إدانة أوروبية لخطط االحتالل في الضفة
خرجت أمــس السبت، إدانـــات دولـيـة جديدة، ملواصلة حكومة االحتال اإلسرائيلي نهجها الـــقـــاضـــي بـــتـــعـــزيـــز االســـتـــيـــطـــان فــــي الــضــفــة الـغـربـيـة، الــتــي تــواجــه حــربــًا صـامـتـة عليها، منذ 7 أكتوبر/تشرين األول املـاضـي، ال تقل خطورة عن حرب اإلبادة اإلسرائيلية الجارية فـــي قـــطـــاع غــــزة مــنــذ ذلــــك الـــتـــاريـــخ، وصــــوال إلـــى وصـــف خــبــراء مــا يــجــري فــي الـضـفـة من مـخـطـطـات، يــقــودهــا خـصـوصـًا وزيــــر املـالـيـة اإلسرائيلي املتطرف بتسلئيل سموتريتش، بالنكبة الجديدة. وكـــان املـجـلـس الـــــوزاري اإلسـرائـيـلـي املصغر لـــلـــشـــؤون الــســيــاســيــة واألمـــنـــيـــة (كـــابـــنـــيـــت)، قــــد صــــــادق مـــســـاء الـــخـــمـــيـــس، عـــلـــى شــرعــنــة 5 بــــــؤر اســـتـــيـــطـــانـــيـــة فــــي الـــضـــفـــة الـــغـــربـــيـــة، والــــدفــــع بــمــخــطــطــات لـــبـــنـــاء آالف الــــوحــــدات االســتــيــطــانــيــة الـــجـــديـــدة فـــي أنـــحـــاء الــضــفــة، مــــع فـــــرض عـــقـــوبـــات أخــــــرى عـــلـــى مــســؤولــن فلسطينين، بحسب مــا أعــلــن سموتريتش في بيان. والبؤر االستيطانية الخمس «تقع في مواقع استراتيجية» في الضفة، بحسب ســمــوتــريــتــش، وهــــي «أفـــيـــتـــار» املـــقـــامـــة على أراضـــي نابلس، و«ســـادي إفــرايــم» و«غفعات أساف» املقامتان على أراضي رام الله والبيرة، و«حالتس» على األراضي الواقعة بن الخليل وبيت لحم، باإلضافة إلى البؤرة االستيطانية «أدوريم» املقامة على أراضي الخليل. وأضيف إلـــــى قــــــــرارات الـــكـــابـــنـــيـــت، «طــــــرح مــنــاقــصــات بـنـاء استيطاني، ودعـــوة مـديـريـة التخطيط الـــعـــلـــيـــا (الــــتــــابــــعــــة لـــــاحـــــتـــــال) لـــاجـــتـــمـــاع واملــصــادقــة عـلـى خـطـط بــنــاء آالف الــوحــدات الـسـكـنـيـة االسـتـيـطـانـيـة فــي الـضـفـة الغربية املحتلة»، وفـق وزيــر املالية اإلسرائيلي. كما تـــقـــرر، بــحــســب بــيــانــه، «إنـــفـــاذ الـــقـــانـــون ضد البناء املتفشي فـي صـحـراء يـهـودا (الضفة)، وتطبيق الـقـانـون فــي املـنـاطـق املصنفة «ب» ضـد «األضـــرار التي لحقت باملواقع التراثية واملخاطر البيئية»، عاوة على فرض عقوبات على مسؤولن فلسطينين وسحب امتيازات منهم. وتخضع املناطق «ب» في الضفة (وفق اتفاقية أوسلو) للسيطرة املدنية الفلسطينية واألمنية اإلسرائيلية. وردًا على ذلـــك، أكــد االتــحــاد األوروبــــي، أمس الــســبــت، ضـــــرورة وقــــف كـــل اإلجــــــــراءات الـتـي تضعف السلطة الفلسطينية. وأدان االتحاد إعـــــــــان ســــمــــوتــــريــــتــــش، واعـــــتـــــبـــــره مـــحـــاولـــة مـــتـــعـــمـــدة أخــــــرى لـــتـــقـــويـــض جـــهـــود الـــســـام. وقـــال املـتـحـدث بـاسـم االتــحــاد، بيتر ستانو،
يخصص سموتريتش ميزانيات ضخمة لفرض واقع جديد بالضفة
في بيان، إن زعماء االتـحـاد األوروبـــي أدانــوا قـــــــــرارات الـــحـــكـــومـــة اإلســـرائـــيـــلـــيـــة بــتــوســيــع املـــســـتـــوطـــنـــات غـــيـــر الـــقـــانـــونـــيـــة فــــي مـخـتـلـف أنحاء الضفة، وحثوا إسرائيل على التراجع عــن هـــذه الـــقـــرارات. وأكـــد االتـــحـــاد األوروبـــــي، وفق املتحدث باسمه، أنه «تماشيًا مع موقفه املشترك وقـــرارات مجلس األمــن التابع لألمم املــتــحــدة، فــإنــه لــن يـعـتـرف بـالـتـغـيـيـرات التي تطرأ على حدود عام 1967 ما لم يتفق الطرفان (الفلسطيني واإلسرائيلي) على ذلك»، مشددًا «على ضــرورة وقـف اإلجـــراءات التي تضعف السلطة الفلسطينية، وداعــيــًا إســرائــيــل إلـى اإلفـــــراج عــن عـــائـــدات الــضــرائــب الفلسطينية املحتجزة، واتـخـاذ التدابير الـازمـة لضمان اســتــمــرار الــخــدمــات املـصـرفـيـة بــن املــصــارف اإلسرائيلية والفلسطينية». كما أكد االتحاد «الــتــزامــه الـثـابـت بـالـسـام الــدائــم واملـسـتـدام، وفـــقـــًا لـــــقـــــرارات مــجــلــس األمــــــن الــــدولــــي عـلـى أساس حل الدولتن». بدورها، أدانت أملانيا، مساء الجمعة، مصادقة الكابنيت اإلسرائيلي عـــلـــى خـــطـــط ســـمـــوتـــريـــتـــش، وقــــــال املــتــحــدث باسم خارجيتها سيباستيان فيشر، إن ذلك «يـــقـــوض الــجــهــود الـــرامـــيـــة إلــــى تـحـقـيـق حل الدولتن»، مضيفًا أن «توسيع املستوطنات يعرض السام واألمن لجميع شعوب املنطقة للخطر، ولـذلـك نـدعـو الحكومة اإلسرائيلية إلى التراجع الفوري عن قراراتها». وال تـقـل قــــرارات حـكـومـة االحــتــال بالنسبة للضفة خــطــورة عــن حـــرب اإلبـــــادة فــي غــزة. ووصـــــــــف خــــــبــــــراء ومــــحــــلــــلــــون ســـيـــاســـيـــون فــلــســطــيــنــيــون قـــــــــرارات كـــابـــنـــيـــت االحــــتــــال الـــجـــديـــدة، الـــتـــي جـــــاءت اســتــجــابــة لـطـلـبـات سموتريتش، بأنها نكبة جـديـدة. وفـي هذا السياق، رأى الخبير في شـؤون االستيطان خليل تفكجي، في حديث لـ «العربي الجديد»، أن ما يجري في الضفة هو «عملية تطهير عــرقــي صــامــت، وفـــي بـعـض األحـــيـــان يجري اإلعان عنها كعمليات ضم في مناطق (ب)، حيث بـدأوا التدخل في البناء الفلسطيني». وقــــــــال: «إذا نـــظـــرنـــا إلـــــى مــــا يـــجـــري بـشـكـل شـــمـــولـــي، فـــــإن الـــجـــانـــب اإلســـرائـــيـــلـــي يـنـفـذ بـــرنـــامـــجـــًا كـــبـــيـــرًا وخـــطـــيـــرًا جـــــدًا مــــن خـــال عــمــلــيــات الــــهــــدم والـــتـــجـــريـــف الـــواســـعـــة فـي مخيمات الضفة، وهــي عمليات تهجير من املخيمات إلـى خارجها، إضافة إلـى تسليح املستوطنن، وهـذا كله يندرج ضمن عملية دفـع الفلسطينين للخارج». وحــذر تفكجي من أن «الذي يجري اآلن هو أن هناك حكومة مدنية إسرائيلية في الضفة جاءت بدال من الحكم العسكري، ووضـــع لها سموتريتش مــيــزانــيــات ضـخـمـة لــفــرض أمـــر واقــــع جـديـد عـــلـــى الــفــلــســطــيــنــيــن يــقــضــي عـــلـــى حـلـمـهـم بالدولة املستقلة». كــمــا اعــتــبــر املــحــلــل الــســيــاســي واإلعـــامـــي املـقـدسـي، راســـم عـبـيـدات، قــــرارات االحـتـال بـشـأن الـضـفـة، بأنها نكبة أخـطـر مــن نكبة ،1948 وهــدفــه منها تهجير سـكـان الضفة والقدس والداخل املحتل. ورأى عبيدات في حديث لـ«العربي الجديد»، أن «ما أعلن من خـطـوات يـأتـي تنفيذًا لخطة سموتريتش، الــــقــــاضــــيــــة بـــتـــحـــويـــل الــــضــــفــــة مــــــن أراض فلسطينية محتلة فيها وجــود استيطاني غير شرعي إلـى أراض إسرائيلية تحاصر فــــيــــهــــا املــــســــتــــوطــــنــــات وطـــــرقـــــهـــــا والـــــبـــــؤر االســـتـــيـــطـــانـــيـــة الــــــوجــــــود الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــي». مــيــدانــيــًا، واصـــلـــت قـــــوات االحــــتــــال، أمـــس، حملة اعتقاالتها في الضفة، واعتقلت شابًا مـــن مــديــنــة نـــابـــلـــس، فــيــمــا اعــتــقــلــت شـرطـة االحــتــال الــشــاب بـهـاء محمد عـمـر الـكـايـد، مـــن مــحــافــظــة جـــنـــن، وذلـــــك أثـــنـــاء وجــــوده فــي الـــداخـــل املــحــتــل، بـحـسـب وكــالــة األنــبــاء الفلسطينية الرسمية «وفا».