أﺳﺌﻠﺔ اﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة رﺗﻴﺒﺔ
»أﺗﻌﺜﺮ ﰲ اﻟﻐﻴﻤﺔ ﻓﺘﺒﻜﻲ« ﺟﺪﻳﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﳌﻐﺮﺑﻲ ﺟﻤﺎل اﳌﻮﺳﺎوي
ﺑﻌﺪ »ﺣﺪاﺋﻖ ﻟﻢ ﻳﺸﻌﻠﻬﺎ أﺣﺪ« )١١٠٢( و»ﻣﺪﻳﻦ ﻟﻠﺼﺪﻓﺔ« )٧٠٠٢( و»ﻛـــــﺘـــــﺎب اﻟــــﻈــــﻞ« )١٠٠٢(، ﺻـــﺪر ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﳌـﻐـﺮﺑـﻲ ﺟـﻤـﺎل اﳌـﻮﺳـﺎوي دﻳــﻮان ﺷﻌﺮي راﺑــﻊ، أﻋـﻄـﺎه ﻋﻨﻮان »أﺗــــﻌــــﺜــــﺮ ﻓـــــﻲ اﻟـــﻐـــﻴـــﻤـــﺔ ﻓـــﺘـــﺒـــﻜـــﻲ«، ﻣـــﺘـــﻀـــﻤـــﻨـــﺎ ٦٤ ﻗــــﺼــــﻴــــﺪة، ﻛــﺘــﺒــﺖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ٤١٠٢.
ﻋﻦ إﺻــﺪاره اﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻳﻘﻮل ﻟﻨﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ إﻧﻪ »اﺷﺘﻐﻞ، ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻮان، أﺳﺎﺳﺎ، ﻋﻠﻰ ﺗﻴﻤﺔ اﻟﺸﻚ، اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﻮر ﻟﺤﻴﺎة ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ رﺗﻴﺒﺔ وﺑﻼ ﻣﻌﻨﻰ، وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺎش ﻣﻦ دون أﺳﺌﻠﺔ ﺗﺘﺄﻣﻞ اﻷﺷﻴﺎء واﻷﻓـﻜـﺎر، وﻳﺒﻘﻰ اﻟﺸﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎب ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ، ﻣـﻦ دون أن ﻳـﺘـﺮك ﻣﺠﺎﻻ ﻷﺟﻮﺑﺔ ﻗﻄﻌﻴﺔ«.
ﻫـــﻜـــﺬا، ﻳــــــــﻮﻟــﺪ اﻟــﺸــﻚ أﺳـﺌـﻠـﺘـﻪ، وﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة »ﺟﻬﻞ«، ﺣﻴﺚ »ﻳـﺴـﺮح اﻟـﺴـﺆال ﻓـﻲ ﻣﻜﺎن ﻣـﺎ - وﻻ ﻳﺼﻌﺪ إﻟﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﻮﻗﺖ«، وﺣﻴﺚ »اﻟﺤﻠﻢ ﺟــﺮس ﻧـﺎﻋـﻢ - ﻻ ﻳـﺮﻗـﻰ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ ﻛـﻲ ﻳﺼﻴﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ«؛ ﻗﺒﻞ أن ﻧﻘﺮأ ﻟﻪ، ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ«: »وددت أن أرﺗـــﻔـــﻊ ﻗــﻠــﻴــﻼ ﻷرى ﻣﺎ ﺧﻠﻒ اﻟــﺬات. - اﻟﻜﻼم ﻛﺜﻴﺮ، - وأﻧﺎ اﻋﺘﺪت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟﺪي. - اﻋﺘﺪت ﻋﻠﻰ ﺻﺪاﻗﺔ اﻟﻈﻞ - أﻓﺮح ﻛﻠﻤﺎ اﻣﺘﺪت ﻳﺪ ﻻ أﻋﺮﻓﻬﺎ إﻟﻲ، - اﻋﺘﺪت ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮح اﳌﻔﺎﺟﺊ - وﻋﻠﻰ اﻟﺼﺪﻓﺔ ﺗﻘﻄﺮ ﻣﻦ ﺳﻤﺎء رﻣﺎدﻳﺔ«.
ﻳــــﺸــــﺪد اﳌـــــــﻮﺳـــــــﺎوي ﻋـــﻠـــﻰ أﻧـــﻪ داﺋـــﻢ اﻟــﺘــﺴــﺎؤل ﺑـﺨـﺼـﻮص ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ: ﻣﻮﻗﻌﻪ. ﻗﻠﻘﻪ. ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ وﺗـﻮاﺻـﻠـﻪ ﻣــﻊ ﻧﻔﺴﻪ وﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﺘﺠﻪ، ﺷﻴﺌﺎ ﻓــﺸــﻴــﺌــﺎ، ﻧــﺤــﻮ اﻟـﺘـﻨـﻤـﻴـﻂ واﻟــﺘــﻤــﺰق واﻟـــــﺘـــــﺸـــــﻈـــــﻲ؛ وﻫــــــــﻮ وﺿــــﻊ ﻳـــﺠـــﺪ ﺻــــﺪاه ﻓـــــﻲ ﻗــﺼــﻴــﺪة »ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﻬــﻞ«، ﺣــــــﻴــــــﺚ ﻧــــــﻘــــــﺮأ: »روﻳــــــــــــﺪا روﻳـــــــﺪا - ﻳـــﺘـــﺄﺛـــﺚ اﻟــﻌــﻤــﺮ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺼﻐﻴﺮة - ﺑــــــــﺎﻟــــــــﺼــــــــﺪاﻗــــــــﺎت اﻟــــــــﻌــــــــﺎﺑــــــــﺮة - ﺑـــﺘـــﻠـــﻚ اﳌـﻤـﺘـﺪة ﻛﺨﻴﻂ اﳌــﻄــﺮ - ﺑــﺎﻟــﺤــﺐ اﻟــﺸــﺒــﻴــﻪ ﺑــﺎﳌــﻮج - وﺑــﺎﻟــﻀــﻐــﺎﺋــﻦ اﻟــﺤــﻘــﻴــﺮة - روﻳــﺪا روﻳــﺪا - أﻛﺘﺸﻒ أن اﻟـﻌـﻤـﺮ ﺷـﺎﺣـﻨـﺔ ﻗـﺪﻳـﻤـﺔ - وأن ﺛــﻤــﺔ ﻣــﺘــﻼﺷــﻴــﺎت ﻛــﺜــﻴــﺮة ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮي - وأن اﻟﺸﺎﺣﻨﺔ ﺗﻤﻀﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﻬﺎوﻳﺔ - روﻳـﺪا روﻳﺪا - ﺗﺼﻌﺪ اﻷﺷﻴﺎء - واﻟﻮﺟﻮه - واﻻﺳــﺘــﻴــﻬــﺎﻣــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﻣـــﺮت ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺴﺪ - ﺗﻜﺒﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻮﺟﻮد ﻛﻠﻪ - ﻳﺘﻀﺎءل - وﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻌﺪم اﻵﺳﺮ - روﻳﺪا روﻳﺪا«.
ﻳــــــﺮى اﳌــــــﻮﺳــــــﺎوي أن اﻟـــﻄـــﻔـــﺮة اﻟـــﺤـــﺎﻟـــﻴـــﺔ ﻟــﻠــﺘــﻜــﻨــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﺎ ﺟــﻌــﻠــﺖ اﳌـــﻌـــﺮﻓـــﺔ ﻣـــﺸـــﺎﻋـــﺔ، وﻓــﺘــﺤــﺖ اﻟــﺒــﺎب ﻋﺮﻳﻀﺎ أﻣــﺎم اﻟـﻨـﺎس ﻟﻴﺴﺎﺋﻠﻮا ﻛﻞ اﳌﺴﻠﻤﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻣﻦ دون اﺳﺘﺜﻨﺎء، اﻟـﺸـﻲء اﻟــﺬي ﻳﻔﺴﺮ ﻟــﻢ ﺧﻴﻢ ﻣﻌﺠﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ﻗـﺼـﻴـﺪة، وﻣــﻦ ذﻟــﻚ أن ﻧـﻘـﺮأ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة »ﻋــﻦ ﻛـﺜـﺐ«: »أﻓــﺘــﺮض أﻧﻚ ﻫﻨﺎ - ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﺠﺪار اﻷزرق - ﻣﻦ ﻧـﺎﻓـﺬة ﻓـﻲ اﻟﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻴﺴﺮى - أﻃـﻞ ﻋــﻠــﻰ ﺷــــﺎرع اﻷﺻـــﺪﻗـــﺎء - أﺗﻔﺤﺺ اﻟـــﻮﺟـــﻮه اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻌــﺒــﺮ ﻓـــﻲ اﻟــﻬــﻼﻣــﻲ ﻣــﻦ ﻛــﻞ ﺷــﻲء - وﻣــﻦ ﺷـﻘـﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻓـﻲ اﻟـﻨـﺎﻓـﺬة اﻟﻴﻤﻨﻰ - ﻳﻨﺘﺸﺮ دفء ﻣﺸﻮب ٍٍ ﺑﺤﺬرٍٍ أﻧﻴﻖ:- ﻛﻠﻤﺎت ﺗﻘﻮل - وﻻ ﺗﻘﻮل. - اﻟﻌﺎﻟﻢ واﻗﻒ.. ﻫﻨﺎك!«؛ أو ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة »ﺷﻼل ﻣﻦ اﻟﻮرد«، ﺣﻴﺚ ﻧﻘﺮأ: »أرى - وﻻ أرى - ﻫـﺬا اﻟﺠﺪار ََ ﻳﺸﺪ اﻧﺘﺒﺎه اﻟﻌﺎﺑﺮﻳﻦ - ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻧﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ اﺗﺠﺎه: - ﺧﻠﻒ ﻫﺬه اﳌﺴﺎﺣﺔ اﻟﺮﺧﻮة - واﳌﺴﺎﻓﺎت اﳌﻔﺘﺮﺿﺔ - أﻧﻬﺎر ﻣﻦ اﻟﺤﻨﲔ - ﺷﻼل ﻣﻦ اﻟـــــﻮرد اﳌــﻨــﺴــﻲ – وﻃــﻔــﻞ«؛ أو ﻓــﻲ ﻗــﺼــﻴــﺪة »ﺻــﺎﻧــﻊ اﻷرق«، ﺣﻴﺚ ﻧﻘﺮأ: »ﻻ أﻋـــﺮف ﺷـﻴـﺌـﺎ ﻋـﻨـﻚ - اﻟﻬﻮاء ﻓﻲ رﺋﺔ اﻵﻟﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻠﻮﺛﺎ ﻛﻤﺎ ﻓـــﻲ اﻟــــﺸــــﺎرع - ﺛـﻤــﺔ أﻛــﻴـﺎس ﻫــــــﻮاﺋــــــﻴــــــﺔ إﺿــﺎﻓــﻴــﺔ - ﺛﻤﺔ ﺣﺮاس ﻣﻔﺘﺮﺿﻮن - وﺟــــــــــــــــــــــﻮه ﻣﺘﻌﺪدة ﻟﻮﺟﻪ واﺣﺪ - ﻣـﺘـﺂﻟـﻔـﺔ - ﺛـﻤـﺔ ﻣــﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﻟﺒﺴﺎ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺎدة - ﻓــﻲ ﻫــﺬا اﻟﻨﺴﻖ ﻏﻴﺮ اﳌﻨﻄﻘﻲ - ﻻ أﻋـﺮف ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻨﻚ أﻳﺘﻬﺎ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟـﺮﺧـﻮة - ﻻ أﻋـﺮف ﻣﺎ اﻟﺬي ﺧﻠﻒ اﻟﺼﻔﺤﺔ - وﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﻫﺎرب إﻟﻰ اﻷﻣﺎم - ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر ذﻟﻚ - أﻣﺎم اﻟﺸﺎﺷﺔ اﳌﺸﻮﺷﺔ ﻟـﺨـﻴـﺎل ﻣــﺰﻋــﻮم - ﻻ ﺗـــﺰال أﺻﺎﺑﻌﻲ ﺗﺰرع ﺣﺒﺎت اﻷرق!«. ﻳﺸﻴﺮ اﳌﻮﺳﺎوي إﻟﻰ أن دﻳﻮاﻧﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﻮ »ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ«، ﻋـﻠـﻰ اﻋــﺘــﺒــﺎر أن ﻧـﺼـﻮﺻـﻬـﺎ ﻛﺘﺒﺖ وﻧــــﺸــــﺮت ﻣـــﺒـــﺎﺷـــﺮة ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــــﺠــــﺪار اﻟﺨﺎص ﻓﻲ »ﻓﻴﺴﺒﻮك«، ﻋﺪا أرﺑﻌﺔ. ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﺪرك، ﻗﺎﺋﻼ إﻧﻪ ﻛﺘﺐ ﻫﺬه اﻟﻨﺼﻮص ﻋﻦ وﻋﻲ ﻣﺴﺒﻖ ﺑﺄن اﻷﻣﺮ ﻳـﺘـﻌـﻠـﻖ ﺑـﻤـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﺷـﻌـﺮﻳـﺔ ﺳﻴﺘﻢ ﺗﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻻﺣﻖ؛، ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﺎر ﺗـﻔـﺎﻋـﻞ ﻣــﻦ اﻷﺻـــﺪﻗـــﺎء واﳌـﺘـﺎﺑـﻌـﲔ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ إﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻴﺤﻬﺎ اﳌﻮﻗﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻓﻀﻼ ﻋـﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟـﻮﺻـﻮل اﻟﺴﺮﻳﻊ إﻟﻰ اﻟــﻘــﺎرئ دون وﺳــﻴــﻂ، ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺆﻛﺪ اﺳـــﺘـــﺜـــﻤـــﺎر ﻣــــﻴــــﺰة اﻟــﺘــﻜــﻨــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﺎ واﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﳌﻌﺮﻓﺔ.
وﻋـــــﻦ اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪ اﻟــــــﺬي ﻳـﻘـﺘـﺮﺣـﻪ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﻨﺠﺰ واﻟـﺘـﺠـﺮﺑـﺔ، ﻗــﺎل اﳌــﻮﺳــﺎوي: »رﺑـﻤـﺎ اﻟــﻘــﺎرئ ﻫــﻮ اﻟـــﺬي ﺳﻴﻜﺸﻒ ﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن ﻫـﻨـﺎك ﺟـﺪﻳـﺪ أﻗـﺘـﺮﺣـﻪ ﻓــﻲ ﻫﺬه اﳌــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ ﻣــﻘــﺎرﻧــﺔ ﻣـــﻊ ﻣـــﺎ ﻧـﺸـﺮﺗـﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ، ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ اﺷﺘﻐﻠﺖ ﻋـﻠـﻰ ﺗـﻴـﻤـﺔ اﻟــﺸــﻚ، ﺑــﻮﻋــﻲ أﻛــﺜــﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ، رﻏﻢ أن اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺴﺆال ﻛﺎﻧﺎ ﺣﺎﺿﺮﻳﻦ داﺋﻤﺎ«.
وﻋﻦ إﺻﺮاره ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ وﻧﺸﺮ اﻟــﺸــﻌــﺮ ﻓــﻲ زﻣـــﻦ ﻋــﻮﳌــﺔ ﺗــﺼــﺮ ﻋﻠﻰ ﻧــﻔــﻲ اﻟــﺸــﻌــﺮ واﻟـــﻘـــﻮل ﺑـــﻼ ﺟـــــﺪواه، رد اﳌـــﻮﺳـــﺎوي ﺑـــﺄن »اﻟــﻜــﺘــﺎﺑــﺔ ﻓﻌﻞ ذاﺗـــــﻲ ﻗــﺒــﻞ ﻛـــﻞ ﺷـــــﻲء، ﻓــﻬــﻲ ﺗـﻠـﺒـﻲ ﺣﺎﺟﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻦ اﻻﺻﻄﺪام ﺑـــﺎﻷﺷـــﻴـــﺎء اﳌــــﻮﺟــــﻮدة ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ، ﺳــﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻫـﺬه اﻷﺷـﻴـﺎء أﺟﺴﺎﻣﺎ أو أﻓــﻜــﺎرا، إذن ﻓـﻬـﺬه ﻫـﻲ اﻟـﺠـﺪوى اﻷوﻟﻰ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺸﻌﺮ.
اﻟﻨﺸﺮ ﻣﺴﺄﻟﺔ أﺧـــﺮى، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧــﺘــﺤــﺪث ﻋــﻨــﻪ ﻧــﺘــﺤــﺪث ﻋــﻦ اﻟــــﺮواج واﻟـﻘـﺮاءة وﻫـﻮ، ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ، ﺣﺪﻳﺚ أزﻣـــﺔ، رﺑـﻤـﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ورﺑــﻤــﺎ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓـــﻴـــﻬـــﺎ، وﻣـــــــﺎ دﻣــــﻨــــﺎ ﺗـــﺤـــﺪﺛـــﻨـــﺎ ﻋــﻦ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ، وﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﻮﳌﺔ، ﻓﻜﺎن ﻳﻔﺘﺮض أن ﺗﻜﻮن ﻋــﺎﻣــﻼ ﻣـﺤـﻔـﺰا ﻋـﻠـﻰ ﺗـﻮﺳـﻴـﻊ داﺋــﺮة اﺣﺘﻀﺎن اﻟﺸﻌﺮ وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻴﻪ، ﻟﻜﻦ ﻓﻜﺮﺗﻲ ﻋﻦ ﻗﺎرئ اﻟﺸﻌﺮ ﻫﻲ أﻧﻪ ﻗﻠﻴﻞ؛ ﻷن اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻬﺎ، إﻟـﻰ ﻣﻦ ﻳﺘﻤﺎﻫﻰ رﺑﻤﺎ ﻣﻊ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﻣﻠﺖ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ، وﻫﺬا ﻻ ﻳﺤﺪث إﻻ ﻗﻠﻴﻼ«.