توقعات ضئيلة من مؤتمر السالم في أوكرانيا
الــتــقــى عـــشـــرات مـــن قــــادة دول الــعــالــم، أمــس الــســبــت، فـــي ســويــســرا، فـــي الـــيـــوم األول من مؤتمر السالم في أوكرانيا، بحضور الرئيس فولوديمير زيلينسكي وغياب روسيا التي لم تدع، وسط استمرار ردود األفعال الرافضة الـــــشـــــروط الـــتـــي حــــددهــــا الـــرئـــيـــس الـــروســـي فالديمير بوتن أول من أمس، من أجل وقف إطــالق الـنـار وبــدء املـفـاوضـات مـع أوكرانيا، والتي تتضمن تخلي كييف عن طموحاتها بــــاالنــــضــــمــــام إلــــــى حـــلـــف شــــمــــال األطـــلـــســـي وتسليم أربـعـة أقـالـيـم تطالب بها موسكو. وجمع املؤتمر، الذي ينعقد في مرحلة حرجة ألوكرانيا املنهكة بعد أكثر من سنتن على بدء الغزو الروسي في فبراير/شباط ،2022 أكثر من 50 رئيس دولة وحكومة، بمن فيهم قـادة دول مجموعة السبع الذين عقدوا قمة فــي إيــطــالــيــا، بـاسـتـثـنـاء الــرئــيــس األمـيـركـي جـــــو بـــــايـــــدن الــــــــذي أرســــــــل نـــائـــبـــتـــه كــــامــــاال هاريس. وفيما يشارك في املؤتمر قادة دول مجموعة السبع اآلخـــرون، بريطانيا وكندا وفرنسا وأملانيا واليابان وإيطاليا، إضافة إلـــى مــســؤولــي االتـــحـــاد األوروبــــــي ورؤســــاء األرجـــنـــتـــن وكــولــومــبــيــا وتــشــيــلــي وفـنـلـنـدا وبولندا وفيجي وكينيا وغانا، فإن حليفتي روســــيــــا فــــي مـــجـــمـــوعـــة بـــريـــكـــس، الـــبـــرازيـــل وجنوب أفريقيا، أوفدتا مبعوثن فقط. كما اختارت الهند أن تكون ممثلة على املستوى الــــوزاري، فـي حـن لـن تـشـارك الصن بغياب روسيا. وفيما ينظر إلـى املؤتمر الــذي ينتهي اليوم األحد أنه مجرد خطوة أولى في آلية طويلة،
أعـــرب زيلينسكي، عـنـد بـــدء الـقـمـة، عــن أمله فــي الـتـوصـل «إلـــى ســـالم عـــادل بــأســرع وقـت ممكن»، مؤكدًا أن «كل ما سيتفق عليه سيكون جـــزءًا مـن عملية إعـــادة الـسـالم الـــذي نحتاج إلـــيـــه جــمــيــعــًا». وأضـــــــاف: «ســـنـــرى الــتــاريــخ يتحقق خالل هذه القمة». وسعت سويسرا، التي تستضيف القمة على مــدى يومن في منتجع بورغنستوك الجبلي الـفـخـم، للحد من التوقعات، إذ أعلنت أن االجتماع يرسي األسس ملسار سالم مع ترقب عقد اجتماعات قمة في املستقبل بمشاركة موسكو. وأعـــلـــنـــت نـــائـــبـــة الـــرئـــيـــس األمـــيـــركـــي كــامــال هــــــاريــــــس، خــــــالل حــــضــــورهــــا املــــؤتــــمــــر، عــن مـــســـاعـــدات تـــزيـــد قـيـمـتـهـا عــلــى 1.5 مـلـيـار دوالر، عـلـى أن يخصص جـــزء منها لقطاع الــــطــــاقــــة فـــــي أوكـــــرانـــــيـــــا وتـــحـــســـن الـــوضـــع اإلنـــســـانـــي فــــي الــــبــــالد. وقــــــال مــكــتــب نــائــبــة الرئيس األميركي إن مبلغ 1.5 مليار دوالر يــتــضــمــن 500 مـــلـــيـــون دوالر مــــن الــتــمــويــل الـــجـــديـــد لـــلـــمـــســـاعـــدات املـــخـــصـــصـــة لــقــطــاع الطاقة، وإعادة توجيه 324 مليون دوالر من األمـــوال املعلن عنها سابقًا نحو إصالحات عاجلة للبنية التحتية للطاقة واحتياجات أخـــــرى فـــي أوكـــرانـــيـــا. وقـــــال مـكـتـب هــاريــس إن «هــــذه الــجــهــود سـتـسـاعـد أوكــرانــيــا على مجابهة آثار الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في اآلونة األخيرة من خالل دعم اإلصالحات وعودة العمل بشكل معتاد، وتحسن قدرة أوكرانيا على مواجهة انقطاع إمـــــدادات الــطــاقــة، ووضــــع األســــاس إلصــالح وتــوســيــع نــظــام الــطــاقــة فــي أوكـــرانـــيـــا». كما
أعلنت هـاريـس تقديم أكـثـر مـن 379 مليون دوالر مــن املــســاعــدات اإلنــســانــيــة مــن وزارة الــخــارجــيــة األمــيــركــيــة والـــوكـــالـــة األمـيـركـيـة للتنمية الدولية ملساعدة الالجئن وغيرهم مـــن املـــتـــضـــرريـــن مـــن الــــحــــرب. وتـــهـــدف هــذه األمـــوال إلــى املـسـاعـدة فـي تلبية احتياجات الـغـذاء والـخـدمـات الصحية واملـــأوى واملياه والصرف الصحي وخدمات النظافة ملالين األوكرانين. ومــــن املـــقـــرر أن يــنــاقــش املــجــتــمــعــون، الــيــوم األحــد، بالتفصيل وضمن مجموعات عمل، ثالثة مواضيع هي: السالمة النووية، وحرية املـالحـة واألمـــن الـغـذائـي، ومسائل إنسانية.
وســـتـــنـــظـــر مـــجـــمـــوعـــات الـــعـــمـــل فــــي مــســألــة الـشـحـن فــي الـبـحـر األســــود وأســــرى الـحـرب واملعتقلن املدنين واألطفال املرحلن. وحــــــذر مـــراقـــبـــون مــــن املـــراهـــنـــة كـــثـــيـــرًا عـلـى املؤتمر. وقالت «مجموعة األزمــات الدولية»
الكرملين: رد فعل الغرب على ّمقترحات بوتين غير بناء
إن «املفاوضات املجدية التي يمكن أن تضع حــقــًا حــــدًا لــلــحــرب املــــدمــــرة فـــي أوكـــرانـــيـــا ال تــزال بعيدة املـنـال، إذ تتمسك كـل مـن كييف ومــــوســــكــــو بـــنـــظـــريـــات االنــــتــــصــــار وتــغــلــب إحداهما على األخرى». ولفتت إلى أن «كييف وداعـــمـــيـــهـــا ســـيـــواجـــهـــون ضــغــوطــًا شــديــدة للخروج بنتائج ملموسة من االجتماع». وقال الخبير بشؤون روسيا لدى مركز راند لأبحاث سامويل شــاراب إنـه «مـن الواضح أن روســـيـــا تـــبـــذل قـــصـــارى جــهــدهــا إلظــهــار غضبها مـن املــؤتــمــر... مـا يـريـدونـه هـو عدم اتساع التحالف املؤيد ألوكرانيا». فــي سـيـاق ردود الفعل على شـــروط بوتن، قــال املستشار األملـانـي أوالف شولتز لهيئة «إيـــه آر دي» للبث قبل التوجه إلــى املؤتمر أمس: «ما نحتاج إليه ليس سالمًا يملى، بل سالم عادل ومنصف يأخذ باالعتبار سالمة أراضــــي أوكــرانــيــا وســيــادتــهــا». وأوضــــح أن زعـــمـــاء مـجـمـوعـة الـــــدول الــســبــع الـصـنـاعـيـة الكبرى لم يناقشوا مقترحات بوتن ألنهم جــمــيــعــًا يـــرونـــهـــا غــيــر جــــــادة، مــعــتــبــرًا أنــهــا تهدف إلى صرف االنتباه عن املؤتمر فقط. في املقابل، قال الكرملن، أمس السبت، إن رد فعل الـغـرب على مقترحات بـوتـن كــان غير بناء. وردًا على سؤال حول ما إذا كان هناك رد فعل رسمي على مقترحات بوتن، نقلت وكــــاالت أنــبــاء عــن املـتـحـدث بـاسـم الكرملن دمـــيـــتـــري بــيــســكــوف قــــولــــه: «هــــنــــاك الـكـثـيـر مـنـهـا، قـــدر كبير مــنــهــا... ردود فـعـل رسمية وتصريحات رسمية ذات طبيعة غير بناء ة».