Al-Watan (Saudi)

قتلنا التفكير لدى أبنائنا الطلبة حين اعتمدنا على أدوات التقويم الموضوعي! فأصبح الطالب لا يقرأ ليفهم ويحلل ويستنتج، بل أصبح يقرأ ليحفظ، أو ليتعƩرف على المعلومة متى ما ظهرت!

-

أن نقول إن الكتابة السيئة هي وسيلة لتجنب التفكير الجيد، أو عدم القدرة على استخدامه، أو في الأصل لا توجد رغبة في التفكير وبذل أي مجهود ذهني! وغالبا ما يكون ذلك نظرا للاستهتار كصفة ملازمة للشخص ذاته، أو الاستهتار بالمستقبل والتقليل من قدراته العقلية، أو قد يكون بسبب فقدان الأمل بالقدرة على تطوير المهارات الذهنية، أو ربما لنقص في التدريب أو المعلومات التي تغذيه، فتخرج العبارات غير الطالب لا يقرأ ليفهم ويحلل ويستنتج، بل أصبح يقرأ ليحفظ، أو ليتعرّف على المعلومة متى ما ظهرت! نجد أن مخزون الكلمات لديه ضعيف إلى ضعيف جدا، نظرا للانقطاع عن القراءة في الاختصاص أو حتى القراءة الحرة، ما يقرؤه عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو الكتابة غير الرسمية، ويتعرّض يوميا لطوفان من المفردات العامية والمختصرة، فنجد أن ما يشغل باله هو كل مختصر وبسيط، ويبتعد عن كل تفصيل أو مركّب! يعتبر الملازم نعمة والكتب نقمة! وحين يُواجَه بالاختبار المقالي يشعر بالارتباك والتشويش! هل هذا ذنبه؟ كلا، بل إنه ذنبنا نحن التربويين! نحن من تخلينا عن إعداده الإعداد السليم، نحن من استسهل الاختبار الموضوعي لسرعة عملية التصحيح، نعم الاختبار الموضوعي إنْ تم بناؤه على أسس سليمة يستطيع أن يقيس مهارات التفكير العليا، ولكن هل هذا هو السائد؟ لو كان كذلك لوجدنا أن غالبية الطلبة مجهزون لأي طريقة اختبار، موضوعيّا كان أو مقاليّا! قد يتعثر في التعبير واستخدام الكلمات المناسبة، ولكن الأصل موجود، ومنه يستطيع أن ينتقل إلى التدرّب على مهارات القراءة، وبالتالي ينمّي مخزون الكلمات، وينتقل بعده ليتمكّن من مهارات الكتابة، وبهذا يُفعّل التفكير وينظمه ويستخدمه بالطرق المثلى، فالكتابة ليست مهارة عابرة، بل هي من ضمن الأصل: القراءة والكتابة والحساب، لا القراءة ننمّيها ولا الكتابة نطوّرها، أمّا الحساب فلنتركه ليوم الحساب!

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia