حمد الفقيه
أن يستعيد الشعر مساحته الكاملة في حياة الناس تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في عالقته مع قارئه وخصوصيات صنعته وال سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته
■ مـا الهاجس الــذي يشغلك هــذه األيـــام فـي ظـل ما يجري من عدوان إبادة على غزة؟ كنا نظن أن العالم قد تجاوز منطق العنف، وأن هناك حلول ممكنة للمسألة الفلسطينية. اآلن يــبــدو لــنــا أن مــوقــف مــفــكــر مــثــل إدوارد سعيد من صفقة السالم غـدا مفهومًا تمامًا. غـــــزة وآلمــــهــــا ومــــا يـــحـــدث فــيــهــا اآلن يمكن وضـــــعـــــه فـــــي ســـيـــاقـــه الــــتــــاريــــخــــي لــلــحــمــالت الصليبية، وكنا اعتقدنا أن الدين أصبح في حيز الفردي والشخصي. الشيء الـذي يمكن أن يشكل إضافة شنيعة لتاريخ الحروب هو حجم القتل وأهداف الحروب التي تأخذ على عاتقها محو سجل املحرمات اإلنسانية في الـحـروب، بل أيضًا خلق أهــداف كانت في كل الـتـاريـخ أهــدافــًا مـحـرمـة؛ أولــهــا قـتـل األطـفـال واملدنيني والنساء.
■ من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعرًا مقروءًا؟ ل أعرف، ول أملك إحصاء ات أو تصورات. في الحقيقة، ليست لــدي طبيعة محبة للظهور والشهرة، ودائمًا أردد أن الكتابة هي جلسات عــالج خــاصــة، وأنـــا أستمتع بـذلـك. ل أخفيك أنني عندما أنجز نصًا أشعر بتلك املتعة التي يجدها شخص يعود مـن حـمـام شمسي، ما يحدث بعد ذلك ل يهمني كثيرًا. الـشـعـوب الـعـربـيـة، عـلـى الــرغــم مــن كـــل شــيء، تـــقـــرأ، وصــنــاعــة الــكــتــاب تــحــتــاج إلـــى حماية ملــرور الكتاب عبر البلدان العربية واعتباره سلعة أساسية تحظى بالمتياز الذي توفره الـدول للمنتجات الحرة واملعفاة من الرسوم والرقابة. من جانب آخر.
■ كيف هي عالقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟ صــــــدر كـــتـــابـــي األول فــــي بــــيــــروت عــــن «دار الجديد»، وكانت تجربة لطيفة. عالقاتي مع دور النشر لم تكن يومًا مباشرة، بل كانت تتم دومـًا عبر وسطاء وأصدقاء رائعني يقومون بهذه املبادرات.
■ كــيــف تـنـظـر إلــــى الــنــشــر فـــي املـــجـــالت والــجــرائــد واملواقع؟
املــنــصــات الـتـقـلـيـديـة والــصــحــف أو املــجــالت تحتاج إلى أن يكون الكاتب أو املثقف صاحب دربة في العالقات العامة، وهذا ما ل أتقنه. أنا صاحب طريقة في العزلة تحد من حركتي في النشر كما في الظهور.
■ هـــــل تـــنـــشـــر شــــعــــرك عـــلـــى وســـــائـــــل الـــتـــواصـــل االجـتـمـاعـي، وكـيـف تــرى تأثير ذلــك فـي كتابتك أو كتابة زمالئك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟ عـــــادة مـــا أقـــــدم نــصــوصــي مـــن خـــالل املـــواقـــع، وتحديدًا صفحتي الشخصية فـي فيسبوك. هناك شيء من الوعي في التعامل مع وسائل التواصل، فهي أساسًا أحـد منتجات السوق الـرأسـمـالـيـة، وأرى أن هـنـاك مــن نـجـحـوا في تقديم محتوى ثقافي و«شعري». ما أسلفناه يمكن أن يمثل منتجًا قـابـال لالستثمار. أمـا لو أردنـا القيمة الفنية أو الحصيلة الثقافية فيحتاج رصدها إلـى أن نعي أن هـذه الحالة أصبحت تحتكم إلــى قيمة شعبية أكـثـر من التزاماتها الفنية واألدبـيـة. هناك طفرات في الكتابة قد تبدو لنا غير مهمة، لكن من يملك اآلن القوة والشجاعة لقول ذلك؟ وحده الزمن هو الذي سيقرر.
■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟
من يهتم بالفن عمومًا هو الـذي يقرأ الشعر. عـــــشـــــاق املــــوســــيــــقــــى والـــســـيـــنـــمـــا والــــشــــبــــاب
عزلتي تُحّد من حركتي في النشر كما في الظهور