Al Araby Al Jadeed

اليمنيون في األضحى صدمة التوترات والتدابير المصرفية تعم األسواق

- صنعاء ـ محمد راجح

صنعاء شددت قبضتها على المصارف الواقعة تحت سيطرتها

يشكو مواطنون من صعوبة الحصول على التحويالت المالية

منذ سنوات واليمنيون بعيدون كل البعد عن أجواء بهجة األعياد بسبب الصراعات واالنخراط في المحاور اإلقليمية، وليس عيد األضحى هذا العام استثناًء، ألن الناس يكابدون األمرّين لتأمين لقمة العيش أصًال، فكيف لهم أن يكونوا قادرين على شراء مستلزماته؟

ألـقـت الــتــوتـ­ـرات املـتـصـاع­ـدة التي يــــشــــ­هــــدهـــ­ـا الــــيـــ­ـمــــن واملــــصـ­ـــاحــــب­ــــة لـلـقـرارا­ت املصرفية الــصــادر­ة عن البنك املركزي الحكومي في عدن وما تالها مــــن أحـــــــد­اث وقــــــــ­ـرارات فــــي قـــطـــاع­ـــات أخـــــرى، بظاللها وتبعاتها على األسواق املحلية قبل حـلـول عيد األضــحــى. وأثـــرت أزمـــة السيولة املـــتـــ­زامـــنـــ­ة مـــع اضــــطـــ­ـراب الـــقـــط­ـــاع املــصــرف­ــي والـــشـــ­لـــل الــــــذي أصــــــاب املــــصــ­ــارف والـــبـــ­نـــوك العاملة في صنعاء ومختلف املدن اليمنية، بـمـا فـيـهـا الــواقــع­ــة تـحـت سـيـطـرة الحكومة املـعـتـرف بها دولــيــا، فـي أســـواق العيد التي تمر بحالة ركود غير مسبوق قبل أيام قليلة من حلول عيد األضحى. يـــأتـــي ذلـــــك وســـــط مــــخــــ­اوف واســــعــ­ــة تــســود الـــقـــط­ـــاع الـــتـــج­ـــاري واألنـــشـ­ــطـــة االقــتــص­ــاديــة واملالية واملصرفية التي أثر فيها هذا الصراع الطاحن بشكل كبير حيث تـواجـه تحديات وصعوبات في تغطية احتياجات األســواق وفي استخدام أرصدتها املالية لدى البنوك، إضافة إلى الصعوبات في التحويالت املالية والنقل التجاري بـن املــدن اليمنية الواقعة تــحــت ســيــطــر­ة الــحــكــ­ومــة الـيـمـنـي­ـة مـــن جهة ومناطق نفوذ الحوثين من جهة أخرى. وفي هذا الصدد، يؤكد الباحث االقتصادي رشـيـد الــحــداد لــ«الـعـربـي الـجـديـد» أن لهذه الــــقـــ­ـرارات تــأثــيــ­رًا واضـــحـــ­ا. فــالــبــ­نــوك، مــثــال، عــــزفـــ­ـت عـــــن صـــــــرف مـــســـتـ­ــحـــقـــ­ات املـــوظــ­ـفـــن ورواتبهم، خصوصا العاملن في املنظمات وغيرها وبعض الجهات األخــرى، مؤكدًا أن مثل هذه الحواالت النقدية والخارجية هي املحرك األساسي لألسواق، وال سيما في مثل املـنـاسـب­ـات املـوسـمـي­ـة، وخـصـوصـا األعــيــا­د. هــذا بـاإلضـافـ­ة إلــى املــخــاو­ف الـتـي أحدثتها هذه القرارات وفق الحداد، والترقب الشعبي والــتــجـ­ـاري ملــجــريـ­ـات تـبـعـات األحـــــد­اث. فمن الصعب رصـد مستوى الحركة في األسـواق بــصــورة شــامــلــ­ة، لــكــن ثـمـة كــســادًا وتـراجـعـا كـبـيـريـن فــي الــحــركـ­ـة الــتــجــ­اريــة هـــذا املـوسـم مــقــارنـ­ـة بــاملــوا­ســم واألعـــــ­ـوام املــاضــي­ــة، وهـي تعكس واقعا صعبا ومؤسفا يجسد األحوال املعيشية الصعبة التي يعانيها املواطنون، ما يشكل عامال أساسيا ال بد أن يدفع جميع األطــــرا­ف إلـــى الـتـوقـف عــن املـشـاحـن­ـات التي تنعكس تدهورًا اقتصاديا. وتــــــطـ­ـــــاول الــــتـــ­ـأثــــيــ­ــرات أســــــــ­ــواق األضــــاح­ــــي واملـلـبـو­سـات واملــكــس­ــرات ومــشــروب­ــات العيد وحلوياته، إضافة إلى األنشطة واملشروعات اإلنتاجية األسرية التي تنشط عادة في مثل هذه املواسم التجارية، فضال عن األزمة التي تطاول أسواق السلع واملواد الغذائية نتيجة االضطراب الحاصل في اليمن وشح السيولة والتبعات التي طاولت الشحن التجاري جراء مـا تمر بـه الـبـالد فـي ظـل األحـــداث املستمرة بالتصاعد في البحر األحمر واملمرات املائية الدولية في اليمن. وفي هذا السياق، يقول صهيب سالم، تاجر مــالبــس فـــي صــنــعــا­ء، لـــ «الــعــربـ­ـي الــجــديـ­ـد»، إن هــنــاك ركــــودًا غـيـر مـسـبـوق بـحـيـث تكاد الـــحـــر­كـــة الـــتـــج­ـــاريـــة أن تـــكـــون مــتــوقــ­فــة فـي أســـواق املـالبـس، بعكس الـعـام املـاضـي على

ســبــيــل املـــثـــ­ال، عــنــدمــ­ا كــــان هـــنـــاك نـــشـــاط ال بــأس بـه بــدأ بالتصاعد منذ أول أيــام شهر ذي الـحـجـة. ويـتـحـدث تـاجـر آخــر يعمل في بـــيـــع املــــكــ­ــســــرات والـــحـــ­لـــويـــا­ت، يــــدعـــ­ـى نـجـم الوصابي لـ «العربي الجديد»، عن أن الحركة التجارية كانت مشابهة لهذا الوضع خالل األيـــام الـعـاديـة قبل اقــتــراب أيـــام حـلـول عيد األضــحــى. وتشهد أســـواق األضــاحــ­ي ركــودًا غير مسبوق، حيث رصدت «العربي الجديد» زيادة بأكثر من %80 على أساس سنوي في أسعار األضاحي في صنعاء، حيث يتجاوز سـعـر املــاعــز 110 آالف ريــــال، فــي حــن يزيد على 150 ألـفـا فـي مناطق أخـــرى، مثل عدن وتعز، جنوب غربي اليمن.

االتصاالت والحسابات المصرفية في عين العاصفة

كذلك أثرت األزمة وقرارات «النقل» الصادرة عـــن عــــدد مـــن الـــجـــه­ـــات الــحــكــ­ومــيــة فـــي عــدن بأنشطة النقل الداخلي بن املدن، إضافة إلى ما طاول قطاع االتصاالت من تبعات، حيث ارتبطت املواسم التجارية العيدية بأنشطة مثل هذه القطاعات ومنتجاتها وخدماتها فــي الـيـمـن. وفـــي الــوقــت الـــذي يـعـانـي عمالء الــبــنــ­وك مـــن اســتــخــ­دام أرصــدتــه­ــم والـسـحـب مــن حساباتهم بسبب إقـــدام هــذه املـصـارف عــلــى تـعـطـيـل أعــمــالـ­ـهــا وأنــشــطـ­ـتــهــا وتـقـنـن تــداوالتـ­ـهــا املــالــي­ــة، ومـــا لــذلــك مــن تـأثـيـر في

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar