جولة حوار رابعة بين بغداد وواشنطن
أوان بحث االنسحاب األميركي لم يحن تتباين اآلراء حول فحوى الجولة الرابعة من الحوار بين بغداد وواشنطن التي تركز على دور قوات التحالف الدولي ضد «داعش» عوضًا عن االنسحاب األميركي
مــــن املـــرتـــقـــب أن تــنــطــلــق جـــولـــة جـــديـــدة للحوار بن بغداد وواشنطن، هي الرابعة مـن نوعها منذ فـبـرايـر/ شـبـاط املـاضـي، بــشــأن االنــســحــاب األمــيــركــي مـــن الــبــاد، وإنـــهـــاء دور الــتــحــالــف الـــدولـــي ملـحـاربـة «داعـش»، والذي تقوده الواليات املتحدة داخـــــل الــــعــــراق، وفـــقـــًا ملـــا أكـــدتـــه مــصــادر خاصة بوزارة الدفاع العراقية لـ«العربي الــجــديــد». وتــأتــي هـــذه الـجـولـة الـجـديـدة مـــن الـــلـــقـــاءات بـــن املــســؤولــن الـعـراقـيـن واألميركين، قبيل زيــارة معلنة لرئيس الـــوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلـــــى الـــبـــيـــت األبــــيــــض مــنــتــصــف إبـــريـــل/ نيسان الـحـالـي. واسـتـؤنـفـت، فـي فبراير املاضي، املحادثات بن بغداد وواشنطن بـشـأن انـسـحـاب قـــوات التحالف الـدولـي، مع اعتماد مصطلحات «خفض مدروس وتدريجي»، وصوال إلى إنهاء مهمة تلك القوات، وفق البيانات الرسمية العراقية، وذلــك بعد تعليقها عقب الجولة األولــى في يناير/ كانون الثاني املاضي. علمًا أن الجولة الثالثة انتهت األسـبـوع املاضي. وجــــــاءت هــــذه املـــحـــادثـــات بــعــد هـجـمـات مــتــبــادلــة، شــبــه يــومــيــة، ظـــلـــت تـــشـــن بن الـــفـــصـــائـــل املــســلــحــة الـــعـــراقـــيـــة الـحـلـيـفـة إليــران، وبن القوات األميركية املوجودة في قواعد متفرقة ببغداد واألنبار وأربيل واألراضــــــي الـــســـوريـــة، مـنـذ بـــدء الـــعـــدوان اإلسرائيلي على قطاع غـزة في أكتوبر/ تشرين األول املاضي. وقــــال مــســؤول عـسـكـري عــراقــي بــــارز في بغداد، في حديث لـ«العربي الجديد»، إنه «من املقرر أن تنطلق جولة الحوار الرابعة األسـبـوع املقبل فـي بـغـداد، بعد االنتهاء مـــن ثـــاث جـــــوالت، وجــــرى خـالـهـا بحث ملفات فنية وميدانية مختلفة». وأوضـــــــح املــــســــؤول الـــعـــســـكـــري الـــعـــراقـــي أن «الـــجـــولـــة الـــرابـــعـــة لـــن تـخـتـلـف كـثـيـرًا عــن الـــجـــوالت الــســابــقــة، إذ ستعمل على دراســــــة خـــرائـــط الـــتـــهـــديـــدات اإلرهـــابـــيـــة، ووضــــــــع الـــــقـــــوات الــــعــــراقــــيــــة وحـــاجـــتـــهـــا امليدانية، والرصد والتحليل املعلوماتي والـــــحـــــدود مــــع ســـــوريـــــة». ولـــفـــت إلـــــى أن «الــقــادة األميركين يـريـدون ضمان عدم استعادة تنظيم داعش قوته مجددًا بعد االنسحاب، ما يتطلب مناقشة موضوع الـــــرصـــــد الـــــجـــــوي املــــتــــواصــــل لــلــمــنــاطــق الـــصـــحـــراويـــة والـــجـــبـــلـــيـــة غـــــرب وشـــمـــال العراق، وموضوع الحدود السورية». وحول مآالت الجولة الرابعة، قال مصدر فـــي مـسـتـشـاريـة األمــــن الــقــومــي الــعــراقــي ببغداد، في حديث لـ «العربي الجديد»، إن فحوى «جميع الجوالت الحالية هو تقييم مـهـمـة الـتـحـالـف الـــدولـــي ومــــدى الـحـاجـة له»، مضيفًا أن «القيادة العسكرية ستقدم توصيات نهائية للحكومة». وأشــار إلى أن «امللف سياسي أكثر من كونه عسكريًا، لذا نعتقد أن التسوية التي سيتم التوصل إليها، ستكون من قبيل إعادة رسم مهام الـتـحـالـف، أو وضــع جـــدول زمـنـي يسمح ببقاء القوات عدة سنوات أخرى»، واصفًا زيارة السوداني إلى البيت األبيض بأنها «سـتـحـسـم هــــذا الــــجــــدل». مـــن جـهـتـه قــال رئـيـس لجنة األمـــن والــدفــاع فــي البرملان الـــعـــراقـــي، كـــريـــم املـــحـــمـــداوي، فـــي حـديـث لـ«العربي الـجـديـد»، إن «الجولة الرابعة مـــن الـــحـــوار بـــن بـــغـــداد وواشــنــطــن أكـثـر أهــمــيــة مـــن ســابــقــاتــهــا، وســيــتــم خـالـهـا
واشنطن تريد ضمان عدم استعادة «داعش» قوته
الجولة الجديدة تتزامن مع زيارة السوداني إلى واشنطن
مناقشة تقارير اللجان األمنية والفنية»، كما «ستحدد طبيعة الدعم الذي يحتاجه الـــــعـــــراق خـــــال املـــرحـــلـــة املـــقـــبـــلـــة». وبــــن أن «هــــذه الــجــولــة مـهـمـة كــونــهــا ستكون قــريــبــة مـــن الــــزيــــارة املــرتــقــبــة لــلــســودانــي إلى واشنطن»، مضيفًا أنه «من املؤكد أن تقارير تلك الجوالت األربع وكامل تقارير الـــلـــجـــان األمـــنـــيـــة، ســتــكــون مــحــل بــحــث» مــع الـجـانـب األمــيــركــي. وتــابــع: «سيكون هـنـاك تـأكـيـد عــراقــي عـلـى ضــــرورة وضـع جدول زمني معلن وواضح (لانسحاب)، وليس ترك األمر با حسم، وهذا ما أكدت عــلــيــه قـــــوى تـــحـــالـــف اإلطـــــــار الـتـنـسـيـقـي (الــحــاكــم) خـــال اجتماعاتها املتواصلة مــع الـــســـودانـــي». وأضــــاف أن «كـــل الـقـوى السياسية في اإلطار التنسيقي وخارجه، وحتى الفصائل املسلحة، داعـمـة وبقوة لــــلــــجــــهــــود الــــحــــكــــومــــيــــة الـــدبـــلـــومـــاســـيـــة الساعية إلى إنهاء مهام التحالف الدولي، وإخـــراج كامل الـقـوات األميركية، وهناك ثـقـة بـــالـــســـودانـــي». ولــفــت إلـــى أنـــه «لـهـذا السبب تم إيقاف عمليات الفصائل (ضد الـقـوات األميركية) مؤقتا ملنع أي عرقلة لسير تـلـك املــفــاوضــات، لـكـن أي مماطلة أميركية، من املؤكد أنها ستعيد عمليات الفصائل، والتي كانت بياناتها واضحة ومعلنة». وكانت فصائل تنضوي في ما يسمى «املقاومة اإلسامية في العراق»، قـــد أعــلــنــت مـطـلـع فــبــرايــر املـــاضـــي، وقــف عـــمـــلـــيـــاتـــهـــا الـــعـــســـكـــريـــة ضـــــد املـــصـــالـــح والقواعد األميركية، كان من أبرز أسبابها منح حكومة السوداني الفرصة للتفاوض على إخـــراج قـــوات التحالف الــدولــي. في غـــضـــون ذلــــك اعــتــبــر الــبــاحــث فـــي الــشــأن السياسي واألمـنـي العراقي، محمد علي الحكيم، أن جـــوالت الــحــوار الحالية بن بغداد وواشنطن «غير منتجة»، مضيفًا في حديث لـ«العربي الجديد»، أن «هناك خـشـيـة حقيقية داخــــل بـــغـــداد، سياسية وحــكــومــيــة، مـــن مـخـاطـر هـــذا االنـسـحـاب (األميركي) وتأثيره على مجمل األوضاع فــي الـــعـــراق». وأضــــاف أن «الـتـصـريـحـات األميركية واضحة، وهي تتكرر بن حن وآخـــر، وتـؤكـد أن ال انسحاب مـن الـعـراق وال مناقشة لانسحاب خال الحوارات، بـــل هـــنـــاك مــنــاقــشــة لــتــرتــيــب الـــعـــاقـــات». ورأى أن زيــــارة الــســودانــي املـرتـقـبـة إلـى واشـــنـــطـــن ســتــكــشــف بــشــكــل أكـــبـــر أن ال انسحاب أميركي من العراق.