗــﺔ اﻻﺳﺘﻴﻌﺎب ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﺤﻠﻲ ﻏﻴﺮ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻛﻞ ﻃﻠﺒﺎت اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﺮاﻛﻢ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ﻟﺘﺘﺠﺎوز ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺣﺪود ٠٣٦ أﻟﻒ ﻋﺎﻃﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ.
وﻋــــــــﻠــــــــﻰ ﻣـــــــﺴـــــــﺘـــــــﻮى اﻷﻧــــــﺸــــــﻄــــــﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﻮﻓﺮة ﻷﻛﺒﺮ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ، ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻓﻆ ﻗﻄﺎﻋﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﳌﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﺤﻮ ٥٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، واﻟــﺨــﺪﻣــﺎت ﺑـﻨـﺤـﻮ ٩٣ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻋﻠﻰ اﳌــﺮاﺗــﺐ اﻷوﻟــــﻰ، وﻫــﻮ ﻣــﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﺻــــــﺎدرات اﻟــﻘــﻄــﺎع اﻟــﺼــﻨــﺎﻋــﻲ اﳌــﻘــﺪرة ﺑﻨﺤﻮ ٤٫٢١ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﺧــﻼل اﻟﺨﻤﺴﺔ أﺷﻬﺮ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ.
وﻓﻲ ﻣﺠﺎل دﻓﻊ اﳌﺒﺎدرة اﻟﺨﺎﺻﺔ، أﻇﻬﺮت اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺸﻐﻴﻞ اﳌﻌﺮوﺿﺔ ﺧﻼل ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء اﳌﻨﻌﻘﺪ ﻗﺒﻞ أﻳـﺎم، ﺗﺄﻣﲔ ٠٤٩٠١ زﻳـﺎرة ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ وإﺣــﺎﻃــﺔ وﺗـﻜـﻮﻳـﻦ ٥٤٠٣ ﺷـﺎﺑـﺎ، ﺿﻤﻦ ﺑـــﺮﻧـــﺎﻣـــﺞ ﺑــﻌــﺚ اﳌـــﺆﺳـــﺴـــﺎت وﺗــﻜــﻮﻳــﻦ اﻟﺒﺎﻋﺜﲔ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ إﻧﺠﺎز ﻧﺤﻮ ٦٤١ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺘﺮﺑﺼﺎت اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮﺳﻂ اﳌﻬﻨﻲ .
وﻓـــﻲ ﻫـــﺬا اﻟـــﺸـــﺄن، ﻗـــﺎل ﻋــﺰ اﻟــﺪﻳــﻦ ﺳــــــﻌــــــﻴــــــﺪان، اﻟــــﺨــــﺒــــﻴــــﺮ اﻻﻗـــــﺘـــــﺼـــــﺎدي اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ، إن ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻗﻄﺎع اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﳌـﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ ﻧـﺼـﻴـﺒـﺎ ﻣـﻬـﻤـﺎ ﻣــﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ واﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻛﻮادر ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺎدة اﻻﻧﺘﻌﺎﺷﺔ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ ﻓــﻲ ﺗــﻮﻧــﺲ، وﻳـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ ﻣـﺆﺷـﺮات إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻗـﺪ ﺗﺮﻓﻊ ﻣـﻦ ﻧﺴﻖ اﻟـــﻨـــﻤـــﻮ اﻻﻗـــــﺘـــــﺼـــــﺎدي ﺧــــــﻼل اﻷﺷـــﻬـــﺮ اﳌﻘﺒﻠﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ أوﺿﺎع اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﲔ ﺑـﺎﻹﻳـﺠـﺎب، وﻫــﺬا ﻣـﻦ أﻫﻢ ﻣــﺤــﺎور اﻻﺳــﺘــﻘــﺮار اﻹﻳــﺠــﺎﺑــﻲ وﺧـﻠـﻖ ﺑﻴﺌﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺟﺎذﺑﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎرات اﳌﺤﻠﻴﺔ واﻷﺟﻨﺒﻴﺔ .
وﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻜﻔﺎءات اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺨﺎرج، ﺗﻤﻜﻨﺖ اﻟﻬﻴﺎﻛﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﺧﻼل ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻦ إﺑﺮام ٥٥٤ ﻋﻘﺪ ﻋﻤﻞ ﺑﺎﻟﺨﺎرج، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﻄﻮر ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ٨٫٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ.
واﺳﺘﺄﺛﺮت ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ واﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟـﺘـﻮﻇـﻴـﻒ، وذﻟـــﻚ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٥٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد، أي ٥٤٤ ﻋﻘﺪا ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻌﻘﻮد اﳌﺒﺮﻣﺔ.
وﻓــﻴــﻤــﺎ ﻳــﺘــﻌــﻠــﻖ ﺑــﻨــﺴــﺒــﺔ اﻟــﺒــﻄــﺎﻟــﺔ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ، ﻓﻘﺪ ﻗﺪرت ﺑﻨﺤﻮ ٦٫٥١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ، وﻗــــﺪر ﻋــــﺪد اﻟــﻌــﺎﻃــﻠــﲔ ﻋـــﻦ اﻟــﻌــﻤــﻞ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﻨﺤﻮ ٢٣٦ أﻟﻒ ﻋﺎﻃﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ.
وﺗﺸﻴﺮ اﳌﻌﻄﻴﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ اﻟـﻬـﺎدي اﻟﺴﻌﻴﺪي اﳌﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﻌﻬﺪ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻟﻺﺣﺼﺎء )ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺣـﻜـﻮﻣـﻴـﺔ(، إﻟــﻰ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟـﺒـﻄـﺎﻟـﺔ ﻓﻲ ﺻـــﻔـــﻮف ﺣــﺎﻣــﻠــﻲ اﻟــــﺸــــﻬــــﺎدات اﻟــﻌــﻠــﻴــﺎ ﻣﻘﺪرة ﺑﻨﺤﻮ ٢٦٢ أﻟﻒ ﻋﺎﻃﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﺮﻳﺠﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﺒﻠﻎ ٦٫١٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻃﻠﲔ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ.