ذﻛﺮﻳﺎت اﻷﻗﺎرب واﻷﻧﺼﺎر ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎزة ﻣﺆﺳﺲ }اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ{
ﰲ ﻣﺴﻘﻂ رأس »اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻀﺮﻳﺮ« ﰲ ﺑﻠﺪة اﳉﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺪﻟﺘﺎ ﻣﺼﺮ
ﻫــﻴــﻤــﻨــﺖ ذﻛـــــﺮﻳـــــﺎت اﻷﻗـــــــﺎرب واﻷﻧــــﺼــــﺎر ﻋــﻠــﻰ ﺟـــﻨـــﺎزة اﻟـﺸـﻴـﺦ ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺬي ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﻣـﺤـﺒـﺴـﻪ ﻓــﻲ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة، ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺴﺠﻦ ﻣـــﺪى اﻟــﺤــﻴــﺎة ﺑـﺘـﻬـﻤـﺔ اﻟــﺘــﺂﻣــﺮ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻔﺠﻴﺮات ﻧـﻴـﻮﻳـﻮرك ﺳﻨﺔ ٣٩٩١. وﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ إﻟــــــﻰ ﻣــــﺼــــﺮ، وﻏـــــــﺎب ﺗـــﻤـــﺎﻣـــﺎ ﻋــﻦ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳــــــــﻂ، ﺑــﻤــﺎ ﻓــــﻲ ذﻟــﻚ ﻇﻬﻮر ﺗﻨﻈﻴﻢ »اﻟﻘﺎﻋﺪة« وأﺧﻴﺮا ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ. وﺗﻘﻮل اﺑﻨﺔ أﺧﻴﻪ، ﻓــﻮﻗــﻴــﺔ، واﻟــــﺪﻣــــﻮع ﻓـــﻲ ﻋـﻴـﻨـﻴـﻬـﺎ: »رﺣــــــﻢ اﻟـــﻠـــﻪ ﻋــــﻤــــﻲ... ﻓـــﻘـــﺪ ﺟـﺌـﺖ ﻟﻠﺤﻴﺎة دون أن أراه. ﻋـﺮﻓـﺘـﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺮوﻳﻬﺎ ﻋﻨﻪ أﻫﻞ اﻟﺒﻠﺪة«.
وﻳـﻮﺻـﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﺄﻧﻪ اﻟـــﺰﻋـــﻴـــﻢ اﻟـــــﺮوﺣـــــﻲ ﻟــــ»اﻟـــﺠـــﻤـــﺎﻋـــﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ« اﻟﺘﻲ ﻣﺎرﺳﺖ اﻟﻌﻨﻒ ﺿـــﺪ اﻟــــﺪوﻟــــﺔ اﳌــﺼــﺮﻳــﺔ ﻟــﺴــﻨــﻮات وراح ﺿﺤﻴﺔ ذﻟﻚ ﻣﺌﺎت ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟـــﺸـــﺮﻃـــﺔ واﳌــــﺪﻧــــﻴــــﲔ واﻟـــﺴـــﻴـــﺎح اﻷﺟـــــﺎﻧـــــﺐ. وﺟــــــﺮى اﻋــﺘــﻘــﺎﻟــﻪ ﻓـﻲ ﻗـﻀـﻴـﺔ اﻏــﺘــﻴــﺎل اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺮاﺣــﻞ أﻧـــــﻮر اﻟــــﺴــــﺎدات ﻓـــﻲ ﻋــــﺎم ١٨٩١. وﻋـــﺮف ﺑـﺎﺳـﻢ »اﻟـﺸـﻴـﺦ اﻟـﻀـﺮﻳـﺮ« ﺑﺴﺒﺐ ﻓﻘﺪه ﻟﻠﺒﺼﺮ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ.
وﻳـــﻘـــﻮل ﻧــﺠــﻠــﻪ ﻋــﻤــﺎر اﻟــﺒــﺎﻟــﻎ ﻣــــﻦ اﻟــﻌــﻤــﺮ ٩٢ ﻋــــﺎﻣــــﺎ: »ﻣـــﻨـــﺬ ٤٢ ﻋﺎﻣﺎ، أي ﻣﻨﺬ دﺧﻮﻟﻪ اﻟﺴﺠﻦ ﻓﻲ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة، ﻛـﺎن ﻣﺤﻈﻮرا ﻋﻠﻴﻪ اﻟـﺘـﺤـﺪث ﻣــﻊ أوﻻده. ﻛﺎﻧﺖ ﺗـﻌـﻠـﻴـﻤـﺎت اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ أن ﺗﻜﻮن واﻟﺪﺗﻲ ﻓﻘﻂ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﺘﻠﻘﻰ اﳌـــﻜـــﺎﳌـــﺔ. ﻛــــﺎﻧــــﻮا ﻳــﺘــﺼــﻠــﻮن أوﻻ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮدة ﺑﺠﻮار اﻟﻬﺎﺗﻒ«.
وﻓﻲ ﻣﻀﻴﻔﺔ، ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺷﺎرع ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺷﺮﻃﺔ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ، اﺣﺘﺸﺪ ﻋــﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣـﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﻴﺎرات دﻳﻨﻴﺔ أﺧﺮى وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﻢ اﻟﺸﻴﺦ ﺣﺎﻓﻆ ﺳﻼﻣﺔ اﳌـــﻠـــﻘـــﺐ ﺑــــ »ﺷـــﻴـــﺦ اﳌـــﺠـــﺎﻫـــﺪﻳـــﻦ«. وﻟــــﻢ ﺗــﻜــﻦ ﻫـــﻨـــﺎك ﻗـــﻴـــﺎدات ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ. وﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﺤﻀﻮر إﺟﻤﺎﻻ ﻧﺤﻮ أﻟـﻔـﻲ ﻣﺸﻴﻊ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻣـﻦ أﺑﻨﺎء اﻟــﺠــﻤــﺎﻟــﻴــﺔ، وﻫــــﻲ ﺑـــﻠـــﺪة زراﻋـــﻴـــﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﺗﺎﺑﻌﺔ ﳌﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺪﻗﻬﻠﻴﺔ وﺗﻘﻊ ﺷﻤﺎل اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺑﻨﺤﻮ ٠٣١ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا.
ووﺳــــــﻂ إﺟــــــــــﺮاء ات أﻣــﻨــﻴــﺔ ﻣــﺸــﺪدة، راﻓـــﻖ ﻋــﺪد ﻣــﻦ أﻗــﺎرب وأﻧــــﺼــــﺎر »اﻟـــﺸـــﻴـــﺦ اﻟــﻀــﺮﻳــﺮ« ﺟــﺜــﻤــﺎﻧــﻪ ﻣـــﻦ ﻣـــﻄـــﺎر اﻟــﻘــﺎﻫــﺮة، ﻋــﻘــﺐ وﺻـــﻮﻟـــﻪ ﻣـــﻦ ﻧــﻴــﻮﻳــﻮرك ﻋﻠﻰ ﻣﱳ ﻃﺎﺋﺮة ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻄﻴﺮان، واﺗﺠﻬﻮا إﻟﻰ ﺑﻠﺪﺗﻪ.
وﻛــــــﺎن ﻣــــﻘــــﺮرا اﻟــــﺼــــﻼة ﻋـﻠـﻰ ﺟﺜﻤﺎن ﻋﺒﺪ اﻟـﺮﺣـﻤـﻦ، ﻣـﻊ ﺻﻼة اﻟـــﻌـــﺼـــﺮ، إﻻ أن ﺗـــﺄﺧـــﺮ وﺻــﻮﻟــﻪ ﻣــﻦ اﻟـﻘـﺎﻫـﺮة إﻟــﻰ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻋﺒﺮ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ، وﻟﻴﺲ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﺳــــﻜــــﻨــــﺪرﻳــــﺔ اﻟـــــــﺰراﻋـــــــﻲ، ﺟــﻌــﻞ اﻟﺼﻼة ﺗﺘﺄﺟﻞ إﻟﻰ وﻗﺖ اﳌﻐﺮب، وذﻟــــﻚ ﻓــﻲ اﳌــﺴــﺠــﺪ اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ اﻟــﺬي ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺗﻪ، وﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟـﺸـﺮﻃـﺔ ﻋــﺪة ﻣـﺌـﺎت ﻣــﻦ اﻷﻣــﺘــﺎر. وﺣــــﺮﺻــــﺖ ﻋـــﻨـــﺎﺻـــﺮ اﻷﻣــــــﻦ ﻋـﻠـﻰ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﳌﻀﻴﻔﺔ واﳌـﺴـﺠـﺪ. وﺗـﺮﻛـﺰ وﺟــﻮدﻫــﺎ أﻣـﺎم ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﺮﻃﺔ، ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدة ﻣﺪﻳﺮ أﻣﻦ اﻟﺪﻗﻬﻠﻴﺔ وﻣﺪﻳﺮ اﳌﺒﺎﺣﺚ.
وﻷﺳـــــــﺒـــــــﺎب ﺗـــﺘـــﻌـــﻠـــﻖ ﺑــﻤــﻨــﻊ ﺣــﺪوث أي ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻣـﻊ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ، وﻓـﻘـﺎ ﳌـﺼـﺎدر ﻣـﻦ أﺳـﺮة اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻀﺮﻳﺮ، ﺗﻢ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻮا اﻟﻌﺰاء ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳌﻘﺎﺑﺮ اﻟﺘﻲ دﻓﻦ ﻓﻴﻬﺎ، ﺑﺎﻻﻧﺼﺮاف ﻣﻨﻌﺎ ﻟﻼزدﺣﺎم ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻌﺰاء أﻣﺎم دار اﻟـﻌـﺎﺋـﻠـﺔ ﻓــﻲ اﻟـﺠـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ. ﻛﻤﺎ ﻗـــﺮرت اﻷﺳـــﺮة ﺗﻠﻘﻲ اﻟــﻌــﺰاء ﻣﻤﻦ ﻟـــــﻢ ﻳــﺘــﻤــﻜــﻦ ﻣـــــﻦ اﻟــــﺤــــﻀــــﻮر إﻟـــﻰ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ، أﻣﺎم ﻣﻨﺰل اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ، أو ﻓﻲ أي ﻣﻘﺮ ﻣــﻦ ﻣــﻘــﺮات اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ، وذﻟﻚ »ﺗﺨﻔﻴﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ«.
وﺗــــﻮﻓــــﻲ ﻋـــﺒـــﺪ اﻟـــﺮﺣـــﻤـــﻦ ﻓـﻲ ﺳـــــﺠـــــﻦ ﺳـــــﺒـــــﻮرﺗـــــﻴـــــﻨـــــﻎ ﺑـــــﻮﻻﻳـــــﺔ ﻛﻮﻟﻮرادو اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ اﳌــﺎﺿــﻲ. وﻳــﻘــﻮل اﻟـﺘـﻘـﺮﻳـﺮ اﻟﻄﺒﻲ إن ﺳـﺒـﺐ اﻟـــﻮﻓـــﺎة ﻃـﺒـﻴـﻌـﻲ، ﺟــﺮاء إﺻــﺎﺑــﺘــﻪ ﺑــﻬــﺒــﻮط ﺣـــﺎد ﺑـــﺎﻟـــﺪورة اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ واﻟﻘﻠﺐ. واﻧﺘﺸﺮت ﻋﻠﻰ ﻣــــﻮاﻗــــﻊ اﻟــــﺘــــﻮاﺻــــﻞ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ ﺧــﻼﻓــﺎت اﳌــﺼــﺮﻳــﲔ ﺣـــﻮل اﻟـﺮﺟـﻞ اﻟــــﺬي ﻛـــﺎن ﻣـــﻞء اﻟـﺴـﻤـﻊ واﻟـﺒـﺼـﺮ ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ.
وﺑــــﻴــــﻨــــﻤــــﺎ ﺣــــﻤــــﻠــــﻪ اﻟـــﺒـــﻌـــﺾ ﻣـﺴـﺆوﻟـﻴـﺔ اﻟـﻌـﻨـﻒ اﻟـــﺬي ﺷﻬﺪﺗﻪ ﻣـﺼـﺮ ﻓــﻲ ﺗـﻠـﻚ اﻟـﻔـﺘـﺮة، وأﻧـــﻪ ﻛـﺎن ﻣﻨﻈﺮا ﻟﻠﻌﻤﻞ اﳌﺴﻠﺢ ﺿﺪ اﻟﺪوﻟﺔ، دﻋــــﺎ آﺧــــــﺮون إﻟــــﻰ ﻃــﻠــﺐ اﻟــﺮﺣــﻤــﺔ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ. ﻛــــﻤــــﺎ ﺟـــــــﺮت ﻣــــــﺤــــــﺎوﻻت ﻣــﻦ ﺟــــﺎﻧــــﺐ ﺑـــﻌـــﺾ اﳌـــﺘـــﻌـــﺎﻃـــﻔـــﲔ ﻣــﻊ »اﻟـﺸـﻴـﺦ اﻟــﻀــﺮﻳــﺮ« ﻟﻠﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺴﻼح ﺿﺪ ﻣﻌﺎرﺿﻴﻬﺎ، ﺑﺎﻟﻘﻮل إﻧــــﻪ }ﺟــــﺮى ﺗــﺤــﺮﻳــﻒ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣﻦ ﻓﺘﺎواه ﻟﺼﺎﻟﺤﻬﺎ{.
وﻳــﻘــﻮل ﻋــﻤــﺎر، إن واﻟـــﺪه ﻛﺎن ﻳﺸﻜﻮ، ﻓﻲ وﺣﺪﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ، ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺮي وﻣﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض، ﻣﺸﻴﺮا، ﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻌﻪ، إﻟــﻰ إﻧــﻪ ﺣــﺎول ﻛﺜﻴﺮا ﺗﺴﻠﻤﻪ ﻣﻦ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة، ﺧـﺎﺻـﺔ أﺛﻨﺎء إدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ، إﻻ أن ﻫﺬه اﳌﺤﺎوﻻت ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻤﻞ.
وﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺎﻓﺮ إﻟﻰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺗﺴﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﻛـــﺎن اﻟــﺸــﻴــﺦ ﻋــﻤــﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻳﻠﻘﻲ ﺧﻄﺒﺎ دﻳﻨﻴﺔ رأت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﻌﻨﻒ. وأﻗﺎم ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﺎ ﺑﲔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺘﻲ اﻟﻔﻴﻮم وأﺳﻴﻮط. وﺑﺎﻷﻣﺲ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﺤﻀﻮر اﻟﺠﻨﺎزة ﺑﻌﺾ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﻫﺎﺗﲔ اﳌﺤﺎﻓﻈﺘﲔ أﻳﻀﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻴﻮم اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻠﻘﻲ ﻓﻲ »ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺸﻬﺪاء«، ﻓﻴﻬﺎ، اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺐ وﺗﻌﺮض ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﻠﻤﻄﺎردات اﻷﻣﻨﻴﺔ.
وﻳﻘﻮل أﺣﺪ أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻪ وﻫﻮ ﻳـﺴـﻴـﺮ وﺳـــﻂ اﳌــﺸــﻴــﻌــﲔ: اﻟـﺸـﻴـﺦ أوﺻﻰ ﺑﺪﻓﻨﻪ ﻫﻨﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ واﻟﺪﺗﻪ وواﻟـــــﺪه وﺷـﻘـﻴـﻘـﻪ أﺣــﻤــﺪ. وﺗـﻘـﻮل ﻓﻮﻗﻴﺔ: »رﺣﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﻤﻲ، ﻓﺄﻧﺎ أﻋﺘﺰ ﺑﻪ وأدﻋﻮ اﻟﻠﻪ أن ﻳﺮﺣﻤﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻤﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻋـﻨـﻪ... ﺟﺌﺖ ﻟﻠﺤﻴﺎة وﻟﻢ أره، وﻟﻜﻦ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺐ اﻟﻨﺎس ﻟﻪ وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮوى ﻋﻨﻪ«.
وﻳـــــﻀـــــﻴـــــﻒ اﺑـــــــــــﻦ ﺷـــﻘـــﻴـــﻘـــﻪ، ﺷــﻤــﺲ، اﻟـــﺬي ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪة: }ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺮى اﺗﻬﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ اﻏﺘﻴﺎل اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎدات، ﻇﻬﺮت ﺑﺮاءﺗﻪ، وﻗﺎم ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺪﻓﺎع ﻋـﻦ ﻧﻔﺴﻪ، وﻣـﻜـﺚ ﻓـﺘـﺮة ﻓـﻲ ﺑﻠﺪة اﻟــﺠــﻤــﺎﻟــﻴــﺔ، وﻛــــﺎن ﻳــﻘــﻮم ﺑـﺈﻋـﻄـﺎء اﻟـــــﺪروس اﻟــﺪﻳــﻨــﻴــﺔ ﻓــﻲ اﳌــﺴــﺎﺟــﺪ، وﺗﺤﻔﻴﻆ اﻟـﻘـﺮآن اﻟـﻜـﺮﻳـﻢ... وﺑﻌﺪ أن ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﳌﺆﺑﺪ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، ﻛﺎن ﻳﻨﺘﻈﺮ اﳌﻮت ﻓﻲ ﻛﻞ وﻗﺖ، وﻛﺎن، ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، ﻳﻌﻠﻢ أن ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﺑﺔ{.
وﻣــــﻦ ﺟــﺎﻧــﺒــﻪ ﻳــﻜــﺸــﻒ ﻋــﻤــﺎر ﻋﻦ أن واﻟــﺪه ﻛـﺎن ﻳﺤﺐ »ﻣﺴﺠﺪ اﻟــﺸــﻬــﺪاء« ﺑـﺎﻟـﻔـﻴـﻮم ﺣـﺒـﺎ ﻛﺒﻴﺮا، وﺷـــﻌـــﺮ ﺑـــﺤـــﺰن ﻋــﻤــﻴــﻖ ﺣــــﲔ ﺗـﻢ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ارﺗﻴﺎده. وﻛﺎن »ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺸﻬﺪاء« ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻨﺰل اﻷﺳﺮة ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻮم ﻧﺤﻮ ٥١ دﻗﻴﻘﺔ ﻣﺸﻴﺎ ﻋــﻠــﻰ اﻷﻗـــــــــــﺪام... »ﻛــــــﺎن ﻣــﺴــﺠــﺪا ﺻــﻐــﻴــﺮا ﻳــﻘــﻊ ﺗــﺤــﺖ ﻣـــﻨـــﺰل وﻣــﻊ ذﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﻪ وﻟﻢ ﻳــﺘــﺤــﻤــﻞ ﻓــــﺮاﻗــــﻪ«. وﻳــﻀــﻴــﻒ أﻧــﻪ ﻃــﻮال ﻓﺘﺮة ﺣﺒﺴﻪ ﻓـﻲ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻛــﺎن ﻛـﻞ اﺗـﺼـﺎل ﻫﺎﺗﻔﻲ ﻳـــﺄﺗـــﻲ ﻣـــﻨـــﻪ وﻫـــــﻮ ﻓــــﻲ اﻟــﺴــﺠــﻦ، ﺗﺴﺒﻘﻪ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺗﻘﻮل إﻧﻪ »ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ إﻻ ﻟﺰوﺟﺘﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺣﺴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳـﻌـﺪ، وﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻷﺣــﺪ ﻏﻴﺮﻫﺎ، وإذا ﺗﻜﻠﻢ أﺣﺪ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺳﻮف ﻳﺘﻢ ﻗﻄﻊ اﳌﻜﺎﳌﺔ«.
وﻣــﻦ ﺑــﲔ ﻣــﻦ ﺣــﺮﺻــﻮا ﻋﻠﻰ ﺣـــﻀـــﻮر ﺻـــــﻼة اﻟــــﺠــــﻨــــﺎزة ﻋـﻠـﻰ ﺟﺜﻤﺎن ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻣﺴﺎء أﻣﺲ، ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺴﻠﻔﻲ وﻣـــــــﻦ ﺟـــﻤـــﺎﻋـــﺔ أﻧـــــﺼـــــﺎر اﻟــﺴــﻨــﺔ اﳌﺤﻤﺪﻳﺔ، وﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻹﺧـﻮان اﳌـــﺴـــﻠـــﻤـــﲔ اﳌـــﺼـــﻨـــﻔـــﺔ ﻓــــﻲ ﻣــﺼـﺮ ﻛـ»ﻣﻨﻈﻤﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ«.
وﺧـــــﻼل ﻋــــﺎم ٣١٠٢ ﺣــﺎوﻟــﺖ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ اﻹﺳـــﻼﻣـــﻴـــﺔ وﺗـــﻴـــﺎرات دﻳـــﻨـــﻴـــﺔ أﺧـــــــــﺮى، ﻣـــﻨـــﻬـــﺎ ﺟــﻤــﺎﻋــﺔ اﻹﺧــﻮان، اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﻓﺮاج ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ. وأﻗﻴﻤﺖ ﻋﺪة ﺧﻴﺎم واﻋﺘﺼﺎﻣﺎت أﻣــﺎم ﻣﻘﺮ اﻟﺴﻔﺎرة اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ ﻓــــﻲ اﻟــــﻘــــﺎﻫــــﺮة ﻟــﻬــﺬا اﻟﻐﺮض. ووﻟـــﺪ اﻟـﺸـﻴـﺦ ﻋـﺒـﺪ اﻟـﺮﺣـﻤـﻦ ﻓــﻲ اﻟـﺠـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ ﻋــﺎم ٨٣٩١، وﻓﻘﺪ ﺑـــــﺼـــــﺮه ﺑــــﻌــــﺪ ﻋــــــــﺪة أﺷـــــﻬـــــﺮ ﻣــﻦ وﻻدﺗــــﻪ، وﺣـﺼـﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ اﻷزﻫــﺮﻳــﺔ ﻋــﺎم ٠٦٩١. ﺛــﻢ اﻟﺘﺤﻖ ﺑﻜﻠﻴﺔ أﺻـــﻮل اﻟــﺪﻳــﻦ ﺑـﺎﻟـﻘـﺎﻫـﺮة، ودرس ﻓــﻴــﻬــﺎ ﺣــﺘــﻰ ﺗــﺨــﺮج ﻋــﺎم ٥٦٩١، وﺟـﺮى ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻓﻲ وزارة اﻷوﻗـــــﺎف، وﺣــﺼــﻞ ﻋـﻠـﻰ ﺷـﻬـﺎدة اﳌﺎﺟﺴﺘﻴﺮ، وﻋﻤﻞ ﻣﻌﻴﺪا ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ وﺣـﺼـﻞ أﻳـﻀـﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺪﻛــﺘــﻮراه، وﻋـﻤـﻞ ﻓـﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺳــﻴــﻮط، إﻟﻰ أن ﺗﻢ اﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ اﻏﺘﻴﺎل اﻟﺴﺎدات.
وﻳـــﻘـــﻮل اﻟــﺸــﻴــﺦ ﻧــﺒــﻴــﻞ ﻋـﺒـﺪ اﻟـــﺮﺣـــﻤـــﻦ، اﳌـــﻘـــﺎﺗـــﻞ اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻖ ﻓـﻲ أﻓـــﻐـــﺎﻧـــﺴـــﺘـــﺎن اﻟـــــــﺬي ﻛـــــﺎن ﻳـﻠـﻘـﺐ ﺑـ»أﺑﻮ ﻣﺴﻌﻮد اﳌـﺼـﺮي«: »ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺠﻮﻧﺎ ﻣﻊ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ اﻟـــﺮﺣـــﻤـــﻦ، وآﺧــــﺮﻳــــﻦ، ﻓـــﻲ ﻗﻀﻴﺔ اﻏــﺘــﻴــﺎل اﻟـــﺴـــﺎدات رﻗـــﻢ ٧١٢ أﻣــﻦ دوﻟــــﺔ ﻋــﻠــﻴــﺎ... ﻛــﻨــﺎ ٧٦ ﻋـﻨـﺼـﺮا، وﺣــﺼــﻠــﻨــﺎ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺒـــﺮاءة إﻻ أﻧــﻪ ﺗﻢ اﻋﺘﻘﺎﻟﻨﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋــﻬــﺪ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﺣــﺴــﻨــﻲ ﻣـــﺒـــﺎرك. واﻧﺘﻘﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ اﺳﺘﻘﺒﺎل ﻃﺮة إﻟﻰ ﺳﺠﻦ أﺑﻮ زﻋﺒﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻓﻲ ﻋﺎم ٤٨٩١. وﺑﻌﺪ ﺣﻮار ﺑﻴﻨﻨﺎ اﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎل اﻟـﻌـﺪو اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻗـــﺒـــﻞ اﻟـــــﻌـــــﺪو اﻟـــــﻘـــــﺮﻳـــــﺐ. وﺑـــﻬـــﺬا ﺑـــﺪأﻧـــﺎ اﻟــﺴــﻔــﺮ ﳌــﺤــﺎرﺑــﺔ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن«.
وﻳﺘﺬﻛﺮ أﺑﻮ ﻣﺴﻌﻮد ﻗﺎﺋﻼ إن »اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺣﻀﺮ ﻓﻲ ذﻟـﻚ اﻟﻮﻗﺖ إﻟـﻰ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن، وﻛـــﻨـــﺎ ﻓـــﻲ ﻋــﻤــﻠــﻴــﺔ ﻟــــﺪك ﻣـﻌـﺴـﻜـﺮ روﺳﻲ ﺑﺎﳌﺪﻓﻌﻴﺔ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ، وأﺻﺮ ﻫــﻮ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺨـــﺮوج ﻣــﻌــﻨــﺎ، وﻛــﺎن ارﺗـــﻔـــﺎع اﻟــﺠــﺒــﻞ اﻟـــــﺬي ﺻــﻌــﺪﻧــﺎه ﻗـــــﺮاﺑـــــﺔ ﻛـــﻴـــﻠـــﻮﻣـــﺘـــﺮ، واﺳـــﺘـــﻐـــﺮق اﳌﺸﻮار ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم، ﺣﺘﻰ وﺻﻠﻨﺎ ﻗﻤﺘﻪ ﺑﺎﻟﺨﻴﻮل واﻟﺤﻤﻴﺮ واﻟﺒﻐﺎل وﻋﻠﻰ اﻷﻗﺪام. وﻫﻨﺎ ﻃﻠﺐ اﻟﺸﻴﺦ اﻟـــﻀـــﺮﻳـــﺮ أن ﻳــــﺸــــﺎرك ﻓــــﻲ رﻣـــﻲ اﳌﻌﺴﻜﺮ ﺑـﺎﳌـﺪﻓـﻌـﻴـﺔ... واﺣـﺘـﺮﻧـﺎ ﻣــــﺎذا ﻧــﻔــﻌــﻞ، ﻟــﻜــﻦ ﻗــﻤــﻨــﺎ ﺑﻀﺒﻂ اﻷﺑـــﻌـــﺎد واﳌــﺴــﺎﻓــﺎت ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻮﻗـﻊ داﺧـﻞ ﻣﻌﺴﻜﺮ اﻟــﺮوس، وﻗـﺎم ﻫﻮ ﺑـﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ إﻃـــــﻼق اﻟــﻘــﺬﻳــﻔــﺔ، وﻫــﻮ ﻳــﺼــﻴــﺢ: )وﻣـــــﺎ رﻣــﻴــﺖ إذ رﻣـﻴـﺖ وﻟﻜﻦ اﻟﻠﻪ رﻣﻰ(«.
وﻣــــﻦ ﺟــﺎﻧــﺒــﻪ ﻳـــﻘـــﻮل اﻟــﺴــﻴــﺪ ﻣﺤﻤﺪ، أﺣـﺪ ﺟﻴﺮان اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﻋــﺒــﺪ اﻟـــﺮﺣـــﻤـــﻦ، ﻓــــﻲ اﻟــﺠــﻤــﺎﻟــﻴــﺔ: »ﻛﻨﺖ أﺻﻄﺤﺒﻪ إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺔ )ﻣﻴﺖ ﺷـــﺮف(، اﳌـــﺠـــﺎورة، ﺣـﻴـﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﻫـــﻨـــﺎك دار ﻟــﺘــﺤــﻔــﻴــﻆ اﻟـــــﻘـــــﺮآن... اﻟـــﺠـــﻤـــﻴـــﻊ ﻳـــﺤـــﺘـــﺮﻣـــﻪ وﻳـــــﻘـــــﺪره«. وﻳﻀﻴﻒ ﺟﻤﺎل ﻗﻀﺎ، وﻫﻮ ﻣﻌﻠﻢ وأﺣﺪ ﺟﻴﺮان اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻀﺮﻳﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪة، إﻧـﻪ »ﻛــﺎن ﻳﻘﻴﻢ ﺑﺠﻮارﻧﺎ ﻓﻲ ﺷﺎرع اﻟﺘﺮﻋﺔ... ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ ﺻﻐﺮه وﻫﻮ ﻛﻔﻴﻒ، وﺗﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻷزﻫــﺮ، وﻋــﲔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ أﺳﻴﻮط، ﺛﻢ ﺳﺎﻓﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﻮدان، واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، واﻋﺘﻘﻞ ﻫﻨﺎك«.
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت اﳉﺎﻧﺐ اﻷﻣﲑﻛﻲ أن ﺗﻜﻮن زوﺟﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻘﻂ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﻣﻜﺎﳌﺎﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻦ أﺑﻮ ﻣﺴﻌﻮد اﳌﺼﺮي: اﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎل اﻟﻌﺪو اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺪو اﻟﻘﺮﻳﺐ واﲡﻬﻨﺎ ﻷﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن