Al-Watan (Saudi)

هدوء نسبي ضمير متصل

معركة مقالات وليست معركة Twitter

- عزة السبعي

يصف الكاتب الأميركي المخضرم والمحترم من قبل البيت البيض الأميركي ديفيد أقناتوس »تويتر« بالنسبة للسعوديين أنه ساحة حرب. وفي الواقع صدق الرجل في ذلك. منذ سنوات قليلة أصبح هذا البرنامج بمثابة ساحة السعوديين المفضلة، يكاد انغماسهم فيه يجعلك تعتقد أنهم لا يفرقون بينه وبين الواقع، بل تجاوزوا إلى حد اعتباره قادرا على تحقيق انتصار عالمي لهم ضد أي حملة تقاد ضدهم، لكن الحقيقة أن تويتر بالنسبة للعالم هو حديقة خلفية يستريحون فيها بعد انتهاء أعمالهم، وربما سخروا فيه من الناس على طريقة أوسكار وايلد. لو توقفت قليلا -عزيزي القارئوراج­عت كيف بدأ العالم ينظر لهذه القضية ستكتشف أنها بدأت مع مقالات كتاب الرأي الأهم في العالم مثل توماس فريدمان. التقارير الإخبارية للقنوات العالمية كلها اعتمدت على تقارير صحفية ومقالات أيضا، وليس مجرد تغريدات، لذا بدا كأن ساحة معركتنا خالية تماما إلا منّا، والساحة الحقيقية يجول ويصول فيها الرأي المعتمد على ما يقدم له من بيانات، وليس فيها قطعا الهاشتاق الفلاني أو تغريدات المشهور الآخر، لذا السؤال الأهم أين ذهب كتاب المقالات السعوديون؟ أين غابت التقارير الصحفية القيمة والبرامج النقاشية التي لا يديرها مذيع عاطفي يتوشح علم المملكة، أو يستخدم النكتة في أمر جاد جدا ولا يحتمل طرافة في نص الجبهة أو أسلحة الدرباوية الكلامية؟ أين كتاب المقالات المحايدون المسنودون بعدد من مصادر الأخبار الوطنية الصادقة التي توفر لهم المادة لصياغتها كما يحدث في كل العالم؟ أين الكتاب الذين يستطيعون أن يُبدُوا للعالم وجه وقول الحكمة السعودية العقلاني والمنطقي، القادر على هدم حجة الخصم وردها بأسلوب مهذب يقدره حتى الخصم ويصفق له المستمع؟. أعرف أن ما سبق سؤال صعب الإجابة، ومرهق أيضا، لكن في رأيي الإجابة كفعل ستكون أسهل وأسرع مفعولا، فهناك عشرات الأقلام القادرة على الكتابة، والمستعدة أيضا بكل اللغات، وأعتقد أنهم جاهزون عندما تطلب منهم العودة إلى صحفهم وزواياهم التي أظلمت.

azza@alwatan.com.sa

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia