Al-Watan (Saudi)

القمع وادعاء المؤامرات حيلتا نظام طهران لصد الاحتجاجات

- لندن، أبها: الوكالات، الوطن

اعتقلت قوات الأمــن الإيرانية عددا من المتظاهرين إثر مواجهات عنيفة وســط العاصمة طهران، حيث سُجلت إصابات في صفوف المتظاهرين الذين خاضوا يومهم الثانــي مــن الاحتجاجات على التوالي. ودأبت إيران طوال سنوات على الحد من إخفاقاتها الداخلية بقمع أي احتجاجات أو مظاهرات من خلال محاولات التعتيم وحجب الإنترنت والادعاء بوجود مؤامرات، لكن سرعان مــا تتهاوى روايات الســلطات حول القمع العنيف الذي تمارسه ضد المحتجين.

وكان جهاز الشرطة بالعاصمة الإيرانية طهران قــد أعلن أمس، عدم إطلاقه النار على التظاهرات التــي خرجت تندد باســتهداف الحرس الثوري للطائرة الأوكرانية والتي كانت تقل 176 شخصا لقوا حتفهم جميعا.

أكاذيب الشرطة

رغم إنــكار جهــاز الشرطة الإيراني، انتشرت فيديوهات عبر مواقــع التواصــل تظهر إطلاق نــار واضح عــلى المتظاهرين في وقت متأخر أمــس الأحد. وأطلق مسلحون تابعون للنظام الإيراني النار عــلى المتظاهرين في طهران بعد ســاعات من تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إيران من قتل المتظاهريـ­ـن، وفقا لما نقلته صحيفة »ديلي ميل« البريطانية.

وإنــكار الشرطــة الإيرانية لإطلاق النار، ليس الأول من نوعه، فعندما اندلعت المظاهرات في 15 نوفمبر الماضي احتجاجا على رفع أسعار المحروقات، نفت الشرطة اســتخدامه­ا العنف، رغم وجود فيديوهات توثــق عمليات إطلاق النار وسط تنديد دولي وأمريكي وصف ما حصل بـ »المجزرة«.

وتظهــر الفيديوهــ­ات في تلك الفــترة، صعود مســلحين على أســطح بنايات لإطلاق النار على المتظاهرين الســلميين، وإطلاق النار عليهم من مروحيات.

ورغم وصول عــدد القتلى في المظاهرات التــي اندلعت في 15 نوفمبر إلى حوالي 1500 شــخص بحســب بيــان وزارة الخارجية الأمريكية، فإن نائب قائد الحرس الثوري عــلي فــدوي ادعى أن من أطلق النار عــلى المتظاهرين مجموعــة من »المرتزقــة« الذين انخرطــوا في »مؤامرة كبيرة جدا« على حد تعبيره.

كان تقرير أن علي خامئني، هو من أعطى أوامر بفعل »كل ما يلزم« من أجل إيقاف الاحتجاجات التي اندلعت في نوفمبر الماضي. وأضاف التقرير، أن أوامر خامنئي قد أدت

إلى مقتــل نحو 1500 شــخص، بينهم 17 مراهقــا و400 امرأة، إضافة إلى أفراد مــن قوات الأمن والشرطة.

وقبل أحداث نوفمبر الماضي، كانت المظاهرات الأبــرز هي احتجاجات مدينة مشهد التي انطلقت في نهاية عام 2017 واستمرت أياما في بداية عام 2018، وذلــك اعتراضا على الأوضاع المعيشية.

وقد انتقلت المظاهرات إلى مناطق مختلفة من إيران خاصة طهران، وقد توقع البعض أن تكون قوة تلك المظاهرات مثل احتجاجات الحركة الخضراء في 2009، إلا أن الحكومة الإيرانية اســتطاعت السيطرة على الأمور باستخدام القمع عبر عناصر الحرس الثوري.

وكان لافتــا في مظاهرات مدينة مشهد أن عناصر الحرس الثوري قــد اكتفوا بإطلاق الغاز المســيل للدموع واســتخدام مدافع المياه والهراوات في تفريــق المظاهرات، دون اســتعانة بالرصاص الحي، على عكس مظاهرات 2009.

التاريخ يعيد نفسه

يعــد البعض مظاهــرات عام 2009 التــي أطلق عليها اســم »الثورة الخضراء،« والتي اندلعت في العاصمــة طهــران احتجاجا على فوز الرئيس الســابق محمود أحمدي نجاد في انتخابات شــابها الكثير حســب ادعاءات المعارضة، إحدى أعنــف موجات العنف ضد المتظاهرين السلميين.

وقد أدى عنف النظام إلى مقتل نحو 70 متظاهرا، واعتقال حوالي 4 آلاف آخرين، والتقطت العدسات مشــاهد مقتل متظاهرين مثل ندا أغا سلطان، والتي أثار مقتلها ردود فعــل دولية غاضبة ضــد النظام الإيراني.

وقــد نفت الســلطات الإيرانية آنذاك مقتل ســلطان على يد قوات الأمن، وبدلا مــن ذلك روجوا بأنها قتلت عــلى أيدي أعضــاء جماعة »مجاهدي خلق« المعارضة للنظام.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia