شهيد وتعذيب في الضفة والنقب
سقط شهيد في مواجهات مع االحتالل في الضفة الغربية المحتلة، في وقت زادت فيه عمليات التعذيب في معسكر «سديه تيمان»
استشهد الفلسطيني أسعد القنيري، صباح أمـــــس الـــخـــمـــيـــس، خـــــال اشـــتـــبـــاك مــســلــح مـع االحـــتـــال اإلســـرائـــيـــلـــي، أثـــنـــاء حــصــار منزله فـي بـلـدة يعبد، جـنـوب غـربـي جـنـن، شمالي الــضــفــة الــغــربــيــة املــحــتــلــة. وكــشــفــت مــصــادر مـــحـــلـــيـــة لـــــ«الــــعــــربــــي الـــــجـــــديـــــد»، أن «قــــــوات إسرائيلية خاصة اقتحمت يعبد وحاصرت منزل القنيري، ثم سمع صوت اشتباك مسلح، وبعدها التحمت تعزيزات إضافية من قوات االحــــتــــال». وأضـــافـــت أنـــه «بــعــد ذلـــك أصــيــب الـــقـــنـــيـــري، ومـــنـــعـــت قــــــوات االحــــتــــال طـــواقـــم اإلسـعـاف من تقديم العاج لـه، ثم انسحبت، ليتبن بعدها أنه استشهد، ونقل جثمانه إلى مركز طبي في يعبد». وتـم تشييع القنيري، وهو أسير محرر، بعد ظهر أمس. وأصيب مواطن بالرصاص الحي، فجر أمس الخميس، خال مواجهات مع قوات االحتال في مخيم األمعري، جنوبي رام الله. وأفـادت
مـــصـــادر أمــنــيــة لــوكــالــة األنـــبـــاء واملــعــلــومــات الفلسطينية «وفــا»، بأن «املواجهات اندلعت عقب اقتحام املخيم، وأطلق جنود االحتال خـــالـــهـــا الــــرصــــاص الـــحـــي وقـــنـــابـــل الـــصـــوت والـــغـــاز الـــســـام، مـــا أدى إلــــى إصـــابـــة مــواطــن بالرصاص الحي في القدم». وشدد االحتال اإلســــرائــــيــــلــــي، أمــــــس الـــخـــمـــيـــس، إجــــــراء اتــــــه العسكرية عند حاجز تياسير، شرقي طوباس، أمام املتوجهن إلى األغــوار، ما تسبب بأزمة مــروريــة خانقة. ووقـعـت اشتباكات عــدة بن مقاومن واالحتال، ومنها في قباطية، حيث أعلنت «ســرايــا الـقـدس - وحـــدة الهندسة في قباطية» في بيان أنـه «ضمن معركة طوفان األقصى تمكن مجاهدونا من التصدي لقوات االحــتــال، التي اقتحمت بلدتنا بـوابـل كبير من العبوات املتفجرة وإصابة اآلليات بشكل مــبــاشــر». وانــدلــعــت اشـتـبـاكـات مسلحة، بن مـقـاومـن وقـــوات االحــتــال فــي مدينة جنن، ومــخــيــم الــدهــيــشــة فـــي بــيــت لـــحـــم، وفــــي حي رفيديا في نابلس، حيث ذكرت «كتائب شهداء األقـــصـــى – نــابــلــس» فـــي بــيــان أن «مقاتلينا خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات االحتال الصهيوني املقتحمة للمدينة». مـــن جـهـتـه، أفــــاد نــــادي األســـيـــر الفلسطيني، أمس الخميس، بأن «قــوات االحتال صعدت من عمليات االعتقال املمنهجة بحق النساء الــفــلــســطــيــنــيــات بـــعـــد الـــســـابـــع مــــن أكـــتـــوبـــر/ تشرين األول املـاضـي»، موضحا في بيان أن «عدد حاالت االعتقال بن صفوف النساء بعد السابع من أكتوبر بلغ نحو 270 حالة». وأشار الــنــادي إلــى أن اإلحصائية متعلقة بالنساء «الــلــواتــي تـعـرضـن لـاعـتـقـال فــي الـضـفـة بما فــيــهــا الـــقـــدس، وكـــذلـــك الــنــســاء مـــن األراضـــــي املحتلة عام ،1948 ونساء من غزة مقيمات في الضفة»، فيما أكد أن «ال معلومات حول حاالت االعتقال الكاملة للنساء مـن غـــزة». ووجـهـت لــــأســــيــــرات تـــهـــم تــتــعــلــق بـــالـــتـــحـــريـــض عـلـى مــواقــع الــتــواصــل االجـتـمـاعـي، والــتــي شكلت بـعـد الـسـابـع مــن أكــتــوبــر، أبـــرز الـــذرائـــع التي استخدمها االحتال العتقال الفلسطينين، ومـــن لــم يتمكن االحـــتـــال مــن تشكيل الئحة اتــهــام بحقها عـلـى خلفية الـتـحـريـض، جـرى تحويلها إلى االعتقال اإلداري. وفي السياق، ارتــفــع عـــدد حـــاالت االعـتـقـال فــي الـضـفـة، بما فيها القدس، بعد السابع من أكتوبر املاضي، إلـــى أكــثــر مـــن 8030 حـــالـــة، حــســب مـــا أعلنت هيئة شؤون األسرى واملحررين الفلسطينية ونادي األسير الفلسطيني أمس الخميس. وفــــي بـــيـــان آخـــــر، تـــطـــرق نـــــادي األســـيـــر إلــى مـعـسـكـر «ســـديـــه تــيــمــان» (الـــواقـــع قـــرب بئر السبع في النقب)، مشيرًا إلى أنه «شكل بعد الـسـابـع مـن أكـتـوبـر، عـنـوانـا بـــارزًا لعمليات التعذيب غير املسبوقة بكثافتها، خصوصا أن معظم الجرائم التي كشف عنها، ارتبطت
أصبح معسكر «سديه تيمان» عنوانًا لعمليات تعذيب غير مسبوقة
بـاسـم هـــذا املـعـسـكـر، وكـــان آخــرهــا مــا كشف عــنــه اإلعــــــام الـــعـــبـــري صـــبـــاح الـــيـــوم (أمـــس الخميس)، عن تفاصيل مروعة وجرائم طبية يتعرض لها املعتقلون املــرضــى والجرحى في إحدى املنشآت التابعة للمعسكر». وذكر النادي أنه «من ضمن التفاصيل التي ظهرت في تحقيق نشره اإلعام العبري وفقا لــشــهــادة أحـــد أطــبــاء االحـــتـــال، أن معتقلن تــعــرضــا لـعـمـلـيـة بــتــر فـــي أطـــرافـــهـــمـــا، جـــراء إصــــابــــات نــتــجــت بــســبــب عــمــلــيــات الـتـقـيـيـد املـسـتـمـرة بحقهما، حـيـث يـبـقـون املعتقلن املرضى إلى جانب عمليات التقييد املستمرة ألطـرافـهـم، معصوبي األعـــن». ولفت إلــى أن «هـــذه الــشــهــادة تـأتـي بـعـد فـتـرة وجــيــزة من الـكـشـف عــن اسـتـشـهـاد 27 مـعـتـقـا مــن غـزة فـــي مــعــســكــرات االحـــتـــال نـتـيـجـة للتعذيب والــــجــــرائــــم الـــطـــبـــيـــة، مــــن دون الـــكـــشـــف عـن هـويـاتـهـم، وهــو كـذلـك مـؤشـر الحتمالية أن يـــكـــون عــــدد الـــشـــهـــداء أعــــلــــى». مـــن جـانـبـهـا، حــــــذرت الــلــجــنــة الـــرئـــاســـيـــة الــعــلــيــا ملـتـابـعـة شؤون الكنائس في فلسطن، أمس الخميس، من محاوالت االحتال السيطرة على أماك بطريركية األرمن بالقدس، وآخرها ما جرى لـيـل األربـــعـــاء ـ الـخـمـيـس، مــن إخــــاء قسري لعقار «حـديـقـة الـبـقـر» الـتـابـع للبطريركية، ومـــــــا رافـــــقـــــه مـــــن بــــطــــش شـــــرطـــــة االحـــــتـــــال واعتدائها على رجال الدين وأبنائنا األرمن املـدافـعـن عنها. واعـتـبـرت اللجنة فــي بيان أن «تلك املحاوالت املستميتة للسيطرة على أمــاك البطريركية تأتي فـي سياق عمليات تهويد مدينة القدس املحتلة».